Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل الحزن يسبب الموت

هل الحزن يسبب الموت حقاً؟ اكتشف الرابط بينهما

من المفهوم أن يؤدي الحزن المفرط إلى مجموعة من المشاعر السلبية الأخرى أو التأثير العاطفي القوي، لكن هل يسبب مشكلات جسدية تؤدي إلى الموت هذا يعد فهو أمر يستدعي التوقف.

تعرف معنا كيفية تأثير حزنك على حالتك الصحية والذي تربطه بعض الدراسات بالوفاة المبكرة.

 

كيف للحزن أن يسبب الموت؟

تربط الكثير من الدراسات الحديثة ما بين الحزن الشديد وحالة القلب المكسور. والتي يعاني خلالها الشخص من مشكلات جسدية حقيقية تسبب الموت له في حال استمراره بالحزن. فمثلاً تم ملاحظة أن:

  • الآباء الذين يفقدون طفلهم هم أنفسهم أكثر عرضة للوفاة بأربع مرات في العقد الذي يلي وفاة الطفل. ومع أن هذه النسبة تقل مع مرور الوقت مع تراجع تأثير الحزن. إلا أن الخطر يبقى قائم لدى الأمهات حتى بعد مرور 30 عاماً على وفاة أطفالهن.
  • بين الأزواج المسنين، يكون الرجال أكثر عرضة للوفاة بعد وقت قصير من وفاة الزوج مقارنة بالنساء. بافتراض أن النساء يسعين إلى تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية، مما يساعدهن على سرعة التعافي بعد وفاة الزوج. بينما يسعى الرجال في هذه الحالة إلى الاستقلال، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عزلة اجتماعية أكبر بعد وفاة الزوجة.

من المؤكد أن بعض الوفيات كانت مرتبطة بالانتحار أو التوتر، لكن هناك عدد من النظريات التي يمكن من خلالها شرح هذا الأمر. منها:

  • إن الإجهاد الناجم عن الحزن يمكن أن يسبب صدمة جسدية كبيرة، على سبيل المثال عن طريق قمع جهاز المناعة وجعل من فقد طفله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. 
  • غالباً ما يكون للأطفال الذين يموتون في سن مبكرة آباء الذين لا يتمتعون بصحة جيدة بالفعل.

 

ما هي تأثيرات الحزن الجسدية التي تسبب الموت؟

من منطلق أن كل من الحالة العاطفية والجسدية تؤثر كل منهما على الأخرى، فإن التعرض للحزن الشديد يسبب الكثير من التغيرات في الجسم، الأمر الذي قد يسبب في النهاية الموت. ويمكن توضيح هذه التغيرات والتأثيرات على النحو التالي:

متلازمة القلب المكسور

من الطبيعي أن يطلق جهازك العصبي كمية من الأدرينالين عند تعرضه للتوتر أو عند مواجهة حدث عاطفي أو صادم. لكن في بعض الحالات النادرة تصل الضائقة النفسية التي تشعر بها إلى التسبب بما يشبه النوبة القلبية (متلازمة القلب المنكسر) أو بمصطلح طبي اعتلال عضلة القلب الإجهادي. مما يتطلب الحصول على الرعاية الطبية الفورية لضمان تجاوز مرحلة الخطر والبقاء على قيد الحياة.

اعرف المزيد: هل الحزن يؤثر على القلب؟ اكتشف الارتباط بينهما

ويمكن تفسير ذلك على النحو التالي:

بعد التعرض لموقف عاطفي شديد سواء كان انفصال أو وفاة أحد أفراد الأسرة، يتم إطلاق دفعة هائلة من الأدرينالين أكثر بكثير من مجرد استجابة عاطفية الطبيعية. يمكن أن يؤدي اندفاع الهرمونات إلى توقف عضلة القلب عن الانقباض مما يعرض الشخص لقصور القلب على المدى القصير.

وعلى الرغم من أن مخطط كهربية القلب (ECG) يظهر لنا متلازمة القلب المنكسر وكأنها نوبة قلبية، إلا أن متلازمة القلب المكسور ناجمة عن عوامل هرمونية، بينما أن النوبة القلبية تحدث بسبب جلطة دموية في الشرايين.

وفي هذه الحالة تظهر متلازمة القلب المكسور بالأعراض المشابهة للنوبة القلبية كما يلي:

على الرغم من ندرة التسبب بالوفاة، إلا أن متلازمة القلب المكسور يمكن أن ينتج عنها الموت فيما نسبته أقل من 1% من الحالات. 

ومن الجدير بالذكر أن الحزن هو أكثر الضغوطات النفسية شيوعاً المرتبطة بمتلازمة القلب المنكسر، فلا بد أن تظهر أعراضها خلال دقائق أو ساعات من أي حدث عاطفي شديد. لكن أيضاً يمكن أن تحدث هذه المتلازمة في مواقف حياتية أخرى، مثل:

  • المواقف السعيدة المفاجئة مثل الفوز باليانصيب. 
  • النجاة من أعمال العنف أو حادث سيارة.
  • الخروج من كارثة طبيعية.

ارتفاع ضغط الدم 

إن الشعور بالحزن عادة ما ينتج عنه استجابة للضغط النفسي بشكل طبيعي، وخلال هذه الاستجابة يحدث تغيرات في الجسم من بينها:

لكن الاستمرار على هذه الحالة يتبعه بعض التأثيرات غير المرغوبة. حيث أن المشاعر السلبية وخاصة الحزن والألم العاطفي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المستمر، وبالتالي زيادة الضغط على الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم. وما يزيد من الأمر صعوبة، إن كان الشخص يعاني بشكل مسبق من مشكلات حقيقية في ضغط الدم وأمراض القلب فقد يكون الأمر ضاراً مع مرور الوقت.

من المحتمل ألا يمثل الارتفاع قصير الأمد في ضغط الدم مشكلة بالنسبة لمعظم الناس عند التعرض لموقف مجهد نفسياً.

نوبة قلبية

يمكن للمشاعر النفسية المجهدة أن تؤدي إلى نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين للخطر. حيث يصعب على القلب التعامل مع الارتفاع السريع لضغط الدم، خاصة إذا كان الشخص مصاباً بمرض القلب أو إذا كان لديه تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بنوبة قلبية.

يمكن أن تكون النوبات القلبية خطيرة للغاية وتهدد الحياة. إذا ظهرت عليك علامات الأزمة القلبية، فمن المهم أن تحصل على رعاية طبية فورية.

 

هل تحول الحزن إلى اكتئاب يسبب الموت؟

من الطبيعي أن يستمر الشخص بالشعور بالإحباط والتعب والكآبة لبعض الوقت بعد التعرض لموقف يثير الحزن الداخلي لديه. لكن لا بد من الانتباه، حيث أن الاستمرار على هذه الحالة لفترة طويلة قد يؤدي إلى الانتقال إلى الاكتئاب.

وعلى الرغم من ارتباط الاكتئاب بالحالة النفسية بشكل كبير، إلا أن له امتدادات جسدية كبيرة وقد يكون ضار في الكثير من الأحيان.

حيث تظهر الدراسات أن الشخص المكتئب هو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية. كما أن يصبح قابلاً لتلقي العدوى وحدوث الالتهابات بسبب تأثير الاكتئاب والتوتر والحزن على الجهاز المناعي.

إن الاستمرار بالحزن لفترات طويلة الأمد يؤدي في النهاية إلى الاكتئاب. وفي حال عدم الحصول على العلاج المناسب وفي أقرب وقت، فقد تتفاقم الحالة ويصبح أكثر احتمالية للتفكير بالانتحار.

 

كلمة من عرب ثيرابي

هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها الحد من مشاعر الحزن بعد التعرض للمواقف المؤلمة أو الصعبة في الحياة. فقد يكون من المناسب:

  • التحدث مع شخص مقرب عما تشعر به.
  • المحافظة على الروتين اليومي وعدم الانسياق في الأجواء الكئيبة.
  • ممارسة النشاطات المفضلة قدر الإمكان.

وقبل كل ذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن تمتع الشخص بالمرونة النفسية يساعده على تجاوز جميع المشكلات النفسية التي يمر بها، وتمكنه من التكيف مع جميع الظروف من حوله.