بالإضافة إلى الدور الفعّال الذي يلعبه السيروتونين في الحالة الصحية للجسم، فهو ذو تأثير رئيسي على الحالة النفسية ومدى قدرة الشخص على الشعور بالسعادة، لذلك لا بد من معرفة كيفية تعزيز مستوياته في الدماغ للتمتع بالمزيد من العافية النفسية.
محتويات المقال
هرمون السعادة السيروتونين
السيروتونين (Serotonin) أو هرمون السعادة، وهو مادة كيميائية تعمل على نقل الرسائل بين الخلايا العصبية في الدماغ وباقي أجزاء الجسم، وهي مسؤولية عن الكثير من الوظائف الحيوية والنفسية لدى الشخص، حيث أن الاختلال في مستويات السيروتونين سواء بالزيادة أو النقصان يعمل على تعرض الشخص للكثير من المشكلات.(المرجع 1)
التأثير النفسي للسيروتونين
تعتبر مستويات السيروتونين الطبيعية عندما تتراوح ما بين (101 -283) نانوغرام لكل مليليتر، على الرغم من عدم القدرة على قياس كمياته في الدماغ إلا أنه يمكن قياس ما يحتويه الدم من هذا الهرمون،(المرجع 4) حيث يظهر تأثير الكميات المعتدلة منه على الصحة النفسية لدى الشخص في جوانب متعددة، منها:(المرجع 1) (المرجع 2)
-
استقرار الحالة المزاجية.
-
تعزيز التعلم والذاكرة.
-
الشعور بالمزيد من السعادة والهدوء والرضا.
-
الوقاية من الصداع.
-
الشعور بالمزيد من الاستقرار العاطفي.
-
المساعدة في النوم وتحسين أنماطه.
-
تعزيز السلوك والدافع الجنسي الإيجابي.
-
القدرة على التحكم بالقلق وضمان الاستجابة الطبيعية للتوتر.(المرجع 6)
-
التقليل من الاكتئاب والهوس.
-
التقليل من الشعور بالخوف.(المرجع 6)
-
الحماية من الإدمان.(المرجع 6)
أين يتم إنتاج السيروتونين في الجسم؟
قد يعتقد البعض أن مكان إنتاج جميع السيروتونين في الجسم هو الدماغ، إلا أن الدماغ مسؤول عن إنتاج ما نسبته 10% فقط من هذه المادة الكيميائية، أما النسبة الأكبر وهي 90% فيتم إنتاجها في الأمعاء من الحمض الأميني التربتوفان، وهذا الأخير لا يتم تصنيعه بالجسم وإنما يجب الحصول عليه من الأطعمة الغذائية.(المرجع 1)
انخفاض مستويات هرمون السعادة
غالباً ما تنخفض مستويات هرمون السعادة عندما لا ينتج الجسم الكمية الكافية منه أو عندما لا تتوفر مستقبلاته بالمستويات اللازمة، مما يقلل من فاعليته، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المشكلات النفسية، مثل:(المرجع 1) (المرجع 2)
-
الإصابة بالاكتئاب والمشكلات المزاجية الأخرى.
-
القلق المستمر.
-
مشكلات في نمط النوم.
-
مشكلات في الجهاز الهضمي.
-
توارد الأفكار السلبية أو الانتحارية.
-
اضطراب الوسواس القهري.
-
اضطراب ما بعد الصدمة.
-
الإصابة بأحد أنواع الفوبيا.
-
اضطراب الهلع.
-
الإصابة بالصداع النصفي.
-
اضطراب ثنائي القطب.(المرجع 4)
-
اضطرابات الأكل، ومنها الشره المرضي.(المرجع 4)
كيفية رفع مستويات السيروتونين
يمكن للشخص رفع مستويات هرمون السعادة لديه بعدة طرق مختلفة، الأمر الذي يضمن له المزيد من العافية النفسية، ومن ضمن هذه الطرق:
الغذاء الصحي
تناول الأطعمة المحتوية على التربتوفان مما يساعد الجسم على إنتاج المزيد من السيروتونين من خلال عملية معقدة، لذلك يجب التركيز على الأطعمة التي من شأنها تعزيز الحالة المزاجية للشخص، ومن هذه الأطعمة:(المرجع 1) (المرجع 5)
-
الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.
-
البيض.
-
الأجبان.
-
الديك الرومي.
-
البقوليات مثل الفاصوليا والحمص.
-
الأوراق الخضراء مثل السبانخ.
-
الفواكه مثل الأناناس والموز.
-
المكسرات والحبوب مثل الشوفان والبزر وبذور الكتان والجوز.
من خلال الألياف الموجودة في الأطعمة، يمكن للشخص المحافظة على البكتيريا النافعة في الأمعاء، وبالتالي ضمان عملها بشكل طبيعي وإنتاج ما يحتاجه الجسم من السيروتونين.
التعرض لأشعة الشمس
يعتبر التعرض لأشعة الشمس بشكل يومي أمراً في غاية الأهمية، إذ أنها تعمل على تحفيز الجسم لإنتاج المزيد من هذا الهرمون، بالإضافة إلى الحصول على فيتامين D، الأمر الذي يقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وفي حال عند التمكن من التعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يومياً لا بد من التفكير بالعلاج بالضوء.(المرجع 3)
التمارين الرياضية
يساعد الانتظام على التمارين الرياضية على تعزيز مستويات السيروتونين في الدماغ من خلال إطلاق المزيد من التربتوفان، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية والمزاجية للشخص.(المرجع 3) (المرجع 6)
الأعشاب والمكملات الغذائية
يمكن للعديد من الأعشاب والمكملات الغذائية أن ترفع مستويات هرمون السعادة لدى الشخص، ومن أهمها:(المرجع 1) (المرجع 5)
-
الأعشاب: عشبة القديس يوحنا أو الحرمل السورية أو الجنسنج أو جوزة الطيب.
-
المكملات اليومية: مثل التربتوفان أو البروبيوتيك أو مكمل SAMe.
-
الفيتامينات: فيتامين B6 أو فيتامين D أو أوميغا 3.
الأدوية
تعمل الكثير من أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية النفسية الأخرى على تحسين مستويات السيروتونين، إلا أنها لا تزود الجسم بها، بل تحفز ردود فعل في الدماغ لتعزيز إنتاجه لهذا الهرمون الكيميائي، ومن أهم هذه الأدوية:(المرجع 4) (المرجع 5)
-
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية: مثل سيليكسا (Celexa) أو ليكسابرو (Lexapro) أو باكسيل (Paxil) أو زولفت (Zoloft) أو بروزاك (Prozac).
-
مثبطات امتصاص السيروتونين – نوربينفرين: مثل دولوكستين (Duloxetine) أو ديسفينلافاكسين (Desvenlafaxine) أو فينلافاكسين (Venlafaxine).
-
أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل دوكسيبين (Doxepin) أو أموكسابين (Amoxapine) أو تريميبرامين (Trimipramine)، أوكلوميبرامين (Clomipramine).
-
مثبطات مونوامين أوكسيديز: مثل سيليجيلين (Selegiline) أو الفينيلزين (Phenelzine) أو إيزوكربوكسازين (Isocarboxazid).
المساج
أظهرت الدراسات أن الاستمتاع بجلسة من المساج كفيل بإطلاق المزيد من الهرمونات الدماغية، حيث لا يحتاج الأمر إلى جلسات متخصصة، بل يكفي لذلك التدليك من قبل أي شخص لمدة 20 دقيقة فقط.(المرجع 5)
ارتفاع مستويات هرمون السعادة
يمكن للكميات الكبيرة من هرمون السعادة أن تسبب في حدوث متلازمة السيروتونين التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، لذلك لا بد من مراجعة الطبيب في حال الشك في حدوثها، والتي تكون غالباً نتيجة:(المرجع 5) (المرجع 7)
-
تناول جرعة زائدة من دواء موصوف يحتوي على السيروتونين.
-
تناول دواء أحد الأدوية المضادة للاكتئاب بجانب دواء آخر موصوف يحتوي على السيروتونين.
-
البدء في تناول الأدوية المؤثرة على هذا الهرمون لأول مرة.
أعراض ارتفاع مستويات السيروتونين
عند التعرض لكميات كبيرة من السيروتونين يمكن للشخص أن يعاني من أعراض متنوعة الشدة تتراوح ما بين المتوسطة والشديدة والمهددة للحياة، ومن هذه الأعراض ما يلي:(المرجع 5) (المرجع 7)
-
ارتجاف في العضلات.
-
الانفعال المفرط والهيجان.
-
تسارع ضربات القلب.
-
الارتجاف غير المسيطر عليه.
-
ارتفاع درجة حرارة الجسم.
-
الشكوى من الصداع.
-
الارتباك وعدم وضوح الأمور.
-
اتساع حدقة العين.
-
قلة الرغبة الجنسية.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما يرافق المستويات المتدنية من هرمون السعادة الإصابة باضطراب نفسي، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الخضوع لجلسات علاجية نفسية للتقليل من الأعراض التي يعاني منها الشخص، وبالتالي التمكن من ممارسة النشاطات الحياتية الصحية والبدء في تحسين مستويات الهرمون لدى الشخص.