Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
كيف أزيل الخوف من قلبي

كيف أزيل الخوف من قلبي؟ تعرف على تجربتي الشخصية

كل منا لديه مخاوفه الخاصة التي تنبع من داخله وتسيطر عليه بشكل كامل. ولأننا غالباً ما نقوم بإخفاء هذه المخاوف بداخلنا فهي قد تحد من قدرتنا على تحقيق أهدافنا في بعض الأحيان. فإن كنت تتساءل كيف أزيل الخوف من قلبي وأسعى نحو أهدافي لتحقيقها فأنت في المكان الصحيح.

تعرف على تجربتي في الشعور بخفة الروح وتخلص من عبء المخاوف، وتعلم ما يفيدك باتباع الاستراتيجيات والنصائح التالية.

 

خطواتي لأزيل الخوف من قلبي

لم يكن الأمر سهلاً، فقد احتاج مني الكثير من الوقت كي أضع قدمي في الطريق الصحيح. فقد كنت أعاني حقاً من الخوف من العلاقات الاجتماعية بشكل جدي. وكنت أشعر أن الخوف مستقر في قلبي ومسيطر على عقلي، لكني الآن تمكنت أزيل هذه المخاوف وأكون علاقات أكثر ثباتاً. وذلك من خلال:

تعرفي على مخاوفي

في البداية لم أكن أعرف ما سبب مشاعر الخوف التي أعاني منها أو ما حقيقتها. كنت أتجنب تكوين العلاقات الاجتماعية فقط دون تفكير بما وراء الأمر. لكن في يوم من الأيام قمت باستجواب نفسي وبحثت عن سبب سلوكياتي، فقد لاحظ أنني أكرر تصرفات والدتي عندما كنت صغيراً.

في الكثير من الأحيان تكون صدمات الطفولة أو الرغبة في التميز والخوف من الفشل وراء مشاعر الخوف غير المكتشفة لدينا.

البحث في حقيقة الأمر

كان على أن أكون صادقاً مع نفسي وأفكر في مدى حقيقة ما أشعر به. هل هذا الخوف في مكانه أم عبارة عن تصورات وهمية لا أساس لها. 

هل يمكن للآخرين أن يؤذونني في حال أنشأت علاقات معهم؟ لا يمكنني اكتشاف الجواب ما لم أقم بالتجربة. فهناك الكثير من العلاقات الناجحة من حولي لا يتأذى بها الأشخاص، فلم الخوف؟ كانت هذه انطلاقة لأزيل الخوف من قلبي وأبدأ رحلة التعافي الحقيقية.

قد يبدأ الدماغ في وضع الكثير من السيناريوهات في محاولة منه للدفاع عن الخوف الناشئ في القلب. ما عليك إلا أن تتحلى بالشجاعة لتبدأ بتفنيد هذه السيناريوهات ومعرفة الزائف منها.

واجه الخوف

في الحقيقة لم أكن أواجه فيما مضى خوفي هذا، بل لم أكن على علم بوجوده. لكن الآن وبعد تجديده، أصبحت أكثر رغبة في معرفة محفزاته الحقيقية.

لقد كانت سلوكيات التجنب التي اتبعها مصدراً للشعور بالراحة والأمان اللحظي، لم أكن على علم أنها تساهم في تفاقم مخاوفي هذه. لذلك، فقد قمت بوضع قائمة بالمواقف التي كنت أتجنبها ولاحظتها أنها فعلاً ما أخشاه. 

أيضاً يمكنك اكتشاف المواقف المسببة للخوف لديك من خلال الأعراض التي تعاني منها والمصاحبة للخوف. فمن الأعراض الشائعة للخوف:

  • تسارع ضربات القلب أو خفقانه.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • الشعور بالتوتر أو القلق.
  • ضيق في التنفس.
  • التعرق المفرط، خاصة في الكفين.
  • الارتجاف أو الارتعاش.

تحدث عن مخاوفك

ساعدني الحديث مع صديقتي عن مخاوفي المكتشفة، لقد شعرت بالتحرر بشكل كبير عندما عبرت عما أشعر به. كما أنها أعطتني الكثير من الدعم النفسي والثقة، بالإضافة إلى تقديمها مجموعة من الأفكار التي لم أكن أتخيلها.

عند اكتشافك لمخاوف فأنت بحاجة إلى من يقف بجانبك، سواء كان ذلك أحد المقربين أو معالج نفسي متخصص. فغالباً ما يتم توجيهك لأمور لم تفكر بها من قبل.

آمن بقدراتك 

بعد ذلك قررت أن أثق بنفسي أني قادرة على مواجهة الآخرين وتكوين العلاقات ومدى قدرتي على أن أزيل الخوف من داخل قلبي. بدأت خطوات صريحة في التعرف على الأشخاص في البقالة وأثناء انتظاري لحافلة المواصلات، لم يكن هناك ما يخيف حقاً. لقد تأكدت أن خوفي ينبع من تصوراتي الذاتي وعاداتي المكتسبة من والدتي.

بين الحين والآخر قد تسقط صحية للانتكاسات. لا تتوقف عن المواصلة، فهذا أمر طبيعي وقد قاربت على التعافي.

 

أمور ساعدتني أزيل الخوف من قلبي

لم أكن أتوقع أن يأخذ الأمر هذا الوقت، لقد فكرت عدة مرات في التوقف والاستسلام لمخاوفي والعودة من جديد لما كنت عليه مسبقاً. لكن في كل مرة كنت أجد ما يساعدني أقاوم هذه الرغبة. ومن ضمن الأمور التي ساهمت في تعافي:

  • معرفتي كيف يؤثر الخوف علي: فمثلاً هل أشعر باضطراب في المعدة عندما أتعرض للمواقف؟ أم أشعر بالاختناق؟ أم يصبح تنفس أسرع؟ كان يجب على ألا أقاوم هذه الأعراض بل أتركها، فهي تساعد في تجاوز الأمر والاعتراف به.
  •  ممارستي للامتنان: والذي من خلاله كنت أقدم لنفس الطاقة الإيجابية اللازمة للمواصلة. كما ساعدني ذلك في تحويل تركيز من المخاوف إلى الأمور الجميلة من حولي.
  • مراقبتي لحديثي الذاتي: كنت في البداية ألقي اللوم على نفسي بسبب الخوف المستقر في قلبي، لكن مع مرور الوقت اكتشف أن ذلك لن يساعدني في أن أزيل هذا الخوف. لذلك بدأت بتحدث مع نفسي كما أفضل مع الآخرين بل بطرق أكثر لطفاً في بعض الأحيان.
  • تدرجت في تقدمي: لم أطلب من نفسي أتخلص من جميع سلوكيات القديمة المرافقة لمخاوفي، بل عملت على ذلك بشكل تدريجي. فقد لاحظت أن محاولتي للانتقال للنقيض مرة واحدة هي محاولة فاشلة بكل تأكيد.
  • تحليت بالصبر: على الرغم من ظني في البداية أن الأمر يبدو سهلاً وسريعاً في التغلب عليه، إلا أنه في حقيقة الأمر يحتاج إلى وقت كبير. لذلك فإن التحلي بالصبر في هذه الحالة وعدم استعجال التعافي يتيح للنفس ثقة أكبر واستمرارية أطول.
  • مارست تقنيات الاسترخاء: كنت بحاجة إليها بشكل كبير وفي مواقف كثيرة. فما أن أشعر بالخوف أو القلق عند مقابلة أحد حتى أبدأ بالتنفس العميق مثلاً. لقد كان ذو فائدة كبيرة إلى جانب استرخاء العضلات التدريجي.

ذكر نفسك أن الخوف مجرد شعور وأن هذه اللحظة سوف تمر. ركز على النتيجة الإيجابية للموقف، بدلاً من التركيز على النتيجة المخيفة بينهما. 

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن التحرر من المخاوف المتراكمة داخلك يسعد في شعورك بالرفاهية النفسية ويزيد من جودة حياتك اليومية. إن لم تكن قادراً على اكتشاف سبب خوفك الحقيقي فإن طلبك للمساعدة المتخصصة غالباً ما يفيدك.

كما أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون في بعض الحالات أن يتم التعامل بشكل متخصص مع صدمات الطفولة، حيث أن البحث في هذه الأمور قد يولد الكثير من المشاعر السلبية التي قد لا يستطيع الشخص التعامل معها بشكل ذاتي أو تسبب تفاقماً للحالة دون أن يشعر الشخص.