Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الانطواء

ما هو الفرق بين التوحد والانطواء؟

على الرغم من الاختلاف، قد يخلط البعض بين مرض التوحد الذي يصاب به الشخص وبين الانطواء الذي يتصف به البعض، حيث يُعتقد أنهما مترابطان، إلا أنهما منفصلان ولا يتشابهان إلا في بعض السمات، فما الفرق بينهما وكيف يتم تمييزهما؟

 

ما هو الفرق بين التوحد والانطواء؟

بسبب الرغبة في البقاء وحيداً، والقيام بالأمور والأنشطة بشكل منفرد أو بالتعاون مع شخص واحد أو شخصين فقط، فقد يظن البعض أن كلاً من التوحد والانطواء سيّان، إلا أن الفرق بينهما يتضح على النحو التالي:

تعريف كل من التوحد والانطواء

من خلال التركيز بالتعريف، يمكن ملاحظة أن كلا الحالتين لا تنتميان إلى الأصل ذاته، حيث أن:

التوحد

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي يؤدي إلى اختلافات في الدماغ. مما ينتج عنه مجموعة من المشكلات عند الاتصال مع الآخرين والتواصل غير اللفظي معهم.

الانطواء

هو صفة شخصية يتميز بها الشخص بالخجل والتحفظ والشعور بالراحة بشكل أكبر عند قضاء الوقت مع الأفكار الداخلية بدلاً من التركيز على المحفزات الخارجية، وهو عكس الانفتاح تماماً.

السمات المميزة

لكل من التوحد والانطواء مجموعة من السمات المميزة والتي يمكن من خلالها التفريق بين الحالتين، وهذه السمات هي:

سمات التوحد

تتفاوت السمات المميزة للتوحد بشكل كبير اعتماداً على نوع التوحد، إلا أن السمات المميزة لهذه الحالة يمكن تلخيصها بما يلي:

    • ضعف مهارات التواصل الاجتماعي، مما يجعله غير قادر على الانخراط مع الآخرين بالشكل الصحيح، إلا أنه لا يعني أنه لا يريد ذلك.
    • المشكلات السلوكية المتميزة بعدم مناسبتها لعمر الشخص، بالإضافة إلى اتباع أنماط سلوكية تكرارية، فغالباً ما تكون السلوكيات غير مناسبة.
    • صعوبة التواصل سواء اللفظي أو غير اللفظي، حيث أن هذه المهارات غالباً ما تكون متأخرة لديه.

    سمات الانطواء

    عند مقارنة سمات الانطوائية مع التوحد فقد نلاحظ أن الانطوائي يمتاز بما يلي:

      • تفضيل البقاء منفرداً، فهو يكافح بالمشاركة عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي أو اللقاءات الاجتماعية التي تنطوي على أشخاص غرباء بالنسبة له.
      • تغيير شخصية الشخص بتغير البيئة، فهو متفاعل ونشيط بشكل لا يصدق في بيئته المنزلية، ولكنه ما يلبث إلى التحول إلى النقيض ما أن يخرج إلى الخارج.
      • يفضل الطفل الانطوائي اللعب بشكل منفرد سواء في المنزل أو الخارج والقيام بالنشاطات الممتعة لوحده دون مساعدة أو مشاركة الآخرين.
      • قد يبدو أن الشخص الانطوائي خجول وهادئ، كما أنه يفكر بما يرغب بالحديث عنه مسبقاً.

      الوعي وفهم الآخرين

      يعتبر فهم المحادثات وما يدور خلال اللقاءات وتعابير الآخرين من الأمور الواجب إتقانها، لذلك:

      • يفهم الانطوائي لغة جسد الآخرين ويدرك ما يدور حوله بشكل كامل.
      • الشخص المصاب بالتوحد يواجه صعوبة بالأمر، ولا يمكنه فهم المواقف على حقيقتها.

      الفرق الرئيسي بين التوحد والانطواء هو في مستوى الوعي الذاتي.

      المواقف الاجتماعية

      تعتبر المواقف الاجتماعية تحدياً حقيقياً لكل من مريض التوحد أو الانطوائي، حيث أنه:

        • يبدي الشخص المصاب بالتوحد بعض السلوكيات غير اللائقة أو المناسبة مع المواقف الاجتماعية.
        • يحاول الانطوائي تجنب هذه المواقف الاجتماعية لأنها تستنفذ طاقته على الرغم من امتلاكه المهارات اللازمة لها.

        الروتين اليومي

        في كلا الحالتين يحاول الشخص التخطيط المسبق للنشاطات اليومي، حيث أن وجود روتين محدد ومسبق يعتبر أمراً مهماً، إلا أن الفرق في الحالتين هو:

          • يجد الشخص المصاب بالتوحد صعوبة في التأقلم مع التغييرات الطارئة في الروتين اليومي أو الخطة المحددة.
          • في حالة الانطوائي، فعلى الرغم من محاولته الحفاظ على روتينه، إلا أنه لا يجد صعوبة أو لا يشعر بالضيق عند حدوث أي تغيير.

          في حين أن الشخصية الانطوائية ليس لها تأثير كبير على نمو الطفل وتطوره، ولكن التوحد يمكن أن يؤثر بالتأكيد.

          الحمل الحسي المفرط

          تشكل بعض المحفزات الحسية ضوء أحمر في حالتي التوحد والانطواء، إلا أن الشخص في كل حالة يتعامل مع الأمر على النحو التالي:

            • عند تعرض الشخص المصاب بالتوحد للحمل الحسي المفرط فإن استجابته للأمر تكون بالغة الشدة، فلا يستطيع تشتيت انتباهه.
            • يمكن للانطوائي التعامل مع الأمر بشكل بسيط من خلال تشتيت انتباهه بأمور أخرى.

            التقلبات المزاجية

            يعاني كل من الحالتين من التقلبات المزاجية، ولكن السبب في ذلك بينهما، حيث أن:

              • الشخص المصاب بالتوحد يعاني من التقلبات المزاجية المرتبطة بالمواقف الخارجية وما تسببه من ضغوطات نفسية عليه.
              • أما في حالة الانطواء فإن التقلبات المزاجية ناتجة عن حالتهم الداخلية، لذلك يكون التعامل مع الآخرين بناءً على الإجهاد النفسي.

               

              ما أسباب الخلط بين التوحد والانطواء؟

              على الرغم من أن الشخص المصاب بالتوحد يمكن أن يكون ذو شخصية انطوائية أو منفتحة، أو أي نوع من أنواع الشخصيات، إلا أن إظهاره بعض السمات تجعل الآخرين يصفونه بالانطوائية على الرغم من احتمالية كونه غير ذلك، ومن هذه السمات:

                • عدم رغبة الشخص بالمشاركة باللقاءات والمناسبات الاجتماعية بسبب فقره للمهارات الاجتماعية وليس لتفضيله البقاء بعيداً.
                • بسبب عدم قدرته على فهم المحادثات بشكل دقيق، قد يلجأ إلى عدم المجازفة في الانخراط بالمحادثات، مما يشكل سبباً في سوء فهمه.
                • غالباً ما يتأخر الشخص المصاب بالتوحد من إبداء ردود فعله اتجاه النكت والمواضيع المضحكة بسبب تأخر فهمه لها، مما يُظن أنه لا يريد المشاركة.
                • عدم التواصل البصري بينه وبين الآخرين فيظنون أنه بسبب انطوائه.
                • قد يفسر البعض المشكلات المتعلقة بالتواصل الجسدي مثل العناق على أنها عدم رغبة بالتودد أو الرغبة بالابتعاد والانطواء بالنفس.
                • عدم قدرة المصاب بالتوحد من نمذجة سلوكيات الآخرين وإن كانت نماذج واضحة لذلك، بالإضافة إلى عدم معرفة الثقافات غير المنطوقة.
                • يصب هذا الشخص معظم حديثه عن الأمور المهتم بها، فلا يمكنه المشاركة في أحاديث لا تدخل في حيز اهتماماته.
                • لا يستطيع الشخص المصاب بالتوحد تحديد الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها، فمن الممكن أن يسأل عن أمور خاصة للطرف الآخر.
                • بسبب الحمل الحسي المفرط لدى هذا الشخص، فقد يغادر مكان اللقاءات الاجتماعية عند عدم تمكنه من تحمل مجموعة من النشاطات.
                 

                هل الشخص المصاب بالتوحد انطوائي أم منفتحاً؟

                تعتبر كل من الانفتاح والانطواء صفات شخصية لا دخل لها بمرض التوحد، فكما هو الحال لدى باقي الأشخاص غير المصابين بالتوحد، يمكن أن نجد:

                  • شخص مصاب بالتوحد انطوائياً يفضل البقاء بشكل منفرداً بعيداً عن الحياة الصاخبة من حوله.
                  • شخص مصاب بالتوحد منفتحاً يفضل الحياة الاجتماعية والانخراط باللقاءات وتكوين العلاقات، على الرغم مما يعانيه من صعوبات في التواصل الاجتماعي.
                  قد يكون الانطواء الشديد هو السمة المميزة لاضطراب طيف التوحد، لكن هذا لا يعني أن جميع الانطوائيين مصابون بالتوحد.

                   

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  عند شك الوالدان بأن طفلهما مصاب بالتوحد فإننا في عرب ثيرابي ننصح وبشدة الحصول على التشخيص المناسب والمبكر للحالة، حيث أن التشخيص المبكر يساهم في:

                  • إدراك الطفل أنه ليس لوحده في هذا الاضطراب.
                  • قدرة الوالدان على امتلاك المهارات واتقان أفضل الطرق للتعامل مع طفلهما.
                  • الحصول على العلاجات اللازمة للحالة.
                  • دعم الأساليب الدراسية بالطرق المناسبة للحالة.
                  • القدرة على التحكم بالقلق والحالة المزاجية التي يعاني منها من خلال تناول الأدية التي يصفها الطبيب المعالج.