الرفض العاطفي: كل ما تحتاج معرفته

ما ستجده في هذا المقال:

يمكن لأي شخص تجربة الرفض العاطفي أو أنواع أخرى من الرفض، والتعرّض للرفض بشكل عام جزء من الحياة، ولكن التعامل معه قد لا يكون بنفس السهولة للجميع.

الرفض العاطفي

يمكن تعريف الرفض العاطفي على أنه فعل دفع شخص ما أو شيء ما بعيدًا، وقد تواجه الرفض من العائلة، أو الأصدقاء، أو الشركاء، وغالبًا ما يجعلك ذلك تشعر بالأذى.

مراحل الرفض العاطفي

هناك 5 مراحل رئيسية قد تمر بها عند التعرض للرفض العاطفي، وهي:

الإنكار: حيث ترفض أنك تعرضت للرفض وأن هناك خطأ ما قد حصل.

الغضب: بمجرد أن تدرك أنك تعرضت للرفض سوف تشعر بالغضب من نفسك ومن الشخص الآخر، وسوف تمتلئ بالمشاعر السلبية.
المساومة: في هذه المرحلة سوف تعتقد أنك تعرضت للرفض عن طريق الخطأ، وسوف تحاول الحوار أو النقاش مع الشخص الآخر.
الحزن: الآن سوف تدخل في مرحلة من الحزن أو الاكتئاب بسبب تعرضك للرفض، وقد تشعر بالإحباط.
القبول: أخيرًا سوف تصل إلى مرحلة القبول بأنك تعرضت للرفض العاطفي.

آثار الرفض العاطفي

عندما تتعرض للرفض العاطفي من المحتمل أن يؤثر ذلك على صحتك النفسية والجسدية، وذلك على النحو الآتي:

الصدمة

التعرض للرفض بشكل متكرر أو رفض طويل الأمد من الممكن أن ينتج عنه مشاعر متطرفة، والتي قد تؤدي للإصابة في صدمة نفسية؛ والتي بحد ذاتها تأثيرها كبير على الأشخاص والنفسية، على سبيل المثال:

الأطفال الذين يتعرضون لرفض الوالدين باستمرار قد يواجهون صعوبة في النجاح في المدرسة وفي العلاقات مع أقرانهم.
الإصابة بالخوف من الرفض بسبب التعرض للرفض أكثر من مرة في مراحل مبكرة من الحياة.

الاكتئاب

تم ربط الرفض العاطفي بتطور الاكتئاب، وبشكل خاص عند الفتيات المراهقات، كما أنه من الممكن أن يصاب المراهقين بسبب التعرض للرفض والتنمر معًا بالاضطرابات النفسية التالية:

الاضطرابات الاكتئابية.
مشاكل الإجهاد النفسي والتوتر.
اضطرابات الأكل.
سلوكيات إيذاء النفس .

الاستجابة للألم

الدماغ يستجيب للألم الاجتماعي بطريقة مشابهة لاستجابته للألم الجسدي، والرفض أو الألم العاطفي يحفز الشعور بالألم.

القلق والتوتر

قد يساهم الرفض في الكثير من الأحيان في تطوير وتفاقم مشاكل القلق أو التوتر الموجودة سابقًا عند الشخص.

سوء المعاملة

وجدت إحدى الدراسات أن ارتكاب سوء المعاملة يرتبط بمستويات أعلى من رفض الوالدين في مرحلة الطفولة؛

أي أن تعريض الطفل للكثير من الرفض قد يجعله شخصًا يتبع سوء المعاملة مع الآخرين عندما يصبح كبيرًا.

العنف أو السلوكيات العدوانية

يساهم التعرض للرفض المستمر في تشكيل الغضب أو السلوكيات العدوانية بشكل عام، وذلك بين المراهقين، كما يزيد من مخاطر انخراط المراهقين في السلوكيات التالية:

تعاطي المخدرات.
الانضمام للعصابات الإجرامية.
العُنف ضد الغرباء في الطرقات أو الأماكن الاجتماعية.
العُنف ضد المرأة.
عدم القدرة على الالتزام في العمل أو الحصول على وظيفة.

تدني احترام الذات

غالبًا ما يصاب الأشخاص بتدني احترام الذات بعد التعرض للرفض، وبشكل خاص إذا كان هذا الرفض من قِبَل الشريك العاطفي أو الرومانسي؛ بحيث يزداد الشعور بالإحباط، أو لوم النفس بسبب التعرض لهذا الرفض، والذي بدوره يؤدي لتدني احترام الذات.

ألم الرفض هو كدمة عاطفية حقيقية. يمكن أن يقلل ثقتك بنفسك وقيمتك الذاتية. لذلك عليك أن تسعى جاهدًا للتعافي.

انخفاض معدل الذكاء

يمكِن للتعرض للرفض أن يؤدي لانخفاض معدل الذكاء لمدة قصيرة من الزمن؛ حيث لا يتمكن الشخص من التفكير بوضوح.

لماذا نشعر بالألم من الرفض العاطفي؟

نحن كأشخاص بحاجة للشعور بالانتماء إلى مجموعة أو فئة، والرفض يزعزع هذه الحاجة، مما يزيد من شعورنا بعدم الاستقرار أو الانفصال عن الآخرين، والذي بدوره يسبب الشعور بالألم العاطفي، والوحدة، أو الشعور بالعزلة.

كيفية التعامل مع الرفض العاطفي

هناك أكثر من طريقة يمكن اتباعها للتعامل مع الرفض، وأبرزها:

لا بأس بالتعرض للرفض

أول ما عليك فعله هو إدراك أنه لا بأس من التعرض للرفض، وأن الرفض قد يؤدي لنتائج إيجابية أو فرصة للتغيير للأفضل. بحيث يمكن أن يساعدك التعرض للرفض على الخروج من حدود راحتك، وتحمل المخاطر.

ابتعد عن لوم النفس

مِن الطبيعي أن تفكر ما الذي فعلته بشكل خاطئ حتى يتم رفضك، ولكن لا تقم بإلقاء اللوم على نفسك، أو تحمّل نفسك المسؤولية عن ما حصل.

تقبّل الرفض ولا تنكره

أسوأ طريقة للتعامل مع الرفض العاطفي هي إنكاره؛ لأنك بذلك تخدع نفسك لا أكثر، وكلما طالت مدة الإنكار كلما كان من الصعب التغلب على الألم أو خيبة الأمل. ولذلك عليك أن تتقبل أنك تعرضت للرفض بأسرع وقت ممكن، وأن تخوض جميع المشاعر المرافقة له.

معالجة عواطفك

اعمل على تقبّل مشاعرك، ومن ثم فهمها والسيطرة عليها كما يجب، ولا تلجأ للغضب أو الانتقام؛ الغضب لن يساعدك في التخلص من المشاعر السلبية، والانتقام لن يجعلك تشعر بالراحة، هو فقط سوف يسبب الأذى للشخص الآخر.

تعلّم من التجربة

تعلّم من تجربتك وانظر للموقف بموضوعية، ومن ثم حاول أن تعرف ما الأخطاء التي ارتكبتها، وكيف يمكنك أن لا تضع نفسك في هذا الموقف مجددًا.

تعاطَف مع نفسك

أن تتعرض للرفض العاطفي ليس أمرًا سهلًا، لذا تعاطف مع نفسك قليلًا، وقدم الكثير من الدعم العاطفي لنفسك حتى تتخطى. ولكن لا تضغط على نفسك أو تفرط في التفكير في الموقف، بل كن منطقيًا وعزز الإيجابية وحب الذات.

حافظ على صحتك

التعرّض للرفض مؤلم ويجعلك تشعر بالخيبة أو الإحباط. ولكن ذلك لا يعني أنه عليك أن تُمل نفسك، بل حاول أن تفعل الآتي:

راقب صحتك الجسدية والنفسية.
مارس تمارين التركيز على الحاضر، توقف عن التفكير بالماضي أو المستقبل.
تعلّم هواية أو مهارة جديدة حتى تشغل نفسك بها وتنشط عقلك.

إذا استمر مزاجك المنخفض لأكثر من أسبوعين تواصل مع منصة عرب ثيرابي لتعلم تقنيات ومهارات تأقلم تساعدك على تخطي المشاعر السلبية.

نصائح حول تخطي الرفض العاطفي

إليك بعض النصائح المهمة لتخطي المشاعر المؤلمة للرفض:

اكتب عن مشاعرك المرفوضة لمساعدتك على الاعتراف بها، ومن ثم التخلي عنها بسهولة.
تدرّب على قبول الرفض؛ حيث يساعدك ذلك على تقليل الاستجابات العاطفية السلبية بسرعة أكبر .
عدم الاستسلام للرفض أو الآخرين، أو السماح لأي شخص بأن يستهين بك، بل يجب أن ترفض أي سلوكيات تسبب لك الأذى أو تُظهر قلة الاحترام.
ركّز على الإيجابيات والمشاعر الإيجابية بدلًا من التركيز على أنك تعرّضت للرفض، أو على الألم الذي سببه ذلك لك.
حاول إبعاد نفسك عاطفيًا عن الموقف أو الشخص الذي تعرّضت بواسطته للرفض.
ثقّف نفسك حول كيفية التعامل مع الرفض عند التعرض له.
حاوِل أن تتجنب المواقف التي من المحتمل أن تجعلك تتعرض للرفض.

نصيحة عرب ثيرابي

في بعض الأحيان قد يكون الحديث مع أحد المقربين عن موضوع الرفض والمشاعر المترتبة عليه مفيداً، إلا أن الأمر قد يكون أكثر صعوبة في بعض الحالات، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الدعم النفسي المتخصص والذي يساعد الشخص على: