Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
المقاومة العلاجية

ما هي المقاومة العلاجية للعلاج النفسي؟ وكيف تتغلب عليها

قد يظهر بعض المرضى المقاومة العلاجية اتجاه العلاج النفسي خلال الجلسات العلاجية، وغالبًا ما يُلاحظ ذلك بأشكال متنوعة، وهنا يأتي دور الأخصائي النفسي في التعرف على هذه المقاومة ومحاولة التغلب عليها، فما هي هذه المقاومة وما هي أشكالها؟

 

ما هي المقاومة العلاجية؟

تعرّف المقاومة العلاجية على أنها سمة يمتلكها الشخص أو حالة عاطفية تنتابه خلال العلاج. فهي أي شيء له القدرة على إيقاف أو منع التغيير العلاجي سواء كان بوعي أو عدم وعي بذلك.

فالمسؤولية هنا تقع على عاتق كل من المريض والأخصائي النفسي، وترتبط المقاومة العلاجية بطريقة سلبية بمدى نجاح العلاج، فالمريض يحاول باستمرار إخفاء مجموعة من مشاعره من خلال هذه المقاومة، ومن هذه المشاعر:

    • القلق أو الغضب.
    • الاشمئزاز.
    • الاكتئاب.
    • الحسد أو الغيرة.
    • الشعور بالذنب أو العار.

    أحيانًا يتظاهر العميل بالملل ويمكن أن يكون غطاءً لمشاعر شديدة يصعب تقبلها أو التعامل معها.

     

    علامات المقاومة العلاجية

    يمكن معرفة أن المريض يقاوم الخضوع للعلاج النفسي من خلال العلامات التالية:

    عدم التحدث

    يعتمد العلاج النفسي على الحديث بشكل كبير، ففي الوقت الذي يندر فيه مقابلة مريض نفسي لا يتحدث نهائياً، ولكن يمكن أن نجد:

      • مريضاً نفسياً يقدم الإجابات القصيرة أو يبدي عدم الرغبة بالحديث.
      • تحدث المريض عن الأنشطة غير المهمة بشكل مبالغ به، وتجنب الحديث عن المعلومات المهمة المتعلقة بالأفكار أو المشاعر.

      عدم إجراء الواجبات الموكلة

      غالباً ما يدل عدم القيام بالواجبات الموكلة بعد الجلسة العلاجية على أن المريض النفسي نسي ما تم الحديث عنه خلالها. حيث تُعد هذه الواجبات والتعليمات أو الاقتراحات التي يقدمها الأخصائي النفسي أمراً أساسياً، فهي تساعد في:

        • تطبيق ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة العلاجية.
        • التفكير فيما تم مناقشته في هذه الأثناء، واسقاطه على الحياة اليومية.

        التغيب عن الجلسات العلاجية

        يمكن أن تظهر المقاومة للعلاج النفسي من خلال التغيب المستمر عن الجلسات العلاجية، حيث أن وجود الحافز للتغيير هو السبب الأساسي للاستمرار بالانتظام في البرنامج العلاجي.

        عدم الحصول على فائدة

        قد يحرص المريض النفسي على حضور جميع الجلسات العلاجية ولكن الأمر يبدو بلا فائدة! حيث لا يظهر أي تحسن على الحالة أو المشاعر التي يعاني منها.

        الجهد الكبير من الأخصائي النفسي

        على الرغم من استمرار المريض النفسي بالحضور للجلسات ولكن قد لا يستفيد من الأمر، مما يجعل الأخصائي النفسي يشك بالاستراتيجيات المتبعة ويبدأ باتباع خطط جديدة وبذل جهد أكبر من جهد المريض النفسي في العملية العلاجية.

        الاختلاف بين القول والإيماءات

        في بعض الحالات قد يجيب المريض على التساؤلات بشكل منافي للإيماءات أو لغة الجسد التي يظهرها. في مقاومة علاجية واضحة ومحاولة لإخفاء الكثير من المعلومات أو الأحاسيس.

         

        أشكال المقاومة العلاجية

        يمكن للمقاومة العلاجية أن تتخذ أشكالاً كثيرة تمنع المريض النفسي والأخصائي من الوصول إلى المعلومات اللازمة، فقد تكون:

        هفوات الذاكرة

        قد تخون الشخص ذاكرته أثناء استمراره بالخطة العلاجية، فغالباً ما يتجنب العقل الباطني المعلومات غير المرغوبة، حيث أنه:

          • قد ينسى مواعيد الجلسات فلا يحضرها في بعض الأحيان.
          • عند الاسترسال بالحديث خلال الجلسة العلاجية، قد يتوقف عن الحديث عند المعلومات المهمة بسبب عدم تمكنه من التذكر.

          الغضب

          عندما يصل الحديث في الجلسة العلاجية إلى نقطة حساسة أو لا يرغب المريض النفسي الحديث، قد تظهر المقاومة العلاجية على شكل نوبة من الغضب الشديد، بحيث تعمل على:

            • تشتيت الانتباه عن الحديث في النقطة الحساسة.
            • عدم التمكن من العودة إلى تلك النقطة في العملية العلاجية.
            • ظهور نوبات الغضب بشكل مستمر كلما تم تناول هذه النقطة الحساسة في الحديث العلاجي.

            تغيير الحقائق

            يدرك المريض النفسي أن جزء أساسياً من الخطة العلاجية يحتّم الغوص في الذكريات القديمة، لذلك فهو يقوم بإعادة تكوين لهذه الذكريات بطريقة تبدو أكثر تقبلاً.

            عدم التأثر بسرد الذكريات

            غالباً ما تسبب الصدمة النفسية التي عاشها المريض تغيراً واضحاً في مسار حياته، ولكن عندما يتذكر الأحداث فإنه يسردها دون إظهار أي تأثر، كما لو أنه أصيب بالتبلد العاطفي.

            الدفاع 

            في الجلسة العلاجية قد يقوم الأخصائي النفسي بطرح سؤال أو مناقشة أمر معين، فتدفع المقاومة العلاجية المريض إلى اتخاذ موقف المدافع عن النفس، بحيث نجده:

              • يطرح الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك وتقديم الأعذار.
              • عدم تقديمه للمعلومات الكافية منذ البداية بسبب عدم الثقة، ثم ما يلبث أن يهاجم المعالج النفسي بدفاعه عن سلوكياته.

              يمكن أن تتسبب مقاومة العلاج في استمرار العلاج لفترة أطول إذا لم يتم إحراز تقدم.

               

              كيفية التغلب على المقاومة العلاجية

              في الكثير من الأحيان لا يمكن للأخصائي النفسي تجنب المواقف التي تظهر فيها المقاومة العلاجية، ولكن باتباعه لبعض الاستراتيجيات يتمكن من السيطرة على الوضع وتكوين علاقة ثقة بينه وبين المريض النفسي، ويمكنه ذلك من خلال:

                • إعطاء المريض الفرصة لتطوير مهاراته في حل المشكلات التي يواجهها.
                • استخدام الأسئلة المفتوحة في النقاشات، مما يساعد المريض من استكشاف التجربة العلاجية دون التأثر بملاحظات الأخصائي.
                • إتاحة الفرصة للمريض باكتشاف عواطفه أو معايشتها دون التأثير عليه في هذه الأثناء.
                • محافظة الأخصائي النفسي على هدوئه ومحاولة عدم الانسياق العاطفي في الجدالات، من خلال ممارسة تمارين اليقظة الذهنية بشكل متكرر.
                • إبداء التعاطف مع انزعاج المريض خلال المقاومة العلاجية، مع تذكيره أن الهدف من ذلك ليس إثارة المشاعر السلبية لديه.
                • ملاحظة لغة جسد المريض من إيماءات وتعابير قد تشير إلى البدء في المقاومة العلاجية.
                • عدم مقاومة المقاومة العلاجية، بل العكس تماماً يجب التحدث مع المريض النفسي عنها فور اكتشافها.
                وجدت إحدى الدراسات أن 71% من المشاركين في العلاج عبر الإنترنت وجدوا أنها فعالة أو أكثر ملائمة من العلاج وجهاً لوجه.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                على الرغم من أن التغلب على المقاومة العلاجية في العلاج النفسي يعتمد على كل من المريض والأخصائي النفسي، ولكن ننصح في عرب ثيرابي تذكير المريض المقاوم للعلاج بالهدف الأساسي من هذه الجلسات العلاجية. الأمر الذي يساعد المريض في التغلب على الأمر ومواصلة العلاج بشكل فعّال، كما يمكن  مساعدة المريض في هذه الحالة من خلال:

                  • التعرف بشكل أكبر على شخصية المريض.
                  • الاستماع بصدق إلى وجهة نظر المريض.
                  • عدم وضع الافتراضات السلبية عن الأمر، وبدلاً من ذلك الاستفسار من المريض عن أسبابه في المقاومة.
                  • العمل على زيادة الثقة بين الأخصائي النفسي والمريض.
                  • فهم المريض بشكل أفضل وطمأنته، مما يجعل المريض أكثر تقبلاً أو استرخاءًا مع مرور الوقت.