ما ستجده في هذا المقال:
لن تلجأ إلى العلاج النفسي إلا لتشعر بالمزيد من الراحة والعافية النفسية، وللتمكن من الوصول إلى ذلك يجب أن يكون المعالج النفسي الخاص بك مناسب وملائم لحالتك وتستطيع الشعور بالثقة عند الحديث إليه. لذلك لا بد من معرفة العلامات الدالة على مناسبة المعالج النفسي لك وتلك التي تشير إلى العكس من ذلك، وبالتالي ضمان الحصول على الفائدة المرجوة من العلاج.
علامات تشير إلى أن المعالج النفسي مناسب لي
ستكتشف ذلك بنفسك ولن تحتاج إلى أن يخبرك غير بذلك. حيث أن هناك بعض العلامات التي تشير للأمر، منها:
الحماس للجلسات
عندما يكون المعالج النفسي مناسب لك حقاً عندها ستكون متحمساً لجلساتك القادمة. فغالباً ما تشعر بالإثارة عندما تشعر بأنك تحرز تقدماً في حالتك النفسية في بيئة توفر لك الراحة. على الرغم من أن الحديث غالباً ما يكون متعباً ويحتاج إلى المزيد من مواجهة النفس، لكن تأكد أنك ستشعر في نهاية الجلسة بالراحة.
الحصول على الفائدة
تعد التعليقات الصادقة والتأملات والتحديات أحد أهم أجزاء العلاج النفسي الجيد. لذلك إن لم تشتكي من أن المعالج النفسي يقضي الكثير من الوقت في الاستماع ولا يوجد لديه وقت للتعليقات فهو غالباً مناسب لك.
إذا تركت جلساتك العلاجية وأنت تشعر وكأنك تعلمت شيئاً ما، أو استفدت من الوقت بشكل مثمر فأنت في المكان الصحيح.
لا تحكم على نفسك
عندما تكون على طبيعتك في الجلسة العلاجية أو عندما تتحدث بأريحية دون الخوف من إصدار الأحكام فأنت تخضع لعلاج من قبل معالج نفسي مناسب. مهما كانت أفكارك غريبة أو مخجلة فإن الحديث عنها يشكل تحدي بحد ذاته، لكن انطلاقك بالحديث عنها دليل على السير في الطريق الصحيح. تعتبر البيئة العلاجية التي توفر هذا الأمر ضرورية لإحراز تقدم في العلاج وهي علامة على التوافق الكبير بين المريض ومعالجه.
قد يهمك: تحليل الحالة النفسية (اختبار نفسي مجاني)
دلائل عدم مناسبة المعالج النفسي لي
هذا الأمر أيضاً ستكتشفه من تلقاء نفسك، حيث غالباً ما ستلاحظ خلال أو بعد الجلسة العلاجية ما يلي:
الشعور بالإرهاق
إذا كان تركيز المعالج النفسي على المشكلات التي لا تهمك بدلاً من معالجة الأمور الهامة التي ترغب حقاً في حلها، أو إيصال المعلومات المهمة بطريقة لا تناسب أسلوب التعلم لديك فغالباً ستخرج من الجلسات وأنت تشعر بالإرهاق النفسي أو الملل.
يعتبر الشعور بالتعب أو الملل بعد كل جلسة هو علامة كبيرة على أن مناسبة المعالج النفسي لك.
عدم القدرة على الحديث
في بعض الأحيان لا يكون عدم الملائمة بسبب خطأ منك أو من المعالج. فقط أنت لا تشعر بالراحة الكافية للبدء بالحديث أو قد يشعر المريض بالمزيد أن المعالج غريب بما فيه الكفاية ليمتنع عن الحديث عما قد يشعره بالخجل.
انت تخفي أشياء أو تغير في قصتك
على الرغم من أن الأمر قد يبدو طبيعياً إلى حد ما. ويمكن حل المشكلة بتدوين كل مرة قمت بذلك للتحكم بها في المرات القادمة. لكن إن وجدت نفسك دائماً ما تخفي الأشياء الأساسية أو تحاول تغييرها فأنت غالباً لا تشعر بالثقة الكافية للحديث عن أسرارك وخفاياك لمعالجك.
المعالج النفسي صديق أكثر من كونه معالجاً
من الجيد أن تشعر بأن معالجك النفسي يسمعك بشكل جيد ويستطيع التعاطف معك. لكن أن يصبح صديقاً لك ويتحدث معك عن نفسه ومشكلاته الخاصة فهذا دليل على عدم مناسبته لك. حيث لن يستطيع هذا المعالج من إخراجك من منطقة الراحة الخاصة بك والغوص في أعماقك للتمكن من مساعدتك.
أهم النقاط لتقييم المعالج النفسي المناسب
لتستطيع تقييم مدى مناسبة المعالج النفسي الذي لجأت إليه، هنا العديد من النقاط المهمة التي تعطي انطباعاً دقيقاً في ذلك. منها:
- وضع منهج علاجي شخصي: لا يوجد خطة علاج نفسي تتلاءم مع الجميع. فمثلاً يجب أن لا يتعامل جميع مرضى الاكتئاب بالطريقة ذاتها. بل يجب أن توضع خطة تتناسب مع ظروف المريض وتفضيلاته بشكل فردي. وهذا ما يمكن ملاحظته في المعالج النفسي المناسب.
- احترام المريض: ويظهر ذلك من خلال الاستماع لما يقوله المريض وإبداء الاهتمام وحث المريض على التحدث دون ممارسة أي نوع من الضغوط. كما أن وضع الخطة العلاجية لا بد أن تكون بقرار مشترك بين الطرفين.
- التواصل المستمر: يحتاج العلاج النفسي للتواصل المستمر والمتبادل بين المريض ومعالجه لضمان نجاحه. حيث لا بد أن يجد المريض معالجه متوفراً في حالة الحاجة إليه للحصول على الاستشارة والدعم اللازمين.
- المهارات المكتسبة: المعالج النفسي الناجح دائماً ما يوفر لمريضه الأساليب والاستراتيجيات التي تمكنه من التعامل مع المواقف الحياتية خارج الجلسة العلاجية.
- طلب التغذية الراجعة: إن كان معالجك النفسي متمرس فلا بد أن يسألك في نهاية الجلسة العلاجية عن شعورك ومدى استفادتك من الجلسة. بالإضافة إلى حاجته لمعرفة نقاط الانتقاد إن كانت موجودة للعمل على تفاديها أو حلها.
اعرف المزيد: كيف تختار أفضل معالج نفسي أونلاين؟
كيف يمكن تغيير المعالج النفسي
إذا رغبت فعلاً في تغيير معالجك النفسي بسبب شعورك بعدم مناسبته لك أو لحالتك، فقد تشعر أنك تؤذيه عند إخبارك له أو تشعر بأنك تقوم بشيء خاطئ. لكن تذكر أنت تلجأ للمعالج النفسي للشعور بالعافية النفسية ولن تستطيع الوصول إلى ذلك ما لم تكن علاقتك بمعالجك صحيحة. لكن يمكنك القيام بذلك بشكل لائق من خلال اتباعك النصائح التالية:
- للاستعداد لما ستقوله للمعالج، دون الأسباب التي ساهمت في تكوين رغبتك بتغييره وراجعها قبل الذهاب للحديث معه.
- تذكر أنت لست بحاجة إلى تقديم سبب مفصل لرغبتك هذه. قد يكون كافياً في بعض الأحيان قول “أعتقد بعدم توفر الملائمة الكافية للعلاج”.
- يمكن اخبار المعالج برغبتك بتغييره بالطريقة التي تناسبك. سواء كان ذلك بشكل شخصي والذهاب إلى عيادته أو الاكتفاء بإرسال بريد إلكتروني له أو فقد الاتصال.
- قبل إنهاء علاقتك بالمعالج النفسي الحالي يفضل أن يكون لديك معالج جديد أو قائمة بأسماء بعض المعالجين. مما يضمن عدم ترك حالتك دون متابعة.
يمكن أن يفيدك تذكر أن المعالج النفسي وظيفته رؤية الكثير من الأشخاص وأنت من ضمنهم فلا تعير المشاعر اهتماماً أكثر من اللازم.
كلمة من عرب ثيرابي
تعتبر رحلة العلاج النفسي رحلة طويلة وتحتاج فيها للشعور بالراحة. ولكن لن تصل إلى ذلك ما لم تكن متأكد من أن المعالج النفسي الخاص بك هو المناسب لك. لذلك ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بعدم التردد في حال شعرت أن معالجك غير مناسب. حاول البدء من جديد وابحث عن معالج آخر يمكنك الشعور بالراحة خلال جلساته العلاجية.
