ما ستجده في هذا المقال:
يعد الوسواس القهري اضطرابًا صحيًا شائعًا يصيب الرجال أو النساء أو الأطفال. وينطوي هذا الاضطراب على أفكار أو أفعال قهرية، وقد تكون هذه الأعراض شديدة جدًا وقد تكون أخف. ولذلك سنجيب في المقال عن سؤال ما أعراض الوسواس القهري الشديد والخفيف؟
أعراض الوسواس القهري الشديد
تزداد حدة أعراض الوسواس القهري تدريجيًا حتى تصبح في أسوأ حالاتها. وهنا نوعان من الأعراض الرئيسية للوسواس القهري الشديد:
- الهواجس: وهي أفكار أو دوافع أو صور مستمرة وغير مرغوب فيها تسبب مشاعر مزعجة.
- الإكراهات: وهي بعض السلوكيات أو الطقوس أو الإجراءات الروتينية التي يشعر الشخص بأنه مضطر إلى القيام بها في محاولة “لإيقاف” الهواجس.
قد يهمك: هل أفكار الوسواس القهري حقيقية؟ (اختبار الوسواس القهري)
أعراض الهواجس
قد تركز الأفكار الوسواسية على موضوع واحد أو أكثر. ومن أبرز الأفكار الوسواسية الشائعة:
- الخوف من لمس الأشياء التي لمسها الآخرون.
- أفكار أو خوف من إيذاء النفس أو إيذاء أحد أفراد الأسرة.
- القلق الشديد عندما لا يتم وضع الأشياء بطريقة معينة.
- أفكار أو صور مزعجة حول موضوع محظور.
- القلق المستمر أو الخوف من عدم فعل بعض الأشياء مثل قفل الباب، أو إطفاء الأنوار، وما إلى ذلك.
تستهلك الهواجس والوساوس القهرية في الوسواس الشديد الوقت والطاقة، مما يؤدي إلى قصور في القيام بالمهام اليومية.
أعراض الإكراهات
الأفعال القهرية هي سلوكيات أو أفعال متكررة يشعر المريض أنه مضطر إلى القيام بها استجابة لأفكار وسواسية. وقد تتعلق الأفعال القهرية أيضًا بموضوع واحد أو أكثر. مثل:
- غسل اليدين بشكل مفرط أو بطقوس محددة.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الاستحمام.
- رفض لمس الأشياء التي يلمسها الآخرون كثيرًا، مثل مقابض الأبواب، أو المصافحة.
- فحص الأقفال أو الأبواب أو المفاتيح أو الأجهزة مرارًا وتكرارًا.
- ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو تنظيف الأدوات المنزلية بشكل متكرر.
- طقوس تتعلق بالأرقام، مثل العد إلى رقم معين، أو تجنب أرقام معينة.
يمكن أن تسبب الهواجس والأفعال القهرية الشديدة معاناة عاطفية كبيرة، مما يؤثر على صحة المريض وأدائه الاجتماعي.
بعد أن تحدثنا عن أعراض الوسواس القهري الشديد ننتقل إلى الحديث عن أعراض الوسواس القهري الخفيف. فهل هناك اختلاف بينهما؟ تعرف أكثر في الفقرة التالية.
أعراض الوسواس القهري الخفيف
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- تعد الأعراض الأساسية للوسواس القهري الخفيف هي الهواجس والأفعال القهرية أيضًا مثل السابق.
- تكون أعراض الأفعال والهواجس في الخفيف أكثر اعتدالًا من سابقتها.
- يكون المرضى في الخفيف قادرين على التعامل مع أعراضهم أو التحكم فيها حتى بدون علاج.
- قد يعاني المريض من ضعف بسيط فقط، فمثلًا قد يغسلون أيديهم بشكل متكرر لكنهم يستطيعون إجبار أنفسهم على التوقف من أجل الوصول إلى العمل في الوقت المحدد.
- يستطيع مرضى الوسواس الخفيف أن يفهموا بأن دوافعهم غير منطقية، ولا يفرضونها على الآخرين.
يعد الوسواس القهري حالة صحية نفسية تؤثر على 1 إلى 2% من السكان.
بعد أن تعرفنا على الأعراض في النوعين نستطيع أن نضع فروقات رئيسية بينهما. فما هي أبرز هذه الفروقات؟ تعرف أكثر في الفقرة التالية.
الوسواس القهري الشديد مقابل الوسواس القهري الخفيف
قد تشمل أبرز الفروقات بين الاثنين ما يأتي:
- تظهر الأفكار الوسواسية في الخفيف على مدار اليوم وقد تستغرق ساعة أو أقل من اليوم. أما الشديد فالأفكار الوسواسية تكاد تكون ثابتة، وتستغرق عدة ساعات من اليوم.
- يمكن في الخفيف إبعاد الأفكار الوسواسية لإكمال المهام الأخرى. أما الشديد فلا يمكن تركيز الانتباه على غير الهواجس أو إكمال المهام الأخرى.
- يكون المريض في الخفيف قادرًا على الحفاظ على وظيفة مستقرة أو علاقة صحية وحياة اجتماعية نشطة. على عكس الشديد فإنه لا يملك القدرة على العمل أو الحفاظ على العلاقات.
- تؤثر الأعراض في الخفيف بشكل بسيط على الروتين اليومي. بينما تعطل في الشديد الروتين اليومي ويكون لها تأثير كبير على نوعية الحياة.
لا يوجد نظام رسمي لتحديد مدى خطورة الوسواس القهري ولكن يمكن أن تكون الأعراض خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة.
لا يوجد علاج تام للوسواس القهري. ومع ذلك، قد تكون قادرًا على التحكم في أعراض الوسواس القهري الشديد من خلال مجموعة من العلاجات. فما هي أبرزها؟
علاج أعراض الوسواس القهري الشديد والخفيف
إن خياران العلاج الرئيسيان للوسواس القهري هما الأدوية والعلاج النفسي:
الأدوية
وذلك على النحو التالي:
- تعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) هي علاج الخط الأول للوسواس القهري.
- توصف هذه الأدوية بجرعات أعلى بكثير لعلاج الوسواس القهري مقارنة بالاكتئاب.
- سيستخدم طبيبك نهج البدء بجرعة منخفضة عند بدء تناول الأدوية ثم سيزيدها تدريجيًا حسب الحاجة.
العلاج النفسي
وذلك على النحو التالي:
- يعد العلاج المعرفي السلوكي علاج الخط الأول للوسواس القهري.
- يعد العلاج المعرفي السلوكي علاجًا حديثًا يمكن أن يساعدك في إدارة الأعراض عن طريق تغيير طريقة تفكيرك وتصرفاتك.
- يمكن استخدام العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة وهو من أشكال العلاج المعرفي السلوكي.
- تتعرض في هذا العلاج تدريجيًا إلى مواقف تثير هواجسك في بيئة آمنة.
باستخدام المزيج الصحيح من الأدوية والعلاج، يمكنك السيطرة على الوسواس القهري الشديد وتحقيق التعافي.
يمكن تحديد شدة اضطراب الوسواس القهري وشدة أعراضه من خلال عدد من العوامل المختلفة. تعرف أكثر على هذه العوامل وعلى كيفية قياس شدة الأعراض في الفقرة التالية.
كيفية قياس شدة الوسواس القهري
يمكن تحديد شدة الأعراض من خلال:
- التكرار: عدد المرات التي تظهر فيها الأعراض.
- المدة: إلى متى تستمر الأعراض.
- الشدة: مدى شدة الأعراض.
- الضعف: مقدار ضعف الأداء في مجال واحد أو أكثر من مجالات الحياة.
- جودة الحياة: مدى تأثير الأعراض سلبًا على نوعية حياة المريض.
ويعد مقياس (Y-BOCS) من أبرز المقاييس التي تُستخدم لقياس شدة الأعراض. وهو استبيان يطلب من الأشخاص قراءة 10 أسئلة وتقييم أنفسهم على مقياس من 0 إلى 4. والحد الأقصى لدرجات الاختبار هو 40. وتكون النتائج كما يأتي:
- (0-7): تحت الإكلينيكي.
- (8-15): خفيف.
- (16-23): معتدل.
- (24-31): شديد.
- (32-40): شديد جدًا.
إذا كان الوسواس القهري يتداخل مع حياتك، فمن الجيد أن تحصل على العلاج سواء استوفيت الحد الأدنى السريري للاضطراب أم لا.
نصيحة عرب ثيرابي
سواء كنت تعاني من الوسواس القهري الشديد أو الخفيف فإن العلاج مطلوب لأن عدم العلاج يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض الشديدة أو الخفيفة وتصبح أسوأ. جرب خيارات العلاج النفسي عبر الإنترنت وتواصل مع المختصين في عرب ثيرابي لمساعدتك.
