Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
علاج الثنائي القطب

علاج الثنائي القطب لدى الأطفال وكيفية التعامل مع الحالة

يعتبر ثنائي القطب حالة مزمنة تحتاج إلى التزام بعلاج يستمر مدى الحياة. ولصعوبة الأمر قد يحتاج معرفة علاج الثنائي القطب لدى الأطفال إلى عدة شهور أو حتى سنوات قبل الوصول إلى خطة علاجية متكاملة تشمل جميع جوانب حياة الطفل.

لكن بغض النظر عن هذه الصعوبة فإن الاستمرار أو المواظبة على العلاج يساعد الطفل ووالديه على التعايش بالشكل المناسب مع هذا الاضطراب مع ضمان الحد من التأثيرات السلبية.

 

علاج الثنائي القطب لدى الأطفال

عند البدء في وضع خطة علاج لاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال فإن الأمر يحتاج إلى تعديل مستمر إلى أن يتم الوصول إلى العلاج المناسب. حيث غالباً ما تشمل هذه الخطة العلاجية:

العلاج النفسي لثنائي القطب لدى الأطفال

لا ينحصر العلاج النفسي على الأطفال فقط في هذه الحالة، حيث يتم إدخال بقية أفراد العائلة لتثقيفهم وتعليمهم كيفية التعامل مع الطفل. ويمكن أن يتكون العلاج النفسي من:

  • التثقيف النفسي: وخلاله يقوم الأخصائي النفسي بتعريف الطفل وباقي أفراد عائلته عن المرض والأعراض التي يبديها الطفل.
  • العلاج المركز على العائلة: في هذا العلاج يتعلم أفراد العائلة كيفية إدارة نوبات الهوس والاكتئاب التي يعانيها الطفل بأفضل شكل. كما يتم التدريب على التواصل وحل المشكلات.
  • العلاج الزمني: والذي يساعد الطفل على تكوين روتين نوم خاص به ومن ثم الالتزام به، بحيث ينام ويستيقظ في الوقت ذاته يومياً.
  • العلاج بالإيقاع الشخصي والاجتماعي: تم تصميم هذا العلاج لمساعدة الطفل على تحسين مزاجهم من خلال الالتزام بالإيقاع البيولوجي والاجتماعي. كما يتمكن الطفل من الالتزام بأدويته وإدارة المواقف المجهدة والتقليل من المشكلات المتعلقة بالحياة الاجتماعية والسلوكيات.

العلاج الدوائي لثنائي القطب لدى الأطفال

لعلاج ثنائي القطب لدى الأطفال غالباً ما يتم وصف الأدوية ذاتها التي يتم وصفها للبالغين. حيث يعتمد العلاج الدوائي على كل من مضادات الذهان ومثبتات الحالة المزاجية. ومنها:

  • مثبتات الحالة المزاجية: تعمل هذه الأدوية على التحكم بنوبات الهوس والهوس الخفيف التي يعاني منها الطفل. ومنها الليثيوم (Lithium) أو حمض فالبرويك (Valproic acid) أو ديفالبروكس الصوديوم (Divalproex sodium) أو كاربامازيبين (Carbamazepine) أو لاموتريجين (Lamotrigine).
  • مضادات الذهان: يتم استخدام أدوية مضادات الذهان غير التقليدية للتحكم لأعراض نوبات الاكتئاب. حيث تم الموافقة على استخدام أربعة أدوية فقط لعلاج ثنائي القطب لدى الأطفال. وهذه الأدوية هي كاريبرازين (Cariprazine) ولوراسيدون (Lurasidone) و أولانزابين (Olanzapine) – فلوكستين (Fluoxetine) وكويتيابين (Quetiapine).

في حال كان الطفل يعاني من مشكلات نفسية أخرى مثل نقص الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب بالتزامن مع ثنائي القطب، فإن الأدوية المستخدمة لهذه المشكلات قد تسبب أعراض الهوس والتقلبات المزاجية أيضاً.

لا يمكن التعايش مع هذا الاضطراب دون الحصول على العلاج المناسب على الرغم من الآثار الجانبية. لذلك تحدث مع الطبيب المعالج عن الآثار المحتملة.

 

الآثار الجانبية للعلاجات الدوائية لثنائي القطب لدى الأطفال

تسبب الأدوية المستخدمة في علاج ثنائي القطب الكثير من الآثار الجانبية والتي تختلف شدتها باختلاف الأشخاص. لذلك لا بد من ملاحظة الأعراض التي يبديها الطفل بعناية والتحدث مع الطبيب المعالج بشأنها للتأكد ما إذا كان الدواء والجرعات مناسبة أم يجب تغييرها. ومن ضمن الآثار الجانبية المحتملة:

  • زيادة الوزن.
  • خلل التمثيل الغذائي و الذي يشتمل على وجود مستويات غير طبيعية من الدهون وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكري في الدم.
  • الشعور بالنعاس.
  • أكاثيسيا (Akathisia) وهي حالة يشعر بها الشخص بالقلق والإثارة مع حاجة ملحة للتحرك والتأرجح.
  • التسمم بالليثيوم مما يتسبب بأعراض مثل: عدم وضوح الرؤية وعدم انتظام النبض أو صعوبة التنفس والارتعاش أو تشنجات شديدة، التبول بكميات كبيرة، وجود كدمات غير اعتيادية.

لا تتوقف عن إعطاء الطفل الدواء دون أخذ تعليمات صريحة من الطبيب المعالج.

إذا شك الوالدين بالأعراض التي يعانيها طفلهما فإن التحدث مع الطبيب المختص يعتبر أمراً ضرورياً. لذلك تابع القراءة وتعرف على أعراض ثنائي القطب لدى الأطفال.

 

أعراض ثنائي القطب لدى الأطفال

يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب من التغيرات الكبيرة على نمط النوم والشهية والمزاج ومستويات الطاقة، مما ينعكس على قدرته على التركيز والتفكير وعلاقاته بالآخرين. حيث يظهر خلال نوباته الأعراض التالية:

أعراض نوبات الهوس لدى الأطفال

يرافق المستويات المرتفعة من الطاقة الأعراض التالية:

  • إظهار مستويات عالية من السعادة المفرطة والساذجة في بعض الأحيان.
  • الشعور بالمزيد من الانفعال ونفاذ الصبر في جميع المواقف.
  • التحدث بسرعة كبيرة وتداخل المواضيع معاً.
  • عدم الحاجة للنوم لعدم الشعور بالتعب.
  • عدم القدرة على التركيز على مهمة واحدة.
  • الرغبة بممارسة السلوكيات الخطيرة أو المحفوفة بالمخاطر.
  • اتخاذ القرارات المتهورة.
  • فقدان أو كسر الممتلكات مثل إضاعة الهواتف المحمولة أو كسر الدراجة.
  • الوقوع في مشكلات مثل الصراعات مع الآخرين أو عدم الفهم.

أعراض نوبات الاكتئاب لدى الأطفال

تختلف الحالة المزاجية عندما يدخل الطفل بنوبة من الاكتئاب، حيث يظهر في هذه الأثناء:

  • الشعور بالحزن أو اليأس أو الإحباط.
  • إظهار المزيد من الانفعال والتهيج.
  • الشكوى من بعض الأعراض الجسدية مثل الصداع واضطرابات المعدة.
  • اضطراب نمط النوم، حيث قد ينام أكثر من المعتاد أو يصيبه الأرق.
  • ضبابية الدماغ مما يجعله غير قادر على التركيز.
  • انخفاض مستوى الطاقة عن المعتاد.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
  • الابتعاد عن الأصدقاء والمقربين.
  • اضطراب على مستوى الشهية.
  • التحدث أو التفكير في الموت أو الانتحار.

يجب الانتباه جيداً لعلامات الانتحار التي قد يبديها الطفل والتعامل مع الأمر بجدية مطلقة.

 

كيفية التعامل مع الطفل المصاب بثنائي القطب

عند البدء بتلقي الطفل العلاج الخاص باضطراب ثنائي القطب فإن معرفة كيفية التعامل الصحيح معه يساعد بشكل كبير في تحسين الأعراض التي يعاني منها. حيث يتوجب على الوالدين وباقي أفراد العائلة القيام بما يلي:

  • التحلي بالصبر وعدم استعجال الشفاء.
  • تشجيع الطفل على الحديث والاستماع إليه بإنصات.
  • التركيز على الحالة المزاجية للطفل والانتباه لأي أعراض أو تغيرات يظهرها.
  • التعرف على المحفزات التي قد تثير نوبات الهوس أو الاكتئاب لدى الطفل.
  • تعلم المزيد من استراتيجيات إدارة المشاعر الشديدة أو حالات الانفعال والتهيج.
  • قضاء المزيد من الوقت الممتع مع الطفل وتحفيزه على الشعور بالمتعة.
  • متابعة تناول الطفل للعلاج، حيث أن تحسن الأعراض مرتبط بشكل وثيق بمدى الالتزام بالخطة العلاجية.
  • التوضيح للطفل أن العلاج هو الحل الوحيد ليتمكن من التعايش مع المرض، لذلك يجب أن يتحلى الانضباط قد الإمكان.

 

كلمة من عرب ثيرابي

التعامل مع طفل يعاني من اضطراب ثنائي القطب يعد أمراً غاية في الإرهاق، حيث أن التقلبات المزاجية والسلوكيات التي يبديها تجعل من الصعب السيطرة عليه مما يشكل تحدياً متزايداً على الوالدين. لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن يحص كلا الوالدين على الاستشارة النفسية المناسبة والتي تمكنهم من معرفة أفضل الطرق للتعامل مع الحالة.