ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن مدة فقدان الذاكرة المؤقت لا تكون طويلة، ولا تعتبر حالة ضارة ولكن من المهم للغاية أن تحصل على الرعاية الطبية اللازمة بشكل فوري. في هذا المقال سنخوض في مدتها، وأسبابها، وكيفية التعامل معها وتحسين عملية التعافي واستعادة الذاكرة.
ما مدة فقدان الذاكرة المؤقت؟
مدة ضياع الذاكرة المؤقت يكون لمدة أقصاها 24 ساعة، وعادةً يستمر لعدة ساعات فقط ومن ثم يزول من تلقاء نفسه، وغالبًا ما يُطلق عليه فقدان الذاكرة القصير المفاجئ (TGA).
علمًا أن مدة ضياع الذاكرة المؤقت غالبًا ما تكون لمدة (1-8) ساعات فقط، ومن النادر للغاية أن تستمر أطول أو حتى 24 ساعة
ما هو فقدان الذاكرة المؤقت؟
هو فقدان مفاجئ للذاكرة قصيرة المدى يجعل المريض مرتبك، أو لا يعرف مكانه. ولكن ينتبه ويقظ ولديه قدرات تفكير طبيعية. وعلى عكس مريض الخَرَف عند ضياع الذاكرة المؤقت يحتفظ المريض بهويته الشخصية ووعيه، ويبقى قادرًا على أداء المهام الروتينية المعقدة، ولكن لا يُمكنه تكوين أي ذكريات جديدة خلال نوبة فقدان الذاكرة.
قد يهمك: هل الصدمة النفسية تسبب فقدان الذاكرة؟
من المعرّض للإصابة في فقدان الذاكرة المؤقت؟
يؤثر فقدان الذاكرة المُؤقت على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50-80 عامًا؛ حيث أن 75% من الحالات تكون في هذه المرحلة العمرية، ومن النادر للغاية أن يُصاب به أشخاص تقل أعمارهم عن 40 عامًا، ولكن المصابين بالحالات التالية تزيد مخاطر إصابتهم به:
-
- أمراض القلب.
- الصداع النصفي.
- فرط شحميات الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
يُصاب به 10-15 شخص لكل 100000 شخص سنويًا حسب آخر الأبحاث والدراسات، لذا لا يُمكن اعتباره شائع للغاية.
أعراض فقدان الذاكرة المؤقت
العرض الأساسي هو فقدان الذاكرة المفاجئ للذاكرة قصيرة المدى لمدة مؤقتة، وعدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة، وتشمل الأعراض:
-
- القلق أو الانفعالات.
- طرح الأسئلة بشكل متكرر حول ما يحدث.
- الاحتفاظ بالهوية الشخصية.
- القدرة على إكمال المهام الروتينية المعقدة أثناء فقدان الذاكرة.
- عدم وجود علامات تشير إلى تلف أنسجة المخ.
تشخيص فقدان الذاكرة القصير المفاجئ (TGA)
يتم تشخيص فقدان الذاكرة المؤقت من خلال استبعاد الإصابة في الصرع أو النوبة الإقفارية العابرة، ومن ثم إجراء بعض الاختبارات والتحاليل، مثل:
-
- اختبار عصبي.
- تحاليل الدم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- مخطط كهربائية الدماغ (EEG).
- التقييم النفسي.
من النادر حدوث نوبات فقدان الذاكرة الشامل العابر المتكررة، أقل من 10% من الأشخاص يعانون من نوبة أخرى.
أسباب فقدان الذاكرة المؤقت
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للإصابة في ضياع الذاكرة المؤقت، وذلك مثل:
الأدوية
يُمكن أن تؤثر بعض الأدوية الموصوفة التي تتناولها على ذاكرتك، وأكثرها شيوعًا:
-
- أدوية القلق.
- مضادات الاكتئاب.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- دواء ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- مسكنات الألم.
- الأدوية التي تستخدم في علاج مشاكل أو اضطرابات النوم.
ذاكرتك ومشاعرك أو حالتك النفسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا؛ حيث يُمكن أن يؤثر الاكتئاب أو التوتر، أو حتى القلق على تركيزك وذاكرتك
نقص فيتامين ب 12
يمكِن أن يؤثر نقص فيتامين ب 12 في نظامك الغذائي على ذاكرتك؛ لأن هذه المغذيات تساعد جسمك على استهلاك الطاقة من الطعام، وتحمي الخلايا العصبية مما يزيد من قدرتك على التفكير بوضوح، وللحصول على فيتامين ب 12 تناول الآتي:
-
- الأسماك واللحوم.
- الحليب والجبن أو البيض.
- المكملات الغذائية، ولكن احرص على استشارة الطبيب قبل تناولها.
إدمان الكحول
شرب الكحول بكميات كبيرة يجعل من الصعب على عقلك تكوين ذكريات جديدة أو تخزين المعلومات التي تعلمتها من جديد. ولكن الاستمرار في شرب الكحول والإدمان عليها يزيد من احتمالية إصابتك في فقدان الذاكرة الدائم.
قصور الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية هرمونات في جسدك حتى تتحكم في سرعة حرق الطعام حتى تحصل على الطاقة الكافية. ولكِن في حالة قصور الغدة الدرقية فإنها لا تفرز ما يكفي من الهرمونات، وبالتالي يتباطأ جسمك بالكامل، ويُمكنك أن تشعر بالتعب، والاكتئاب، والنسيان.
الاضطرابات النفسية والعقلية
في بعض الأحيان يكون السبب الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية أو العقلية، وذلك مثل:
-
- التعرّض لصدمة كبيرة أو حدَث مؤلم ومرهق.
- ثنائي القطب.
- الفصام.
- الزهايمر أو الخَرف بأنواعه المختلفة.
- أمراض باركنسون أو هنتغتون أو التصلب المتعدد.
- التهابات الدماغ مثل مرض لايم أو الزهري أو فيروس نقص المناعة البشرية.
قد يهمك: الذاكرة الكاذبة؛ آلية تشويش الذاكرة وآثارها النفسية
علاج فقدان الذاكرة المؤقت
يوجَد أكثر من طريقة لعلاج فقدان الذاكرة، وذلك مثل:
عِلاج المُسبب
أول ما يجب عليك فعله هو البحث عن السبب خلف فقدانك الذاكرة، ومن ثم البحث عن العلاج المناسب لهذا المسبب، على سبيل المثال:
-
- علاج الاضطرابات النفسية مثل مضادات الاكتئاب، أو أدوية علاج القلق، أو العلاج النفسي.
- العلاج المخصص للأمراض الأخرى التي سببت لك ضياع الذاكرة المؤقت.
- جراحة أو أيّ علاج قد يصفه الطبيب لك لعلاج إصابات الدماغ أو أمراض الدماغ.
تغيير نمط الحياة
إليكَ بعض الأمور التي إذا غيرتها في نظام حياتك قد تساعدك في علاج فقدان الذاكرة:
-
- اتبع نظام غذائي منخفض الدهون، والسكر، والملح.
- العب التمارين الرياضية بشكل منتظم للمحافظة على وزن معتدل.
- تخلص من التوتر من خلال العلاج النفسي، أو الاسترخاء، أو تمارين التأمل واليقظة.
- تنَاول المكملات الغذائية إذا كان لديك نقص في أي نوع من أنواع الفيتامينات أو المعادن.
النوم جيدًا
حتى تضمن الحصول على نوم جيد وذو جودة عالية اتبع ما يلي:
-
- احصُل على قسط جيد من النوم يوميًا.
- تجنّب تناول الكافيين أو المنبهات الأخرى قبل النوم.
- تأكد من أن بيئة النوم باردة، ومظلمة، وهادئة، ومناسبة للنوم.
تجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونية في غضون ساعة أو ساعتين من النوم.
الوقاية من فقدان الذاكرة المؤقت
بإمكانك الوقاية من فقدان الذاكرة سواء كان مؤقتًا أو دائمًا من خلال اتباع الآتي:
النشاط البدني
لا يُمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية في المحافظة على صحة الذاكرة، وبإمكانك البدء بالمشي، ومن ثم ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة 5 أيام في الأسبوع.
التفاعل الاجتماعي
الناس مفيدين لعقلك وذاكرتك؛ حيث أثبتت الدراسات التي أجراها مركز أمراض الزهايمر في ميشيغان، لذا احرص على فعل التالي:
-
- اخرُج من المنزل وتحدث إلى أشخاص آخرين.
- انضم إلى مجموعات ونوادي مختلفة؛ لمقابلة أشخاص جدد بانتظام.
- حافظ على التواصل مع أفراد العائلة، والأصدقاء المقربين.
- اقتني حيوانًا أليفًا؛ لمساعدتك على التفاعل الاجتماعي.
تنص الدراسة أن الأشخاص ممن لديهم شبكة اجتماعية أفضل، أقل عرضة للإصابة بالخرف أو أمراض الذاكرة
تحدي العقل
استخدم عقلك أو افقده؛ هي عبارة تدل على أن العقل بحاجة للتدرب باستمرار للمحافظة على ذاكرتك والوظائف الإدراكية الأخرى، وذلك مثل:
-
- التطوّع أو العمل في وظائف حيوية.
- القراءة.
- حل الألغاز.
- العزف على الآلات.
- تعلّم مهارات جديدة مثل لغة جديدة، أو مهارة جديدة.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من هذه الحالة لا تستدعي اللجوء إلى المساعدة المتخصصة، إلا أننا نرى في عرب ثيرابي ضرورة الحصول على الرعاية الطبية في الحالات التالية:
- تعارض فقدان الذاكرة مع النشاطات اليومية.
- حدوث أعراض شديدة لفقدان الذاكرة لمعرفة الأسباب الحقيقية..
- الضعف الإدراكي المتوسطة، حيث أن المتابعة المنتظمة للتغيرات الإدراكية تساعد في الحد منها.
