Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
فقدان الشغف في الحياة

فقدان الشغف في الحياة ما بين الأسباب النفسية وطرق محاربته

نمر جميعنا بأوقات تفقد خلالها الشغف في الحياة، وعلى الرغم من أنها قد تعكس حالة نفسية تحتاج إلى العلاج إلا أنه من خلال التعامل معها باتباع بعض الأساليب أو النصائح يمكن تجاوز الأمر ومحاربته بشكل فعّال. وفيما يلي نتناول الأسباب النفسية لفقدان الشغف في الحياة وكيفية محاربته.

 

الأسباب النفسية فقدان الشغف في الحياة

تظهر بعض الدراسات أن فقدان الشغف ينتج غالباً بسبب بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ، حيث أن لهرمون الدوبامين التأثير الكبير في مدى شعور الشخص بالمتعة والرغبة في القيام بالأمور. ووجود خلل في انتاج الدماغ والاستجابة له يعمل على تقليل الشعور بالتلذذ. كما أن لبعض المشكلات النفسية دور أيضاً في فقدان الشغف مثل:

فقدان الشغف للقيام بالأمور المفضلة ما هو إلا أحد الأعراض الرئيسية للإصابة بالاكتئاب، فلا يعد الشخص يبدي اهتمامه السابق لنشاطاته وهواياته في هذه الأثناء.

الاضطراب ثنائي القطب

يمتاز اضطراب ثنائي القطب بنوبات من الهوس وأخرى من الاكتئاب، وما أن يبدأ الشخص الشعور بفقدان الشغف في الحياة حتى يدرك المحيطين به بأن هناك نوبة اكتئاب وشيكة الحدوث.

القلق 

الشعور بالقلق المفرط يجعل الشخص يتجنب الكثير من المواقف أو الأنشطة التي كان يستمتع بها، حيث أن شعوره بالقلق قد يزيد لأسباب متعددة. عندها يصبح الابتعاد أو التجنب هو سلوك التأقلم الوحيد المتبع.

مرض الفصام

عند الإصابة بمرض الفصام فإن هناك مجموعة من الأعراض التي تجعل فقدان الشغف في الحياة من الأمور الطبيعية، ومن هذه الأعراض:

  • تدني مستوى الدافع.
  • عدم القدرة على الشعور بالسعادة.
  • الانسحاب من الأنشطة أو الأصدقاء.

الشعور بالتوتر والإرهاق

يتسبب الشعور بالتوتر المزمن الإصابة بالإرهاق، وبالتالي فلن يمتلك الشخص الطاقة والقوة للقيام بالنشاطات الممتعة. بل قد يفضل الابتعاد عنها إلى أن يفقد إحساسه بها.

لتعاطي المخدرات الكثير من التأثيرات السلبية، بالإضافة إلى فقدان الشغف في الحياة، فإن الشخص ينسحب من جميع النشاطات أو يفقد أصدقائه وتبدأ جولة من المشكلات التي لا تنتهي. 

الشعور بالحزن

غالباً لن يتقبل الشخص الذي يعاني من الحزن بغض النظر عن سببه من القيام بالأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها. فهو يجد أن الأمر صعباً على نفسه ويمنعه حزنه من ذلك.

لكن هل يمكن معرفة مدى شعور الشخص بفقدان الشغف بالحياة؟ تابع القراءة وتعرف على مقياس سنيث هاملتون.

 

مقياس فقدان الشغف في الحياة (SHAPS)

لمعرفة مدى شعور الشخص بفقدان الشغف في الحياة هناك مقياس يسمى سنيث هاملتون للمتعة. حيث يشتمل هذا المقياس على 14 عبارة مقسمة ضمن فئات محددة يقوم الشخص بتحديد مدى مطابقة مشاعره مع كل عبارة.

فئات مقياس فقدان الشغف في الحياة

يقوم المقياس بقياس مدى قدرة الشخص على الشعور بالشغف في جوانب محددة من الحياة، حيث يتضمن أربعة فئات محددة تندرج تحت كل منها مجموعة من العبارات على النحو التالي:

الاهتمامات والاستمتاع

تركز هذه الفئة على مدى الشعور بالمتعة عن القيام بالهوايات أو الأنشطة المختلفة. ومن ضمن العبارات الخاصة بها:

  • سأجد المتعة في هواياتي والأوقات الممتعة.
  • سأتمكن من الاستمتاع بمنظر جميل أو منظر طبيعي.

التفاعلات الاجتماعية

أما هذه الفئة من المقياس فتتعلق بمدى شعور الشخص بالمتعة خلال التواصل أو التفاعل اجتماعياً. ومن العبارات الدالة على ذلك:

  • سأستمتع برؤية الآخرين مبتسمين أو مستمتعين بأوقاتهم.
  • يُسعدني مساعدة الآخرين.

التجارب الحسية

من خلال هذه الفئة يتمكن الشخص من تحديد قدرته على الاستمتاع بالأنشطة الجسدية أو التي تعتمد على الحواس، على سبيل المثال:

  • سأستمتع بحمام دافئ أو منعش.
  • سأجد المتعة في شم رائحة الزهور أو صوت موجات البحر.
اعرف المزيد: تعرف على الأنشطة الحسية لأطفال التوحد

الطعام والشراب

ولأن تناول الطعام أو الشراب يجلب للشخص المتعة، فلا بد معرفة مدى قدرته على الشعور بالمتعة المتعلقة بذلك من خلال عبارات مثل:

  • أستمتع عند تناول وجباتي المفضلة.
  • أشعر بالمتعة عند تناول كوب من الشاي أو فنجان من القهوة.

آلية تطبيق المقياس

عند قراءة كل عبارة لا بد أن يفكر الشخص بمدى مطابقتها على حالته أو كيفية الشعور بها، بعد ذلك يقوم باختيار الخيار الذي يعبر عن شعوره من الخيارات المتاحة مقابل كل عبارة. وهذه الخيارات كالتالي:

  • لا أوافق بشدة.
  • لا أوافق.
  • حيادي.
  • أوافق.
  • أوافق بشدة.

نتائج المقياس

يعتمد تسجيل النقاط على تخصيص نقطة واحدة لكل مرة يختار بها الشخص “لا أوافق” أو ”لا أوافق بشدة”، بينما العبارات التي يختار لها “حيادي” أو “أوافق” أو “أوافق بشدة” فهي غير محسوبة نهائياً. وفي النهاية يتم جمع النقاط فكلما ازدادت العلامة من 14 كلما زادت احتمالية الإصابة بفقدان الشغف.

تعني العلامة المتدنية في مقياس (SHAPS) على امتلاك شغف عالي في الحياة أو التمتع بالعافية النفسية.

 

كيفية محاربة فقدان الشغف في الحياة

يمكن للشخص أن يستعيد شغفه من جديد وبشكل ذاتي مالم يكن يعكس اضطراباً نفسياً. ويساعده في ذلك:

التركيز على الحافز الداخلي

إن إعطاء المزيد من الاهتمام على الحافز الداخلي يساعد الشخص على عودة شغفه من جديد، ويمكن ذلك من خلال تعلم المهارات أو المعارف الجديدة التي لم يسبق له تجربتها.

لا تقلل من شأن أي شيء، فبعض الأمور البسيطة قد لا تثير انتباهك أو لا تحفزك للقيام بها لظنك أنها لن تفيد، إلا أن النتيجة وإن كانت صغيرة فهي لها دورها في تحقيق الهدف الأكبر

التقليل من التفكير السلبي

يرتبط فقدان الشغف في الحياة بطريقة التفكير السلبية التي يتبعها الشخص، فيبدأ بتسويف الأمور أو تركها للتراكم وتصبح في النهاية عقبة لا يمكن تجاوزها. مما يدخل الشخص في حلقة لا تنتهي من فقدان الشغف. ومما يساعدك في التخلص من طريقة التفكير السلبية:

  • البحث عن الإيجابيات المتعلقة بالأمر.
  • تكرار هذه الإيجابيات قرابة 10 مرات في الدماغ.

استرجاع الذكريات السابقة

يمكن إثارة بعض المشاعر مثل الدافعية أو الرغبة أو الإلهام من خلال تذكر بعض الإنجازات التي تم تحقيقها في الماضي. مما قد يولد لدى الشخص شغف جديد للنجاح.

الحد من التفكير المفرط

يعتبر التفكير المفرط حاجز أمام الكثير من الأمور. فعند التفكير بالمهمة بشكل مفرط فإن ذلك يولد شعور لدى الشخص بأنها صعبة ولا يمكن إنجازها، ومن ثم إثارة المزيد من القلق نحوها ويفقد الشخص الشغف للقيام بها. ولتسهيل الأمر يمكنك تجربة:

  • تقسيم المهمة إلى عدة أجزاء بأهداف محددة.
  • العمل على كل جزء بشكل منفصل ومن ثم إكمال المهمة.

تقسيم المهمة إلى أجزاء صغيرة والعمل على كل منها لوحده يساعد في الشعور بالمزيد من الإنجاز ويساعد في المواظبة لإكمال المهمة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا يعتبر فقدان الشغف في الحياة من الأمور التي تحتاج إلى تدخل متخصص أو مساعدة، لكن في بعض الأحيان قد يكون الأمر عبارة عن علامة مبكرة للإصابة بالاكتئاب أو أحد الاضطرابات النفسية المقلقة. 

في هذه الأثناء يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة لضمان تلقي العلاج في الوقت المناسب قبل تفاقم الأعراض، خاصة إذا كان يعاني من الأعراض التالية لمدة تزيد عن أسبوعين:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة أو الأشخاص.
  • الشعور بالحزن معظم الوقت.
  • عدم القدرة على النوم بشكل جيد أو منتظم.
  • حدوث تغيرات في الشهية.
  • قلة الحافز.
  • حدوث أرق.
  • عدم القدرة على التركيز.