Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الاختلال المعرفي المعتدل (MCI)

الاختلال المعرفي المعتدل (MCI)

يتسبب الاختلال المعرفي المعتدل في حدوث تغييرات معرفية خطيرة بدرجة كافية حتى يتم ملاحظتها من قبل الشخص المصاب، ومن الأشخاص المحيطين به أو المقربين إليه.

 

ما هو الاختلال المعرفي المعتدل (MCI)؟

هو مرحلة مبكرة من فقدان الذاكرة أو فقدان القدرات المعرفية الأخرى مثل اللغة، أو الإدراك البصري، أو الإدراك المكاني، مع المحافظة على القدرة على أداء معظم أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل.

 

هل الاختلال المعرفي المعتدل يؤدي للخرف؟

وجد الباحثون أن  الإصابة بالاختلال المعرفي يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف أو الزهايمر، ومن المقدر أن 10-20% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 65 عامًا ومصابين باختلال معرفي معتدل يصابون بالخرف على مدار عام واحد.

ما يقدر بنحو (10 – 15)٪ من الأفراد الذين يعيشون مع MCI يصابون بالخرف كل عام.

 

ما الفرق بين الاختلال المعرفي المعتدل والتدهور الناتج عن الشيخوخة الطبيعية؟

يظهر بعض التدهور العقلي مع الشيخوخة الطبيعية، على سبيل المثال قد يحصل الآتي:

    • انخفاض القدرة على تعلم معلومات جديدة.
    • تباطؤ المعالجة العقلية، وسرعة الأداء.
    • زيادَة القدرة على التشتت.

    ولكن انخفاضات الشيخوخة الطبيعية لا تؤثر على أداء أنشطة الحياة اليومية، ولا تؤثر على التعرف على الذكاء أو الذاكرة طويلة المدى.

    وأيضًا قد ينسى الشخص أحيانًا الأسماء أو يخطئ في وضع الأشياء بمكانها، وفي حالة الاختلال المعرفي قد ينسى الشخص المحادثات والمعلومات التي من المفترض أن يتذكرها مثل المواعيد والأحداث الأخرى المخطط لها.

     

    أعراض الاختلال المعرفي المعتدل

    لا تعتبر الأعراض شديدة مثل أعراض الزهايمر أو الخرف، ولكن بعض الأعراض تكون ظاهرة ولها تأثير على حياة المريض، وتشمل الأعراض:

      • خسارة الأشياء في الكثير من الأحيان.
      • نسيان الذهاب إلى الأحداث أو المواعيد.
      • مواجهة صعوبة في التحدث أو استخدام الكلمات مقارنةً بالأشخاص الآخرين في نفس العمر.
      • صعوبات في الحركة، ومشاكل في حاسة الشم.
      • نسيَان الأحداث الأخيرة.
      • إعادة نفس السؤال مرارًا وتكرارًا.
      • صعوبة في التفكير بالأشياء أو التخطيط لها، أو حتى حل المشكلات.
      • سهولة تشتيت الانتباه.
      • استغراق وقت أطول بكثير من المعتاد للعثور على الكلمة المناسبة لوصف شيء ما.
      • ضعف الإدراك البصري مثل المكافحة لأجل فهم الأشكال، أو المشي على السلم، أو الحكم على المسافات.

       

      أسباب الاختلال المعرفي المعتدل

      هنَاك عدّة أسباب قد تؤدي للإصابة في الضعف الإدراكي المعتدل (MCI)، وذلك مثل:

        • الاكتئاب، والتوتر أو القلق.
        • مشكلات الغدة الدرقية، ومشاكل الكلى أو الكبد.
        • توقف التنفس أثناء النوم أو المعاناة من اضطرابات النوم الأخرى.
        • الأمراض أو الحالات التي تؤثر على تدفق الدم في الدماغ مثل الأورام أو جلطات الدم، أو السكتات الدماغية، أو إصابات الدماغ الرضحية، أو استسقاء الضغط الطبيعي.
        • انخِفاض مستويات فيتامين ب 12 أو مستويات المغذيات الأخرى.
        • مشكِلات العين أو مشاكل في السمع.
        • العدوى.
        • الآثار الجانبية لبعض الوصفات الطبية مثل الأدوية المضادة للكولين التي تستخدم في علاج أمراض المثانة، أو مرض باركنسون، أو الاكتئاب.
        • امتلاك تاريخ من إدمان الكحول.
        • الإصَابة في أمراض الخرف، أو الزهايمر، أو أجسام ليوي، وغيرها.

         

        تشخيص الاختلال المعرفي المعتدل

        عليك الحصول على تشخيص سريري معتمد من أحد الأطباء المتخصصين أو المستشفيات الخاصة بهذا المرض، والعناصر الأساسية للتشخيص هي:

        التاريخ الطبي الشامل

        حيث يقوم الطبيب بتوثيق الأعراض الحالية التي تواجهها، والأمراض السابقة، والحالات الطبية، والتاريخ العائلي لأي مشاكل في الذاكرة أو الإصابة بالخرف.

        التقييم الوظيفي

        خلال هذا التقييم لـ الاختلال المعرفي المعتدل يتم تقييم قدرتك على الأداء الوظيفي المستقل وأداء الأنشطة اليومية، والتي تركز على أي تغييرات من المستوى المعتاد لوظيفتك.

        ومن ثم يتم أخذ استشارة من أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة لتوفير منظور إضافي حول التغيرات في أداء وظائفك.

        تقييم الحالة العقلية

        باستخدام اختبارات موجزة يتم تقييم حالتك العقلية من حيث الذاكرة، والتخطيط، والحكم، والقدرة على فهم المعلومات المرئية، ومهارات التفكير الرئيسية الأخرى.

        الفحص العصبي

        يكون الفحص العصبي داخل العيادة؛ لتقييم وظيفة الأعصاب، وردود الفعل، والحركة، والتنسيق، والتوازن الحسي. وقد يطلب الطبيب بعض الاختبارات والفحوصات المخبرية مثل فحص الدم، أو صور الدماغ.

        تقييم المزاج

        للمساعدة في اكتشاف الاكتئاب يجب إجراء فحوصات وتقييم المزاج؛ حيث أن الأعراض قد تشمل مشاكل في الذاكرة، أو الشعور بـ ضبابية الذاكرة، وبشكلٍ خاص عند كبار السن.

        ما يقارب (12 – 18)٪ من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر يعيشون مع الاختلال المعرفي المعتدل.

         

        علاج الاختلال المعرفي المعتدل 

        ما زالت الأبحاث جارية حول العلاج الأنسب لهذا الاختلال، ولكن يوجد بعض العلاجات المقترحة، ومنها:

        أدوية علاج الزهايمر

        إليك أهم المعلومات حول أدوية علاج الاختلال المعرفي:

          • تُوصف أدوية علاج الزهايمر (مثبطات الكولينستيراز) في علاج بعض حالات الاختلال المعرفي، وذلك في حالة كان العرض الأساسي هو فقدان الذاكرة.
          • دواء الأدوكانوماب تم اعتماده من 2021 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج بعض حالات الاختلال المعرفي.

          لكن لا ينصح باستخدامها لعلاج الاختلال؛ حيث لم تعرف فعاليتها حتى الآن في إبطاء تفاقم الحالة نحو الخرف.

          التوقُف عن تناول بعض الأدوية

          قَد تسبب بعض الأدوية آثار جانبية على التفكير، والتي قد تختفي بمجرد تناول الأدوية، وذلك مثل:

            • البنزوديازيبينات
            • مضادَات الكولين.
            • مضَادات الهيستامين.
            • الأدوية الأفيونية أو الأفيونات.
            • مثبِطات مضخات البروتون.

            عِلاج الحالات الأخرى

            لو كانت أعراض الاختلال المعرفي تظهر بسبب حالات مرضية أخرى عندها عليك علاج الحالات الأخرى، ومن ثم التخلص من الاختلال، وذلك على النحو الآتي:

              • ارتَفاع ضغط الدم: علاج ارتفاع ضغط الدم والسيطرة على مستوياته معتدلة يقلل من مخاطر تعرّضك للاختلال المعرفي المعتدل.
              • الاكتئاب: عندما تكون مكتئبًا بالأغلب تشعر بالنسيان وتشوّش الذهن، لذا عليك الالتزام في علاج الاكتئاب بالطريقة المناسبة.
              • انقطاع النفس النومي: بسبب هذه الحالة لا تحصل على قسط جيد من النوم، وبالتالي تشعر بالتعب خلال النهار، ومن ثم يجعلك ذلك تنسى، ولا تتمكن من التركيز كما يجب.

               

              كيفية التعامل مع الاختلال المعرفي المعتدل

              إليكَ بعض الأمور التي يمكنك فعلها للتعامل مع الأعراض، والسيطرة عليها أو التقليل منها:

              النشاط البدني

              احرِص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها تساعدك في الوقاية من الانحدار الإدراكي، وتعزز من صحة القلب أيضًا.

              النظام الغذائي

              اتبع نظام غذائي صحي ومتوازن، واتبع الآتي:

                • اعتمد على الفاكهة والخضروات وابتعد عن تناول الدهون قدر الإمكان؛ للمساهمة في حماية صحة الدماغ.
                • تناول الكثير من أحماض أوميغا 3 الموجودة في الأسماك، أو كـ مكملات غذائية.

                النشاط العقلي

                حافظ على نشاط عقلك للمحافظة على وظائف وإدراك الدماغ، وذلك من خلال:

                  • الألعاب التي تعتمد على الذكاء والذاكرة.
                  • العزف على الآلات الموسيقية.
                  • قراءة الكتب الجديدة، والتي تحفز الدماغ والتفكير.
                  • تدريب الذاكرة بواسطة التدريبات الإدراكية.
                  • المشاركة الاجتماعية.

                   

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  في الحالات البسيطة من الضعف الإدراكي يمكن للشخص أن يعتني بنفسه من خلال التحدث مع أحد الأخصائيين النفسيين، كما يرى الخبراء في عرب ثيرابي ضرورة التحدث مع أحد المقربين الموثق بهم. بالإضافة إلى إعداد المستندات القانونية في حال عدم التمكن من اتخاذ القرارات في المستقبل.