ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما تكون أعراض الوسواس القهري متدرجة في الظهور. إلا أن بعض الأشخاص يعانون من هذه الأعراض بشكل مفاجئ وفي مرحلة متقدمة من أعمارهم. مما يزيد من حيرة الشخص مما يعاني منه في الحقيقة. لذلك ما سبب ظهور الوسواس بشكل مفاجئ؟ وكيف يختلف هذا الأمر عن الوسواس القهري المعروف؟
ما سبب الوسواس المفاجئ؟
يعرف الوسواس المفاجئ بمصطلح الوسواس القهري المتأخر أيضاً، حيث يظهر هذا النوع من الوسواس القهري في مرحلة لاحقة من حياة الشخص وهو بالغ. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو كما لو أنه اختلاف في عمر تشخيص الحالة، إلا أنه في حقيقة الأمر هو نوع مختلف عن الحالة الاعتيادية.
وغالباً ما يكون هذا الظهور المفاجئ لأعراض الوسواس ناتج عن التعرض لمحفز أو موقف معين صادم، حيث يبدو الأمر كما لو أنه استجابة لموقف مرهق في الحياة. فمثلاً وفاة أحد أفراد الأسرة أو فقدان الوظيفة قد تكون أسباب كافية لظهور أعراض الوسواس.
سبب الاختلاف بين الوسواس المفاجئ والوسواس المبكر
على الرغم من أن الأعراض غالباً قد تبدو متشابهة في كلا الحالتين، إلا أن هناك بعض الفروق التي يمكن أن تشكل سبب في الاختلاف بين الوسواس المبكر والمفاجئ (المتأخر). ومن ضمن هذه الفروق:
وقت ظهور الأعراض
غالباً ما تظهر الأعراض بشكل تدريجي في حال كان الشخص يعاني من الوسواس المبكر. حيث يبدأ الشخص يعاني منها في سن (8 – 12) عام.
أما في حالة الوسواس المفاجئ فغالباً ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتكون مرتبطة بمحفز في مرحلة ما بين نهايات البلوغ وبداية الشباب (في معظم الأحيان يمكن أن يعاني منها الشخص في عمر ما بين 20 – 25 عام).
أظهرت دراسة أجريت في عام 2011 أن 76% من حالات الوسواس القهري كانت ضمن الحالة المبكرة. وهذا يترك نسبة 24% المتبقية من الحالات ليتم تصنيفها على أنها متأخرة أو فجائية الظهور.
شدة الأعراض
في معظم الحالات تكون أعراض الوسواس المفاجئ أقل حدة من أعراض الوسواس المبكر (في الكثير من الأحيان تكون الأعراض في النوع المبكر خطيرة للغاية). ويعود ذلك إلى أن الشخص عندما يصاب بالوسواس المفاجئ يكون في مرحلة عمرية قد تعلم وتعود على الكثير من استراتيجيات التأقلم. وبذلك يستطيع التعامل مع أفكاره بشكل أفضل.
انتشار الحالة
ينتشر الوسواس المفاجئ بين الذكور والإناث بشكل متساو على عكس حالة الوسواس المبكر. حيث أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من الإناث.
الاضطرابات النفسية المرافقة للحالة
على الرغم من أن الوسواس المبكر يرافقه في الكثير من الحالات الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطرابات المعارضة المتحدية، فإن هذا الأمر لا يبدو ملاحظاً في حالة الأخرى.
يمكن أن يرافق الوسواس القهري المفاجئ تشنجات لاإرادية لا يتم ملاحظتها في الوسواس القهري المبكر.
الاختلافات الدماغية
أثبتت الدراسات أن هناك بعض الاختلافات في الأنماط الدماغية الوظيفية في الحالتين. حيث أن من يعاني من الوسواس المتأخر لديه عجز عصبي غير معروف السبب. وهذا لم يتم ملاحظته في الوسواس المبكر.
صعوبة العلاج
كلما كانت الأعراض أشد كانت الحاجة إلى تجربة أساليب وأدوية علاجية أكثر. وهذا ما يحصل في حقيقة الأمر مع حالة الوسواس المبكر.
بعد معرفة كيفية الاختلاف بين نوعي الوسواس القهري، هل يمكن أن يظهر كبار السن أعراض بداية الوسواس القهري في مرحلة متأخرة من حياتهم؟ تابع القراءة لمعرفة ذلك.
هل يمكن أن يظهر الوسواس المفاجئ لدى كبار السن؟
يعد الوسواس القهري المتأخر بعد سن الخمسين أو الستينيات من الأمور نادرة الحدوث. وفي معظم الأحيان يتم الربط بين الوسواس القهري لدى كبار السن بآفات التهابية أو دماغية أو أمراض مصاحبة تنكس عصبي.
أما في حال لم يظهر كبير السن أي أعراض مسبقة للإصابة بالوسواس القهري فغالباً ما يكون الأمر نذيراً للإصابة بخرف أجسام ليوي.
أعراض الوسواس المفاجئ
بغض النظر عن نوع الوسواس القهري سواء كان مبكراً أم مفاجئاً فإن الأعراض التي يعاني منها الشخص غالباً ما تكون متشابهة على الرغم من اختلاف حدتها. فقد يعاني الشخص في الوسواس المفاجئ من:
الأفكار المتطفلة
وهي الأفكار التي تحفز الشخص للقيام بالسلوكيات القهرية. ومنها:
- الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين عمداً.
- الخوف من التلوث بمرض أو عدوى.
- الحاجة إلى التماثل أو الانتظام.
السلوكيات القهرية
وهي السلوكيات التي يقوم بها الشخص للشعور بالمزيد من الراحة، مثل:
- التنظيف وغسل اليدين.
- الفحص، مثل التحقق من قفل الأبواب أو إيقاف تشغيل الغاز.
- عد والترتيب.
- الاكتناز.
- طرح الأسئلة للشعور بالطمأنينة.
هل يمكن علاج جميع الحالات من الوسواس القهري، أم أن الوسواس المفاجئ يبقى بلا علاج؟ تعرف على أفضل الأساليب العلاجية لهذه الحالة.
علاج الوسواس المفاجئ
يؤثر الوسواس القهري بما يحمله من أفكار تطفلية وسلوكيات قهرية على جميع نواحي الحياة، حيث يتداخل هذا الاضطراب بجميع التفاصيل اليومية مما يقلل من جودة الحياة لدى الشخص. من هنا تظهر أهمية الخضوع لخطة علاجية فعّالة.
ومن أفضل الأساليب العلاجية المتبعة في هذه الحالة العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP). حيث يتم خلال الجلسات العلاجية التعرض للمحفزات بشكل تدريجي، مع التركيز على تعليم الشخص أفضل الأساليب للتأقلم الصحي لتفادي إظهار أي ردود فعل من شأنها تحفيز السلوكيات القهرية. وما أن يتم تجاوز حد معين من المواقف المجهدة أو المقلقة حتى يتم الانتقال إلى مرحلة أكثر شدة. إلى أن يصل الأمر إلى عدم إظهار أس ردود فعل قهرية خلال التعرض للمحفزات المتنوعة وبالتالي مواجهة المخاوف بأمان. وغالباً ما يتم تحقيق الأهداف التالية:
- انخفاض مستوى أعراض الوسواس القهري.
- انخفاض الشعور بالقلق أو الضيق.
- زيادة ثقة الشخص في قدرته على مواجهة مخاوفه.
كلمة من عرب ثيرابي
تعتبر حالات الوسواس القهري من الحالات النفسية القابلة للعلاج والإدارة بشكل فعّال. وعلى الرغم من أن الأطفال قد يكون علاجهم أكثر صعوبة لعدم فهمهم بالشكل الدقيق حقيقة حالتهم، إلا أنه من خلال تلقي العلاج بمساعدة الوالدين يتمكنون من الوصول إلى النتائج المرجوة.
فبغض النظر عن عمرك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بالحصول على المساعدة النفسية المتخصصة فور ملاحظة الأعراض بغض النظر عن العمر لتتمكن من تعلم كيفية إدارة الأعراض لديك على المدى الطويل والتحرر من حلقة الهواجس والأفعال القهرية والتمتع بحياة ذات جودة عالية.
