يتضمن العلاج النفسي مجموعة مختلفة من الوسائل التي تتناسب مع حالة المريض وعمره، بحيث يختار المعالج المتخصص ما يضمن تحسن الحالة النفسية للمريض، وفيما يلي مجموعة من وسائل العلاج النفسي المتاحة.
وسائل العلاج النفسي
تتنوع وسائل العلاج النفسي (Psychotherapy)، حيث يمكن تلخيص أشهر هذه الوسائل كما يلي:(المرجع 1) (المرجع 2)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
غالباً ما يتّبع هذا الأسلوب مع حالات مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب المرتبطة بالصدمة، حيث يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى:
- تحديد سلوكيات المريض وأفكاره الضارة أو غير المفيدة، واستبدالها بأفكار أخرى غير ضارة وأكثر فاعلية.
- تكوين نمط لسلوكيات المريض بحيث يكون أكثر فائدة وفاعلية.
- اكتشاف المشكلات الحقيقية التي تواجه المريض.
- تعليم المريض بعض الأساليب التي تساعده في التعامل مع المشكلات الحياتية التي تواجهه.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
على الرغم من أن العلاج السلوكي الجدلي هو علاج يتقاطع العلاج السلوكي المعرفي، إلا أنه يركز على إدارة عواطف المريض وتنظيمها، بالإضافة إلى تعليم المريض مهارات تمكنه من تحمل مسؤولية سلوكياته السلبية، ويمكن تطبيقه بشكل فردي أو جماعي، ويختص بالحالات التالية:
- لمن تراوده أفكار انتحارية.
- للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- في حالة اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder).
- للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل (Eating Disorders).
العلاج التفاعلي (IPT)
يعتبر العلاج التفاعلي من أكثر الأساليب استخداماً في حالات الاكتئاب، حيث يعمل على تمكين المريض من تكوين علاقات ومهارات تواصل بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى تعليمه كيفية حل المشكلات، وهذا الأسلوب مفيد في الحالات التالية:
- الأشخاص الذين يعانون من المشكلات الحياتية أو المهنية.
- في حالات الحزن القديمة التي لم يتم معالجتها.
- في التغيرات المفاجئة التي تطرأ على مستوى الحياة الشخصية.
- عند مواجهة الصراعات مع المقربين.
العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy)
وفي هذا الأسلوب يحاول المعالج النفسي الوصول إلى التجارب والأحداث السابقة التي تؤثر على تصرفات المريض الحالية، والعمل على تغييرها بما يتناسب مع المواقف المتزامنة، وبمعنى آخر التخلي عن سيطرة الماضي والتمسك بالمستقبل.
العلاج بالتحليل النفسي (Psychoanalysis)
يركز العلاج بالتحليل النفسي على الدوافع والمشاعر اللاواعية، والتي تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات وأفكار المريض، بحيث يعمل المعالج النفسي على توضيحها للمريض ليتمكن من تبديلها لما هو أفضل منها، وغالباً ما يحتاج هذا العلاج إلى عدة جلسات أسبوعياً.
العلاج الداعم (Supportive Therapy)
يعتمد هذا الأسلوب على مبدأ التشجيع والدعم ليتمكن المريض من زيادة قدراته ومهاراته، ويمكن الإستفادة من هذا العلاج على صعيد:
- زيادة وتعزيز الاحترام والتقدير الذاتي.
- تقليل القلق والتوتر.
- تحسين العلاقات الاجتماعية.
- تعزيز أساليب المواجهة وعدم التجنب للمواقف.
العلاج المتمحور حول المريض (Client Centered Therapy)
يختصر دور المعالج النفسي في هذا الأسلوب على توجيه بعض الإشارات الخفية عن المرض للمريض وبعض المعلومات الخفية، ليقوم بعد ذلك المريض بالتحكم بسلوكياته المستقبلية.
العلاج القبول والالتزام (ACT)
يُعتبر هذا العلاج أمر أساسي في زيادة المرونة النفسية للأشخاص، كما أنه يساعد في تطوير مهارات اليقظة الذهنية لديهم.
علاج إدارة الغضب
يوضح هذا العلاج للمريض المحفزات التي تسبب له الضغط والتوتر، وتمكنه من التعامل مع هذه المحفزات بشكل إيجابي وهادئ، بحيث لا تتحكم المواقف بالشخص بل العكس، يقوم المريض بالتحكم بالمواقف من خلال إدارة غضبه ومشاعره.
أنواع العلاج النفسي
تتنوع الأشكال التي يتم فيها تقديم العلاج النفسي، ويعتمد ذلك على حالة المريض ووسيلة العلاج المتبعة، وهذه الأنواع هي:(المرجع 4)
العلاج الفردي (Individual Therapy)
وهو من أكثر أنواع العلاج النفسي شيوعاً، ويناسب الأشخاص الأكثر إنغلاقاً، بحيث يحتاجون إلى أجواء سرية ومنفردة للتحدث بصدق، ويساعد هذا العلاج في:
- ضمان السرية الكاملة للمريض.
- تقوية العلاقات بين المريض والمعالج النفسي.
- يتيح هذا النوع من العلاج للمعالج النفسي التركيز المتعمق على مشكلة المريض، وتوجيه كامل اهتمامه على المريض.
- يضمن عمل كل من المريض والمعالج النفسي معاً على إيجاد حل للمشكلة القائمة.
علاج الازواج (Couples Therapy)
يتم فيه علاج كلا الزوجين معاً، لمناقشة المشكلات التي يواجهانها في علاقتهما الزوجية والحياتية، والعمل على حلها، بالإضافة إلى تحسين التفاعل والتواصل بينهما، ويفيد هذا النوع من العلاج في:
- تقوية العلاقات الجيدة والسعيدة بشكل أكبر.
- مساعدة العلاقات التي تواجه مشكلات لا يمكن حلها دون الاعتماد على مساعدة مختص.
- تحسين العلاقات التي يصعب فيها التعبير عن المشاعر والعواطف بشكل مباشر.
العلاج الأسري (Family Therapy)
وهو العلاج الذي يشترك فيه عدة أشخاص من العائلة، ويهدف إلى تحسين الديناميكية داخل العائلة، والتقليل من الصراعات والمواجهات قدر الإمكان، بالإضافة إلى زيادة مشاعر تقبل الآخرين، حيث أن هذا النوع مناسب للحالات التالية:
- الاستشارات الخاصة بالأطفال في الأسرة.
- الاستشارة في أمور الطلاق أو الإنفصال.
العلاج الجماعي (Group Therapy)
يشترك في العلاج مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يواجهون أموراً مشتركة، ويهدف إلى:
- الاستفادة المتبادلة من تجارب الآخرين.
- تقديم الدعم المشترك من قبل جميع المشتركين.
- تعلم مهارات وسلوكيات جديدة داخل المجموعة.
اختيار وسائل العلاج النفسي
يعتمد المعالج النفسي في اختيار الوسيلة المناسبة بالتعاون مع المريض على مجموعة من العوامل قبل في العلاج، منها:(المرجع 3)
- التدريب الذي تلقاه المعالج النفسي، وخلفيته العلمية المتعلقة بالأمر.
- الطريقة التي يفضلها المريض ومدى ملائمتها مع شخصيته.
- طبيعة المشكلة التي تحتاج إلى معالجة وإمكانية تطبيق الوسيلة العلاجية عليها.
مدى فاعلية العلاج النفسي
تعتمد فاعلية العلاج النفسي على مجموعة من العوامل، منها:(المرجع 4)
- الحالة النفسية التي تحتاج إلى علاج نفسي.
- مدى مهارة المعالج النفسي وخبرته.
- مدى قوة العلاقة المتكونة بين المعالج النفسي والمريض، والتي تنعكس على صدق وصراحة المريض عند تحدثه.
- الدعم الخارجي الذي يمكن أن يحصل عليه المريض، مثل الدعم العائلي والدعم من الأصدقاء.
- مساعدة المريض لنفسه، ومدى استعداده لتقبل العلاج.
- عدم استعجال المريض بالتحسن الذي يطرأ على حالته النفسية.
مميزات العلاج النفسي
بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسية للمريض، فإن للعلاج النفسية مجموعة من الفوائد والمميزات، ومن هذه المميزات ما يلي:(المرجع 4)
- تحسين مهارات الاتصال للمريض.
- تمكين المريض من معرفة الأفكار السلبية واتباع طرق التفكير الصحية.
- زيادة القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
- رؤية جميع جوانب الحياة بما فيها الإيجابية والسلبية.
- تعلم مهارات التأقلم والتكيف مع الضغوطات الحياتية.
- تقوية الروابط الأسرية.
- البوح بالضغوطات في أجواء من السرية.
- توسيع الأفق، حيث يتعلم المريض كيفية النظر إلى الأمور من جوانب متعددة.
- تعلم أساليب حل المشكلات.
- التمكن من تحديد الأهداف والقيم المهمة في حياة الشخص.