ما ستجده في هذا المقال:
يعد مرض السرطان من الأمراض الأكثر فتكاً وشدة على الأشخاص، كما أن المرور في جميع مراحله يعتبر أمراً في غاية الألم النفسي والجسدي، حيث قد يعاني المريض في أثناءه من الهلوسة، فما أسباب هذه الهلاوس وكيف يتم علاجها لمريض السرطان؟
هلوسة مريض السرطان
ترتبط الهلوسة لدى مريض السرطان بالهذيان المصاحب للمرض، حيث يعاني الشخص من رؤية أو سماع أو شم أو حتى الإحساس بلمس أشياء لم تحدث في الحقيقة، ويعود السبب بذلك إلى:
-
- عدم عمل أعضاء الجسم بالشكل الصحيح أو فشلها.
- اختلال المواد الكيميائية الموجودة في الدم، مثل ارتفاع مستوى الكالسيوم، وانخفاض كل من المغنيسيوم والفوسفور والصوديوم.
- الآثار الجانبية أو التفاعلات الكيميائية لمجموعة الأدوية التي يتناولها مريض السرطان ومنها: فاتح الشهية، مسكنات الألم (المواد الأفيونية أو المورفين)، مضادات الغثيان، أدوية الستيرويد، الأدوية المنومة.
- العلاجات الخاصة بمرض السرطان، مثل العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، الجراحات، زراعة النخاع.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية والتي غالباً ما يتم تناولها لفترة زمنية مطولة.
- الجفاف الحاد في الجسم.
- الإصابة بمرض السرطان بحد ذاته، خاصة سرطان الدماغ.
- زيادة السوائل في الجسم وحول الأعضاء الداخلية فيه.
- اضطراب في مستوى السكر في الدم سواء بزيادته أو نقصانه.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى، مثل التهاب المثانة أو الرئة أو الدماغ أو تعفن الدم، مما ينتج عنه تشوشاً دماغياً شديداً.
- انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، والناتجة عن عدة مشكلات صحية مثل اضطرابات النوم أو أمراض القلب والجلطات الدموية.
- الإصابة بفقر الدم الشديد.
في دراسة أجريت على 334 مريضًا بالسرطان في أحد المستشفيات بعد تقييمهم من خلال الاستشارة النفسية. تم تشخيص 25 ٪ منهم بأنهم مصابون بالهذيان.
هلوسة مريض السرطان في آخر أيامه
في بعض الأحيان لا ترتبط هذه الهلاوس بالهذيان بحد ذاته، وإنما تحصل لدى المريض خلال أيامه الأخيرة من عمره وأثناء مروره بالمراحل النهائية من المرض، حيث إنه:
- غالباً ما يرى أشخاص مقربين توفّوا في الحقيقة منذ مدة.
- في معظم الأحيان لا يتم علاج هذه الهلاوس، إلا في الحالات المزعجة جداً.
- قد يكون التخدير وإدخال مريض السرطان في نوم عميق من أفضل الطرق للتحكم بانفعالات المريض.
كيفية علاج الهلاوس لدى مريض السرطان
بعد البحث عن السبب الحقيقي وراء هذه الهلاوس، يمكن من خلال بعض الإجراءات التقليل مما يعاني منه مريض السرطان بشكل كبير، حيث يمكن:
-
- إعطاء المريض بعض الأدوية التي من شأنها المحافظة على المستويات الطبيعية من المواد الكيميائية في الدم.
- التقليل من الأدوية التي تسبب الذهان لدى المريض، أو إيقافها في حال تقدمه بالعمر أو عدم فائدتها العلاجية.
- علاج الجفاف عن طريق السوائل الوريدية.
- إعطاء المريض أدوية مضادات الذهان للتقليل من أعراضه.
طرق للتقليل من حدة الهلاوس لدى مريض السرطان
باتباع النصائح التالية يمكن التقليل من التشوش والارتباك الذي يشعر به مريض السرطان والمسبب للهلاوس لديه، ومن هذه النصائح:
توفير بيئة مناسبة
سواء كان المريض مقيماً في المستشفى أو لا يزال في المنزل، فإن بعض الإجراءات من شأنها التقليل من انفعال المريض وحدوث الهلاوس لديه، ومن هذه الإجراءات:
-
- المحافظة على هدوء الأجواء في غرفة المريض.
- جعل الإضاءة مناسبة وجيدة، مع ضمان عدم تكون الخيالات التي قد تساهم في تدهور الحالة.
- التأكد من الأشياء المحيطة بالمريض هي أشياء مألوفة ولا تشعره بالتشتت.
- محاولة بقاء الأشخاص المألوفين حوله مما يقلل من ارتباكه عند مشاهدته لوجوه جديدة.
- وضع ساعة حائط في الغرفة، ومن الجيد أن نوفر تقويماً مفهوم أمام المريض لضمان معرفته الوقت والزمن.
- يجب تعريف المريض بشكل مستمر بالأشخاص المتواجدين حوله.
- التقليل من المشتتات قدر الإمكان عند التحدث مع المريض، والتحدث معه ببطء واستخدام جمل قصيرة.
- حماية المريض في الأماكن الخطرة أو المواقف التي يحتمل بها تعرضه للإصابة.
- توفير بعض الأجواء المريحة، مثل تشغيل موسيقى هادئة أو ترنيمات أو قراءة قرآن، الأمر الذي يضمن سكينته.
الحصول على المعلومات
عند ملاحظة بدء الهلاوس لدى مريض السرطان، لا بد من الحصول على المعلومات الطبية المهمة والتي تساعد في معرفة إدارة الأعراض المرافقة للهلاوس.
تقديم المساعدة
في الكثير من الحالات لا يتمكن مريض أثناء تعرضه للمشكلات الإدراكية الاعتناء بنفسه بالطريقة الصحيحة، لذلك لا بد من:
-
- متابعة مدى تناوله للطعام.
- متابعة شؤونه العلاجية، والتأكد من انتظام تناوله للدواء.
- التأكد من إبعاد بقية الأدوية عن متناول يديه.
- التحدث مع المريض عن الخطوات التالية أثناء ممارسة ببعض الأمور.
- تقديم المساعدة للمريض في أمور العناية الذاتية، مثل الاستحمام أو غسيل الأيدي، حيث أن الكثير من الأمور اليومية لن يدرك كيفية القيام بها.
يمكن أن تحدث التغيرات المعرفية فجأة أو ببطء بمرور الوقت.
كيفية ظهور الهلاوس لدى مريض السرطان
تختلف حدة ظهور الهلاوس لدى مريض السرطان، حيث إنها تعتمد بشكل كامل على الحالة المرضية والإجراءات العلاجية المتبعة للمريض، فقد تكون:
-
- فورية: مثل الهلاوس التي يعاني منها المريض سرطان الدماغ وتظهر فور إجراء عملية دماغية له.
- تدريجية: وغالباً ما تكون تابعة للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، فلا تكون حادة بل تحدث بشكل متدرج للمريض.
- خفيفة: وهي الهلاوس التي قد تحدث بعد الإصابة بالسرطان وتكون خفيفة وتختفي مع مرور الوقت.
- شديدة الوضوح: بحيث لا يمكن أن تختفي بعد تلقي العلاج.
متى يستوجب مراجعة الطبيب في حالة الهلاوس
تعتبر المشكلات الإدراكية بما فيها الهلاوس من الأمور الشائعة لدى مريض السرطان، لذلك قد لا يكون من الضروري التواصل مع الطبيب في الكثير من الأحيان، إلا أن بعض الحالات تحتم الحصول على الدعم الطبي، ومن هذه الحالات:
-
- عندما يصبح المريض مشوشاً بشكل مفاجئ أو يزداد ارتباكه حدة.
- حدوث تغييرات مفاجئة في القدرة على ممارسة النشاطات اليومية الروتينية.
- الاتصاف بالعنف بشكل مفاجئ.
- القيام بإيذاء نفسه أو إيذاء أي شخص آخر بأي طريقة كانت.
اضطرابات أخرى ترافق مريض السرطان
قد يعاني مريض السرطان من اضطرابات أخرى متعلقة بالدماغ، سواء كان السبب فيها المرض أو العلاجات المتبعة، ومن هذه الاضطرابات:
-
- القلق.
- الاكتئاب.
- الخرف.
الخلط في التشخيص
على الرغم من أن السبب المباشر في الهلاوس لدى مريض السرطان هو الهذيان، إلا أنه في بعض الحالات قد يعزى الأمر إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، حيث قد يشك الطبيب المعالج بالحالات التالية:
-
- الاكتئاب والهوس.
- الاضطرابات الذهانية.
- الخرف.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما يتجاهل مقدم الخدمة لمريض السرطان الاهتمام بنفسه وحالته النفسية، لذلك لا بد من التركيز على هذه النقطة، حيث إن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي دائماً ما يركزون بهذه الحالة على ضرورة:
- التعامل مع مجموعة المشاعر المتولدة بشكل صحيح، وعدم التردد في الحصول على الدعم النفسي المطلوب.
- الاعتناء بالحالة الجسدية، حيث يحتاج الأمر إلى شخص قوي جسدياً للتمكن من تحمل هذه الفترة الصعبة.
