Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
فوبيا المهرجين

فوبيا المهرجين: أسبابها وعلاجها

على الرغم من أن الكثيرين قد يستمتعون عند مشاهدة عروض المهرجين في الاحتفالات المتنوعة، إلا أن البعض يعاني من مخاوف شديدة تصل إلى درجة الفوبيا عند مجرد التفكير بهذه العروض، الأمر الذي يمنعهم من الاستمتاع بالكثير من المواقف الاجتماعية ومشاركة أفراد العائلة فيها.

 

ما هو فوبيا المهرجين؟

فوبيا المهرجين (Coulrophobia) هي فوبيا محددة وتعني الخوف الشديد الذي ينتاب الشخص فور مشاهدته للمهرج سواء كان ذلك مباشرة أو عبر الصور أو مقاطع الفيديو، مما يتركه في حالة من ردود الفعل غير العقلانية، ويعتبر هذا النوع من الفوبيا جديد نوعاً ما حيث ظهر المصطلح لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من ذلك فإن الإحصائيات تظهر أن الأمر أكثر انتشاراً.

طفل واحد من ضمن 100 طفل يعاني من أعراض الفوبيا مثل الخوف والصراخ عند رؤيته للمهرجين، وغالبية هذه الأطفال من الإناث

  •  

ما هي محفزات فوبيا المهرجين؟

عند إصابة الشخص بفوبيا المهرجين فإن أي موقف يتضمن فعاليات احتفالية تحتوي على فقرات للمهرجين تكون حافزاً مباشراً لظهور الأعراض لديه، حيث أن من هذه المواقف:

    • حفلات أعياد الميلاد.
    • عيد الهالوين.
    • احتفالات افتتاح المطاعم أو الفقرات الترفيهية فيها.
    • السيرك والمعارض أو المهرجانات.
    • وسائل الإعلام، سواء كانت مسلسلات أو برامج تلفازية أو الإعلانات.
    اعرف المزيد: كل ما يهمك حول الفوبيا عند الأطفال

     

    أسباب الخوف من المهرجين

    غالباً لا يتم التعرف على السبب الحقيقي وراء الإصابة بأنواع الفوبيا، ولكن يمكن ملاحظة بعض العوامل التي من شأنها أن تساعد في تكوين الفوبيا. وفي هذه الحالة فقد يكون السبب أحد العوامل التالية أو مجموعة منها:

      • المواقف السلبية في الصغر والمرتبطة بالمهرجين، مما يجعل الطفل يطور الفوبيا الخاصة به مع مرور الوقت.
      • الجينات المتناقلة عبر الأجيال يمكن أن تسبب تكون مشاعر الخوف هذه.
      • تقليد الأطفال لآبائهم عندما يكون الآباء يعانون من فوبيا المهرجين.
      • المعتقدات الخاطئة التي يكونها الطفل عن القدرات الخارقة التي يمتلكها المهرج.
      • مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التي تظهر المهرجين على أنهم شخصيات شريرة.

      الشكل الخارجي للمهرج من ملابس ومستحضرات التجميل والسلوكيات التي يقوم بها قد يكون مخيفًا للبعض 

      الأعراض المرافقة لفوبيا المهرجين

      عند إصابة الشخص بفوبيا المهرجين، فإنه يعاني من مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية عند تعرضه للمحفزات أو مجرد التفكير بالأمر، ومن ضمن هذه الأعراض:

        • تنفس الشخص بصعوبة.
        • جفاف الفم.
        • شعور الشخص بأنه على وشك الموت.
        • الشعور بالغثيان أو الرغبة بالتقيؤ.
        • الشعور بالهلع.
        • تسارع ضربات القلب.
        • الارتجاف.
        • فرط التعرق.
        • ألم في الصدر.
        • الشعور بالانفصال عن الواقع.
        • الدوار والخدر.
        • الشحوب.
        • الرغبة بالبكاء.
        • الشعور بالقلق المفرط.

        شخص واحد من بين 10 أشخاص بالغين يعاني من هذه الفوبيا 

        تشخيص الإصابة بفوبيا المهرجين

        على الرغم من عدم الاعتراف بفوبيا المهرجين على أنها فوبيا مصنفة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ولكن تشخيص الفوبيا لا بد أن يحقق الشروط التالية:

          • الخوف المفرط وغير المعقول عند التعرض للمحفز.
          • لا يتناسب القلق المتكون مع الخطر المترتب من التعرض للمحفز.
          • شعور الشخص بالضيق الشديد الذي يجعله يتجنب جميع المواقف المسببة لمخاوفه.
          • تأثير الخوف من المحفز بشكل سلبي على جميع جوانب الحياة الشخصية والمهنية والاجتماعية للشخص.
          • استمرار القلق من المحفزات أو التعرض لها لمدة تزيد عن ستة أشهر.
          •  

          متى يجب زيارة الطبيب؟

          لا بد للشخص أن يزور الطبيب في حال كان يعاني من هذا النوع من الفوبيا إذا كانت تصيبه نوبات من الهلع كلما فكر أو تعرض للمحفز، بالإضافة إلى تأثير هذه الفوبيا على نمط حياته اليومية وقدرته على الحصول على كمية من النوم الهادئ.

          قد يهمك: هل أنت بحاجة علاج نفسي؟ (اختبار نفسي مجاني)

           

          كيف يتم علاج فوبيا المهرجين؟

          من خلال خطة علاجية محددة يمكن للشخص أن يتعافى من فوبيا المهرجين الذي يعاني منه، وبالتالي التمكن من الاستمتاع مع بقية أفراد العائلة في الكثير من المواقف والمناسبات الاجتماعية، وغالباً ما تتضمن الخطة العلاجية:

          العلاج النفسي

          على الرغم من إمكانية اتباع أساليب كثيرة لعلاج هذا النوع من الفوبيا، ولكن أكثر الأساليب المستخدمة هي:

            • العلاج بالتعرض: من خلال تعريض الشخص بشكل تدريجي للمواقف التي يمكن أن تسبب له الخوف وببئة مدروسة وتحت إشراف المعالج النفسي، حيث يتمكن المعالج من مناقشة المشاعر والعواطف التي تنتاب الشخص في تلك الأثناء وتعليمه أساليب أكثر فائدة للتعامل معها.
            • العلاج المعرفي السلوكي: بالحوار المستمر ما بين الشخص والأخصائي النفسي، يمكن التوصل إلى الأسباب الكامنة وراء هذه المخاوف والعمل على حلها، بالإضافة إلى تغيير الأنماط الفكرية التي يمتلكها الشخص اتجاه المهرجين وتبديلها بأفكار أكثر إيجابية.

            العلاج المعرفي السلوكي يعتبر من أكثر أنواع العلاج النفسي نجاحًا في علاج فوبيا المهرجين

            العلاج الدوائي

            غالباً ما يصف الطبيب النفسي مجموعة من الأدوية التي تساعد الشخص في التخلص من الأعراض التي يعاني منها وتساعده في نجاح علاجه النفسي، ومن هذه الأدوية:

              • حاصرات بيتا: تساعد هذه الأدوية في التحكم بضغط الدم ونبضات القلب التي تعتبر من الأعراض الجسدية للفوبيا، وبالتالي الشعور بالمزيد من الاسترخاء.
              • المهدئات: لا يمكن الاعتماد على المهدئات كعلاجاً أساسياً للفوبيا، إذ يمكن أن يدمن الشخص عليها، لذلك يتم وصفها للحالات الشديدة.

              المساعدة الذاتية

              يمكن للشخص مساعدة نفسه في تجاوز مخاوفه من خلال اتباع أساليب التهدئة التالية:

                • تمارين اليقظة: كلما زاد ارتباط الشخص باللحظة الحالية أثناء تعرضه للمواقف المحفزة زادت قدرته على التعامل مع الموقف، حيث يمكنه اتباع أساليب تزيد من يقظته الذهنية للتقليل من المواقف الماضية المرتبطة بالمهرجين.
                • تقنيات الاسترخاء: تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة بشكل يومي على تقليل التوتر الذي يشعر به الشخص والقدرة على التحكم بمواقفه.
                • كتابة المشاعر: سواء كانت الكتابة هي لليوميات أو للتعبير عن المشاعر والامتنان، فإنها تساعد الشخص في التعرف بشكل أفضل على مشاعر القلق الخاصة به، بالإضافة إلى التخطيط لطرق تعامل أكثر فاعلية. 

                مجموعات الدعم

                يمكن للشخص الاشتراك في مجموعات الدعم المتنوعة المتوفرة في المنطقة المحيطة أو من خلال البحث عنها عن طريق الإنترنت، حيث توفر هذه المجموعات الكثير من الدعم النفسي من خلال:

                  • الشعور بأن الآخرين يشاركون الشخص بمخاوفه.
                  • الحصول على المعلومات وتعلم أساليب تأقلم وتعامل جديدة من خلال تطبيق نصائح وتجارب الآخرين ممن عاني من المشكلة ذاتها.

                  •  

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  بسبب فوبيا المهرجين قد يتبع الشخص الكثير من أساليب التجنب والابتعاد عن المواقف المحفزة لمخاوفه، مما يتركه لا يشارك في الفعاليات الاجتماعية والترفيهية، الأمر الذي ينعكس على شعوره بالوحدة في الكثير من المواقف، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على المساعدة النفسية والعلاج المناسب للتمكن من الانخراط من جديد في البيئة الاجتماعية مما يعزز عافيته النفسية.