Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب السلوك

ما هو اضطراب السلوك؟

قد يبدي الطفل أو المراهق عدوانية تجاه الآخرين، لذلك يلجأ إلى سلوكيات يُنظر إليها بالمدمرة، ومع استمرار هذه السلوكيات لفترة طويلة يصبح الطفل يعاني من اضطراب السلوك، فما هو هذا الاضطراب وكيف يتم علاجه؟

 

اضطراب السلوك

اضطراب السلوك (Conduct Disorder) هو اضطراب سلوكي وعاطفي يعاني منه الطفل أو المراهق، بحيث يجد صعوبة في اتباع التعليمات أو القواعد، بالإضافة إلى قيامه بالسلوكيات التخريبية أو العنيفة، فيتعارض مع السلوكيات المقبولة، ويؤثر على الحياة اليومية للأسرة بأكملها.

 

أعراض اضطراب السلوك

على الرغم من اختلاف السلوكيات المتبعة باختلاف عمر الطفل أو المراهق، بالإضافة إلى اختلاف حدة الاضطراب، إلا أنه يمكن تقسيم الأعراض إلى الفئات التالية:

السلوك العدواني

وتتضمن هذه الفئة من الأعراض جميع السلوكيات التي تنطوي على الإرغام وممارسات العنف، مثل:

    • القيام بتهديد الآخرين أو إيذائهم جسدياً.
    • ممارسة التنمر على الآخرين.
    • التعامل بقسوة مع كل من الآخرين والحيوانات أيضاً.
    • قد يتم استخدام الأسلحة.
    • إجبار الآخرين على ممارسة الجنس.

    السلوك المدمر

    ويشتمل على القيام بالتخريب المتعمد لممتلكات الآخرين، مثل إشعال النار بها.

    السلوك المخادع

    وينطوي على سلوكيات غير مباشرة في الحصول على ما يريده، مثل:

      • السرقة من المتاجر.
      • الكذب بشكل متكرر.
      • سرقة السيارات.
      • اقتحام المنازل.

      انتهاك القوانين

      حيث يقوم الطفل أو المراهق بتجاوز جميع القواعد المجتمعية أو الاسرية، والقيام بممارسات لا تتناسب مع عمره، مثل:

        • الهروب من المنزل أو المدرسة.
        • القيام بالمقالب تجاه الآخرين.
        • ممارسة العلاقات الجنسية في سن مبكر جداً.
        • تعاطي المخدرات أو تناول الكحول في سن مبكر.

        من المهم أن نلاحظ أن السلوك المتمرد العرضي شائع خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.

        الأعراض النفسية

        بالإضافة إلى الأعراض السلوكية السابقة، فإن المصاب باضطراب السلوك يعاني من:

          • العصبية الزائدة، أو الدخول في نوبات متكررة من الغضب.
          • تدني احترام الذات.
          • عدم القدرة على تقدير مدى الأذى الذي يلحق بالآخرين نتيجة لسلوكه.
          • الشعور بلوم الذات والندم على السلوكيات الممارسة.
          • يبدو الطفل أو المراهق على أنه قاسي أو واثق من نفسه، إلا أنه لا يشعر بالأمان، ويظن أن الآخرين عدوانيين.

           

          أنواع اضطراب السلوك

          يتم تقسيم اضطراب السلوك حسب الفئة العمرية إلى الأقسام التالية:

            • في الطفولة، حيث تظهر الأعراض في سن مبكر، قبل العمر 10 أعوام.
            • في المراهقة، وتظهر الأعراض خلال سنوات المراهقة.
            • لا يمكن تحديد أو ملاحظة بداية ظهور الأعراض لدى الشخص.

            يمكن أن يبدأ الاضطراب مبكرًا قبل سن العاشرة، ولكنه يتطور عادة في مرحلة المراهقة ما بين سن (10 – 19) عامًا.

             

            شدة اضطراب السلوك

            قد تختلف الأعراض في الشدة من طفل إلى آخر، حيث يمكن أن تتنوع هذه الأعراض على النحو التالي:

              • الخفيفة: وهي الأعراض التي بالكاد يمكن ملاحظتها، ولا تحتاج إلى تشخيص، كما أنها لا تشكل ضرر على الآخرين، مثل البقاء خارج المنزل لساعات متأخرة، التغيب المستمر عن المدرسة، الكذب بشكل مستمر.
              • المتوسطة: وهي أن يعاني الطفل من مشكلات سلوكية واضحة، تعمل على الإضرار بالآخرين، مثل السرقة أو التخريب.
              • الحادة: وهي الأعراض التي تكون أكثر من مستوى التشخيص، وتعود على الآخرين بالضرر الكبير، مثل الاغتصاب واستعمال السلاح.

               

              أسباب اضطراب السلوك

              على الرغم من عدم معرفة السبب المباشر في هذا الاضطراب، إلا أن عوامل عدة قد تساهم في ظهوره لدى المراهق أو الطفل، ومن هذه العوامل:

                • عوامل بيولوجية: إن التعرض للإصابة أو وجود خلل في مناطق محددة في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم السلوك والتحكم بالانفعالات.
                • العامل الجيني: حيث أظهرت الدراسات أن الكثير من المصابين باضطراب السلوك لديهم أفراد في العائلة مصابين باضطراب مزاجي أو اضطراب القلق أو اضطراب الشخصية، أو يتعاطون المخدرات.
                • العوامل البيئية: مثل إساءة المعاملة أو التربية غير المتزنة، أو التعرض لتجارب مؤلمة أو التواجد في أسرة غير منتظمة، مما يحفز هذه السلوكيات لدى الطفل أو المراهق.
                • عامل نفسي: حيث قد تعكس هذه السلوكيات مشاكل في العقل الباطني أو باللاوعي، وعدم قدرة الشخص على معالجتها أو التعامل معها.
                • العامل الاجتماعي: حيث أن التواجد في بيئة اجتماعية لا تحترم الغير، أو انخفاض الوضع المالي، وعدم القبول من الآخرين، تعتبر من العوامل المحفزة.
                • الهرمونات: غالباً ما ترتبط السلوكيات العدوانية بمستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون.

                 

                ارتباط اضطراب السلوك باضطرابات نفسية أخرى

                تم ملاحظة ارتباط اضطراب السلوك لدى الأطفال باضطرابات نفسية أخرى، حيث أن وجود إحدى هذه الاضطرابات يساهم في تشوه السلوك لدى الطفل، ومن هذه الاضطرابات:

                  • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).
                  • اضطرابات التعلم.
                  • الاكتئاب.
                  • تعاطي المخدرات.
                  • اضطراب القلق.

                   

                  تشخيص اضطراب السلوك

                  يقوم الطبيب العام في البداية بفحص المراهق أو الطفل جسدياً، ويقوم بإجراء فحوصات مخبرية لاستبعاد أي أمراض جسدية قد يعاني منها، ثم يحوله إلى طبيب نفسي لتشخيص حالته، والذي غالباً ما يعتمد على مجموعة من الدلالات للتمكن من تشخيص الحالة، ومن هذه الدلالات:

                    • مراقبة سلوك الطفل أو المراهق لملاحظة الاضطرابات النفسية التي غالباً ما ترافق هذا الاضطراب، مثل الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
                    • سؤال الوالدين عن تصرفات ابنهم.
                    • سؤال المعلمين في المدرسة والأقران.

                     

                    علاج اضطراب السلوك

                    يعتمد الطبيب النفسي في علاجه لاضطراب السلوك على عدة عوامل، منها عمر الطفل وشدة الحالة لديه وقدرته على تحمل العلاج، حيث قد تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

                    العلاج النفسي

                    يمكن للأخصائي النفسي اتباع إحدى الطرق العلاجية التالية، حيث يختار أكثرها ملائمة مع الحالة:

                      • العلاج بالكلام (Talk Therapy): حيث يتعلم الطفل أو المراهق من خلاله كيفية التعبير عن غضبه بطرق أكثر إيجابية، والسيطرة عل المشاعر قدر الإمكان.
                      • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يعمل هذا العلاج على استبدال أفكار الطفل أو المراهق وتمكينه من مهارات جديدة مثل حل المشكلات والتفكير الأخلاقي، والتحكم بالغضب.
                      • العلاج العائلي: وهو علاج يساعد أفراد الأسرة على التواصل الإيجابي فيما بينهم.
                      • تدريب إدارة الوالدين (PMT): وهو تدريب يقوم بتعليم الوالدين كيفية تغيير سلوكيات الأبناء بطرق إيجابية في المنزل.

                      العلاج الدوائي

                      يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في حال كان الطفل أو المراهق يعاني من الاضطرابات النفسية الأخرى المرافقة لهذا الاضطراب.

                      لا يستخدم مقدمو الرعاية الصحية عادةً الأدوية لعلاج اضطراب السلوك بشكل مباشر.

                       

                      الفرق بين اضطراب السلوك واضطراب التحدي المعارض

                      على الرغم من التشابه الكبير بين الاضطرابين، إلا أن هناك بعض الفروق بينهما، منها:

                        • السيطرة: لدى الاضطرابان مشكلات في السيطرة والتحكم من قبل الآخرين، إلا أن اضطراب السلوك يواجه هذا الأمر بعكس سيطرته على الآخرين.
                        • التشخيص: معيار التشخيص في اضطراب السلوك هو التدمير والعدوان والسرقة، أما في اضطراب التحدي المعارض فهو الانتقام وسرعة الغضب.
                        • الأذى: يتميز اضطراب السلوك بالأذى الجسدي مثل الاغتصاب والضرب، أما اضطراب التحدي المعارض فيتميز بالحقد والمزاج المضطرب.

                         

                        كلمة من عرب ثيرابي

                        يعد العلاج النفسي في هذه الحالة مهم للغاية، فهو يحمي الطفل من التعرض للكثير من المواقف غير المرغوبة. كما يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن أهمية العلاج للاضطراب السلوكي تكمن في:

                        • التقليل من خطر الإصابة باضطرابات أخرى، مثل الاضطرابات المعادية للمجتمع، اضطرابات القلق والاضطرابات المزاجية.
                        • عدم التأثير على الأداء الأكاديمي والسلوكيات المتعلقة في المدرسة.
                        • منع تعاطي المخدرات.
                        • الابتعاد عن الممارسات الجنسية غير المرغوبة وبالتالي الحماية من الأمراض الجنسية.
                        • الحد من السلوكيات العنيفة والتي قد تؤدي إلى دخول السجن.