Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الفوبيا لدى الأطفال

كل ما يهمك حول الفوبيا لدى الأطفال

كما هو الحال في البالغين، فإن الأطفال أيضاً قد يعانون من أنواع مختلفة من الفوبيا، تتعلق بالأمور الحياتية الروتينية التي يتعايشون معها، كما يمكن أن يصاب به الطفل في أي مرحلة من مراحل الطفولة، وفي الأسطر التالية نتعرف على مجموعة من المعلومات المتعلقة بالأمر.

الفوبيا لدى الأطفال

على الرغم من أن الأطفال دائماً ما يبدون خوفهم، ولكن الأمر يختلف عند الإصابة بالفوبيا، حيث يظهر خوفهم وقلقهم الشديدين عند تعرضهم لمواقف معينة بذاتها، فيتولد لدى الطفل استجابة القتال أو الهروب، مع ملاحظة:

    • شعور الطفل بتوتر لا يتناسب مع حدة الموقف.
    • استمرار الشعور بالخوف والقلق لفترة طويلة من الزمن.
    • لا يختفي الخوف والقلق في هذه الحالة على الرغم من توفر الأمن والرعاية والطمأنينة من قبل الوالدين.
    • غالباً ما يكون هذا القلق متطرفاً لدرجة أنه يمنع الطفل من الاستمتاع بالأنشطة التي يستمتع بها أقرانه.
    • لا يمكن التنبؤ بوقت حدوث القلق في حالة الفوبيا، ومتى يمكن انتهائه.
    قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال (اختبار لتقييم السلوك والمشاعر)

    ما هو الفرق بين الخوف الطبيعي والفوبيا لدى الأطفال؟

    قد يظن البعض أن ما يعاني منه الطفل لا يتعدّى الخوف الطبيعي الذي يواجهه معظم الأطفال، إلا أن الأمر يكون في حالة الفوبيا أكبر من ذلك، حيث يختلف الخوف الطبيعي عن الفوبيا بما يلي:

    مستوى القلق

    لا يمكن مقارنة القلق في الحالتين، حيث أنه:

    • في حالة الخوف الطبيعي يكون مستوى القلق غير مبالغ به.
    • غالباً ما يصل القلق لدى الأطفال في حالة الفوبيا إلى درجة الرعب من حدوث الموقف المتعلق بالأمر.
    اعرف مستوى شعورك بالقلق (اختبار القلق

    •  

    طول الفترة الزمنية

    يظهر الاختلاف بشكل كبير عند مقارنة المدة التي يعاني فيها الطفل من القلق في الحالتين، إذ أنه:

    • ينتهي القلق الذي يشعر به الطفل أثناء خوفه بانتهاء الموقف المخيف.
    • في حالة الفوبيا، يبقى القلق الشديد من التعرض للموقف المخيف مرة أخرى، وقد يستمر القلق مدة تتجاوز ستة أشهر.

    •  

    أشهر أنواع الفوبيا لدى الأطفال

    تتنوع الأمور التي يمكن أن تولد المخاوف لدى الطفل وبالتالي قد تتطور الفوبيا، ومن أشهر أنواع الفوبيا التي قد تصيب الأطفال هي:

    الفوبيا المحددة

    وهي أن يبدي الطفل خوفاً مفرطاً من شخص محدد أو نوع معين من الأشخاص أو موقف محدد أو نشاط بحد ذاته.

    غالباً ما تنتشر نوبات الهلع لدى المراهقين والبالغين، ولكن يمكن ملاحظتها أيضاً لدى الأطفال، حيث أنها تصيبهم بالقلق والخوف دون معرفة المحفز الحقيقي لها على وجه التحديد

    فوبيا الخلاء

    يعاني الطفل في فوبيا الخلاء من قلقه الشديد بشأن خروجه إلى العالم الخارجي، حيث أن الخروج خارج المنزل قد يسبب للطفل الخوف المفرط.

    الرهاب الاجتماعي

    أو اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يخاف الطفل التعرض لبعض المواقف الاجتماعية التي يمكن أن يتم فيها إصدار حكم على أدائه.

    في حال كان الطفل يعاني من قلق الانفصال عن والديه، فإن الكثير من الجوانب الحياتية سواء المتعلقة بالطفل أو الوالدين تتأثر بشكل مباشر

    الصمت الانتقائي

    وهو الخوف المفرط من الحديث أمام الأشخاص الغرباء، لذلك يفضل الصمت، وما أن يعود إلى بيته حتى يستطيع الحديث بالشكل التقليدي.

     

    أسباب الفوبيا لدى الأطفال

    تعتبر الفوبيا إحدى أنواع اضطرابات القلق التي يمكن للطفل أن يطورها، ويعود السبب في ذلك إلى:

    • اختلال المواد الكيميائية الدماغية: خاصة السيروتونين والدوبامين، حيث أنهما هما المسؤولان عن مدى الشعور بالقلق لدى الشخص.
    • الوراثة وتناقل بعض الجينات: فكما هو الحال فيما يخص الصفات الجسدية، بمكن أن يرث الطفل الكثير من المشاعر كالقلق المفرط.
    • العادات المكتسبة من قبل الأهل: حيث أن ملاحظة الخوف المبالغ به من أمور معين يجعل الطفل يقلد الأمر، إلى أن تصبح في النهاية حالة فوبيا كاملة.
    • التجارب المؤلمة: سواء كانت كبيرة مثل موت أحد الوالدين أو طلاقهما، أو الأحداث الكبيرة مثل الدخول إلى المدرسة، فقد تساهم في تطور القلق لدى الطفل.
    • المشكلات الصحية: مثل مشاكل الغدة الدرقية أو عدم انتظام ضربات القلب.
    • الأدوية: للكثير من الأدوية العلاجية مجموعة من الآثار الجانبية التي تجعل الطفل أكثر حساسية لمواقف محددة.

    تلعب السمات والصفات التي يتميز بها الطفل دوراً أساسياً في مدى تفاعله مع العالم من حوله، ومن أهم هذه السمات الخجل 

    •  

    ما هي أعراض الفوبيا لدى الطفل؟

    تختلف الأعراض التي يعاني منها الطفل عند تعرضه للمواقف المحفزة للفوبيا التي يعاني منها باختلاف نوع الفوبيا، بالإضافة إلى اختلاف تفاعل الطفل معها، إلا أنه يمكن جمعها بالأعراض التالية:

    • زيادة ضربات القلب.
    • التعرق المفرط.
    • صعوبة التنفس.
    • الارتجاف.
    • الشعور بالاختناق.
    • اضطراب المعدة.
    • الشعور بعدم الراحة أو الشكوى من ألم في الصدر.
    • الشعور بالدوار أو حدوث حالة إغماء.
    • الخوف أو الشعور بعدم القدرة على التحكم بالنفس.
    • الشعور بالموت الوشيك.
    • الشعور بالتنميل أو الخدر.
    • القشعريرة أو الشعور بالهبات الساخنة.

    •  

    علاج الفوبيا لدى الأطفال

    يعتمد علاج الفوبيا لدى الأطفال على مجموعة من العوامل ، مثل عمر الطفل والحالة التي يعاني منها وحالته الصحية أيضاً، فقد يضطر الطفل الاستمرار على الخطة العلاجية فترة تتراوح ما بين الأسابيع إلى عدة أشهر، إلا أنه في النهاية يتمكن من تجاوز الأمر بشكل فعّال، وتتضمن الخطة العلاجية:

      • العلاج المعرفي السلوكي: حيث يتعلم الطفل أفضل الطرق للتعامل مع القلق أو السيطرة على نوبات الهلع التي ترافق الخوف.
      • الأدوية النفسية: في البداية يجب المقارنة ما بين الآثار الجانبية الناتجة من هذه الأدوية ومع النتائج الإيجابية المتوقعة منها، حيث غالباً ما يتم وصف الأدوية المستخدمة لوقف نوبات الهلع.

      •  

      كيفية مساعدة الطفل للتعايش مع الفوبيا

      على الرغم من أن العلاج أمر لابد منه لتجنب تحول الفوبيا التي يعاني منها الطفل إلى مشكلة نفسية كبيرة في المستقبل، إلا أن تعليم الطفل كيفية التعايش مع مخاوفه تمكنه من تخفيف الآثار المترتبة على ذلك، ويمكن مساعدة الطفل في ذلك من خلال:

      • تقديم الدعم له وعدم إصدار الأحكام عليه، حيث أن الجميع لديه الأمور الخاصة التي يخاف منها.
      • مشاركة الطفل في العلاج النفسي العائلي، للتعرف أكثر عن الأسباب الكامنة وراء هذه المخاوف والمساعدة في تقديم الحلول.
      • التواصل مع الأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل بشكل متكرر للمساهمة في تحقيق الخطة العلاجية التي يضعها الأخصائي النفسي.
      • في حالة أنواع الفوبيا المتعلقة بالتواصل مع المحيط الخارجي، يمكن للوالدين السعي لزيادة النشاطات المجتمعية التي يمكن للطفل الإنخراط بها تدريجياً.
      • تعليم الطفل ممارسة تقنيات الاسترخاء المتناسبة مع عمره للتمكن من السيطرة على الانفعالات والخوف.

      نصيحة عرب ثيرابي

      مُعظم أنواع الفوبيا تتشكل في مرحلة الطفولة، وترافق الإنسان حتى يصبح شخصًا بالغًا، وقد تحرمه من الاستمتاع بالكثير من الأمور في حياته وتؤثر سلبًا على تجربته في الحياة. لذا من الأفضل التغلب على الفوبيا ومعرفة كيفية التعامل معها في مرحلة الطفولة.

      يمكنك الاستعانة بأخصائي نفسي للتغلب على الفوبيا عند طفلك، أو حتى لنفسك. تواصل مع أخصائي عرب ثيرابي للحصول على استشارة نفسية في أي وقت.