Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الانفصال على الصحة النفسية

تأثير الانفصال على الصحة النفسية

قَد يكون تأثير الانفصال على الصحة النفسية مدمرًا للغاية، وبشكل خاص إذا كان الطلاق أو الانفصال قد حصل بعد تجربة مؤلمة، أو بعد نزاع كبير بين الزوجين.

 

تأثير الانفصال على الصحة النفسية 

مجموعة من تأثيرات الانفصال على الصحة النفسية:

الانسحاب الاجتماعي

يعتبر الانفصال حسب مقياس هولمز وراهي للتوتر ثاني أكثر أحداث الحياة إرهاقًا التي يمكن أن يمر بها الشخص بعد وفاة الزوج، ولذلك قد تجد نفسك تنعزل عن العائلة والأصدقاء، وتفضل البقاء لوحدك لبعض الوقت.

اضطرابات الأكل 

أحد الآثار الشائعة للانفصال التي قد تعاني منها وبشكل خاص إذا واجهت ضغوط انهيار الزواج هي تطور أنماط الأكل المضطربة، حيث من الممكن أن تفقد الوزن بشكل كبير، والتي تكون استجابة للإجهاد العاطفي الذي تمر به بسبب الطلاق. ومن الممكن أن تلجأ لتناول الطعام بكميات كبيرة وشراهة في محاولة للتغلب على الألم النفسي الذي تشعر به، وبالتالي يزداد وزنك بشكل كبير.

عندما تتعرض لصدمة مثل الطلاق، يكون هناك رد فعل جسدي. كأن لا تنام وتتخطى وجبات الطعام.

تعاطي المخدرات

قد توفر لك المخدرات أو المواد المخدرة الشعور بالراحة من الألم والإجهاد النفسي، إلا أنها راحة لحظة وتزول بمجرد انتهاء مفعول المخدر.

الألم العاطفي

عندما تحصل على الانفصال أو الطلاق هناك احتمال كبير أن تعاني من الألم العاطفي بسبب الإحساس بالفقد والخسارة. وقد تجد نفسك تائهًا من بعد الطلاق ولا تعرف ما عليك فعله تحديدًا، وهو أمر طبيعي نظرًا لأن الانفصال والطلاق يسببان ضائقة نفسية عميقة تمنعك من المضي قدمًا، ومن المحتمل أن تشعر بالآتي:

  • انعدام الأمن العميق.
  • السلوكيات المدمرة بطريقة غير متوقعة.
  • الأفكار التطفلية أو القهرية.
  • الشعور بإحساس غامر باليأس.
  • فقدان الشعور بالمتعة عند فعل الأمور الممتعة.
  • عدم القدرة على تخيل مستقبل جيد لنفسك.
  • الشعور باليأس، والحزن، والندم، والقلق أو الاكتئاب.

 

تأثير الانفصال على الصحة النفسية طويلة المدى

تتضمن الآثار النفسية طويلة المدى الآتي:

  • الرجال يتلقون دعم عاطفي أقل من النساء بعد الطلاق أو الانفصال، والذي بدوره يزيد من تعرض الرجل لآثار صحية ضارة.
  • النساء بشكل عام تتعرض للكثير من الإجهاد النفسي بعد التعرض للطلاق، والذي يزيد من مخاطر الإصابة بالالتهاب.
  • التعرّض للضغوط المزمنة بعد الانفصال بسبب المشاكل المادية والاجتماعية، والتي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
  • زيادَة مخاطر الشعور بالتوتر المفرط والقلق، والذي يؤدي للإصابة بمشاكل صحية.

نصيحة: ركّز على تطوير إحساسك بذاتك وتنمية شخصيتك وصحتك النفسية.

 

ما تأثير الانفصال على الصحة النفسية للأطفال؟

يتأثر الأطفال والمراهقين بشكل كبير في انفصال أو طلاق الوالدين، ومن أبرز هذه التأثيرات:

الأثر العاطفي للطلاق

يخلق الطلاق اضطرابًا عاطفيًا لجميع أفراد الأسرة، وبشكل أكبر للأطفال؛ حيث يكون الموقف مخيفًا ومربكًا، وذلك بسبب:

  • مكافحة الأطفال الصغار لفهم سبب وجوب الانتقال بين منزلين.
  • القلق من أن يتوقف آباؤهم عن حب بعضهم البعض يومًا ما.
  • يشعر أطفال المدارس الابتدائية بالقلق من أن الطلاق هو خطأهم، أو أنهم قد أساءوا التصرف أو فعلوا شيئًا خاطئًا.
  • يغضب المراهقون بشدة من الطلاق والتغييرات التي تحدث بسببه، وقد يميلون لإلقاء اللوم على أحد الوالدين أو كليهما.

الإجهاد المرتبط بالانفصال

يعني الانفصال أو الطلاق عادة أن الأطفال يفقدون الاتصال اليومي بأحد الوالدين، والذي يكون الأب في أغلب الأحيان، وقلة التواصل تجعل الرابطة ضعيفة بينهما، ويزيد التوتر في علاقة الطفل مع والديه، كما يواجه الأطفال الإجهاد بسبب الآتي:

  • الأمهات غالبًا تصبح أقل دعمًا وأقل حنانًا بعد الانفصال. يصبح انضباط الأطفال أقل اتساقًا وأقل فعالية.
  • الخوف أو الشعور بالضغط من تغيير المدارس، والانتقال إلى منزل جديد.
  • المصاعب المالية شائعة بعد الانفصال، وقد يضطر الأطفال الانتقال للعيش في منازل أصغر.
  • تغييرات مستمرة في تشكيل الأسرة؛ حيث أنه من الممكن أن يتزوج الأب والأم، وأن يحصل الطفل على أخوة غير أشقاء.

الاضطرابات النفسية

تعتبر الاضطرابات النفسية من تأثير الانفصال على الصحة النفسية الشائعة عند الأطفال، حيث تزيد مخاطر إصابة الأطفال في اضطرابات التكيف، والقلق أو الاكتئاب.

ضعف الأداء الأكاديمي

الأطَفال من العائلات المطلقة أو المنفصلة غالبًا ما يكون الأداء الأكاديمي لديهم ضعيفًا، مع مواجهة مشاكل في المدرسة، وتراجُع الأداء الدراسي.

المشاكل السلوكية

الأطفال من العائلات المنفصلة قد يواجهون مشاكل خارجية وسلوكية أكثر من الأطفال في العائلات غير المنفصلة، وذلك مثل:

  • اضطرابات السلوك.
  • الانحراف.
  • السلوك الاندفاعي.
  • المشاكِل والصراعات مع الأقران.
  • الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.

 

مراحل الانفصال

بالحقيقة الانفصال أو الطلاق لا يحدث في يوم وليلة، بل يستغرق الكثير من الوقت، وقد يستغرق سنوات طويلة حتى يتم بشكل كامل، وتتضمن مراحل الانفصال:

  1. المرحلة الأولى: اللوم والخيبة

وهي حين يبدأ الزوجين في إلقاء اللوم على بعضهما البعض بسبب مشاكل الماضي والحاضر، وحتى المستقبل في حياتهم، والذي بدوره يسبب:

  • الصورة الذاتية السلبية.
  • الشُعور بعدم الرضا عن النفس وعن الشريك.
  • الغضب، والذي غالبًا ما يكون غضب مكبوت.
  • اتساع المسافة بين الزوجين، والافتقار إلى التبادلية أو التواصل.
  • المزاج المكتئب، والقلق، والشعور بالضيق وبالذنب، وانخفاض مستويات الطاقة.
  • الإحسِاس بالعجز، والخوف من المجهول، والصدمة أو الإنكار.
  1. المرحلة الثانية: الحزن 

إنها مرحلة الشعور المؤلم العميق بالحزن، وفقدان معنى الحياة، والحساسية المفرطة مع الانشغال الشديد في الحياة. علمًا أن الحزن يعتبر من تأثير الانفصال على الصحة النفسية، ويمكن أن يساعد العلاج على التخلص منه.

  1. المرحلة الثالثة: الغضب والاستياء

بعد الانتهاء من الحزن بالأغلب يدخل الشخص في مرحلة الغضب والشعور بالخيانة، وغالبًا ما يُخفي الغضب خلفه الشعور بالظلم، أو الخوف من المستقبل، أو عدم الرضا عن الانفصال.

  1. المرحلة الرابعة: العزوبية وقبول الانفصال

هنا يبدأ الزوجان في قبول الانفصال والتصالح معه، وفي هذه المرحلة يتم قطع الارتباط بين الزوجين تمامًا، وخلق مسافة عاطفية، وتتضمن المرحلة الرابعة:

  • محاولات الدخول في علاقة جديدة.
  • عيش تجربة جديدة من الاستقلالية.
  • تجربة أنشطة جديدة.
  • اتخاذ القرارات الخاصة.
  • زيادة الثقة في النفس وتحسين الصورة الذاتية.
  1. المرحلة الخامسة: البدايات الجديدة 

آخر مرحلة من الانفصال هي مرحلة البدء من جديد، وتحقيق الانفصال الجسدي والعاطفي، والسعي لتحقيق الاستقرار الذاتي، والتحكم بالحياة، ووضع الخطط والالتزامات طويلة الأجل.

اعلم أنه لا بأس من أن يكون لديك مشاعر مختلفة، ومن الطبيعي أن تشعر بالحزن، أو الغضب، أو الإرهاق، أو الإحباط، وقد تكون هذه المشاعر شديدة. 

 

نصيحة عرب ثيرابي

إن كنت لا تزال تعاني من الانفصال وترى أن تأثيرات الأمر على حالتك النفسية كبيرة، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بما يلي:

  • امنح نفسك استراحة من الاهتمام بالآخرين أو في أي شؤون أخرى، واسترخي واقضي وقتًا ممتعًا فحسب.
  • اطلب الدعم والمساعدة من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء.
  • اعتني بنفسك عاطفيًا وجسديًا، وتعاطف مع نفسك.
  • حافظ على روتينك المعتاد قدر الإمكان.
  • حاوِل أن تتجنب اتخاذ قرارات أو تغييرات كبيرة في خطط الحياة.
  • ابتعد عن استخدام أي طرق سلبية للتأقلم مثل التدخين، أو تعاطي الكحول أو المخدرات.
  • اترك الأطفال خارج النزاعات، واحرص على توفير بيئة آمنة لهم.