Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
علاج الحزن

علاج الحزن: كيف تحوّل مشاعر الحزن إلى مصدر طاقتك؟

على الرغم من أن الحزن من المشاعر الطبيعية التي يعيشها الشخص، إلا أن الحزن المرافق للخسارة (والتي تتمحور في غالبية الأحيان بفقدان شخص عزيز) يتبعه عدم القدرة على التكيف مع الواقع الجديد، من هنا تأتي أهمية علاج الحزن للتمكن من الشفاء التام والاستمرار في الحياة اليومية.

 

أهداف علاج الحزن

بشكل عام فإن الهدف من علاج الحزن هو شفاء الشخص مما يعانيه من مشاعر حزن وغضب وندم في بعض الأحيان، ولكن يوجد مجموعة مفصلة من الأهداف التي يطمح هذا العلاج إلى تحقيقها، ومن ضمنها:

    • قبول حقيقة الخسارة وعدم رفضها أو تجاهلها.
    • العمل على معالجة آلام الحزن العاطفية التي يعيشها الشخص وما يتبعها من سلوكيات.
    • القدرة على التكيف مع الحياة بعد الخسارة والتغلب على العقبات التي يواجهها الشخص في هذه الأثناء.
    • التمكن من إيجاد شكل جديد للعلاقة مع الشخص المفقود تساعد في استمرار الحياة بشكل مريح.
    • القدرة على الرعاية الذاتية أثناء الشعور بالحزن للتقليل من الألم العاطفي والجسدي والعقلي.
    • القدرة على التحدث عن مشاعر الحزن التي لا يمكن التحدث عنها مع أحد.

    قد لا يستطيع الشخص التحدث عن مشاعره الخاصة بالحزن للمقربين خاصة إذا كانوا يعانون من مشاعر الحزن ذاتها، لذلك فقد يشكل العلاج الملجأ المناسب لتفريغ المشاعر المكبوتة.

     

    متى يتم اللجوء إلى علاج الحزن

    يمكن لأي شخص يعاني من الحزن أن يلجأ إلى العلاج المناسب، إلا أن هذه العلاجات غالباً ما تكون فعّالة للحالات التي يؤثر بها الحزن بشكل كبير على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية، والمواقف المسببة لحزن مفرط لا يمكن التعامل معه، أو عندما تظهر بعض أعراض الاكتئاب والتي لا تتحسن مع مرور الوقت.

     

    فئات الحزن التي تحتاج إلى العلاج

    في الوقت الذي يعني فيه مصطلح استشارات الحزن العملية التي تساعد في تسهيل الحزن الطبيعي أو غير المعقد على الشخص، فإن علاج الحزن يساعد الأنواع الأصعب من الحزن حيث أن التقنيات المتنوعة المتبعة تعمل على التعامل مع فئات الحزن التالية:

      • الحزن المعقد وطويل الأمد.
      • المعقد والمتأخر.
      • الحزن المبالغ به.
      • الحزن المرتبط بالصدمة النفسية.
      اعرف المزيد: تفريغ مشاعر الحزن | اشعر بالعافية من جديد

       

      تقنيات علاج الحزن

      يعتمد اختيار تقنيات علاج الحزن والأسلوب على عدة عوامل منها نوع الحزن الذي يعاني منه الشخص، ومن ضمن هذه التقنيات:

      العلاج المعرفي السلوكي 

      من خلال العلاج المعرفي السلوكي يتمكن الشخص من التعرف على أنماطه الفكرية السلبية التي تمنعه من التعامل مع الحزن بالشكل الصحيح، وبالتالي:

        • التمكن من تغييرها أو استبدالها بأفكار إيجابية عن الحدث المحزن.
        • وضع استراتيجيات للتعامل مع الأفكار السلبية للحد من تأثيرها على السلوكيات.
        • امتلاك نظرة جديد حول موقف الحزن أو الخسارة، وبالتالي التقليل من مشاعر الألم والتعامل مع الأمر بأسلوب جديد.

        علاج القبول والالتزام

        يتم اتباع هذا النوع من العلاج لحالات الحزن المعقدة أو الطويلة التي تستمر لمدة تزيد عن عام، حيث يعمل على زيادة المرونة النفسية لدى الشخص لتقبل موضوع الخسارة والتعامل معه بطرق أكثر فاعلية، فهو يركز على:

          • قبول المشاعر السلبية التي يشعر بها الشخص والتقليل من سلوكيات التجنب أو الإنكار.
          • الابتعاد عن العواطف الخاصة أو الخبرات للتمكن من فهمها بشكل أفضل.
          • التركيز على القيم أو الأهداف المستقبلية للعمل على تحقيقها.

          التركيز بشكل أكبر على الحاضر أو ممارسة تمارين اليقظة وعيش اللحظة الحالية

          علاج الحزن الصدمة

          يتعلق هذا النوع من العلاج بالحزن الناتج عن الصدمة النفسية، حيث أن الخسارة المفاجئة التي يتعرض لها الشخص بموت أحد المقربين بشكل غير متوقع مثلاً تسبب حزناً مرتبطاً بهذه الصدمة.

          ممارسة الطقوس

          قد يحاول الشخص خلال حزنه المتعلق بوفاة أحد المقربين الابتعاد عن الطقوس المتعلقة بالأمر، ولكن هذا الأسلوب العلاجي يحتم على الشخص التعامل مع جميع هذه الطقوس من جديد بغض النظر عن التوقيت، ومن ضمن هذه الطقوس:

            • القيام بمراسم الوداع.
            • كتابة رسالة أو كلمة للميت.
            • تعلم كيفية التكفين.
            • زيارة القبر.

            العلاج الجماعي

            بحيث تشترك هذه المجموعة بمشاعر الحزن ذاتها، ويتمكن الشخص في هذه الأثناء من الحديث عن مشاعره بشجاعة وأمان في بيئة تضمن السرية، فجميع المتواجدين في هذه الجلسة قد مروا بالمواقف المؤلمة ذاتها.

            علاج الحزن المعقد

            هو برنامج علاجي قائم على 16 جلسة علاجية، يركز على تقبل الخسارة الحاصلة والتعرف على كيفية تأثيرها على واقع الحياة، بالإضافة إلى:

              • تعلم مهارات إدارة الألم.
              • التفكير بالمستقبل أو وضع الأهداف للحياة القادمة.
              • إعادة التواصل مع الآخرين.
              • تعلم كيفية العيش مع الذكريات والتواصل معها بطرق صحية.

              يمكن تجربة أنواع خاصة من العلاج مثل العلاج باللعب أو الفن لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم

               

              استراتيجيات تساعد في علاج الحزن

              تساعد بعض الاستراتيجيات التي يقوم بها الشخص بشكل منفرد بعيداً على الجلسات العلاجية في تسريع عملية التشافي التي يسعى إليها وعودته للحياة اليومية والتمكن من الشعور بالعافية النفسية بشكل أكبر، وقد تشتمل هذه الاستراتيجيات:

              ممارسة التأمل

              يساعد التأمل أو اليوغا في الحد من الآثار الجسدية والنفسية التي يعاني منها الشخص خلال حزنه، حيث أنها تعمل على:

                • الحد من الأرق أو اضطرابات النوم.
                • زيادة التركيز أو تقوية الذاكرة.
                • تقوية الصحة الجسدية.
                • الحد من المشاعر السلبية.

                تساعد قراءة القصص المتعلقة بالخسارة أو الفقدان على تعلّم كيفية التعامل مع المواقف المشابهة وأخذ الفائدة من تجارب الآخرين

                تكوين روتين جديد

                تعتبر الفترة اللاحقة للخسارة من الفترات التي يشعر بها الشخص بعدم الانتظام في الحياة اليومية مما يزيد من المشاعر السلبية التي يمتلكها، ولكن تكوين روتيناً جديداً والاهتمام بممارسة نشاطات أو هوايات جديدة يمكن أن يحد من المشاعر السلبية وزيادة شعور الشخص بالسيطرة على حياته.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                غالباً ما يتمكن الشخص من التعامل مع الحزن الذي يشعر به ويتغلب عليه مع مرور الوقت، ولكن في بعض الحالات لا بد من علاجه وإلا بدأت بعض الأعراض الأكثر حدة بالظهور، ليتحول مجرى الأمور إلى مشكلة نفسية تتمثل بالإصابة بالاكتئاب، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الانتباه إلى الأعراض التي يعاني منها الشخص بشكل جدي، حيث أن من أعراض الاكتئاب:

                  • عدم استمتاع الشخص عند القيام بالنشاطات المفضلة.
                  • اضطراب نمط النوم والشهية بشكل ملحوظ.
                  • الشعور باليأس والإحباط.
                  • الرغبة بالبقاء وحيداً أو منعزلاً.
                  • عدم امتلاك الدافع أو الطاقة.

                  •