ما ستجده في هذا المقال:
لا يمكن تجاهل تأثير القلق الذي يشعر به الشخص عند تعرضه للمواقف الاجتماعية في حال كان يعاني من الرهاب الاجتماعي. حيث أن الأمر يؤثر بشكل كبير على جميع جوانب حياته اليومية، كما أنه يمنعه من تحقيق البعض من أهدافه. لكن كي يستطيع تجاوز الأمر لا بد من الحصول على العلاج المناسب والذي من ضمنه حبوب الرهاب الاجتماعي.
علاج الرهاب الاجتماعي بالحبوب
على الرغم من أن الرهاب الاجتماعي هو خوف من مواقف لا تشكل تهديداً لحياة الشخص، إلا أنه يشعر بالقلق المفرط الذي يمنعه من ممارسة الحياة الاجتماعية خوفاً من الحكم عليه أو التعرض للرفض. الأمر الذي يحتم على الشخص محاولة علاج هذا الرهاب بالحبوب المتاحة أو التقليل من الأعراض التي يعاني منها.
علاج الرهاب الاجتماعي بحبوب مضادات الاكتئاب
يمكن أن يختار الطبيب النفسي المعالج من بين أدوية الاكتئاب الحبوب المناسبة للرهاب الاجتماعي من ضمن فئات هذه الأدوية:
مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs)
تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين من أكثر أنواع الحبوب المستخدمة لعلاج الرهاب الاجتماعي أو التقليل من أعراضه. فهي تعمل على تقليل القلق لدى الشخص من خلال زيادة مستويات السيروتونين لتحفيز المستقبلات في الدماغ لفترة أطول. ومن ضمن هذه الحبوب:
- بروزاك (Prozac) ويؤخذ بجرعة (20 – 60) مغم في اليوم.
- زولفت (Zoloft) ويؤخذ بجرعة (50 – 200) مغم في اليوم.
- باكسيل (Paxil) ويؤخذ بجرعة (20 – 60) مغم في اليوم.
- سيليكسا (Celexa) ويؤخذ بجرعة (20 – 40) مغم في اليوم.
- ليكسابرو (Lexapro) ويؤخذ بجرعة (10 – 20) مغم في اليوم.
وعلى الرغم من فاعلية هذه الأدوية في التقليل من الأعراض، إلا أن لها الكثير من الآثار الجانبية، مثل:
- الشعور بالقلق.
- الدوخة.
- الشكوى من صداع.
- الشعور بجفاف في الفم.
- اضطراب نمط النوم.
- تغييرات على صعيد الوزن.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
غالباً ما تظهر النتائج الإيجابية لتناول SSRIs خلال (2 – 4) أسبوع من بدء تناولها، فإن تم تناولها لمدة 6 أسابيع دون ملاحظة أي فائدة يجب مراجعة الطبيب المعالج لتعديل الجرعات أو تغيير الدواء.
مثبطات امتصاص السيروتونين – نورادرينيفرين (SNRIs)
في الحالات التي لا تستفيد من تناول حبوب SSRIs يقوم الطبيب المعالج بوصف مثبطات امتصاص السيروتونين – نورادرينيفرين، والتي تعمل على تحسين مزاج الشخص أو التقليل من قلقه. ومن ضمن هذه الحبوب:
- بريستيك (Pristiq) ويؤخذ بجرعة (50) مغم في اليوم.
- إفيكسور (Effexor) ويؤخذ بجرعة (75 – 225) مغم في اليوم.
- سيمبالتا (Cymbalta) ويؤخذ بجرعة (60) مغم في اليوم.
- فيتزيما (Fetzima) ويؤخذ بجرعة (40 – 120) مغم في اليوم.
قد تتشابه الآثار الجانبية لحبوب SNRIs المستخدمة لعلاج الرهاب الاجتماعي مع الآثار الناتجة عن حبوب في بعض الأحيان SSRIs، لكن يمكن ملاحظة الآثار التالية:
- الشعور بالصداع.
- فقدان الشهية.
- عدم القدرة على النوم أو حدوث أرق.
- ألم في المعدة.
- الإسهال.
الحبوب المثبطة لأوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)
إذا كانت حالة الرهاب الاجتماعية شديدة لدرجة أن يسبب نوبات الهلع والتي لا تستجيب للأدوية الأخرى. فهو يساعد في إبقاء جميع النواقل العصبية في الدماغ ومن ثم تحسين التواصل العصبي. ومن هذه الأدوية:
- نارديل (Nardil) ويؤخذ بجرعة (15 – 30) مغم ثلاث مرات في اليوم.
- بارنات (Parnate) ويؤخذ بجرعة (30) مغم مقسم إلى عدة جرعات في اليوم.
- ماربلان (Marplan) ويؤخذ بجرعة (20 – 60) مغم مقسم إلى عدة جرعات في اليوم.
هناك الكثير من الاحتياطات الواجب الانتباه إليها عند تناول هذه الأدوية، فهي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مهدد للحياة.
حاصرات بيتا كحبوب لعلاج الرهاب الاجتماعي
على الرغم من أن هذه الأدوية خاصة لأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها أثبتت فاعليتها كحبوب لعلاج القلق والأعراض الناتجة عن الرهاب الاجتماعي. حيث أنها تعيد التوازن لهرموني الأدرينالين والنورادرينالين. ومن الأمثلة عليها:
- إندرال (Inderal) ويؤخذ بجرعة (40) مغم مرتين في اليوم.
- تينورم (Tenormin) ويؤخذ بجرعة (50) مغم مرتين في اليوم.
أما أكثر الآثار الجانبية شيوعاً لأدوية حاصرات بيتا فهي:
- تباطؤ ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- الإمساك.
- ضعف الذاكرة أو النسيان.
- برودة اليدين والقدمين.
- الشعور بالاكتئاب.
- صعوبة النوم.
- ضعف جنسي لدى الرجال.
علاج الرهاب الاجتماعي بحبوب مضادات القلق
تعد البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) من أشهر مضادات القلق، والتي تعمل على تعزيز الناقل العصبي غاما أمينوبوتيريك (GABA)، ومن ثم تساعد في تحسين أعراض القلق نتيجة لتهدئة الجهاز العصبي المركزي. ومن أشهر أنواعها:
- زاناكس (Xanax) ويؤخذ بجرعة (0.25 – 0.5) مغم ثلاث مرات في اليوم.
- كلونوبين (Klonopin) ويؤخذ بجرعة (0.25) مغم مرتين في اليوم.
يجب الملاحظة أن حبوب مضادات القلق قد تسبب الإدمان، كما أن لها العديد من الآثار الجانبية الأخرى، مثل:
- النعاس أو عدم القدرة على التركيز.
- الشعور بالتعب.
- التحدث بطريقة غير واضحة.
- تقلبات مزاجية.
- عدم وضوح الرؤية.
- ضعف الاتزان أو الشعور بالدوار.
يمكن استخدام نوع آخر من الحبوب المضادة للقلق مثل بوسبيرون (Buspirone) لعلاج الرهاب الاجتماعي.
حبوب أخرى لعلاج الرهاب الاجتماعي
يمكن للطبيب النفسي التفكير بأنواع أخرى من الحبوب تساعد في التخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي أو التخفيف منها، حيث يمكنه وصف الأنواع التالية:
- مضادات الاختلاج: مثل غابابنتين (Gabapentin) أو بريجابالين (Pregabalin).
- مضادات الاكتئاب: مثل بوبروبيون (Bupropion) أو أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل إيميبرامين (Imipramine).
- مضادات الهيستامين: مثل هيدروكسيزين (Hydroxyzine).
- مضادات الذهان: مثل أولانزابين (Olanzapine).
اعتبارات مهمة عند وصف حبوب الرهاب الاجتماعي
لكي يستطيع الطبيب النفسي اتخاذ القرار حول أنسب أنواع الحبوب لعلاج الرهاب الاجتماعي فهو يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من النقاط المهمة، منها:
- شدة الأعراض التي يعاني منها الشخص أو مدى تأثيرها على حياته اليومية.
- التفاعلات المحتملة بين الأدوية العلاجية، لذلك يجب عليه معرفة جميع أنواع الأدوية التي يتناولها الشخص سواء كانت بوصفة طبية أو بشكل شخصي.
- النظر في الاحتياطات الخاصة بالدواء المحتمل وصفه ومن ثم مقارنتها مع الظروف الخاصة بالمريض.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي فلا تدع الأمر يؤثر على حياتك الاجتماعية والمهنية. ابدأ العلاج بوقت مبكر حتى تتمكن من الانخراط بالحياة اليومية بالشكل الطبيعي أو المشاركة بالنشاطات الاجتماعية، فمن خلال استشارة الطبيب النفسي يمكنه تحديد أكثر الأنواع العلاجية مناسبة لك.
كما ينصحك الخبراء في عرب ثيرابي بمراجعة الطبيب في حال لم تلاحظ أي تحسن على أعراض الحالة بعد مرور الوقت. كما أنه يجب الاستمرار على الدواء بعد الشعور بالتحسن لمدة لا تقل عن ستة أشهر لتجنب حدوث انتكاسات.
