Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
علاج الصدمة النفسية

تقنيات علاج الصدمة النفسية المتنوعة

تعتمد الصدمة النفسية على الشخص وخصائصه النفسية، حيث إنها تؤثر بأشكال مختلفة على الأشخاص، لذلك فإن علاج الصدمة النفسية يتم بطرق متعددة تتناسب مع تأثر الشخص، وفي هذه السطور سنتناول تقنيات العلاج المتاحة للصدمة النفسية.

 

ما هي تقنيات علاج الصدمة النفسية؟

يوجد العديد من التقنيات لعلاج الصدمة النفسية، ويقوم المعالج النفسي بالاختيار من ضمن هذه التقنيات أنسبها للمريض، بحيث تتفق مع نوع الصدمة ومدى حالة الشخص، ومن هذه التقنيات:

العلاج المعرفي السلوكي CBT 

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات الفعّالة، حيث يركز على الأفكار السلبية المتعلقة بالصدمة والعمل على تغييرها، ومن ثم تغيير الأنماط السلوكية المتبعة التابعة لها، مع ملاحظة:

    • وجوب التزام المريض بالجلسات الأسبوعية، والتي قد تصل إلى (12 – 16) جلسة.
    • قيام المريض ببعض الأنشطة أو المهارات للتأكد من تطبيق ما يتم تعلمه خلال الجلسات العلاجية، وبالتالي تحقيق الفائدة من العلاج.

    التعرض المطول PT

    يتم الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي في العلاج بالتعرض المطوّل، ولكن خلال الجلسات العلاجية يتم تعريض المريض للمشاعر أو الذكريات المزعجة المتعلقة بالصدمة بشكل متدرج، وبالتالي العمل على تقليل سلوكيات التجنب، بالإضافة إلى طمأنة المريض بأن الذكريات لن تكون خطيرة، وقد تشتمل أنواع التعرض على:

      • التخيلي Imaginal exposures: وفيه يتم سرد أحداث الموقف الصادم.
      • الحي Imaginal exposures: ويقوم على تعريض المريض للمواقف أو الأشخاص التي يسعى بشكل دائم لتجنبها.
      • الداخلي Interoceptive exposures: وهو اختبار الأعراض الحسية المرافقة للصدمة النفسية داخلياً.

      المعالجة المعرفية CPT

      غالباً ما يطور الشخص طريقة تفكير غير واقعية أو مختلفة بعد التعرض لحادث صادم، لذلك يفيد هذا النوع من علاج الصدمة النفسية في تقييم الشخص لأفكاره، وتطوير طريقة جديدة للتفكير بالصدمة.

      العلاج السلوكي المعرفي المركز على الصدمة TF-CBT

      يعُد هذا النوع من علاج الصدمة النفسية مصمماً خصيصاً للأشخاص صغار السن (المراهقين أو الأطفال)، حيث يشارك بالجلسة العلاجية كل من المعالج والطفل وشخص بالغ من أقاربه، ويعمل على:

        • تعليمه كيفية التقليل من القلق المتعلق بالصدمة.
        • معالجة بعض المشكلات المتعلقة بالصدمة، مثل الإصابة بالاكتئاب أو سلوكيات التجنب.
        • تعليم الوالدين بعض المهارات التي تساعد الطفل.
        • تعليم الطفل مهارات تهدئة الذات المتنوعة، مثل التنفس العميق.
        • التقليل من الأنماط الفكرية السلبية، مثل لوم الذات أو الخجل.
        • استخدام أساليب جديدة في التعبير عن المشاعر أو العواطف.

        حسب أحد المراجعات فإنّ TF-CBT يمكن أن يقلل بشكل فعال من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى بعض الأطفال.

        إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين EMDR

        من خلال الإجابة على بعض الأسئلة خلال توجيه العين باتجاه صورة متعلقة بالحدث الصادم، يمكن للمريض التخلص من الاحتجاز داخل الذكريات المؤلمة، مما يقلل من ارتباطه العاطفي بالصدمة، ويمتاز هذا العلاج بأنه:

          • لا يركز على الحوارات المفصلة المتعلقة بالصدمة
          • يساعد في الشفاء بسرعة كبيرة، حيث لا يحتاج إلى جلسات علاجية كثيرة.
          • لا يركز على تغيير أفكار الشخص أو سلوكياته أو مشاعره المتعلقة بالصدمة.
          • يربط ذكريات الموقف الصادم بأحداث جديدة.

          العلاج الانتقائي الموجز

          تجمع هذه التقنية في علاج الصدمة النفسية ما بين عناصر العلاج السلوكي المعرفي وعناصر العلاج الديناميكي، حيث تعتمد على:

            • تغيير المشاعر السلبية مثل الخجل أو الشعور بالذنب.
            • وجود علاقة قوية ما بين المريض والمعالج النفسي.

            التعرض السردي NET

            يقوم الشخص بسرد قصة حياته بالتفاصيل بالطريقة التي يراها هو، بحيث تعكس نظرته عن نفسه وعن البيئة المحيطة به، مما يساعده في:

              • معرفة مكان الألم أو المواقف الصادمة التي تعرض لها.
              • الحصول على فهم أعمق للمشاعر والقدرة على تغيير الأفكار الناتجة عنه والسلوكيات التابعة لها.

              العلاج الجدلي السلوكي DBT

              يمكن العلاج الجدلي الشخص من الاعتراف بالمواقف القاسية التي مر بها، بالإضافة إلى تعلم كيفية تحمل الضيق الذي يشعر به، وكيف يمكنه أن يكون أكثر تعاطفاً مع نفسه.

              العلاج النفسي الحسي الحركي SPT

              ويركز هذا العلاج على كيفية استجابة الجسم للتوتر أو الإجهاد الناتج عن الذكريات المتعلقة بالصدمة، ويستخدم في ذلك تقنيات متنوعة مثل تأريض الجسد أو تنمية الوعي بالجسد، ومن خلال معرفة الدلالات الجسدية للقلق يمكن للشخص إدارة التوتر بشكل أفضل، ومن ضمن هذه الدلالات:

                • التنفس السريع، بحيث لا يتم إدخال الكم الكافي من الهواء إلى داخل الرئة أو عدم إخراجه بشكل كامل.
                • شد العضلات وارتفاع الأكتاف بشدة.
                • الصك على الأسنان.

                تقنية التكامل العمري Lifespan integration

                في هذا النوع من علاج الصدمة النفسية يتم المرور على جميع تفاصيل حياة الشخص للتركيز على الفجوات الحاصلة في ذكريات الموقف الصادم، وعرض المشاعر المكبوتة بطرق متنوعة أو من منظور مختلف.

                العلاج النفسي الديناميكي التجريبي المتسارع AEDP

                بهذا النوع من العلاج، يتم مساعدة المريض اعتماداً على ثقته وإيمانه بنفسه، بالإضافة إلى الثقة بالمعالج النفسي خلال الجلسات العلاجية.

                العلاج المستعجل ART

                من خلال عدد جلسات قليلة، يمكن للعلاج المستعجل إعادة ترتيب وتخزين الذكريات المتعلقة بالموقف المؤلم بشكل أكثر واقعية وأقل تأثيراً على المريض.

                التنويم المغناطيسي Hypnotherapy

                يقوم العلاج التنويم المغناطيسي على إدخال المريض في حالة من الوعي والاستيقاظ مع الاسترخاء وقلة التشتت في آن واحد، فيتمكن المعالج من تفريغ الكم الهائل من العاطفة المرتبطة بالموقف المؤلم دون أن يشعر المريض بذلك، وبالتالي القدرة على تعزيز أفكار أكثر إيجابية عن الأمر.

                أنظمة الأسرة الداخلية IFS

                يتعامل الأخصائي النفسي في هذا النوع من علاج الصدمة النفسية مع الشخص على أنه مجموعة من الأجزاء (كما هو حال الأسرة المكونة من عدة أشخاص)، ولكل جزء من هذه الأجزاء مواقفه الخاصة اتجاه الموقف الصادم حيث إن التأثير الناتج عن الصدمة يختلف من جزء لآخر، ويأتي دور الأخصائي النفسي في التعرف على الأسباب الكامنة وراء تأثر بعض الأجزاء أكثر من الأخرى، والتعامل معها دون تجنبها أو كبتها.

                العلاج بالفن والموسيقى

                بمساعدة الفن أو الموسيقى يتمكن المعالج النفسي الوصول إلى المشاعر المكبوتة دون التواصل اللفظي الصريح، حيث يمكن أن:

                  • تشير الكثير من الرسومات إلى المشاعر التي يتجنب الشخص الحديث عنها وما يخفيه العقل الباطني، وبالتالي يتمكن المعالج اكتشافها دون دفع المريض للحديث.
                  • عند اختيار إحدى الأغنيات أو كتابة الأشعار يمكن أن يكون ذلك علامة واضحة إلى ما يخافه الشخص ولا يتحدث عنه بشكل مباشر.

                   

                  استراتيجيات متنوعة تساعد في العلاج من الصدمة النفسية

                  يمكن لبعض الاستراتيجيات أن تساعد في علاج الصدمة النفسية أو تساهم بتعزيز العلاج بشكل فعال، ومن هذه الاستراتيجيات:

                    • التمارين الرياضية البسيطة، والتي يمكن من خلالها تفريغ الكثير من الطاقة الكامنة داخل الشخص.

                    ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا كافية لإفراز الإندورفين المعزز للمزاج. والذي يساعدك على الشعور بمزيد من النشاط والإيجابية طوال اليوم.

                    • اليقظة الذاتية عند التعرض للمحفزات، من خلال ذكر 5 أشياء يراها الشخص في البيئة المحيطة، ثم 4 أشياء يسمعها، ثم 3 أشياء يمكن شمها، ثم شيئان يمكن لمسهما وفي النهاية شيء واحد يستطيع أن يتذوقه.
                    • ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة وخاصة التنفس العميق.
                    • تتبع الأعراض الجسدية وكيفية تفاعل الجسم مع المواقف.
                    • كتابة اليوميات.

                     

                    كلمة من عرب ثيرابي

                    يعتبر علاج الصدمة النفسية من الأمور المهمة للغاية، حيث يرى المختصون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج يعمل على:

                    • التقليل من المخاوف المتولدة لدى الشخص، وبالتالي الحد من سلوكيات التجنب.
                    • تطوير المزيد من مهارات التأقلم الصحية.
                    • بناء الثقة بالنفس وبالآخرين.
                    • القدرة على تحدي الأفكار المتراكمة حول الموقف الصادم.