Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
حزن

حزن الفقدان | مراحله ورحلة التعافي منه

هل مررت بموقف فقدان شخص عزيز؟ لا بد أنك شعرك بالكثير من الحزن والألم العاطفي في هذه الأثناء والذي مر بمراحل متنوعة.

وعلى الرغم مما تعانيه، إلا أنه يمكنك مساعدة نفسك وتجاوز أعراض الحزن التي تشعر بها والمضي مجدداً بالحياة. لا تستسلم لأحزانك هذه وابدأ من جديد.  

 

مراحل الحزن على الفقدان

إن كنت قد فقدت أحد الأشخاص المقربين منك، فغالباً ما تكون قد مررت بمراحل الحزن المختلفة. فلا بد أنك لاحظت شعورك على النحو التالي:

مرحلة الإنكار

في بداية الأمر تحتاج إلى ما يساعدك في تقليل الشعور بالألم الناتج عن الخسارة، وهذا ما تصل إليه من خلال الإنكار. فعلى الرغم من تعاملنا مع حقيقة الأمر، إلا أننا نحاول في الوقت ذاته التغلب على الألم العاطفي الذي نشعر به في هذه الأثناء.

وخلال هذه المرحلة قد يحدث:

  • تغير الواقع بشكل كامل، مما قد يستغرق بعض الوقت من عقولنا للتكيف مع الواقع الجديد.
  • نبدأ بالتفكير في التجارب التي تشاركناها مع الشخص الذي فقدناه. وليس من المستغرب أن نفكر بكيفية المضي قدماً في الحياة بدون هذا الشخص.

ويعمل الإنكار على إبطاء معالج الصور المؤلمة والأفكار المتطفلة للدماغ، مما يساعد في التعافي بخطوات بسيطة بدلاً من المخاطرة والشعور بالإرهاق النفسي. ففي الوقت الذي يعتقد البعض أن الإنكار مجرد محاولة للتظاهر بأن الخسارة غير موجودة، إلا أنه في حقيقة الأمر محاولة لاستيعاب وفهم ما يحدث.

قد يكون من الصعب تصديق أننا فقدنا شخصاً مهماً في حياتنا، خاصة عندما نكون قد تحدثنا معه للتو أو منذ فترة قريبة.

الغضب

في محاولة للتكيف مع الواقع الجديد، قد تبدأ بالشعور بالانزعاج العاطفي الشديد خلال فترة الحزن التي تمر بها. ففي الوقت الذي قد تجد فيه أن نوبة الغضب التي تظهرها تشكل منفذاً عاطفياً جيداً لمشاعرك. وقد تكون أول ما نجربه عند البدء في إطلاق مشاعر الحزن المتعلقة بالفقدان.

ومع ذلك، فإن نوبات الغضب هذه غالباً ما تؤثر سلباً، حيث أنها تعمل على:

  • الشعور بالمزيد من العزلة والوحدة، فالغضب ذاته يؤثر على علاقاتك مع الآخرين. 
  • عدم الحصول على الراحة والطمأنينة والتواصل اللازم للشعور بالتحسن، بسبب عدم قدرة الآخرين من الاقتراب إلينا في هذه الأثناء.

من الشائع أن نتذكر الأوقات التي ربما قلنا فيها أشياء لم نقصدها ونتمنى لو كان بإمكاننا العودة والتصرف بشكل مختلف. 

الاكتئاب

بعد مدة من الزمن، نشعر بأن مخيلتنا قد بدأت بالهدوء، وبدلاً من الإنكار أو الغضب نبدأ بالتمعن بحقيقة الوضع الحالي ومواجهته وعدم الهروب منه.

في هذه المرحلة من الحزن، يصبح الشعور بفقدان الشخص العزيز أكثر ثقلاً. ومع أن الذعر والخوف قد أخذ بتلاشي، إلا أن الضبابية العاطفية أصبحت أكثر وضوحاً، ولا يمكن تجنب الخسارة نهائياً.

لذلك قد نبدي بعض أعراض الاكتئاب بشكل متزايد مع تزايد الشعور بالحزن. وعلى الرغم من أن هذه مرحلة طبيعية خلال عملية الحزن، إلا أن التعامل مع الاكتئاب بعد فقدان أحد المقربين يمكن أن يكون واحداً من أصعب المراحل. حيث نبدو أقل اجتماعية ولا نتواصل مع الآخرين بشأن ما نمر به.

اختبر إصابتك بالاكتئاب الآن

مرحلة القبول

لا يعني أننا بدأنا في قبول الفقدان أننا لم نعد نشعر بألم الخسارة والحزن. لكن كل ما في الأمر أننا لم نعد بحاجة إلى التعامل مع الأمر من خلال الإنكار أو الغضب أو حتى العزلة. بل أصبحاً أكثر نتقبل الوضع الجديد ولا نسعى إلى تغيير الحقائق.

 

أعراض الحزن

على الرغم من أن الحزن هو تجربة شخصية يعاني فيها الأشخاص من أعراض متنوعة، إلا أن الكثير منا يعاني من الأعراض التالية:

الأعراض النفسية للحزن

من الطبيعي أن لا تصدق ما حدث أو تشعر بالصدمة مباشرة بعد المواقف. كما قد تلاحظ شعورك بما يلي:

  • الحزن العميق: وخلاله قد تشعر بالفراغ أو الخدر أو اليأس. كما أنه من الغالب أن تشعر بالحنين والشوق وتحتاج إلى البكاء بشدة وتشعر بعدم الاستقرار العاطفي.
  • الشعور بالذنب: قد تبدأ باسترجاع الحوارات بينك وبين الشخص المتوفى، فتشعر بالندم على بعض العبارات أو المواقف التي قمت بها تجاهه. أو قد يكون ندمك مرتبطاً بعدم قدرتك على مساعدته أو حمايته من الموت.
  • الخوف: إن مواجهة الحياة دون الشخص العزيز سواء كان والداً أو شريك الحياة قد يثير الكثير من المخاوف. وفي هذه الحالة قد تلاحظ تعرضك لنوبات الهلع المتكررة بين الحين والآخر.
  • الغضب: على الرغم من أن الموت ليس خطأ أحد معين، إلا أنك قد تعامل نفسك أو الآخرين بنوع من الغضب أو القسوة.

تذكر أن ما تمر به في المراحل الأولى من الحزن يعد أمراً طبيعياً. سواء كان ذلك الشعور بالجنون أو كأنك في حلم سيء أو التشكيك في المعتقدات الدينية.

الأعراض الجسدية للحزن

يعتبر الحزن تجربة عاطفية متكاملة، وخلالها تنتاب الشخص الكثير من الأعراض الجسدية بالتزامن مع الأعراض النفسية. فقد تبدأ بملاحظة:

  • الشعور بالتعب الجسدي.
  • الغثيان.
  • انخفاض مناعة الجسم لارتباط الأمر بالتوتر والقلق الذي تعاني منه في هذه الأثناء.
  • اضطراب نمط الغذاء، وما ينتج عن ذلك فقدان أو زيادة في الوزن.
  • الشعور بآلام وأوجاع مختلفة.
  • عدم القدرة على النوم.

 

التغلب على حزن الفقدان

على الرغم من أن الأمر قد يحتاج إلى المزيد من الوقت للمضي قدماً أو إيجاد معنى جديد للحياة بعد فقدان الشخص العزيز. إلا أنك تستطيع التغلب على حزنك وتجاوز ذلك من خلال بعض الاستراتيجيات الذاتية. فمثلاً جرب:

  • التحدث عن مشاعر الحزن التي تنتابك بسبب فقدانك للشخص العزيز مع أحد الأشخاص المقربين. فبدلاً من البقاء منعزلاً وتأخير عملية التعافي، يمكن لهذا التواصل البسيط أن يساعدك على فهم ما حدث بشكل أفضل. 
  • تقبل مشاعرك مهما كانت مختلفة أو جديدة عليك. فغالباً ما ستشعر بالغضب والحزن والإرهاق الجسدي والنفسي. لكن في حال كنت تشعر بأنك عالقاً في مشاعرك هذه ولا تستطيع تجاوزها مع مرور الوقت فأنت بحاجة إلى التحدث مع أخصائي نفسي للعودة إلى المسار العاطفي الصحيح.
  • الرعاية الصحية الجيدة. من غير المستغرب أن يتأثر نمطك الحياتي في هذه الفترة. لكن تذكر كلما كنت أكثر وعياً باحتياجاتك الصحية كلما احتجت إلى وقت أقصر للتعافي النفسي. لذلك راقب وجباتك الغذائية ومارس التمارين الرياضية واحصل على القدر الكافي من النوم يومياً.
  • قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين يعانون من ألم حزن الفقدان ذاته. مما يساعد في التأقلم بشكل أسرع، حيث أن ممارسة الجهود الصغيرة (مثل الاستماع إلى الموسيقى المفضلة للشخص المتوفى) قد تحدث فرقاً كبيراً لدى البعض. كما أن مساعدة الآخرين في تجاوز الأمر يساعد في الشعور بالتحسن السريع.

القيام بالأعمال الخيرية لا يعمل على تخليد اسم الشخص المتوفى خالداً في عقولنا فقط، بل يساعدنا في تجاوز مشاعر الحزن بين الحين والآخر.

 

كلمة من عرب ثيرابي

على الرغم من أن مشاعر الحزن من المشاعر الطبيعية التي يمر بها الجميع في مراحل متنوعة من حياتهم اليومية. إلا أن استمرار هذا النوع من المشاعر لها الكثير من الدلالات والتأثيرات النفسية السلبية على حياة الشخص.

لذلك يرى الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي أن الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة يعد الخيار الأفضل في حال عدم قدرتك على تجاوز ما تمر به من مواقف تؤدي إلى شعورك بالحزن.