Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
أحياناً السعادة وأحياناً الحزن

أحياناً السعادة وأحياناً الحزن: أسباب تقلب المزاج

قد يكون التقلب ما بين الشعور بالسعادة وأحياناً أخرى الشعور بالحزن بين الحين والآخر من الأمور الطبيعية التي تحدث نتيجة التفاعل مع المواقف الحياتية.

إلا أن الاستمرار في التقلبات المزاجية فهذا يعني أن هناك مسبب يؤدي إلى مثل هذا التغير الطارئ في الحالة المزاجية ولا بد من التعرف عليه لضمان المزيد من الاستقرار العاطفي والنفسي. تعرف معنا على الأسباب المحتملة في ذلك.

 

أسباب الشعور أحياناً بالسعادة وأحياناً أخرى بالحزن 

إن كنت تشعر بالسعادة فأنت لست بحاجة إلى معرفة السبب. لكن الانقلاب المفاجئ والشعور بالحزن أحياناً قد يكون ملفتاً للانتباه ويستدعي التأكد من الأسباب التالية:

الضغط النفسي

من الملاحظ في الآونة الأخيرة تزايد مستويات التوتر والضغط النفسي الذي يتعرض له الأشخاص في المواقف الحياتية. فمثلاً التفكير بالضغوطات في مكان العمل أو المنزل والمسؤوليات المتزايدة يعتبر سبباً كافياً أحياناً للتغير الحالة المزاجية من السعادة إلى الحزن.

الحمل

إن كنت حاملاً، فأنت أكثر عرضة لتجربة التقلبات المزاجية. حيث أن التغيرات الطارئة على الهرمونات في جسمك والتي تضمن تغذية جنينك والتقدم الصحي في مراحل الحمل تؤدي إلى شعورك بانخفاضات حادة في حالتك المزاجية.

يمكن للدورة الشهرية وما يرافقها من تغيرات هرمونية سبباً كافياً للشعور بالتقلبات المزاجية خلال فترة الحيض والأيام التي تسبقها.

سن اليأس

مع الاقتراب من سن اليأس أو الدخول به فعلياً قد تشعر المرأة ببعض التقلب في حالتها المزاجية. حيث أنها أحياناً كثيرة تتنقل ما بين الشعور بالسعادة والحزن دون وجود سبب ظاهري لذلك، مع أنه في حقيقة الأمر هناك أسباب حقيقية تؤدي إلى ذلك، مثل:

  • إنتاج الجسم كميات أقل بكثير من الهرمونات مما كان عليه بالسابق.
  • مواجهة عدد من الأعراض مثل الهبات الساخنة أو مشاكل النوم، حيث يعتبر الحرمان من النوم سبباً أساسياً في الشعور بالانتكاسة في اليوم التالي.

مراحل النمو

غالباً ما تكون سنوات المراهقة سنوات حرجة وصعبة على المراهق وأهله. حيث أن إدارة العواطف تشكل تحدياً كبيراً لدى هذه الفئة العمرية، مما يدخله في نوبات من الحزن والغضب غير المبررة.

يمكن ملاحظة الأمر ذاته لدى الأطفال مفرطي الحساسية. فعلى الرغم من أن هذه التغيرات العاطفية تعتبر جزءاً طبيعياً من التطور العاطفي لديهم، إلا أنها تشكل تحدياً لا يمكن تجاهله في الكثير من الحالات.

التغير في مستويات الهرمونات (خاصة الأستروجين) له تأثير كبير على الحالة المزاجية، كما يزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

الحرمان من النوم

يساعد النوم في استعادة التوازن للجسم والدماغ على حد سواء. لكن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم يؤدي إلى عدم التعافي بالشكل اللازم، وبالتالي عدم الاستقرار في الحالة المزاجية.

عدم انتظام النظام الغذائي

لا يؤثر النظام الغذائي على الصحة الجسدية فقط، بل أن تأثيره يمتد بشكل واضح للحالة النفسية. حيث أن تناول الأطعمة غير الصحية أو النظام الغذائي السيء يعد من أسباب تقلب المزاج التي تؤثر على الأشخاص. ومن الأمثلة على ذلك:

  • التعرض لأعراض انسحاب الكافيين بسبب عدم الحصول عليها في الصباح مثل المعتاد.
  • حدوث نقص أو انخفاض مستوى السكر بالدم بسبب عدم الحصول على الطعام بالأوقات المناسبة.
  • الإصابة في اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية. مثل التهاب الأمعاء أو تفاقم أعراض القولون العصبي.

تعاطي المخدرات

قد يكون تعاطي المخدرات من أكثر أسباب تقلب المزاج الشديد. وبشكلٍ خاص عندما لا يتمكن الشخص من الحصول على المخدرات أو يُحرم من استخدامها.

الروتين اليومي للشخص في حياته من حيث الحركة أو التمارين الجسدية، وعادات النوم، وعادات الأكل تلعب دوراً في التقلبات المزاجية.

 

علاقة الاضطرابات النفسية بالتقلب بين السعادة وأحياناً أخرى الحزن 

ليس من المستبعد أن يكون السبب الحقيقي وراء التقلب بين السعادة أحياناً وبين الحزن أحيان أخرى هو وجود مشكلة أو اضطراب نفسي يؤثر على حالتك المزاجية.

من ضمن الاضطرابات النفسية المسببة للتقلبات المزاجية:

  • الاضطراب ثنائي القطب: غالباً ما يرتبط هذا الاضطراب بالتقلبات المزاجية. فمن الشائع أن يواجه الشخص فيه تقلبات كبيرة بين المزاج المرتفع والمنخفض.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: بالإضافة إلى وجود مشكلات مزاجية متنوعة في هذه الحالة. فإن من يعاني من هذا الاضطراب غالباً ما يتعرض لتقلبات في حالته المزاجية عند مواجهة أمور حياتية بسيطة مثل الوقوف في الطوابير الطويلة. 
  • اضطراب الشخصية الحدية: إن كنت تعاني من اضطراب الشخصية الحدية فغالباً ما واجهت التقلبات المزاجية الحادة والمفاجئة في حالتك النفسية والتي قد تستمر لبضع ساعات أو حتى بضعة أيام.
  • اضطرابات المزاج الأخرى: مثل اضطراب ما قبل الحيض والذي يحدث قبل الحيض بحوالي (7 – 10) أيام، ويختفي خلال أيام قليلة من بداية الحيض، ويتخلله تقلبات مزاجية حادّة. بالإضافة إلى اضطراب عدم انتظام المزاج التخريبي والذي يؤثِر بشكل أساسي على الأطفال والمراهقين. وينطوي على نوبات غضب متكررة لا تناسب المواقف التي تحدث بها.

 

أسباب مرضية وراء الشعور أحياناً بالسعادة وأحياناً أخرى بالحزن 

أحيانًا قد لا يخرج الأمر عن سبب مرضي للشعور بالتقلب المزاجي الحاد والمفاجئ. حيث قد تؤدي الحالات التالية إلى الشعور بالسعادة أحياناً وبالحزن أحياناً أخرى:

  • انخفاض سكر الدم: في حال كنت تعاني من مرض السكري غير المنتظم وتعرضت لانخفاض نسبة السكر في الدم. فقد يلاحظ الآخرين تحول حالتك المزاجية بشكل مفاجئ. فقد تشعر بالحزن والغضب والانزعاج والوحدة والارتباك، والرغبة بالبكاء أو الصراخ.
  • أمراض الغدة الدرقية: سواء كان ذلك بفرط النشاط أو القصور في الغدة الدرقية، في كلا الحالتين يواجه الشخص تقلبات مزاجية إلى أن يتم علاج الحالة المرضية أو الانتظام على علاج مناسب.
  • الأعراض الجانبية لبعض الأدوية: على الرغم من الفائدة المرجوة من الأدوية. إلا أن لها لبعضها الكثير من التأثيرات على الحالة المزاجية. فمثلاً تعمل أدوية مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية المنشطات على تقلب الحالة المزاجية.
  •  الخرف: بالإضافة إلى التسبب بتلف الدماغ، فإن للخرف تأثيرات على الحالة المزاجية بسبب ضعف الذاكرة والتغيرات الطارئة في شخصية المريض. حيث ينتج عن ذلك الشعور بالإحباط من النفس لنسيان الأشياء أو عدم القدرة على التعبير عن النفس والأفكار الخاصة.

بمجرد أن تبدأ أعراض الحساسية الموسمية في الظهور لن يتمكن الشخص من الهروب من التقلبات المزاجية وانخفاض المزاج المرافق لها.

 

نصيحة عرب ثيرابي

لا تؤثر التقلبات المزاجية على حالتك النفسية فقط، بل يمتد تأثير التقلبات المستمرة على العلاقات الاجتماعية ومدى قدرتك على القيام بالمهام الموكلة إليك.

إن كان تقلب نفسيك لا يرتبط بحالة مرضية فلا تستبعد ارتباطها بالاضطرابات النفسية. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي المتخصص والذي يساعد في علاج الأسباب الحقيقية للحالة والتمكن من استقرار المزاج.