ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن الصداع يعتبر من المشكلات العضوية، إلا أن حدوثه بشكل مستمر دون وجود سبب عضوي لذلك غالباً ما يتم ربطه بالحالات النفسية. لذلك إن كنت تبحث عن طريقة لعلاج شعورك بالصداع، لا بد من معرفة ما هو السبب الحقيقي وراء ذلك.
ما هو سبب الصداع المستمر؟
يعتبر الشعور بالصداع بين الحين والآخر أمراً مقبولاً، إلا أن الصداع المستمر غالباً يدل على وجود مشكلة لا بد من معرفة السبب الحقيقي فيها. لذلك يجب البحث عن المسبب العضوي وفي حال عدم وجوده يتم التطرق إلى العوامل النفسية المحتملة. حيث يمكن أن ينتج عن:
الاكتئاب
بالإضافة إلى الأعراض النفسية التي يعاني منها الشخص المصاب بالاكتئاب، فإن هناك الكثير من الأعراض الجسدية المزعجة أيضاً. ويعتبر الصداع المستمر من أكثر هذه الأعراض شيوعاً، بالإضافة إلى:
- الشعور بالتعب.
- فقدان الشهية.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- اضطرابات النوم مثل الأرق.
- آلام العضلات أو المفاصل.
اعرف المزيد: الاكتئاب| اختبار تقييمي، الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج
في معظم الأحيان يتم علاج كل من الصداع والاكتئاب المسبب له من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب، بحيث يتم اختيار الدواء المناسب للحالتين. وغالباً ما يكون إحدى الخيارات التالية:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل إلافيل (Elavil).
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل باكسيل (Paxil) أو زولوفت (Zoloft).
غالباً ما يكون الصداع التوتري هو الأكثر شيوعاً في الاكتئاب. كما يمكن أن يعاني البعض من أنواع أخرى مثل الصداع النصفي أو الصداع العنقودي.
اضطراب ما بعد الصدمة
يرتبط كل من اضطراب ما بعد الصدمة والصداع المستمر بشكل كبير، حيث ينتشر هذا الاضطراب بين المصابين بالصداع النصفي المستمر أكثر من الأشخاص الآخرين. كما أن الشخص الذي يعاني من الصداع المستمر هو أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد تعرضه لموقف مؤلم.
لذلك فإن الإصابة بالصداع المستمر واضطراب ما بعد الصدمة يشكل سبب حقيقي وكافي لإعاقة للممارسات اليومية فتقل جودة الحياة لديه بشكل كبير.
لكن يمكن التخلص من كلا الحالتين من خلال الأدوية النفسية. فمثلاً تأثير دواء إلافيل (Elavil) أو دواء إيفكسور (Venlafaxine) يظهر بشكل فعال في التغلب على الأعراض الجسدية والنفسية للشخص.
يمكن للعلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) أو يكون ذو تأثيراً إيجابياً في التخلص من الصداع المستمر واضطراب ما بعد الصدمة.
اضطراب ثنائي القطب
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب خاصة من النوع الثاني غالباً ما يصابون بالصداع المستمر (وبشكل خاص الصداع النصفي).
وعلى الرغم من الحاجة إلى أكثر من نوع دواء لعلاج هذا الاضطراب، إلا أن الحالة التي يرافقها الصداع غالباً ما يتم وصف دواء حمض الفالبرويك (Valproic Acid)، حيث أنه يوقف الشعور بالصداع النصفي ويساعد في تثبيت الحالة المزاجية.
كما ينصح دائماً بتعديل النمط الحياتي للمساهمة في تخفيف الصداع وأعراض اضطراب ثنائي القطب. فمثلاً:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تعلم كيفية إدارة التوتر وممارسة المزيد من تقنيات الاسترخاء.
- ممارسة الرياضة.
القلق سبب وراء الشعور بالصداع المستمر
يمكن أن يسبب القلق المفرط أو الدائم الإصابة بالصداع المستمر سواء كان صداع التوتر أو الصداع النصفي. حيث أن التفكير المستمر بالمواقف الحياتية والأمور المزعجة غالباً ما يعود بأعراض جسدية من ضمنها الصداع.
ويعود السبب وراء الشعور بالصداع المستمر عند القلق إلى:
- التوتر: يعتبر التوتر محفزاً قوياً للشعور بالقلق والإصابة بالصداع في الآن ذاته، حيث أن يحدث الصداع كاستجابة جسدية للضيق العاطفي الذي يعايشه الشخص.
- الحساسية للألم: تزيد حساسية الجسم للألم مع التعرض المستمر للقلق. ويعود ذلك إلى أن المنطقة الدماغية المسؤولة عن الألم هي ذاتها التي تشعر الشخص بالقلق والتوتر.
- الشد العضلي: مع ازدياد مستويات القلق لديك تصبح جميع عضلاتك مشدودة بشكل كبير. فلا تستطيع الشعور بالاسترخاء، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الصداع.
- قلة النوم: يمنع التوتر والقلق الشخص من الحصول على القدر الكافي من النوم، الأمر الذي يساهم في زيادة الشعور بالصداع أو استمراره.
- قلة مستويات السيروتونين: الكثير من المشكلات النفسية ترتبط بمستويات السيروتونين في الدماغ. لذلك فإن الشعور بالقلق باستمرار يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب (ما يعني قلة مستويات السيروتونين في الدماغ).
أظهرت الدراسات ارتباط المستويات المنخفضة من السيروتونين بالشعور بالصداع المستمر.
أعراض الصداع المستمر الناتج عن القلق
في الكثير من حالات اضطرابات القلق المتنوعة يعاني الشخص من الصداع وأعراضه المختلفة. حيث أن القلق قد يولد لديك الشعور بما يلي:
- ألم خفيف إلى معتدل في الرأس.
- ضغط خلف العينين.
- ضغط بحزام حول الرأس.
- شد عضلي في الرقبة والكتفين.
- حكة ورقة في فروة الرأس.
على الرغم من عدم حدة الألم المصاحب للصداع الناتج عن القلق، إلا أنه قد يبقى لساعات وحتى أيام في بعض الأحيان. مما يؤثر سلباً على جودة الحياة.
في حال كان الصداع المستمر الذي تعاني منه هو صداع نصفي فإن الأعراض التي تعاني منها غالباً ما تكون أكثر حدة وتقلل من قدرتك على ممارسة الحياة اليومية. وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:
- الشعور بالألم على هيئة نبضات أو خفقان.
- الألم يتركز في جهة واحدة من الرأس أو الوجه.
- الشعور بوخز بجانب واحد من الجسم.
- رؤية بقع ضوئية.
- زيادة الحساسية للروائح والصوت والضوء.
- الشعور بالغثيان والرغبة بالاستفراغ.
- الشعور بالدوار أو حدوث إغماء.
- حدوث رؤية ضبابية.
اعرف المزيد: هل الصداع مرض نفسي؟ اعرف المزيد عن صداع القلق
اعتبارات لاستخدام الأدوية النفسية للتخلص من سبب الصداع المستمر
عندما يقرر الطبيب المعالج باستخدام الأدوية النفسية لعلاج الصداع المستمر فلا بد من أخذ بعض الأمور في عين الاعتبار لتفادي سبب حدوث المضاعفات غير المرغوبة. ومن هذه الاعتبارات:
- يمكن أن يساهم علاج الصداع النصفي بالتريبتان (Triptan) في حدوث متلازمة السيروتونين عند دمجه مع أحد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين الانتقائية (SNRI).
- يمكن أن تؤدي مضادات الاكتئاب (SSRI) أو (SNRI) إلى تفاقم الهوس أو تسريعها.
إن كنت تتلقى العلاج لدى طبيب نفسي لإدارة أعراض الاضطراب النفسي وآخر طبيب عام للتخلص من الصداع لا بد من اطلاعهما على جميع الأدوية الموصوفة.
كلمة من عرب ثيرابي
سواء كان الصداع الذي تعاني منه بسبب نفسي أم عضوي، فإن استراتيجيات العناية الذاتية غالباً ما تكون فعّالة في التقليل من حدة الأعراض المزعجة.
لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن القيام بما يلي يقلل من أعراضك النفسية والجسدية في الآن ذاته:
- النوم ما بين (7 – 9) ساعات في الليل.
- زيادة النشاط البدني رياضي وإن كانت 10 دقائق يومياً.
- الحصول على الكميات الكافية من الماء لتجنب الجفاف.
- تناول الوجبات الغذائية في أوقاتها المعتادة وتجنب إطاعة وقت أي وجبة.