هل الرهاب يسبب الاكتئاب، الإجابة نعم، حيث أن علاقة قوية تجمع بينهما، من خلال القلق الذي يرتبط بشكل مباشر مع الاكتئاب، وجميع أنواع الرهاب يكون العارض الأساسي فيها القلق الشديد،
هل الرهاب يسبب الاكتئاب
يمكن أن تسبب أنواع الفوبيا المختلفة التي يعاني منها الشخص الإصابة بالاكتئاب من خلال إحدى الطرق التالية:(المرجع 1)
- من أهم الأعراض التي يعاني منها الشخص عند التعرض للموقف المسبب الرهاب هي نوبات الهلع، فيحاول الابتعاد عن الآخرين واعتزالهم لكي لا يتعرض للنوبات أمامهم، ومع مرور الوقت يصاب الشخص بالاكتئاب.
- قد تتطور الأعراض التي ترافق الرهاب من قلق وعدم الثقة بالنفس إلى نوبات من الاكتئاب بعد الإصابة بالرهاب ونوبة الهلع المصاحبة له.
- الكثير من أنواع الرهاب تنتج عن التعرض للصدمات النفسية في الحياة، مما يؤدي إلى إصابة الشخص بشكل مباشر بالاكتئاب.(المرجع 3)
- قد تتحول المشاعر الذاتية (قلة احترام الذات والشعور بالعجز) الناتجة عن مواقف الرهاب التي يتعرض لها الشخص إلى اكتئاب.(المرجع 5)
- غالباً ما يتجنب الشخص الذي يعاني من الرهاب المواقف المحفزة، مما يؤدي بالتالي إلى الانقطاع عن الآخرين والدخول في أجواء تحفز على الاكتئاب.(المرجع 5)
العلاقة بين الرهاب والاكتئاب
يرتبط كل من الاكتئاب والرهاب بعارض رئيسي لكليهما، وهو القلق الشديد، حيث أن:(المرجع 6) (المرجع 7)
- الرهاب ينتج عن شعور الشخص بالقلق الشديد والخوف من التعرض لموقف محفز، مما يؤثر على ممارساته ونشاطاته اليومية.
- في الوقت الذي يؤثر به هذا القلق ونمط الحياة التي يعيشها الشخص نتيجة لذلك على حالة الشخص النفسية، تشتد بالتالي حالة الاكتئاب لديه.
- يمكن أن تكون العلاقة متبادلة بين الحالتين، كما أن الإصابة بإحداهما تزيد الأخرى سوءاً، بالإضافة إلى أن المسببات غالباً ما تكون ذاتها لكلا الحالتين.
أنواع الرهاب المسببة للاكتئاب
كما ذكرنا، فإن أعراض الرهاب قد تتطور إلى اكتئاب في نهاية المطاف، وتعد أنواع الفوبيا التالية أكثر احتمالية للإصابة بالاكتئاب من غيرها، ومن هذه الأنواع:(المرجع 2)
- رهاب الخلاء (Agoraphobia): حيث يخشى الشخص الخروج من البيت أو التواجد في أماكن لا يستطيع الهروب منها.
- الرهاب الاجتماعي (Social Phobia): وفيه يخشى الشخص التواجد في المواقف الاجتماعية، مما يؤثر على تفاصيل حياته بشكل عام.
علاج الرهاب والاكتئاب
قد تختلف طرق العلاج النفسي المتبعة في علاج الحالات المنفردة من كل من الرهاب والاكتئاب، إلا أنه يمكن علاج الحالة المزدوجة من خلال:(المرجع 1) (المرجع 4)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يمكن للأخصائي النفسي علاج القلق والخوف المسبب لكل من الرهاب والاكتئاب باتباع أسلوب العلاج السلوكي المعرفي، حيث يعمل على:(المرجع 1) (المرجع 4)
- معرفة الأسباب الرئيسية الكامنة خلف هذه المخاوف والقلق والعمل على حلها بالشكل الصحيح.
- تعليم المريض الطريقة الصحيحة للتعامل مع عواطفه والتحكم بحياته.
علاج القبول والالتزام (Acceptance And Commitment Therapy)
يهدف هذا العلاج إلى اعتراف المريض بالأفكار غير المرغوبة والتي تسبب له الألم مع عدم الهروب منها، ومحاولة استحداث أفكار أكثر فائدة منها، مما يزيد ثقة المريض بنفسه.(المرجع 8)
العلاج بحل المشكلات (Problem Solving Therapy)
يعتمد هذا العلاج على تعليم المريض أساليب التأقلم لمواجهة الأعراض التي يعاني منها، والتمكن من إدارة المشكلات الحياتية التي تزيد من توتره.(المرجع 8)
العلاج المعرفي القائم على اليقظة (Mindfulness Based Cognitive Therapy)
من خلال استخدام تقنيات اليقظة الذهنية يمكن للمريض زيادة المرونة النفسية لديه، للتمكن من إدارة مشاعره بدلاً من تجنبها.
الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressant Medications)
غالباً ما يصف الطبيب المعالج مجموعة من الأدوية، كما انه يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عدة محاولات قبل التوصل إلى الدواء المناسب للمريض، ومن ضمن هذه الأدوية: (المرجع 7) (المرجع 8)
- مضادات للاكتئاب مثل الأدوية المثبطة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج كل من الاكتئاب والرهاب.
- مضادات القلق المتنوعة، بما في ذلك حاصرات بيتا والبنزوديازيبينات.
- الأدوية المحسنة للمزاج، وتستخدم عندما لا يستجيب المريض للأدوية المضادة للاكتئاب.
النشاط البدني
تساعد الممارسة المنتظمة للرياضة على إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ والمسؤولة عن مدى شعور الشخص بالسعادة والراحة.(المرجع 4)
تقنيات الاسترخاء
تعمل تقنيات الاسترخاء المتنوعة على مساعدة الشخص في إزالة التوتر الناتج عن المواقف التي تسبب الرهاب لديه، وبالتالي تخفيف أعراض كل من الاكتئاب والرهاب على حد سواء.(المرجع 4)
الأعراض المتداخلة بين الرهاب والاكتئاب
لكل من الاكتئاب والرهاب الأعراض الخاصة بهما، وبمت أن الرهاب يسبب الاكتئاب، فلا بد من وجود مجموعة من الأعراض المتشابهة، وهي:(المرجع 8)
- التغييرات في نمط نوم المريض.
- اختلافات على مستوى نشاط المريض وطاقته الجسدية.
- سرعة استفزاز المريض وهيجانه.
- صعوبة التركيز والتذكر.
- اضطرابات وآلام متنوعة في المعدة دون سبباً واضحاً.
- التفكير بطريقة سلبية بشكل مستمر، وعدم القدرة على التحكم بطريقة التفكير هذه.
التعامل مع الرهاب والاكتئاب
يمكن باتباع بعض الاستراتيجيات التقليل من الأعراض التي تصاحب كل من الاكتئاب والرهاب، ومن هذه الاستراتيجيات:(المرجع 8)
- سماح الشخص لنفسه التعبير عن المخاوف والقلق الذي يشعر به، فلا يحاول إخفائه.
- القيام ببعض الأعمال اليومية، فالمهام البسيطة قد تشعر الشخص بأنه استعاد السيطرة على حياته، مما يقلل إحساسه بالعجز.
- عمل روتين يومي يلتزم الشخص به، يتيح له الحصول على الرعاية الذاتية، بالإضافة إلى تقليل الوقت الذي يمكن أن يشعر به بعدم الإنجاز.
- النوم بالقدر الكافي، حيث أن (7 -9) ساعات نوم يومياً هي كافية في حال الحصول على نوم ذو الجودة المطلوبة.
- العناية بالنظام الغذائي، من خلال التقليل من الأطعمة التي تزيد التوتر والقلق، الأمر الذي يشعر الشخص بالتحسن في الأعراض.
- على الرغم من أن الرياضة تعتبر تحدياً في هذا الموقف، إلا أن القدرة على المشي فترة قصيرة في الأماكن الخارجية يعتبر إنجاز يستحق المكافأة.
- ممارسة تمارين الاسترخاء التي تزيل التوتر وتحفز السلام الداخلي للشخص، بالإضافة إلى الحصول على بعض الوقت للقيام بالأعمال المحببة للنفس.
- الحصول على الدعم العاطفي والنفسي من المقربين والأصدقاء، مما يعمل على تقليل القلق والتوتر الذي يشعر به.