ما ستجده في هذا المقال:
يمكن أن تكون آثار الطفولة المؤلمة مدمرة على حياتك كشخص بالغ حتى لو لم تشعر بأنها السبب بذلك؛ لأن صدمات الطفولة تبقى عالقة في ذهنك حتى عندما تصبح بالغًا.
ما هي آثار الطفولة المؤلمة؟
يختلف تأثير صدمات الطفولة أو تجارب الطفولة المؤلمة على الأشخاص باختلاف نوع الصدمات التي تتعرض لها، ولكن من أبرز تأثيراتها:
-
- صعوبة إقامة علاقات صحية: غالبًا ما تواجه مشكلة في إقامة علاقات صحية مع الأشخاص الآخرين.
- اليقظة المفرطة: وهو رد فعل يجعلك تشعر بالتهديد المستمر، وتخاف من أي علاقة أو تفاعل اجتماعي جديد بالنسبة لك.
- الاكتئاب والقلق: يمكن أن تعاني من الاكتئاب أو القلق بسبب صدمات الطفولة، والذي بدوره يجعلك تفضل العزلة أو تشعر باليأس.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يحدث هذا الاضطراب للأشخاص بعد التعرض لأحداث صادمة في الطفولة بسبب ذكريات التجارب المؤلمة التي مررت بها.
تحدث صدمة الطفولة عندما يتعرض الأطفال لأحداث مؤلمة أو عاطفية. مثل الموت الفعلي أو التهديد أو العنف الجنسي.
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
إليك 3 خطوات عليك فعلها للتعافي من صدمات الطفولة:
أولًا: تعرّف على الصدمة
أول ما يجب عليك فعله هو أن تتعرف على صدمات الطفولة التي تعاني منها، وأن تعترف بها وتأثيرها عليك؛ سوف يساعدك ذلك على الاعتراف بوجود مشكلة، ومن ثم السعي للبحث عن حلول لها.
ثانيًا: كن صبورًا مع نفسك
النقد الذاتي والشعور بالذنب يمكن أن يكون شائعًا جدًا مع صدمات الطفولة، ولكن أنماط التفكير هذه قد تؤدي بك للإحباط واليأس؛ لذا عليك أن تصبر على نفسك قليلًا أثناء مرحلة التعافي، وأن تتأكد من أنك لست مسؤولًا عن ما حدث معك في طفولتك.
ثالثًا: احصل على الدعم
اعتمد على أحبائك للحصول على الدعم العاطفي؛ حيث من المهم أن تشعر بأنك مسموع ومفهوم من الأشخاص من حولك، كما أن الدعم يقلل من شعورك بالوحدة والعزلة.
التعافي من آثار الطفولة المؤلمة قد يكون صعبًا وطويلًا. والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يساعدك على تجاوزه بأمان أكبر.
هل يمكن علاج آثار الطفولة المؤلمة؟
نعم، من خلال اختيار المعالج النفسي النوع المناسب من العلاجات النفسية يتمكن من المساعدة في تخطي وتجاوز آثار الطفولة المؤلمة، ومن هذه العلاجات:
علاج الإجهاد الناتج عن صدمات الطفولة والأسرة (CFTSI)
تتمثل أهداف هذا العلاج في:
-
- الحد من أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة.
- دَعم الآباء أو مقدمي الرعاية من خلال زيادة التواصل بينهم.
- توفير إستراتيجيات تكيف صحية للأطفال للتعامل معها على الرغم من ردود الفعل التي قد يواجهونها لاحقًا.
العلاج بالتعرض السردي (NET)
يعمل من خلال إعادة صياغة الصدمة بطريقة تسمح لك بتجاوز تجارب الطفولة المؤلمة، وذلك من خلال سرد أحداث حياتهم مع التركيز على الأفكار الإيجابية عنها وعن نفسك.
العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT)
يجمع هذا العلاج بين التثقيف النفسي والتقنيات المعرفية لتعليم الأطفال والآباء الأمور التالية:
-
- كيفية التعبير عن النفس والتعبير عن المشاعر.
- تعلم مهارات التأقلم المعرفية للتعامل مع الضغوطات.
- تطوير مهارات الاسترخاء.
- إدارة السلوكيات التي قد تسبب الضرر أو التأثير السلبي على مرحلة التعافي.
العِلاج النفسي الحسي الحركي
الهدف من العلاج النفسي الحسي الحركي معالجة الصعوبات النفسية والجسدية المستمرة المتعلقة في صدمات الطفولة؛ وذَلك من خلال دمج حركة الجسم في العلاج النفسي التقليدي.
المعالجة المعرفية تساعدك على تقليل الأفكار والحواجز التي تحد من قدرتك على الإنجاز والازدهار في حياتك
كيف أتعامل مع آثار الطفولة المؤلمة؟
للتعامل مع آثار الطفولة المؤلمة بأفضل الطرق افعل الأمور التالية:
تواصل مع الآخرين
لا تنعزل أو تبقى لوحدك أثناء التعافي من صدمات الطفولة؛ حيث إن التواصل مع أشخاص آخرين أو الانضمام لمجموعات الدعم سوف يساعدك على تخطي مشاعر الصدمة.
التمارين الرياضية
ثبت أن التمارين الرياضية تساعد في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى مساعدتك بشكل مباشر على التعافي، وذلك لأنها تعزز إفراز الإندورفين الذي يقلل من شعورك بالتوتر، وبإمكانك ممارسة التمارين الآتية:
-
- المشي.
- ركوب الدراجة.
- التزلج على الجليد.
- ممَارسة تمارين اليوغا.
- الرقص.
- الانضمام إلى نادي رياضي.
تعامل مع مشاعرك
يعد تدوين اليوميات طريقة شائعة لإدارة التوتر وتجاوز الأحداث المؤلمة والمشاعر المرتبطة بها؛ حيث إن التواصل مع مشاعرك يساعدك في قبول هذه المشاعر ومن ثم تخطيها بأفضل طريقة ممكنة.
ممارسة الرعاية الذاتية
الرعاية الذاتية تقلل من التوتر الناتج عن صدمات الطفولة، والذي بدوره يساعدك على الشعور بالرضا، وحب نفسك بشكل أكبر. وذلك من خلال فعل أي أمور تجعلك تشعر بالراحة والاسترخاء مثل أخذ حمام دافئ.
اليقظة والتأمل أو تمارين الاسترخاء بشكل عام تساهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالقلق وتزيد من قدرتك على محاربة صدمات الطفولة وتأثيرها
تجنب المواد الترويحية
أثناء التعافي من آثار الطفولة المؤلمة ابتعد قدر الإمكان عن تعاطي المخدرات، أو الكحول، أو المواد الترويحية. حتى لو كانت تجعلك بالراحة فإنها مؤقتة، وتأثيرها السلبي يكون أكبر مع مرور الوقت.
كن لطيفًا مع نفسك
التعاطف مع النفس مهم للغاية لأنه عملية التعافي والشفاء ليست سهلة كما تتوقع، وسوف تحتاج منك الكثير من الطاقة؛ ولذلك بين الحين والآخر تعاطف مع نفسك وخذ استراحة من التعافي والشفاء، وذلك من خلال القيام بأشياء ممتعة وتجعلك تشعر بالراحة.
نصائح للتعافي من آثار الطفولة المؤلمة
إليكَ أهم النصائح لمساعدتك في التعافي من صدمات الطفولة:
-
- ابحث عن الأماكن أو المواقف التي تسبب لك ردود فعل قوية، وحاول أن تتجنبها حتى تجد أفضل طريقة لمواجهتها والتقليل من تأثيرها عليك.
- اكتب في مدونة أو دفتر 10 صدمات مررت بها في مرحلة الطفولة، وكيف ترى تأثيرها عليك.
- فكر في الجوانب المختلفة للتجارب المؤلمة التي مررت بها، وحاول إعادة التفكير بها بطريقة مختلفة.
- لا تلقي باللوم على نفسك أبدًا حول التجارب السيئة التي تعرضت لها في طفولتك، وابحث عن الأسباب الحقيقية لها.
- تحقق من حقيقة مشاعرك حول التجارب المؤلمة التي مررت بها، ولا تسمح لها بتحديد هويتك أو حقيقتك.
ابحث عن معالج للشفاء من صدمات الطفولة يمكنك أن تثق به وأن تشعر بالراحة في الجلسات العلاجية معه
نصيحة عرب ثيرابي
- إذا كنت تشعر أنك لا تتذكر التجربة كاملة لا بأس من أن تبحث عنها جيدًا؛ لمعرفة حقيقة ما حصل معك.
- لَا تحاول تجاهل مشاعرك أو قمعها، بل تقبلها كما هي حتى لو كانت مشاعر مؤلمة أو سلبية.
- اكتب مشاعرك أو ذكرياتك باستمرار؛ حتى تتمكن من التخلي عنها، وحتى تتمكن من تتبع تقدمك بين حين وآخر.
- أخبر شخص تثق به بالتجربة المؤلمة التي مررت بها، سوف يساعدك ذلك على التعاطف مع نفسك وعلى التخلّص من بعض الضغط الذي تشعر به.
أسئلة شائعة:
صدمات الطفولة تبقى في داخلنا ما لم نقم بعلاجها، حتى لو لم نشعر بأنها موجودة وبأننا تجاوزناها تكون آثارها مخفية بداخلنا دون أن نشعر بذلك. غالبًا ما تظهر على هيئة مشاكل بالثقة أو التعلق بالآخرين. أو ممكن أن تكون ضعف ثقة بالنفس والخوف من العلاقات والتجارب الجديدة.
لمعرفة جميع الأعراض والآثار ننصحك بقراءة مقال أعراض الصدمة النفسية
ليس هناك مدة محددة تدوم بها الصدمة النفسية أو آثارها على الأشخاص، وبشكل خاص إذا كانت صدمة نفسية من الطفولة. بعض الأشخاص يتخطون بسرعة أكبر من غيرهم، كما أن الظروف المحيطة والدعم الاجتماعي والنفسي يلعب دورًا في سرعة التعافي من الصدمات النفسية.
اكتشف العوامل التي تؤثر على سرعة التعافي من الصدمات النفسية في دليلنا حول الصدمة النفسية لدى الأطفال وآثارها
