Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الوسواس القهري الجنسي

تعرف على أفكار الوسواس القهري الجنسي

قد تبدو بعض أنواع الوسواس القهري بسيطة عندما تتعلق بسلوكيات النظافة والترتيب مقارنة مع أنواع تتعلق بالأخلاق والقيم الخاصة بالشخص. حيث تصبح بعض الأفكار عالقة في دماغ الشخص لا يستطيع التعامل معها أو التخلص منها، وهذا ما يحدث عندما يعاني من الوسواس القهري الجنسي. فما هو هذا الوسواس وما هي الأفكار المتعلقة به؟

 

ما هو الوسواس القهري الجنسي؟

الوسواس القهري الجنسي (Sexual OCD) أو الهواجس الجنسية هو نوع من أنواع الوسواس القهري التي يواجه بها الشخص أفكاراً وسواسية متعلقة بأفكار جنسية محظورة تتعارض مع أخلاق الشخص وقيمه. ولكن بدلاً من قيامه بسلوكيات وطقوس لزيادة الطمأنينة والتأكيدات كما هو الحال في باقي أنواع الوسواس القهري، فإن الشخص يحاول التحكم بأفكاره وقمعها.

 

الأفكار المتعلقة بالوسواس القهري الجنسي

لا تعد الأفكار والهواجس الجنسية المتطفلة للشخص خيالات جنسية يمكن التعامل معها، بل هي مخاوف حقيقية بشأن ميوله الجنسية. وقد تأخذ هذه الأفكار أشكال متعددة مثل:

  • الهواجس الجنسية: وهي تتعلق بالممارسات الجنسية العنيفة أو الدوافع الجنسية غير المرغوب بها أو التصورات الخاصة بالأعضاء الجنسية.
  • التوجه الجنسي: يمتلك الشخص أفكاراً تشكك بميوله الجنسية وما مدى مطابقته داخلياً لما يعتقد أنه يبديه.
  • التحول الجنسي: على الرغم من غرابة الأمر إلا أن الشخص قد يحتاج إلى تأكيد على أنه غير متحول جنسياً للتخلص من أفكاره المتعلقة بذلك.
  • الوسواس القهري في العلاقة: وهنا يشكك الشخص بمدى حبه وانجذابه لشريكه ومشاعره تجاه الطرف المقابل، فلا يستطيع أن يشعر بالثقة حول ذلك.

كما يمكن أن يعاني الشخص من الأفكار الجنسية المتعلقة بما يلي:

  • ممارسة السلوكيات الجنسية مع أفراد الأسرة.
  • ممارسة السلوكيات الجنسية مع الحيوانات.
  • ممارسة السلوكيات الجنسية مع الأطفال (بما يسمى البيدوفيليا Pedophilia).
  • ممارسة السلوكيات الجنسية في أماكن العبادة.
  • امتلاك اهتمامات جنسية منحرفة مثل السادية أو الاستعباد أو المازوخية.
  • الممارسات الجنسية غير المناسبة اجتماعية مثل العلاقات الجنسية خارج منظور العلاقة الزوجية.

يعاني حوالي (6 – 24)% من الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري من شكل من أشكال الوسواس القهري الجنسي.

 

تأثيرات الوسواس القهري الجنسي على الشخص

تسبب الهواجس الجنسية بالكثير من المشاعر السلبية للشخص، حيث غالباً ما يعاني هذا الشخص من مخاوف متنوعة، تتضمن:

  • قلق وخوف من القيام وفقاً للأفكار الجنسية.
  • الشعور بالاشمئزاز من الذات أو الذنب من امتلاك مثل هذه الأفكار.
  • القيام بالعادة السرية أو استخدام المواد الإباحية كطريقة للتعامل مع الأفكار الوسواسية.
  • تجنب التواجد مع الأطفال بشكل منفرد.
  • الخوف من الرفض الاجتماعي أو الشعور بالعار في حال تم اكتشاف نوعية الأفكار التي يمتلكها الشخص.
  • الخوف من التأثير على العلاقة الزوجية.

تظهر الدراسات أن من يمتلك أفكار وسواسية جنسية أقل عرضة للتصرف وفقاً لأفكاره ويعود ذلك لشعوره بالاشمئزاز. فهو لا يبحث عن إشباع جنسي بل راحة من المخاوف.

 

الفرق بين الوسواس القهري الجنسي والتخيلات الجنسية

يظن الكثيرون أن الوسواس القهري الجنسي هو ذاته التخيلات الجنسية، وهذا غير صحيح، حيث تختلف كلا الحالتين بشكل كبير من خلال:

المشاعر

في الوقت الذي يشعر الشخص بالمتعة نتيجة تخيلاته الجنسية، فإن الشخص الذي يعاني من الأفكار الوسواسية يشعر بالخوف والاشمئزاز الكبير مما لديه من أفكار.

التصرفات

لا يجد الشخص ذو التخيلات الجنسية مشكلة في التصرف وفقاً لتخيلاته، بينما الآخر يحاول تجنب أفكار قدر الإمكان وينظر إليها على أنها لا أخلاقية ولا يجوز التصرف بناءً عليها.

 

كيفية تشخيص الوسواس القهري الجنسي

يتم تشخيص هذه الحالة لدى الشخص بناءً على الأعراض والتأثيرات، حيث غالباً ما يقوم الأخصائي النفسي بطرح مجموعة من الأسئلة تتعلق بما يلي:

  • مدى الشعور بالصحة النفسية والجسدية.
  • الاستفسار عن أفكار الشخص وعاداته وسلوكياته الجنسية، وهل هذه الأمور تسبب الشعور بالضيق له.
  • مدى استخدام الشخص للمخدرات أو تناوله الكحول.
  • ماهية العلاقات الأسرية الاجتماعية والحالة الاقتصادية للشخص.
  • الأمور والقضايا الجنسية الخاصة بالشخص.

 

علاج الوسواس القهري الجنسي

على الرغم أن يمكن التحكم بهذه الأفكار من خلال تشتيت التفكير وممارسة تمارين التنفس العميق في الحالات البسيطة. إلا أن الأمر قد يكون أصعب من ذلك في حالات أخرى، حيث لا بد من اللجوء إلى المساعدة المتخصصة. حيث غالباً ما يتضمن العلاج:

العلاج الدوائي

يقوم الطبيب النفسي بوصف أحد أنواع مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين للتحكم بالأعراض التي يعاني منها الشخص.

العلاج النفسي

غالباً ما يتم اتباع أسلوب العلاج المعرفي السلوكي (CBT) للتمكن من السيطرة على الأفكار التي تراود الشخص، والتأكيد له أن هذه الأفكار تزاد قوة من خلال الاستجابة لها، ومن ثم تعلم أساليب تجنب هذه الأفكار المتطفلة والتعامل معها. 

بناءً على نوع الأفكار يمكن أن يتبع الأخصائي النفس أسلوب العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP) المعتمد على اليقظة الذهنية.

تعتبر الصراحة والصدق مع الأخصائي النفسي الطريق للعلاج والتخلص من هذه الأفكار…. لا تخفي أي معلومة مهما كانت صعبة.

 

نصائح للتعامل مع الوسواس القهري الجنسي

بالإضافة إلى اللجوء إلى المساعدة المتخصصة للتخلص من هذا النوع من الأفكار، إلا أن الرعاية الذاتية تعتبر أمراً مساعداً في تجاوز الأمر. لذلك لا بد من التركيز على:

  • تناول وجبات طعام صحية تضمن المحافظة على مستويات السكر بالدم. حيث أن انخفاض مستوى السكر يسبب تقلبات المزاج والتهيج والانفعال بسرعة كبير، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأفكار.
  • اتباع توصيات الطبيب المعالج والالتزام بالجرعات الدوائية دون نسيان لجرعة أو زيادة، بالإضافة إلى القيام بالنصائح المقدمة من قبله.
  • ممارسة التمارين الرياضية بما لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، مما يساعد في الحفاظ على توازن الهرمونات المسؤولة عن الجهاز العصبي.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق، حتى أن المشي لبضع دقائق له التأثير المهدئ ذاته.
  • تقدير التقدم خلال الخطة العلاجية، وعدم لوم الذات على الانتكاسات المتوقعة، بل يجب الاحتفال بكل تجاوز يتم تحقيقه لتحفيز النفس على المواصلة وتحقيق المزيد من الأهداف.

 

نصيحة عرب ثيرابي

على الرغم من الأمور المتعلقة بالوسواس القهري تبقى أمور شخصية وتعتمد على طريقة كل شخص في التعامل معها بالطريقة التي يراها أفضل بالنسبة له، إلا أن الأخصائيين النفسيون في عرب ثيرابي ينصحون باتباع بعض الاستراتيجيات التي من شأنها المساعدة في التخلص من الأفكار التطفلية. ومن هذه الاستراتيجيات:

  • التعرف على الأفكار والمحفز لها والذي غالباً ما يكون محفز طبيعي، مع التركيز على عدم إنكار هذه الأفكار.
  • عدم الحكم على الأفكار، حيث أن الأفكار تبقى أفكار لم يتم تطبيقها على أرض الواقع، وهذه الأفكار لا تعكس حقيقتك نهائياً.
  • التعاطف مع النفس دون الحكم ولا تتوقع أن تكون مثالياً.