ما ستجده في هذا المقال:
قد تكون المرأة مصابة بالاكتئاب بشكل مسبق قبل حملها لكنها لم تخضع لخطة علاجية بسبب عدم تفاقم الأعراض لديها، أو قد تصاب به خلال فترة الحمل مما يسبب لها حالة نفسية سلبية واحتمالية التأثير على جنينها عند الولادة. لذلك فإن علاج اكتئاب الحمل الذي تعاني منها يعتبر أمراً في غاية الأهمية.
علاج اكتئاب الحمل
لا يؤثر الاكتئاب فقط على الحالة النفسية للأم، فقد أظهرت الدراسات أن الاكتئاب يؤثر أيضاً على الجنين بعد الولادة. لذلك لا بد أن تحصل الأم على العلاج المناسب فور تشخيص حالتها خلال الحمل للتقليل من الأخطار المحتملة. حيث يمكن أن تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:
العلاج النفسي
من خلال العلاج النفسي يتمكن الأخصائي النفسي المتمرس من إدارة التغيرات المزاجية لدى المرأة الحامل المصابة بالاكتئاب لتشعر بالمزيد من التحسن. ومن ضمن الأساليب المتبعة لعلاج اكتئاب الحمل:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): ويعتمد هذا العلاج على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات والمشاعر التي تتبعها الحامل، وتغييرها إلى أخرى أكثر إيجابية تتمكن من خلال التعايش مع فترة حملها.
- العلاج التفاعلي (IPT): يركز العلاج التفاعلي على التفاعل مع الآخرين والقدرة على تكوين العلاقات والحصول على الدعم اللازم.
تصاب 7% من النساء الحوامل باكتئاب الحمل بشكل عام، وتزيد هذه النسبة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
مجموعات الدعم
توفر مجموعات الدعم سواء المتوفرة عبر الإنترنت أو في البيئة المحيطة. حيث توفر هذه المجموعات الكثير من الدعم النفسي والنصائح التي تحتاجها المرأة في هذا الوقت من أشخاص مروا بالتجربة ذاتها.
الأدوية
تعتبر الأدوية المضادة للاكتئاب سيف ذو حدين في علاج حالة اكتئاب الحمل، فقد يسبب عيوب خلقية لدى الجنين في حال تناوله، كما أن له فوائد في علاج الأم من اكتئابه، وبالتالي التقليل من آثار الاكتئاب السلبية. ومع ذلك تعتبر بعد الأدوية المضادة للاكتئاب أكثر أماناً لتتناولها الأم خلال حملها، ومن هذه الأدوية:
- مثبطات امتصاص السيروتونين: مثل سيليكسا (Celexa) أو بروزاك (Prozac) أو زولفت (Zoloft).
- مثبطات امتصاص السيروتونين – النورنيفين: مثل سيمبالتا (Cymbalta) أو ايفيكسور (Effexor).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل باميلور (Pamelor).
- دواء بوبروبيون (Buproprion).
العلاج بالصدمات الكهربائية
من خلال تمرير تياراً كهربائياً خفيفاً للدماغ عبر الجمجمة يمكن علاج اكتئاب الحمل لدى المرأة بشكل آمن دون تعريضها أو تعريض جنينها للخطر.
العلاج بالأعشاب
على الرغم من أن أعشاب مثل نبتة القديس يوحنا (St. John’s wort ) لها تأثيراتها الإيجابية على أعراض الاكتئاب، إلا أن الدراسات لم تثبت مدى فاعليتها أو مخاطرها على المرأة الحامل.
العلاجات البديلة
لا تعتبر العلاجات البديلة علاجاً كاملاً للاكتئاب، إلا أن لها الكثير من الفوائد للشعور بالراحة والتقليل من التوتر والقلق المصاحب هذه المرحلة. ومن ضمن العلاجات البديلة:
- الوخز بالإبر.
- جلسات المساج.
اعتبارات عند علاج اكتئاب الحمل بالأدوية
على الرغم من حاجة الأم الحامل إلى العلاج بالأدوية، إلا أنه يوجد مجموعة من الاعتبارات لا بد أن تؤخذ في عين الاعتبار في هذه الحالة. حيث يجب الانتباه إلى:
- إن كانت المرأة لا تزال غير حامل لكنها تخطط للحمل، يجب إخبار طبيبها النفسي بذلك قبل البدء بتناول الأدوية النفسية.
- لا تستطيع المرأة الحامل البدء أو التوقف عن تناول أدوية الاكتئاب دون موافقة طبية متخصصة.
- بعض مضادات الاكتئاب ترتبط بتكوين تشوهات في قلب الجنين (مثل دواء باروكستين Paroxetine ودواء فلوكستين Fluoxetine) في حال تناولها في الأشهر الثلاثة الأولى. حاولي معرفة هذه الأنواع من الأدوية وابتعدي عنها.
يزيد خطر حدوث العيوب الخلقية لدى الأجنة في حال تناول الحامل باروكستين أو فلوكستين أكثر بحوالي الضعف إلى الضعفين عن الحالات التي لم تتناول هذه الأدوية.
كيف يمكنني أن أساعد نفسي في علاج اكتئاب الحمل؟
إن كنت تعانين من الاكتئاب فإن لبعض الاستراتيجيات تأثيرات إيجابية في تحسين الحالة المزاجية، ومن هذه الاستراتيجيات:
- تكوين قاعدة اجتماعية قوية من الأصدقاء والمقربين يمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة.
- الاهتمام بالرعاية الذاتية من خلال ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لهذه المرحلة وتناول الطعام الصحي والحصول على كمية نوم كافي.
- الاستعداد للطفل والالتزام بمواعيد المتابعة ومحاولة التعرف على مراحل نمو الجنين المختلفة.
- التفاعل مع الآخرين والمشاركة بالمناسبات والاستمتاع بالوقت مع الآخرين.
- ممارسة تمارين الاسترخاء المتنوعة مثل التنفس بعمق والتأمل الذهني.
سبب عدم تلقي العلاج لاكتئاب الحمل في بعض الحالات
تتشابه بعض أعراض الحمل مع أعراض الاكتئاب، مما يجعل الأمر أكثر التباساً على كل من الحامل ومقدم الرعاية الطبية، فلا يتوقعان أن الأمر متعلق باكتئاب، بل أنها مجرد أعراض طبيعية للحمل. ومن ضمن هذه الأعراض:
- التغيرات في أنماط النوم.
- قلة مستوى الطاقة والنشاط.
- تغيرات على مستوى الشهية والجنس.
قد لا تلجأ المرأة الحامل إلى التشخيص والعلاج لأعراضها بسبب وصمة العار المتعلقة بالأمراض النفسية.
أعراض اكتئاب الحمل
بالإضافة إلى الأعراض العامة المعروفة لدى الآخرين عند الإصابة بالاكتئاب، فإن اكتئاب الحمل له خصوصيته بشكل منفرد، حيث تعاني المرأة الحامل من الأعراض التالية:
- القلق المفرط بخصوص الجنين.
- تدني ثقتها بنفسها بسبب شعورها بالتقصير تجاه جنينها.
- عدم الاستمتاع عند التجهيز لاستقبال الجنين أو بالأنشطة المعتادة عليها.
- عدم استجابتها لطمأنة الآخرين.
- عدم التزامها بتلقي الرعاية خلال الحمل.
- تناولها للكحول أو المخدرات أو تدخينها المفرط.
- عدم زيادة وزنها بالشكل الاعتيادي كما هو الحال لدى باقي الحوامل.
- التفكير بالانتحار.
غالباً ما تحدث نوبات الاكتئاب خلال الثلث الأول من الحمل أو الثلث الأخير.
تأثيرات الاكتئاب غير المعالج عن الجنين
غالباً ما تسوء حالة المرأة المكتئبة إذا بقيت دون علاج، لكن الأمر هنا لا يتعلق بها لوحدها بل بجنينها أيضاً، حيث أن سلوكياتها السلبية الآن تنعكس مباشرة على جنينها سواء بتناول الكحول أو المخدرات أو التدخين أو قيامها بإيذاء نفسها أو إيذائها لجنينها.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن حماية المرأة الحامل من الاكتئاب أو تقليل خطر الإصابة به من خلال الحصول على الاستشارة النفسية بوقت مبكر في حال كانت المرأة لديها خطر الإصابة، لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي عدم التردد في اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة في الحالات التالية:
- إن كانت تعاني علامات وأعراض الاكتئاب في الوقت الحالي.
- وجود تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب أو أحد أنواع الاضطرابات النفسية الأخرى.
- في حال كانت المرأة حاملاً في سن المراهقة، أو ليس لديها نظام دعم اجتماعي.
- التعرض لظروف حياتية صعبة، مثل محدودية الدخل.
- التعرض للعنف الأسري.
- قلق المرأة المفرط.
- ضعف شبكة الدعم الاجتماعي للمرأة.
- حدوث حمل غير مخطط له.
