Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تطبيقات العلاج النفسي

تطبيقات العلاج النفسي | الواجبات المنزلية وفوائدها

على الرغم من الفائدة الكبيرة للعلاج النفسي، إلا أن بعض هذه العلاجات والحالات النفسية تحتاج إلى تطبيق ما تم الإشارة إليه خلال الجلسات العلاجية. ومن هنا يأتي دور تطبيقات العلاج النفسي الخاصة بالواجبات المنزلية التي يوكلها المعالج للمريض. لكن للحصول على النتائج المرجوة منها لا بد أن يتم الالتزام بها وأخذها على محمل الج.

اكتشف معنا أنواع هذه الواجبات والتطبيقات التي تساهم في خطتك العلاجية والفوائد الناتجة عنها.

 

ما هي التطبيقات (الواجبات) المنزلية؟

التطبيقات المنزلية أو الواجبات هي عبارة عن مجموعة من الأنشطة أو التمارين التي يصممها المعالج النفسي ويطلب من المريض النفسي تنفيذها بين الجلسات. وغالباً ما تزداد صعوبة هذه النشاطات بشكل تدريجي، فهي تساهم في توجيه العملية العلاجية. وفي معظم الأحيان يتم قضاء الدقائق الأولى من الجلسة العلاجية مراجعة لمدى قدرة المريض على إنجاز هذه المهام. 

اعرف المزيد: كيف تستفيد من العلاج النفسي؟

 

أنواع تطبيقات العلاج النفسي المنزلية

تتنوع الواجبات والتطبيقات المنزلية التي يتم طلبها من المريض بناءً على الحالة النفسية التي يعاني منها. ومن أشهر هذه التطبيقات المنزلية:

  • المراقبة الذاتية: من أكثر التمارين فائدة. فهي تسمح للشخص باكتشاف أنماطه الفكرية والسلوكية التي تسبب لنفسه المشكلات. حيث يطلب من المريض تدوين مدى تكرار هذه الأنماط غير المرغوبة. في بعض الأحيان يكون من الصعب على الشخص اكتشاف بعض الأمور، لذلك يمكن طلب المساعدة من الأشخاص المقربين لإبداء الملاحظات في هذا الشأن.
  • الكتابة العلاجية: قد يطلب المعالج من المريض التفكير في شخص أو موقف أو حدث معين وكتابة انطباعاته ومشاعره تجاه ذلك. وتعتبر هذه المهام من المهام الفعالة للغاية، فهي يسمح للمريض بتنظيم أفكاره والتعبير عن مشاعره المعقدة.
  • التمارين العملية: ممارسة تمارين مختلفة ومهارات واستراتيجيات معينة للتكيف. على سبيل المثال، قد يطلب المعالج من المريض ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء بشكل منتظم.

قد يوصي المعالج بالتعرض لمواقف معينة بين الجلسات في علاج اضطرابات القلق المختلفة.

 

فوائد التطبيقات المنزلية في العلاج النفسي

سواء كانت الحالة التي تعاني منها اكتئاب شديد أو فقط قلق أو مجرد عدم القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية، فإن الكثير من التطبيقات والواجبات المنزلية التي يطلبها المعالج خلال جلسات العلاج النفسي تشكل تحدياً أمام المريض للقيام بها أو المواظبة عليها. لذلك فإن تطبيقها بحد ذاته يعتبر خطوة نحو العلاج، فمن الفوائد المترتبة على ذلك:

الشعور بالسيطرة على العملية العلاجية

يعد إتمام الواجبات والتطبيقات المطلوبة من الأمور الصعبة على المريض النفسي، لذلك إنجازها يعيد للمريض الشعور بالسيطرة على حياته اليومية. كما أن هذه الواجبات يعيد الثقة بالنفس للشخص وأنه لا زال بإمكانه القيام بشيء مفيد لنفسه. فمثلاً يمكن أن يطلب المعالج من مريض الاكتئاب أن:

  • يكتب شيء واحد يحبه في نفسه.
  • يخرج خارج المنزل لمدة 10 دقائق فقط في اليوم.

لا تقلل من شأن أي تمرين أو واجب يقوم المعالج بطلبه مهما كان بسيطاً في نظرك. حيث أن المريض النفسي يجده عبئاً حقيقياً قد لا ينجح بإتمامه.

متابعة التقدم في الخطة العلاجية

قد تشعر في بعض الأحيان ببعض الإحباط بسبب الانتكاسات بين الحين والآخر. لكن من خلال ملاحظة مدى التقدم في المهام أو التطبيقات التي يطلب المعالج النفسي يمكن ملاحظة الفرق الكبير في مستوياتها. حيث أن ما كان يشكل عبئاً فيما مضى يتم إنجازه حالياً دون التفكير بمدى صعوبته. 

فمثلاً النظر إلى صور الأشخاص الذين تسببوا بألم أو صدمة نفسية للمريض قد يكون أمراً مرفوضاً كلياً في بداية العلاج. أما بعد مرور المزيد من الوقت قد لا يشكل النظر إلى الصور ذاته أي أهمية للمريض.

فهم المريض لحالته بشكل أفضل

يعاني الكثيرين من المرضى النفسيين من الشعور بوصمة العار بسبب حالاتهم وذلك نتيجة عدم فهم ما يعانونه بالشكل الدقيق. لكن من خلال تطبيقات العلاج النفسي المنزلية يصبح فهم مدى ارتباط المشاعر والأفكار والسلوكيات أكثر وضوحاً. الأمر الذي يساعد في التركيز على ما يمكن أن يحسن الحالة بشكل أكبر.

لكل أسلوب من أساليب العلاج النفسي إجراءاته الخاصة، حيث لا تحتاج جميعها إلى التطبيقات المنزلية. إلا أن العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على هذه التطبيقات.

فهم المعالج النفسية لما يناسب الحالة

تختلف التطبيقات والواجبات التي يوكلها المعالج النفسي باختلاف المرض والحالة، حيث يمكنه اختيار طريقة العلاج سواء النفسي أو الدوائي المناسبة من خلال فهم الحالة بشكل أفضل. وهذا ما تقدمه الواجبات المنزلية، فهي تتيح المجال أمام اكتشاف ما يمكن للمريض أن يحققه في هذا الوقت وما لا يستطيع عليه، وبالتالي معرفة مدى التقدم بالحالة وما يمكن أن يساعدها.

منع الانتكاسات

في مرحلة متقدمة من العلاج، تساعد التطبيقات الموكلة للمريض على تعزيز التغيرات التي حصلت خلال رحلته العلاجية. كما أنها تمنع حدوث الانتكاسات التي يمكن أن يتعرض لها المريض فيما بعد. حيث أنها تساعد المريض على إتقان المهارات المكتسبة خلال الجلسات العلاجية.

قد يهمك: ما الفرق بين أعراض الانسحاب من الأدوية والانتكاس؟ 

 

تسريع التعافي

على الرغم من أن الجلسات النفسية بعددها المحدد أسبوعياً غالباً ما تكون مناسبة وفعالة، إلا أن القيام ببعض الواجبات المنزلية دائماً ما يأتي بنتائج إيجابية على الحالة. فهي تساعد المريض في تطبيق ما تعلمه خلال الجلسات العلاجية، كما أنها تحفزه ليستمر في العلاج في حال شعر أن الفترة بين الجلسات طويلة.

تزيد الواجبات المنزلية من مشاركة المريض واستقلاليته، مما يقلل من مدة العلاج ويحسن فعاليته.

 

كيف يمكن زيادة فاعلية تطبيقات العلاج النفسي المنزلية؟

غالباً ما يكون العلاج النفسي فعّالاً بحد ذاته (إلا في الحالات التي يبدي فيها المريض المقاومة العلاجية). لكن من خلال هذه التطبيقات المنزلية التي يطلب من المريض تنفيذها يصبح العلاج أكثر فاعلية. ولتحقيق ذلك لا بد من الانتباه إلى النقاط التالية:

  • يتم الاتفاق بشكل مشترك من قبل كل من المعالج النفسي والمريض على النشاطات المطلوب تنفيذها. وفي بعض الأحيان يقوم كلا الطرفين في تصميم هذه الواجبات وتكييفها بما يتناسب مع حالة المريض.
  • لا يفترض أن ينظر المريض النفسي إلى هذه التطبيقات على أنها واجبات مدرسية، بل هي اقتراحات تساعد في تحسين وتسريع العلاج وتساهم في التعافي.
  • تغيير الهدف من الواجبات المنزلية اعتماداً على المرحلة العلاجية. فمثلاً خلال الفترة الأولى من العلاج تساعد في فهم حالة المريض، بينما تساعد فما بعد بتتبع الحالة وتقدمها العلاجي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

من تطبيقات العلاج النفسي الفعّالة الطلب من المريض قراءة كتاب أو فصل معين من أحد الكتب، أو مشاهدة فيلم بطريقة واعية وملتزمة. وفي الجلسة اللاحقة يقدم المريض وجهة نظره وانطباعاته فيستفيد المريض منها. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الكتب أو الأفلام أو أي مواد قد تساعد المريض في تغيير المنظور الذي ينظر به إلى المشكلة أو يعرف المزيد عنها أو يكتسب مهارات جديدة تمكنه من التعامل معها.