Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
لماذا أبكي بدون سبب

لماذا أبكي بدون سبب خلال الدورة الشهرية وبعد انقطاع الطمث؟

ليس من الغريب أن تبكي المرأة خلال فترة الحيض لديها، حيث أنها تعاني في هذه الفترة من الشهر من تقلبات مزاجية حادة. ومن خلال معرفة الأسباب وراء ذلك وتدوين الملاحظات تتمكني من تحديد المحفزات وتتبع حالتك بشكل أدق. إن كنت تتساءلين لماذا أبكي بدون سبب خلال الدورة الشهرية يمكنك اكتشاف ذلك في السطور التالية.

 

لماذا أبكي بدون سبب في فترة الحيض؟

غالباً ما تكون التقلبات المزاجية التي تعاني منها المرأة خلال فترة الحيض لديها مقبولة، فمثلاً الشعور بالحزن أو الإحباط أو الرغبة بالبكاء من الأمور الطبيعية. لكن بعضهن يشعرن أنهن يبكين أكثر من اللازم، هل هذا أيضاً طبيعي أم هناك خطب ما؟ تعرفي على أسباب تجعلك تبكي دون وجود سبب واضح:

الهرمونات الجنسية

الهرمونات الجنسية الأنثوية هي المتهم الأول لزيادة الشعور بالعاطفة كل شهر. حيث أنه في النصف الثاني من دور الشهرية (في الأسبوعين السابقين للدورة الشهرية) تعاني المرأة من تقلبات هرمونية كبيرة. وعلى الرغم من أن هذه التقلبات مهمة حقاً لمرحلة الإنجاب، إلا أن لها تأثير كبير على حالتك المزاجية، فتصبحي عاطفية بشكل أكبر لذلك تذرفي المزيد من الدموع. ويظهر هذا التأثير من خلال:

  • يعتبر هرمون الاستروجين مسؤول عن الحالة المزاجية، وانخفاض مستوياته يؤدي إلى تراجع الحالة المزاجية والبكاء بشكل أسرع. 
  • في فترة الدورة يكون هرمون البروجسترون في أعلى مستوياته هنا. وعلى الرغم من أنه هرمون يساعد في تهدئة المرأة إلا أنه المستويات المرتفعة منه قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط وفقدان الحافز والتوتر ومن ثم نقص الثقة بالنفس. 

 يعتقد بشكل عام أن التقلبات الهرمونية في السبب وراء كون النساء غير مستقرات عاطفياً أكثر من الرجال! 

الهرمونات الأخرى

لا تؤثر الهرمونات الجنسية على الحالة المزاجية فقط، بل لها تأثيرها الخاص على بقية الهرمونات في الجسم. ففي وقت الدورة قد تلاحظين أن:

  • يساهم هرمون البروجسترون في عدم التوازن على إنتاج هرمون الكورتيزول (وهو الهرمون الذي يفرز في أوقات التوتر). وفي كثير من الأحيان يحدث زيادة كبيرة في إنتاجه مما يؤثر على نفسية المرأة. 
  • يلعب هرمون الاستروجين دوراً أساسياً في تنظيم السيروتونين والمستقبلات المناسبة في الدماغ. لذا فإن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين يمكن أن يؤثر على إنتاج السيروتونين.

المشاكل النفسية الأخرى

في حال كنت تعانين من مشاكل نفسية أو لديك مستويات مرتفعة من التوتر أو القلق، فإن التقلبات الهرمونية في هذه الفترة كفيلة في زيادة حدة الأعراض لديك. لن أكن مستغربة بعد الآن عندما أبكي بدون سبب خلال فترة الدورة الشهرية لدي.

نقص المغنيسيوم

عند التعرض لنقص مستويات المغنيسيوم في الجسم، فإنه من الشائع أن تصبحي أكثر خمولاً أو تعانين من تشنجات أو مشاكل في الجهاز الهضمي. كل هذا يمكن أن يساهم بشكل كبير أو يزيد من حدة التقلبات المزاجية.

هل ترتبط نوبات البكاء بدون سبب لدى المرأة في فترة الحيض أما أنها خلال سن اليأس قد تعاني من الأمر ذاته؟ تابعي القراءة لاكتشاف المزيد عن ذلك.

 

هل سأبقى أبكي بدون سبب بعد انقطاع الطمث أيضاً؟

تعتبر فترة ما قبل انقطاع الطمث وخلال الانقطاع وبعدها من الفترات التي تتضمن أيضاً تغيرات هرمونية كبيرة. لذلك لذلك فإن كنت تتساءلين هل سأبكي أيضاً في هذه المرحلة بدون سبب؟ فالإجابة بكل تأكيد نعم.

في هذه الفترات تصبح مستويات هرمون الاستروجين متدنية، مما يعني حدوث المزيد من التقلبات المزاجية. كما أن هناك أعراض أخرى ترافق هذه المرحلة تساهم في زيادة حدة نوبات البكاء، مثل:

  • عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو حدوث الأرق. حيث أن المستويات الصحية من هرمون الاستروجين تدعم النوم الجيد.
  • الإجهاد هو أحد الأعراض الشائعة الأخرى لانقطاع الطمث، وتتعرض القدرة على الحفاظ على الاستقرار العاطفي عندما تكون تحت الضغط للخطر. 

ترتبط الأعراض العاطفية المرتبطة بانقطاع الطمث، بما في ذلك البكاء والشعور بالمشاعر العميقة، بالتغيرات الهرمونية.

يمكنك الحد مما تعانيه من تقلبات مزاجية خلال فترات التقلبات الهرمونية التي تمرين بها. ساعدي نفسك واتبعي ما يمكن أن يكون سبباً في شعورك بالتحسن.

 

كيف أخفف من العاطفة الحادة عندها لن أبكي بدون سبب مجدداً؟

سواء كان الأمر يتعلق بالتقلبات العاطفية خلال فترة الحيض أم خلال انقطاع الطمث، فإن إدارة العاطفة والتحكم بالنفس يعتبر أمر غاية في الأهمية لتجاوز المشاعر السلبية والحد من نوبات البكاء لدى النساء. ويمكن ذلك من خلال:

  • التواصل مع الآخرين: يعتبر الأصدقاء والأشخاص المقربين شبكة دعم نفسي رائعة يمكنك الاعتماد عليهم. ابقي على تواصل معهم وتحدث عن مشاعرك وما يزعجك وستجدين أنهم يقفون بجانبك دوماً.
  • مارسي هواياتك: لا يهم ماهية الهواية فقط مارسي ما تجدي أنه يساعد في تحسين حالتك النفسية ويمكنك من تفريغ مشاعرك من خلاله. يتيح لك ذلك الشعور بالمزيد من الرضا عن النفس ومن ثم يعمل على تحسين إدارة مشاعرك بشكل أكبر.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء: تعتبر رياضة التاي تشي أو اليوجا أو التأمل أو التصور الموجه أو الاسترخاء التدريجي أو التنفس العميق. جربي هذه تقنيات التهدئة التي يمكنك الاعتماد عليها بشكل يومي لإعادة التوازن لحالتك حالتك المزاجية.
  • مارسي التمارين الرياضية: ترفع التمارين الرياضية من مستويات هرمونات السعادة (مثل الإندورفين). فقط تأكدي من اختيار التمرين الذي تستمتع به لكي تساعدي في الاستمرار عليه. جربي مثلاً الرقص أو التنس أو الركض أو السباحة أو المشي مع الأصدقاء أو الزومبا أو أشكال الحركة الأخرى مفيدة. 
  • نامي جيداً: على الرغم من النوم يتأثر بشكل كبير خلال التقلبات الهرمونية، لكن حاولي الحصول على القدر الكافي من النوم للتقليل من حدة الطباع.
  • دوني يومياتك: تساعد اليوميات في تتبع الحالة المزاجية والمحفزات التي تتعرضين لها خلال يومك. مما يساعدك في اكتشاف أفضل الطرق للتعامل مع هذه المحفزات دون تركها تؤثر على نفسيتك.

تعتبر نبتة القديس يوحنا (St. John’s Wort) من النباتات المفيدة والمعالجة للتقلبات الهرمونية والتي تعمل على تحسين الحالة المزاجية والحد من القلق، كما أنها تدعم الجهاز العصبي.

 

كلمة من عرب ثيرابي

قد تكون الأعراض النفسية المرافقة لهذه الفترات الزمنية الخاصة بالنساء حادة بما فيه الكفاية للتأثير على الحياة اليومية للمرأة، عندها قد يكون الأمر أكبر من مجرد تقلبات مزاجية تتخللها نوبات من البكاء فقط. لذلك يرى الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ضرورة الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة في هذه الحالة خاصة إذا كنت لا تستطيعين السيطرة على مشاعرك أو زيادة حدتها لفترة تزيد عن الأسبوعين. لا تستهيني بالأمر فقط يكون ما تعانين منه أعراض اكتئابية.