ما ستجده في هذا المقال:
عندما يصاب الشخص بأحد أنواع الخرف فإن مجموعة من المحفزات الجسدية والنفسية قد تؤدي إلى سلوكه بطريقة غريبة، حيث يمكن أن تكون سبب البكاء المفاجئ أو الصراخ. فيظن المحيطين به أنه يبكي دون سبب مما يجعل الموقف أكثر حدة وإثارة للإحباط.
نتعرف فيما يلي أسباب البكاء المفاجئ لدى مريض الخرف وكيفية التعامل معه بأفضل الطرق للحد من حدة المواقف والقدرة على فهمه بشكل أدق.
سبب بكاء مريض الخرف المفاجئ
هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل مريض الخرف يدخل في نوبة من الصراخ أو البكاء المفاجئ دون سابق إنذار، فقد يكون السبب واحد أو أكثر ما يلي:
- شعور الشخص بالخوف.
- الشكوى من بعض الآلام الجسدية وشعوره بعدم الراحة.
- شعور الشخص بالملل.
- الشعور بالإرهاق أو الإحباط أو الانفعال الشديد والارتباك.
- امتلاك بعض المشاعر مثل الحزن أو الخسارة.
- حدوث بعض الأعراض الذهانية مثل الهلوسة أو الأوهام.
- إصابة الشخص بالهذيان.
- تواجد الشخص في بيئة صاخبة أو الضوضاء العالية ومزدحمة بالأشخاص.
- حدوث تغيير في الروتين اليومي للشخص.
- إصابة الشخص بالاكتئاب أو شعوره بالقلق أو الوحدة.
- عدم قدرة الشخص على النوم والإصابة بالأرق.
- شعوره بالجوع.
- حاجة الشخص إلى استخدام الحمام.
- متلازمة غروب الشمس، وهي حالة من القلق والإثارة المتزايدة للخرف حيث تتصاعد هذه المشاعر والسلوكيات في المساء. تتضمن السلوكيات الشائعة عند غروب الشمس البكاء والصراخ والخوف وتقلب المزاج والسرعة في الحركة والسقوط وجنون العظمة والهلوسة.
- الإصابة بالتأثير البصلي الكاذب، وفيه تفقد الخلايا الدماغية التواصل مع بعضها البعض بالشكل الصحيح. حيث يدخل الشخص في نوبة من البكاء أو الضحك غير المناسبين ولا يستطيع التحكم بعواطفه بالشكل الصحيح.
غالباً ما تتحسن السلوكيات الانفعالية لدى الشخص المصاب بالخرف من خلال الأدوية والطرق العلاجية الأخرى.
كيفية التعامل الفوري مع سبب البكاء المفاجئ لدى مريض الخرف وتهدئته
إذا دخل مريض الخرف في نوبة من البكاء المفاجئ أو الصراخ بغض النظر ما إذا كان السبب في ذلك معروف أم لا، فهناك استراتيجية فعّالة للتعامل معه وتهدئته من جديد. حيث ينصح بما يلي:
المحافظة على الهدوء
إذا كنت في هذه الأثناء سريع الانفعال فإن الشخص المصاب بالخرف سيطابق تصرفاتك مما يعني زيادة النوبة والبكاء. لذلك حاول أن تبقى هادئاً قدر الإمكان وخذ نفساً عميقاً. ابدأ بالحديث اللطيف معه وإن أمكن المسه بطف لتهدئته هو أيضاً.
تحديد الأسباب أو المحفزات
قد يبدو الأمر في البداية أنه دون سبب، إلا أن التفكير فيما حدث مباشرة قبل نوبة البكاء المفاجئ وتحليل المواقف يساعد في اكتشاف الأمر. قم بتدوين جميع الملاحظة للتمكن من الوصول إلى المحفزات والأنماط الخاصة بالشخص وتتبع الأسباب.
ملاحظة تصرفات الشخص في نوبة البكاء
قد تحتاج إلى مراقبة الشخص المصاب بالخرف أو الاستماع جيداً لما يقوله، حيث أنه غالباً ما يمكن الوصول إلى سبب بكائه من خلال سلوكياته في هذه الأثناء. فمثلاُ:
- قوله “المساعدة” أو “أنا عالق” فقد يشير إلى أنه يريد حقاً الخروج أو يحتاج إلى تغيير المكان. أو ربما يحدث شيء ما يجعله يشعرون بالخوف أو عدم الارتياح.
- إمساكه بملابسه أو جزء منها قد يشير إلى أنه يشعر بالبرد أو الحر أو بالألم أو بحاجة إلى الذهاب إلى الحمام.
- نقره بإصبعه على شيء ما يشير إلى محاولته الوصول إليه أو قد يسبب له الانزعاج.
في حال الاستمرار بالضغط على الشيء ذاته لأنه يزعجه قد يكون سبباً في حدوث هلوسة أو جنون العظمة لديه مما يجعلهم قلق أو خائف.
الاعتناء باحتياجاته الجسدية
غالباً ما يلجأ مريض الخرف إلى البكاء المفاجئ أو الصراخ أو عصبيته للتعبير عن احتياجاته، فإن كان السبب في ذلك هي احتياجات جسدية فلا بد من الاعتناء بها فوراً. سواء كان إعطائه مسكنناً للألم للتخفيف من الأوجاع أو تقديم وجبة طعام وشراب. كما أن البيئة المحيطة بهم قد تسبب التشتت والارتباك، لذلك قد تحتاج إلى تغطية المرايا أو خفض الأصوات المنبعثة من التلفاز أو التقليل من الفوضى بشكل عام.
النشاطات المريحة
في بعض الأحيان قد يكون التعرف على السبب الحقيقي لنوبات الصراخ أو البكاء المفاجئ أمراً مستحيلاً، لذلك فإن القيام ببعض النشاطات التي من شأنها التشتيت أو تقليل الانتباه على الجوانب المزعجة مفيدة للغاية. فمثلاً يمكن تجربة:
- تشغيل الأغاني أو البرامج المفضلة لدى الشخص المصاب بالخرف.
- استنشاق المزيد من الهواء النقي، لا يحتاج الأمر إلى الخروج من المنزل، بل يكفي الوقوف بالقرب من النافذة.
- قم بتدليك كتف أو يد أو ظهر الشخص لتهدئته، أو قم فقد بإمساك يده ليشعر بالراحة.
- طلب المساعدة في الأعمال المنزلية البسيطة مما يولد لديه هدف يسعى إلى تحقيقه. كما أن الأعمال البسيطة والمتكررة تعمل على تهدئته، مثل طي الملابس أو فرز العملات المعدنية أو تنظيم درج المطبخ.
وغالباً ما يكون مفيد تناول وجبة خفيفة أو مشروب مفضل خاصة في حال كان الشخص يشعر بالعطش أو الجوع.
طرق للتعامل مع سبب البكاء المفاجئ لدى مريض الخرف على المدى الطويل
تعتبر حالة الخرف من الحالات المزمنة التي يجب على الشخص والأفراد المحيطين به تقبلها ومعرفة كيفية التعامل معها بالشكل الصحيح. لذلك فإن القيام ببعض الأمور يعتبر ضرورياً للحد أو التقليل من سبب البكاء المفاجئ الذي يقوم به الشخص. حيث يمكن تجربة:
- الطلب من الطبيب المعالج مراجعة قائمة الأدوية التي يتناولها الشخص، حيث أن بعضها قد يكون السبب في البكاء.
- معالجة الحالات الصحية التي قد تسبب الشعور بالألم، وإدارة الحالة بأفضل شكل ممكن.
- تقييم حالة الاكتئاب، فمن الشائع أن يصاب هذا الشخص باكتئاب كبار السن. ففي حالة الإصابة لا بد من تناول الأدوية المناسبة.
- المحافظة على بيئة هادئة ومريحة حول الشخص المصاب بالصرع للتقليل من محفزات الهلاوس والأوهام.
نصيحة عرب ثيرابي
تعتبر تصرفات الشخص المصاب بالخرف لغزاً حقيقياً في بعض الأحيان، مما يزيد من التوتر والضغط المنصب على كاهل من يعتني به. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة عدم إهمال النفس في هذه الأثناء لضمان المحافظة على الصحة النفسية. كما يفضلون:
- توزيع المهام الموكلة أو طلب المساعدة والعون في حال عدم القدرة على تحمل المسؤولية بشكل كامل.
- أخذ فترات من الراحة للاعتناء بالنفس أو القيام بالنشاطات المفضلة والتي تبعث الراحة في النفس.
- اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة في حال الشعور بزيادة الضغط النفسي.
