ما ستجده في هذا المقال:
يعد الاكتئاب واحداً من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً، ويمكن أن يؤثر على الأشخاص في أعمار مختلفة. ولكن أسبابه قد تكون غير ظاهرة عند بعض الأشخاص. ومن أبرز أعراض الاكتئاب اليأس، والقلق، والحزن، وهو من الأمراض النفسية الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا تركت دون علاج. فما هي أسباب الاكتئاب؟
ما هي أسباب الاكتئاب الأكثر شيوعاً؟
نذكر من أبرز أسباب الاكتئاب الشائعة ما يأتي:
الوراثة وتاريخ العائلة
أظهرت الدراسات المختلفة أن خطر الإصابة بالاكتئاب له علاقة بالوراثة وتاريخ العائلة، فقد أشارت النتائج إلى أن حوالي 30% ممن لديهم استعداد للإصابة بالاكتئاب سببه الوراثة. وأن 70% المتبقية ترجع إلى عوامل مساهمة أخرى. ولذلك إذا كان أفراد العائلة أو أحد منهم مصاباً بالاكتئاب فمن المرجح أن يظهر عند أشخاص آخرين في العائلة.
الأمراض
يمكن أن يكون للأمراض الجسدية أو الإصابات تأثير كبير على الصحة النفسية؛ إذ يمكن أن تسبب المشكلات الصحية المزمنة، أو المشكلات الصحية طويلة الأمد، أو المشكلات الصحية البدنية التي تؤثر على الحياة تأثيراً جذرياً مثل الاكتئاب. ويمكن أن يكون لانخفاض نسبة السكر في الدم، أو الهرمونات، أو المشكلات المرتبطة بالدماغ أو انقطاع الطمث دوراً كبيراً في الإصابة بالاكتئاب.
وجدت بعض الدراسات أن زيادة معدلات الاكتئاب ترتبط بالأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة منخفضة من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
الأدوية والإدمان
يمكن أن تمتلك بعض الأدوية آثاراً جانبية تسبب الاكتئاب، فإذا شعر المريض بالاكتئاب بعد تناول أي دواء جديد يجب أن يبحث في أعراضه الجانبية أو يتحدث مع الطبيب. وتشمل الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بعص الأدوية المضادة للفيروسات، أو أدوية القلب والأوعية الدموية، أو مضادات الاكتئاب. إضافة إلى الأدوية الهرمونية، أو مضادات الاختلاج، أو أدوية حب الشباب، أو عوامل الإقلاع عن التدخين، أو مضادات الذهان.
كما يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى تفاقم الاكتئاب أو الإصابة به. وغالباً يستخدم الأشخاص المخدرات لتخفيف التوتر أو آثار حدث مؤلم، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تحفيز الاكتئاب أو تفاقمه. وقد يكون الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب بسبب تغيرات كبيرة في حياتهم معرضين لخطر أكبر للإصابة بالاكتئاب إذا استخدموا المخدرات أو المواد الأخرى المسببة للإدمان.
نمط الشخصية
يمكن أن تساهم الشخصية في الإصابة بالاكتئاب؛ فهناك شخصيات معرضة للإصابة بالاكتئاب بشكل أكبر، وفيما يأتي ارتباط أنماط الشخصية بزيادة خطر الاكتئاب:
- نمط الشخصية (سريع الانفعال): الذي لا يمكنه أن يتحمل الإحباط.
- نمط الشخصية (غير الاجتماعي): الخجول، أو الذي يتجنب المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من التعرض للانتقاد من قبل الآخرين.
- نمط الشخصية (الناقد للذات): الذي يعاني من تدني احترام الذات.
- نمط الشخصية (الحساس للرفض): الذي يعاني من فرط الحساسية للعلاقات الشخصية والاجتماعية ويرى أن الآخرين يرفضونه أو يهينونه.
إذا كنت تمتلك أحد أنماط الشخصية هذه، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بالاكتئاب، فنمط الشخصية هو مجرد عامل واحد مساهم.
ما هي أسباب الاكتئاب المرتبطة بنمط الحياة؟
تلعب بعض العوامل المرتبطة بنمط الحياة دوراً في الإصابة بالاكتئاب، ومن أبرز هذه الأسباب ما يأتي:
اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية
يُعتقد أن الاضطراب العاطفي الموسمي يحدث بسبب اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي للجسم. كما يمكن أن يؤدي انخفاض ضوء الشمس إلى انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ الأمر الذي قد يؤثر على الحالة المزاجية. ويمكن للتغيرات الموسمية أن تغير مستويات الميلاتونين في الجسم مما يعطل النوم ويساهم في تغيرات المزاج.
سوء التغذية
يمكن أن يساهم النظام الغذائي السيئ في الإصابة بالاكتئاب؛ فمثلاً يمكن لنقص بعض المعادن والفيتامينات أن يسبب أعراض الاكتئاب. كما يمكن أن ترتبط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسب عالية من السكر بالاكتئاب.
الضغط والحزن والخسارة
يمكن أن تؤدي أحداث الحياة إلى إصابة الشخص بالضغوط التي لا يمكن للفرد أن يتحملها. ويعتقد الباحثون أن ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول أثناء التوتر يمكن أن يساهم في الإصابة بالاكتئاب.
ويعاني الأشخاص الذين يشعرون بالحزن الشديد لأسباب مختلفة مثل الوفاة وغيرها من أعراض الاكتئاب وإذا تفاقمت هذه الأعراض يمكن أن تسبب الاكتئاب.
ما هي أسباب الاكتئاب المرتبطة بالدماغ؟
تشير الدراسات إلى أن تعطل وظيفة الناقلات العصبية في الدماغ يمكن أن يكون سبباً في معظم حالات الاكتئاب. والناقلات العصبية هي التي تحمل الإشارات من مكان إلى مكان في الدماغ، والناقلات التي تؤثر على المزاج هي:
- السيروتونين.
- النورأدرينالين.
- الدوبامين.
وهذه الناقلات لا تعمل بشكل طبيعي عند مرضى الاكتئاب؛ فمن المحتمل أن يتعطل أو ينخفض انتقال السيروتونين في أنواع الاكتئاب المختلفة. أما عند مرضى الاكتئاب الشديد فمن المحتمل أن تعمل المسارات الخاصة بالنورأدرينالين والدوبامين بشكل غير طبيعي.
ما هي أسباب الاكتئاب المرتبطة بالعمر؟
يمكن أن تتأثر بعض مسارات الناقلات العصبية المهمة عند التقدم في السن، وقد تكون التغيرات المرتبطة بالعمر مرتبطة:
- الخرف: فكبار السن قد يعانون من الاكتئاب الشديد بعد تشخيصهم بالخرف.
- ارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية: وغالباً لا يتم ملاحظتها.
هناك أدلة تثبت أن النمو في أسرة غير مستقرة، أو التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات، والتعرض للاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.
ما هي أسباب الاكتئاب المرتبطة بالحمل والولادة؟
من أبرز الأسباب المرتبطة بالحمل والولادة ما يأتي:
أعراض الحمل
يرتبط في معظم الأحيان الاكتئاب بالتغيرات الهرمونية المرتبطة بوظيفة الغدة الدرقية، والغثيان، والقيء المصاحب للحمل. ويمكن أن تنتج التقلبات المزاجية بعد الولادة القيصرية، أو عن آثار جانبية لبعض الأدوية الموصوفة للتخفيف من أعراض الحمل.
فقدان الحمل
يعد الإجهاض أو موت الطفل في الرحم من العوامل التي تسبب الحزن الشديد، وإن طالت هذه الفترة فإن الحزن سيتحول إلى الاكتئاب.
الضيق المرتبط بالولادة
تتأثر الحالة المزاجية من التوتر والألم المصاحب للولادة وهو أمر طبيعي. ولكن من الممكن أن ترتفع مستويات التوتر المرتبطة بالولادة والتي بدورها يمكن أن تساهم في زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب لأسباب مختلفة، مثل:
- ولادة طفل قبل موعده، أو مريض جداً.
- المرور بفترة مخاض طويلة ومؤلمة.
- ولادة طفل دون تنفس أو له مظهر غير طبيعي.
تؤدي مستويات التعب المتزايدة إلى تعطيل الروتين العائلي وانخفاض مستويات المرونة العاطفية لدى الوالدين الأمر الذي قد يزيد من الإصابة بالاكتئاب.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كانت تراودك الشكوك حول إصابتك أو إصابة أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك بالاكتئاب ولم تكن متأكداً فعليك الاطلاع على أبرز علامات الاكتئاب التي تشمل:
- صعوبة في التركيز.
- اضطرابات في النوم.
- تغيرات في المزاج.
- الآلام غير المبررة.
وإذا أردت المساعدة في تحديد أسباب الاكتئاب أو علاج الاكتئاب فنحن في عرب ثيرابي يمكننا أن نقدم لك المساعدة والدعم الكامل لتتجاوز هذا المرض ولتستطيع العودة إلى الحياة الطبيعية.
