Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
كل ما يهمك عن فوبيا الفضاء

كل ما يهمك عن فوبيا الفضاء

سمعنا كثيراً عن الفضائيين، ونشاهد العواصف الرعدية في كل شتاء، قد تكون هذه الأمور طبيعية للغالبية العظمى، إلا أنها تشكل قلقاً كبيراً للشخص الذي يعاني من فوبيا الفضاء، فيحاول جاهداً تجنب التعرض لمواقف قد تشير قلقه هذا.

 

فوبيا الفضاء

فوبيا الفضاء (Astraphobia) أو فوبيا الرعد (Brontophobia)، هي الخوف الشديد والقلق من كل شيء يتعلق بالفضاء الخارجي، من نجوم وأجرام سماوية والرعد والبرق والكائنات الفضائية، حيث أن التعرض لإحدى هذه الأشياء أو مجرد التفكير بها يثير المخاوف لدى الشخص.

الخوف من البرق والرعد (Astraphobia) عادةً ما يصيب الأطفال. ولكن العديد من البالغين قد يعانون منه.

 

أسباب فوبيا الفضاء

تلعب الكثير من العوامل دوراً رئيسياً في ظهور فوبيا الفضاء لدى الشخص، ومن ضمن هذه العوامل نذكر:

    • تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تعزيز هذه المخاوف، حيث أن الأخبار المتناقلة في الرحلات الفضائية الفاشلة، أو الأفلام الغزو الفضائي، جميعها تساهم في تولد هذه المخاوف.
    • التجارب المخيفة في الصغر، حيث أن صوت الرعد المفاجئ أو ضوء البرق، قد يشكلون محفزا قوية للخوف أثناء النوم ليلاً، وبالتالي يؤدي إلى تطور حالة فوبيا مع مرور الأيام.
    • تناقل الأفكار الغريبة والمخيفة عن الفضاء من قبل أحد المقربين.
    • اكتساب المخاوف من أحد المقربين، وبالتالي يطور الشخص مخاوفه الخاصة إلى أن تصبح حالة فوبيا كاملة.
    • تتناقل اضطرابات القلق بالوراثة، فوجود أحد أفراد العائلة يعاني من إحدى هذه الاضطرابات يزيد فرصة الشخص الآخر بالإصابة.
    • إذا كان الشخص يعاني من عدم توازن المواد الكيميائية في الدماغ، فغالباً ما يصاب الشخص بالقلق والتوتر.

     

    أعراض فوبيا الفضاء

    غالباً ما يكون القلق والخوف الشديد هما الأعراض الأساسية عند إصابة الشخص بنوع من أنواع الفوبيا، إلا أنه يوجد مجموعة أخرى من الأعراض يمكن تقسيمها على النحو التالي:

    الأعراض الجسدية

    تتضمن الأعراض الجسدية التي يشعر بها الشخص عند التعرض لمحفز، الأعراض المرافقة لنوبات الهلع، وهي:

      • شعور الشخص بألم في الصدر.
      • عدم توازن الشخص وشعوره بالدوخة واحتمالية الإغماء.
      • شعور الشخص بتسارع ضربات قلبه.
      • الغثيان والرغبة بالتقيؤ، بالإضافة إلى الإصابة بالإسهال.
      • صعوبة تنفس الشخص.
      • التعرق المفرط أثناء التعرض للمحفز (مثل العاصفة الرعدية) أو قبله.
      • الارتجاف بشكل لا يمكن التحكم به.
      • شعور الشخص بالخدر أو فقدان الإحساس.

      الأعراض النفسية

      ينتاب الشخص المصاب بفوبيا الفضاء الكثير من المشاعر عند تعرضه لموقف يحفز الأعراض لديه خاصة عند وجود الشخص بمفرده دون مرافق، ومن هذه المشاعر:

        • الخوف الشديد.
        • البدء بالبكاء غير المسيطر عليه، خاصة في حالة الأطفال.
        • نوبات من الغضب.
        • التجمد أو الشلل اللحظي وعدم الحركة.
        • الهوس بنظريات المؤامرة من قبل الفضائيين والأطباق الطائرة.

        الأعراض السلوكية

        في معظم الحالات يكون التجنب هو السلوك التلقائي للمصاب بالفوبيا، بالإضافة إلى السلوكيات التالية:

          • تحقق الشخص من الحالة الجوية عبر التطبيقات بشكل مكثف ومستمر، خاصة في فصل الشتاء.
          • يحاول الشخص التشبث بالآخرين للشعور بالأمان والسكينة قدر الإمكان.
          • قد يحاول الأطفال الاختباء في الخزانة أو في حوض الاستحمام أو تحت السرير في محاولة للهروب من الموقف.
          • تجنب الشخص الخروج من المنزل في الأحوال الجوية المتقلبة.
          • على الرغم من القلق، إلا أن الشخص يحاول متابعة العواصف والتقلبات الجوية عند حدوثها.

           

          عوامل الخطر للإصابة بفوبيا الفضاء

          يمكن لأي شخص أن يطور خوفه الخاص من الفضاء، إلا أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة من الآخرين، ومنهم:

            • إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من فوبيا الفضاء تحديداً.
            • إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من الاكتئاب أو القلق أو أحد أنواع الفوبيا.
            • تعرض الشخص في صغره لصدمة نفسية متعلقة بأحداث الطقس، مثل الكوارث الطبيعية.
            • الإصابة باضطراب طيف التوحد أو اضطرابات المعالجة الحسية، حيث لا يحتمل الشخص الأصوات المرتفعة.
            لم يتم التعرف على فوبيا الفضاء كحالة مميزة في ” الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية”. ولكن يتم تشخيصه على أنه رهاب محدد.
             

            تشخيص فوبيا الفضاء

            يعتمد المعالج النفسي في تشخيص الإصابة بفوبيا الفضاء على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، حيث لا بد من مطابقة بعض المعايير مع الأعراض التي يعاني منها الشخص، ومنها:

              • ظهور الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
              • معرفة الشخص أن مخاوفه وقلقه لا يتناسبان مع التهديد أو الموقف.
              • عدم قدرة الشخص على التحكم بانفعالاته.
              • تأثير خوف الشخص على الممارسات اليومية الخاصة به.
              • محاولة الشخص تجنب جميع المواقف المحفزة للأعراض.
              • في حال التعرض للموقف فهو لا يحتمله، فيحاول الهروب أو الشعور بالضيق الشديد.
              • لا يمكن أن يفسر القلق على أنه نوع آخر من الاضطرابات النفسية، مثل الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة.

               

              علاج فوبيا الفضاء

              يمكن معالجة هذه المخاوف من قبل المعالج النفسي، من خلال خطة علاجية محكمة، حيث تتضمن:

              العلاج النفسي

              قد يلجأ المعالج النفسي إلى أكثر الطرق فاعلية في علاج حالات الفوبيا، حيث يمكن أن يختار:

                • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): ومن خلال هذا العلاج يمكن للمريض أن يتعرف على مخاوفه بشكل أفضل والغوض في الأسباب، بالإضافة إلى التأكد من عدم احتمالية تحقق هذه المخاوف. 
                • العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): وفيه يتم تعريض المريض لمخاوفه بشكل متدرج ومدروس، في بيئة تضمن السلامة والأمان للشخص، مع استخدام تقنيات الاسترخاء للتحكم بقلقه، ليستطيع في النهاية مواجهة جميع مخاوفه دون الشعور بالقلق.
                • العلاج السلوكي (Behavioral Therapy): ومن خلاله يمكن للمعالج أن يرسخ الأفكار المنطقية واستبعاد الأفكار السلبية وغير الواقعية من تفكير الشخص.
                • العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يُستخدم هذا العلاج لتنظيم العواطف وتقليل القلق، حيث يتم دمج كل من أسلوب حل المشكلات مع العلاج السلوكي المعرفي مع التأمل وتقنيات أخرى لعلاج الحالة النفسية.

                العلاج الدوائي

                قد يحتاج الطبيب النفسي لوصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين للتقليل من الأعراض أو التحكم بها، خاصة عند العلاج بالتعرض، بالإضافة إلى أدوية مضادات القلق للتحكم بالتوتر قبل حدوث العواصف.

                 

                التعامل مع فوبيا الفضاء

                يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها للتعامل مع فوبيا الفضاء، ومن هذه الاستراتيجيات:

                  • في حالة الأطفال، يمكن من خلال متابعة الطفل لفيلم شيق أو وضع خطة تسلية محكمة في الأيام الماطرة أن تشتت انتباهه عن الجو.
                  • عند توقع الأحوال الجوية، يمكن الطلب من الأصدقاء أو المقربين التواجد مع الشخص، للحصول على الدعم النفسية والشعور بأكبر قدر من الأمان.
                  • يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء التي تضمن للشخص الوصول إلى الهدوء والسكينة، بالإضافة إلى تقليل التوتر الدائم.

                   

                  نصيحة من عرب ثيرابي

                  على الرغم من شعور البعض أن فوبيا الفضاء أمر بسيط لا يحتاج إلى علاج، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يؤكدون على عكس ذلك، حيث إن ترك الشخص دون علاج قد ينتج عنه:

                  • الإصابة بالقلق أو الاكتئاب أو أحد الاضطرابات المزاجية الأخرى.
                  • ابتعاد الشخص عن الآخرين أو دخوله في عزلة اجتماعية.
                  • الاعتماد على الكحول أو المخدرات للتأقلم مع الأحداث.