ما ستجده في هذا المقال:
بالكثير من الأحيان يكون البحث عن الألم طريقة الأشخاص في البحث عن المتعة أو الشعور بالمتعة أو حتى السعادة. حيث أن الكثير من الأشخاص عند التعرض للألم أو الشعور بالألم الجسدي يشعرون بالمتعة.[مرجع1]
البحث عن الألم
في أحد الدراسات حول الشعور بالمتعة من الألم تم تعريض الأشخاص لدرجة محددة من الألم مع معرفة بأنهم سيتعرضون للألم أو سيشعرون بالألم بسببها،
عندما تعرّض الأشخاص لهذا الألم شعروا بالمتعة بها، لذا يعتقد أن الشخص إذا كان على علم مسبقًا بأنه سيتعرض للأذى
أو أنه سيشعر بالألم واختار ذلك ربما يشعر بالمتعة أو شيء من السعادة أو الراحة عندما يشعر بهذا الألم.[مرجع1]
لماذا أشعر بالمتعة عندما أتألم؟
حسب علم النفس فإن البحث عن الألم يرتبط بالشعور بالمتعة؛ حيث أن هناك أشخاص يستمتعون بالألم حقًا،
ولن يكونوا قادرين على العيش بدون مزيج الناقلات العصبية التي يولدها الشعور بالألم،
وفي دراسة أجرتها عدة جامعات في أستراليا أظهرت أن الألم في ظروف معينةيحسن الأحاسيس الإيجابية،
والذي بدوره يساعدنا على الاتصال بالعالم، ويعتقد أن الشعور بالألم يرتبط بالمتعة لأحد الأسباب التالية:[مرجع2]
- بعد تجربة الألم يتم تنشيط نظام المكافأة في الدماغ، مما يسبب إفراز الاندورفين والسيروتونين، وزيادة الشعور بالمتعة.
- الألم الذي يسبب متعة هو الألم الذي تتحكم فيه؛ حيث أنك تعرف من أين يأتي، ولا يسبب لك القلق، ويمكنك إيقافه وقتما تشاء.
- هناك أشخاص يستمتعون بالألم لأنهم يعتبرون الألم هو أفضل آلية للتعلم؛ حيث أنك عندما تتألم من شيء ستعلم أنه خطيرًا.
- أغلب الأشخاص بعد الشعور بالألم أو التعرض لموقف مؤلم جسديًا يميلون لمنح أنفسهم تعزيز إيجابي أو مكافأة.
هل من الطبيعي أن أشعر بالمتعة عند الألم؟
بالحقيقة لا، إنها ظاهرة غير عادية؛ لأن الإنسان بطبيعته يحاول تجنب أي ظرف يجعله في معاناة، حتى أن أدمغتنا مبرمجة لتنبيهنا إلى المخاطر وتجبرنا على تجنبها،
على سبيل المثال إذا خرجت للركض وبدأت ركبتك تؤلمك، فإن الشيء الأكثر شيوعًا هو التوقف عن الجري، أو إذا كان طعامك حارًا بشكل لا يطاق، ستتوقف عن الأكل.[مرجع2]
بالأغلب اختبرنا جميعًا المتعة في المواقف المؤلمة؛ مثل اندفاع الاندورفين الذي نشعر به بعد ممارسة الرياضة لفترة طويلة
كيف أتوقف عن البحث عن الألم؟
عليك تجربة القيام بالأمور التالية حتى تتوقف عن التفكير بالألم، وحتى تتمكن من الشعور بالمتعة الخالية من الألم:[مرجع3]
افعل الأشياء ببطء
قد يكون من الصعب عليك الاسترخاء أو القيام بالأشياء ببطء، وقد تشعر بالحاجة لفعل كل الأمور بشكل سريع،
إلا أن الاسترخاء وفعل الأشياء المختلفة ببطء يمكن أن يزيد من شعورك بالمتعة عند القيام بها، كما يساعدك على أن تكون أكثر تنظيمًا.
الابتعاد عن المحفزات
تعد إزالة المحفزات أو الابتعاد عنها طريقة رائعة لإعادة الاتصال مع نفسك، لإعادة تنشيط إفراز الدوبامين،
لذا خصص وقتًا من يومك حتى تبتعد عن جميع المحفزات، وفقط تركّز على نفسك وعلى مشاعرك حتى تشعر بالاسترخاء والمتعة.
النشاط البدني
قم بتنفيذ ممارسات منتظمة من التمارين الرياضية؛ حيث يزيد ذلك من شعورك بالرضا، مثل المشي للوصول إلى بعض الأماكن،
أو الاستماع إلى بعض الموسيقى والرقص، أو ممارسة أي نشاط بدني يجعلك تشعر بشكل أفضل وتكون مستمتعًا أثناء القيام به.
التعبير العاطفي
أنت بحاجة لأن تشعر بأنك قادرًا على التعبير عن مشاعرك أو عواطفك بشكل جيد وطبيعي مهما كانت مشاعرك؛
الألم، أو الفرح ،أو الغضب، أو الحزن، عليك التعبير عن مشاعرك كما هي من خلال تدوينها، أو التحدث عنها،
أو أيًا كانت الطريقة التي تجعلك تشعر بشكل أفضل.
تخلص من التوتر
غالبًا ما يتم تخزين المشاعر القوية في الجسم، التي من الممكن أن تجعلك تشعر بالألم الجسدي أيضًا، ولكن يمكن التخلص منها من خلال التدليك أو التنفس العميق،
أو من خلال الضغط على نقاط التوتر في جسدك حتى تتخلص من التوتر بها، وتشعر بالراحة الجسدية والنفسية، أو تشعر بالرضا.
الراحة
لا تفعل شيئًا، واذهب لأخذ قيلولة، أو مشاهدة التلفاز، واسمح لنفسك بأن تشعر بالسعادة من خلال ممارسة النشاط الذي يجعلك تشعر بالسعادة بشكل أفضل.
السماح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك بحريّة سوف يزيد من شعورك بالرضا بشكل كبير، وسوف تشعر كأن همًّا كبيرًا قد زال عن كاهلك
كلمة من عرب ثيرابي
الشعور بالألم الجسدي أو العاطفي أمرًا لا بد وأن نمر به جميعنا، ولكن مع ذلك ليس عليك أن تعتمد على الشعور بالألم. حتى تتمكن من الشعور بالمتعة أو الراحة النفسية؛ لأنه قد يتطور حتى يصبح إيذاءًا للنفس، والذي لن يكون ممتعًا بالنسبة لك عندها. إذا كنت تشعر أنك بحاجة للتحدث عن الأمر مع أخصائي أو معالج نفسي لا تتردد في التواصل مع أخصائي عرب ثيرابي.
