Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
عتبة الوعي

ما هي عتبة الوعي (الهيبناغوجيا)؟

يمر بعض الأشخاص بالكثير من المواقف في الفترة الأولية من النوم، حيث يشعر بحالة ما بين الاستيقاظ وفقدان الوعي، والتي تسمى عتبة الوعي أو الهيبناغوجيا، فما هذه الحالة وكيفية حدوثها للشخص، وهل يمكن أن يحفز الشخص نفسه للوصول إليها؟

 

ما هي عتبة الوعي (الهيبناغوجيا)؟

تعرف عتبة الوعي أو الهيبناغوجيا (Hypnagogia) على أنها المرحلة الانتقالية للوعي ما بين الاستيقاظ والنوم، كما تعرف بالهلوسة التنويمية، والتي ينتقل فيها الشخص من عالم الواقع إلى الخيال وبالتالي فقدان الاتصال بالواقع بشكل تدريجي، وتتميز برؤى تشبه الحلم والأحاسيس الغريبة.

 

آلية حدوث عتبة الوعي

خلال الروتين اليومي للشخص، تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها في الدماغ عن طريق موجات كهربائية متنوعة يمكن قياسها بواسطة مخطط كهربية الدماغ EEG اعتماداً على سرعتها، وتتأثر هذه الموجات بمدى وعي الشخص واستيقاظه كما يلي:

    • خلال فترة الاستيقاظ يُنتج الدماغ كل من موجات ألفا وبيتا، إلا أن الموجات السائدة هي موجات بيتا.
    • عندما يبدأ الشخص بالنعاس تسود موجات ألفا، وقبل الوصول إلى المرحلة الأولى من النوم، تحدث عتبة الوعي لدى الشخص.
    • في بداية النوم وخلال الخمس دقائق الأولى من النوم، تقل موجات ألفا بمقدار النصف، وتبدأ موجات ثيتا بالظهور بشكل لافت على جهاز EEG.
    • تم إيجاد الكثير من التشابه الكهربائي والظاهري بين فترة حدوث عتبة الوعي وبين مرحلة النوم العميق (الريم)، فقد يعبر عن هذه الحالة باسم مرحلة الريم السرية، وتعتبر بوابة لفهم وإدارة الأحلام.

     

    أسباب حدوث عتبة الوعي

    غالباً ما تنتشر هذا النوع من الهلاوس لدى النساء بشكل أكبر، كما أنه مع التقدم بالعمر يصبح الأمر أكثر ملاحظة، ومع ذلك لم يتم التعرف على السبب الحقيقي في ذلك، إلا أن بعض العوامل قد تزيد من هذه الهلاوس، ومن ضمنها:

     

    ماذا يحدث خلال الهيبناغوجيا

    يمكن للشخص أن يجرب مجموعة من الأمور أثناء انتقاله من عالم الواقع إلى عالم الخيال، قد تحدث جميعها أو مجموعة منها اعتماداً على الشخص ذاته، ومن هذه الأمور:

    الهلاوس الحسية

    تعتبر الهلاوس الحسية من أكثر الأمور التي يجربها الشخص عند حدوث عتبة الوعي، فقد تتنوع لتشتمل الحواس جميعها، وقد تتضمن:

    الهلاوس البصرية

    وتشكل هذه الهلاوس النسبة الأكبر لدى الجميع حيث تحدث في 86% من الحالات، وتشتمل على:

      • تغييرات الألوان.
      • تخيل وجود حيوانات أو أشخاص غير موجودين.
      • رؤية أنماط هندسية عشوائية.
      • ظهور الأضواء الساطعة.

      الهلاوس السمعية

      وتحدث الهلاوس السمعية لدى (8 – 34)% من الأشخاص الذين تحدث لديهم عتبة الوعي، وتختلف في شدتها من بين الأصوات التي تكاد تسمع بصعوبة لتصل إلى أصوات الانفجارات الكبيرة، حيث يمكن أن يسمع الشخص:

        • بعض الكلمات.
        • قرع جرس البيت.
        • رنين الهاتف.
        • الموسيقى المتنوعة.
        • النداء على اسم الشخص.

        ويُعايش ما نسبته (25 – 44)% من الأشخاص مجموعة من الأحاسيس مثل الطيران أو السقوط أو انعدام الوزن أو وجود الآخرين في المكان ذاته.

        هزات أو تقلصات عضلية

        تحدث هذه الهزات أو التقلصات العضلية لدى ما نسبته (60 – 70)% من الأشخاص، حيث تكون قوية ومفاجئة، مما يستدعي استيقاظ الشخص أو رجوعه إلى العالم الواقعة مرة أخرى.

        تأثير تتريس

        ظاهرة تشير إلى دخول فكرة معينة إلى الدماغ بعد تكرارها بشكل مفرط في الواقع، مما يؤدي إلى ظهورها أثناء عتبة النوم.

        شلل النوم

        يعتبر شلل النوم من الأمور المخيفة التي يشعر بها الشخص، حيث يشعر بأنه مستيقظ لكن لا يمكنه التحرك نهائياً، وتستمر فقط عدة دقائق.

        الأحلام الواضحة

        عندما يدرك الشخص أنه يحلم يتمكن من الوصول إلى مستويات عالية من القدرة على التحكم بالأحلام ومدى سير الأحداث فيه، وبالتالي الوصول إلى عتبة الوعي.

        في حوالي 25 – 44 % من الحالات أبلغ الناس عن مشاعر انعدام الوزن أو الطيران.

         

        ما الفائدة من عتبة الوعي؟

        يعتبر البعض أن هذه الحالة مفيدة للحالة العقلية لدى الشخص، كما أنها تعتبر مصدراً للإبداع وإيجاد الحلول للمشكلات التي يعاني منها الشخص من خلال:

          • تثبيط الأجزاء المنطقية في الدماغ وتنشيط المناطق البدائية.
          • التقليل من القيود على الأفكار في الدماغ.
          • تمكين الدماغ من تكوين الروابط بين الأفكار والتوصل إلى الحلول التخيلية الممكنة.

           

          كيف يمكن تحفيز عتبة الوعي لدى الشخص؟

          يمكن للشخص العمل على زيادة أو تحفيز عتبة الوعي لديه للاستفادة منها بشكل أكبر من خلال: 

          تحديد روتين للنوم

          يفضل أن يكوّن الشخص روتيناً خاصاً بالنوم، بحيث يذهب للنوم بالوقت ذاته يومياً، مع محاولة الوصول إلى الاسترخاء قدر الإمكان.

          البقاء مستيقظاً

          يجب محاولة البقاء مستيقظاً على الرغم من الشعور بتسلل النوم أو شلل النوم إلى الجسم بشكل تدريجي، ففي حال الشعور بارتخاء العضلات أو عدم القدرة على التحكم بها يجب الانغماس بالشعور إلى أعمق حالة.

          تقنيات الاسترخاء

          إن البقاء مستيقظ دون ملاحظة أمور غير طبيعية لمدة تزيد عن 20 دقيقة، يدل على نشاط الدماغ مفرط ومتيقظ، مما يوجب العمل على تهدئته بشكل فعّال من خلال تقنيات الاسترخاء المتنوعة خلال النهار.

          التقليل من التوتر

          يمكن التقليل من حدة التوتر الذي يشعر به الشخص في هذه الأثناء من خلال:

            • التركيز على آلية التنفس.
            • إرخاء العضلات التدريجي.

            الحرمان من النوم

            في بعض الأحيان، قد يستفيد الشخص عند الحرمان الشديد من النوم في الوصول إلى عتبة الوعي، حيث إن الحرمان الشديد من النوم يؤدي إلى حدوث الهلاوس لدى الشخص.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            غالباً لا تستدعي حالة عتبة الوعي هذه إلى زيارة الطبيب، فهي لا تشكل أي أضرار للشخص على الرغم من انزعاج البعض من الهلاوس التي ترافقها، إلا أنه في حالات معينة يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي مراجعة الطبيب، ومن هذه الحالات:

              • عدم انحصار حدوث الهلاوس في وقت النوم فقط، وإنما ملاحظتها خلال فترات النهار، مما قد يشير إلى اضطرابات نفسية خطيرة.
              • مصاحبة هذه الحالة لبعض أنواع اضطرابات النوم المتنوعة، مثل الخدار لما له من عواقب خطيرة أثناء نشاطات اليوم التالي.