ما ستجده في هذا المقال:
مع تقدم الشخص بالعمر تزيد الأمور التي تؤثر على حالته النفسية، كما أن تفاعله من التغييرات الطارئة في حياته يتغير، مما ينتج عن زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. إلا أن معرفة أسباب الاكتئاب المحتملة تجعله أكثر حرصاً وتيقظاً لما يدور حوله، وبالتالي وقاية نفسه.
لن يقلل العمر من مدى فاعلية العلاج، لذلك إن كنت شخصاً كبيراً بالسن تعاني من الاكتئاب فلا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة التي تحسن حالتك النفسية.
ما هي أسباب الاكتئاب لدى كبار السن؟
يواجه كبار السن الكثير من الصعوبات والتغيرات الطارئة في حياتهم اليومية، والتي تزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب. لذلك تتعدد الأسباب المحتملة لاكتئاب كبار السن، إلا أن بعضها يبقى تأثيره أكبر من بعضها الآخر. ومن ضمن هذه الأسباب:
المشاكل الصحية
تسبب الكثير من الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية مشاعر سلبية لدى كبير السن، الأمر الذي ينعكس سلباً على حالته النفسية وتسبب له الشعور بالعجز والألم الشديد أو التدهور المعرفي أو الضرر في تصور الجسمي. حيث يمكن أن تؤثر الصحة الجسدية على الصحة النفسية بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن ضمن هذه المشكلات:
-
- مرض الشلل الرعاش (الباركنسون).
- السكتة الدماغية.
- الأمراض القلبية.
- الأورام السرطانية.
- مرض السكري.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- نقص فيتامين B12.
- الخرف وألزهايمر.
- مرض الذئبة.
- التصلب المتعدد.
ينتشر اكتئاب كبار السن بين النساء أكثر منه لدى الرجال.
العزلة
مع تقدم العمر فإن كبار السن غالباً ما يبدؤون الشعور العزلة أو تضاؤل الدائرة الاجتماعية من حوله لأسباب كثيرة، مما ينتج عن إصابتهم بالاكتئاب. ويعود ذلك للأسباب التالية:
-
- وفاة البعض.
- انتقال أو سفر الآخرين.
- انخفاض القدرة على الحركة بسبب المرض.
- عدم القدرة على قيادة السيارة.
- عدم وجود شبكة اجتماعية داعمة يمكن لكبير السن اللجوء إليها للتفريغ من كبت المشاعر التي يعاني منها.
انخفاض الشغف
بسبب التقاعد أو محدودية الدخل يقل لدى كبير السن امتلاك الأهداف، وبالتالي تقل ثقته بنفسه ويشعر بالمزيد من الإحباط مما يزيد احتمالية تعرضه للاكتئاب.
المخاوف المتراكمة
تتولد لدى كبار السن الكثير من المخاوف مع تقدمهم بالعمر، حيث أن فقدان القدرة على العمل أو التقاعد يؤدي إلى فقدان مصدر المال، كما احتمالية الإصابة بالأمراض المتنوعة تصبح أكبر، بالإضافة إلى الاقتراب من الموت. جميعها أمور تثير مخاوف لا يمكن كبير السن تجاوزها دون تأثير على حالته النفسية.
فقدان الأحبة
من الأسباب الشائعة لاكتئاب كبار السن موت الأصدقاء أو أفراد العائلة أو شريك الحياة الزوجية أو حتى الحيوانات الأليفة التي قاموا بالاهتمام بها.
التاريخ العائلي أو الشخصي بالاضطرابات النفسية
في حال كان أحد أفراد العائلة لديه اضطراباً نفسياً أو كان كبير السن ذاته تعرض فيما سبق للاكتئاب أو حاول الانتحار في الماضي أو كان مدمناً على المخدرات، فإن احتمالية إصابته بالاكتئاب تزيد بشكل كبير مع تقدمه بالسن.
الوحدة
يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن إن كانت ينتمي إلى إحدى الحالات الاجتماعية التالية:
-
- أعزب أو غير متزوج.
- مطلق.
- أرمل.
في حال كنت تبحث عن سبب ما تعانيه من اكتئاب ولم تجده بين الأسباب السابقة، يمكن أن تكون الأدوية أو الأرق أسباب محتملة أيضاً للإصابة، تعرف على ارتباطها بالحالة المزاجية.
الأدوية وعلاقتها بأسباب الاكتئاب لدى كبار السن
على الرغم من أن الأدوية ذات التأثير السلبي على الحالة المزاجية يمكن أن تؤثر على أي شخص يقوم بتناولها، إلا أن تأثيرها غالباً ما يكون أكثر حدة أو وضوحاً على كبار السن لأن أجسامهم لم تعد تعمل بالكفاءة ذاتها في معالجة الأدوية. ومن ضمن الأدوية التي تسبب الاكتئاب من ضمن آثارها الجانبية:
-
- أدوية الضغط مثل الكلونيدين (Clonidine).
- حاصرات بيتا مثل إنديرال (Inderal).
- أدوية ارتفاع مستويات الكوليسترول مثل زوكور (Zocor).
- المهدئات النفسية مثل الفاليوم (Valium) أو زاناكس (Xanax) أو هالسيون (Halcion).
- حاصرات قنوات الكالسيوم.
- دواء مرض الباركنسون.
- الحبوب المنومة.
- أدوية القرحة مثل زانتاك (Zantac).
- أدوية القلب المحتوية على مادة الريزربين (Reserpine).
- المنشطات مثل الكورتيزون (Cortisone).
- مسكنات الألم وأدوية التهاب المفاصل.
- هرمون الاستروجين مثل بريمبرو (Prempro).
- أدوية مضادات الكولين لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي.
يصبح كبير السن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب نتيجة الآثار الجانبية للأدوية في حال كان يتناول مجموعة متنوعة من الأدوية.
ارتباط الأرق بأسباب الاكتئاب لدى كبار السن
على الرغم من أن الأرق يعتبر من أعراض الاكتئاب، إلا أنه يسبب الاكتئاب لدى كبار السن. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون كبار السن بالحصول على القدر الكافي من النوم من خلال اتباع النصائح التالية:
-
- التقليل من تناول أدوية البنزوديازيبينات لما لها من تأثير على ضعف اليقظة لدى كبير السن وبالتالي إصابته بالاكتئاب.
- استخدام هرمون الميلاتونين للتحفيز على النوم.
بعد معرفتك الأسباب الكامنة وراء مشاعرك السلبية والاكتئاب، يتوجب عليك التعامل بشكل صحيح من أعراضك للتقليل من حدتها.
استراتيجيات للوقاية من الاكتئاب لدى كبار السن
في حال كان كبير السن يعاني من بعض الأعراض التي قد تدل على قرب إصابته بالاكتئاب أو كان حقاً كذلك، فإن اتباعه لبعض السلوكيات يمكن أن يحسن من حالته النفسية بشكل كبيرة ويشعر بإعادة السيطرة والتحكم من جديد بروتينه اليومي. ومن ضمن هذه الاستراتيجيات:
-
- تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية ومحاولة التقليل من الوقت الذي يقضيه بمفرده قدر الإمكان.
- الاعتناء بحيوان أليف.
- المشاركة بمجموعات الدعم الخاصة بحالات اكتئاب كبار السن.
- تعلم مهارة جديدة.
- الحصول على المزيد من الضحك من خلال مشاهدة فيلماً كوميدياً أو الاشتراك بصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنكات.
- المشاركة بالأعمال التطوعية غير المرهقة.
- كتابة المذكرات اليومية والتي تساعد كبير السن على تفريغ مشاعره وتتبعها عن كثب أو ملاحظة التغيرات باستمرار.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسب بانتظام، حيث أن الرياضة تعيد التوازن لهرمونات الدماغ المسؤولة عن السعادة.
- تناول الأطعمة الداعمة للحالة المزاجية والابتعاد عن الأطعمة الضارة مثل السكريات والكربوهيدرات المكررة.
- قضاء ما لا يقل عن 15 دقيقة يومياً تحت أشعة الشمس.
- الحصول على قدر كافي من النوم الليلي، حيث أن الابتعاد عن تناول الكافيين وتوفير الأجواء المناسبة في غرفة النوم يضمن الحصول على (7 – 9) ساعات من النوم.
مهما كانت الصعاب التي يعاني منها كبير السن، فإن الاعتماد على الكحول والمخدرات لن تزيد الأمور إلا سوءاُ.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما يتم الخلط بين الإصابة بالاكتئاب وما بين الشعور بالحزن لدى كبار السن، إلا أن استمرار الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين قد يكون دليلاً يمكن الاعتماد عليها في الحاجة إلى طلب المساعدة النفسية المتخصصة.
لذلك ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بعدم تأجيل الأمر وسارع للحصول على التشخيص الدقيق لحالتك والتمتع بالمزيد من العافية النفسية.
