ما ستجده في هذا المقال:
يمر الشخص بالكثير من المواقف التي يصعب عليه اتخاذ بعض القرارات فيها، إلا أنه في النهاية يتخذ القرار المناسب دون الخوف من النتائج المترتبة، أما في حالة الشخصية المترددة فهو بحاجة إلى المزيد من التأكد والوقت فيما يخص جميع تفاصيل حياته.
هل أنا شخصية مترددة؟
يمكن للشخص معرفة ما إن كان يمتلك شخصية مترددة أم لا من خلال مطابقة سلوكياته بسلوكيات هذه الشخصية، حيث تتميز الشخصية المترددة باتباعها سلوكيات محددة عند اتخاذها للقرارات، ومن ضمنها:
الرغبة بالتأكد بشكل قطعي
ينتج عن التحقق المستمر والمستفيض من الأمور الشعور بالمزيد من الراحة للشخصية المترددة، حيث أنه:
-
- لا يمكن اتخاذ أي قرار دون التعمق في التفاصيل وإن كانت على حساب الوقت الشخصي.
- غالباً ما يحاول هذا الشخص المقارنة ما بين الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بالأمر.
- الشعور بالتوتر والقلق الكبيرين عندما يحين وقت اتخاذ القرار، لما يشكله الأمر من ضغط عليه.
- يجد صعوبة وخوف في اتخاذ القرار على الرغم من التفكير بشكل مكثف.
- لا يثق بقراره الذي اتخذه، بل يبقى يشك في مدى صحة هذه القرارات.
اللجوء إلى آراء الآخرين
قد يلجأ هذا الشخص إلى الآخرين للاستفادة مما لديهم من معلومات، مما يساعده في اتخاذ القرار الصحيح، حيث أن الشخص المتردد غالباً ما:
-
- يرى أن آراء الآخرين حتماً مفيدة ويمكن الحصول على معلومة أو فكرة من خلال سؤالهم عن الموضوع قبل اتخاذ القرار.
- يثق بالآخرين وما يقدموه من نصائح بشأن الأمر.
التخلي عن اتخاذ القرارات
بسبب الوقت الذي تقضية الشخصية المترددة في اتخاذ القرارات، فهي قد تستغني عن اتخاذ القرار بين فترة وأخرى، في سبيل الشعور بالراحة.
قد ترغب فقط في أن ينتهي بك الأمر بعدم اتخاذ القرار بعد كل شيء.
تكليف الغير باتخاذ القرارات
يمكن الاستغناء عن هذه المهمة في بعض الأحيان ورميها على الغير، وتضم القرارات التي يمكن ترك أمرها للآخرين:
-
- الملابس التي ترتديها الشخصية المترددة.
- اختيار الطعام الأفضل.
التقليل من لوم الذات
بعد قضاء المزيد من الوقت في البحث والجمع عن المعلومات المساعدة في اتخاذ القرار السليم، فهو لا يرغب في إلقاء اللوم على نفسه في حال لم يكن القرار صائب.
الشعور بالإنجاز في حالة القرارات الصائبة
تشعر الشخصية المترددة بالفخر باتخاذها القرارات الصحيحة، مما يدفعها أو يحفزها لاتخاذ المزيد من القرارات مع مرور الوقت.
التواجد بين الآخرين
يوفر التواجد بين الآخرين الدعم اللازم للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة بشكل أسهل، إلا أن الأمر الصعب يبقى في اختيار الأصدقاء الأفضل على هذا الصعيد.
عدم القدرة على الاختيار
ترى الشخصية المترددة أن الحياة مليئة بالاختيارات المتاحة أمامها للاختيار من ضمنها مما يجعل الأمر أكثر صعوبة عليها، حيث أنها:
-
- لا تستطيع اختيار الأنسب من بينها.
- تشعر بالإرهاق الذهني خلال البحث عن الخيار الأفضل.
الشعور بالإحباط
في حين أن الآخرين يمكنهم اتخاذ القرارات البسيطة بسرعة ودون تعقيدات، فإن هذه الشخصية تشعر بالإحباط والقلق لعدم قدرتها على اتخاذ القرارات البسيطة بالكيفية ذاتها.
الصفات الإيجابية
غالباً ما يمتاز الشخص ذو الشخصية المترددة بمجموعة من السمات الإيجابية على الرغم من قلقه الدائم، حيث أنه:
-
- يتصف بالانفتاح على جميع الاحتمالات المتوفرة والاختيار من ضمنها ما يناسبه أكثر.
- يسعى إلى المثالية، فهو يرفض اتخاذ القرارات غير الصائبة، ويحاول تحري جميع التفاصيل قبل اتخاذ القرار.
- يرى جميع جوانب الأمور ولا ينحاز إلى جانب دون الآخر، فخلال بحثه عن التفاصيل يأخذ بعين الاعتبار الإيجابيات والسلبيات.
تغيير الآراء
بسبب الشك المستمر في مدى صحة القرارات التي تتخذها الشخصية المترددة، يمكن أن يُلاحظ قيامها بتغيير آرائها بشكل دائم في محاولة لاختيار الأنسب.
بالنسبة للشخص المتردد هناك دائمًا خيارات يمكن أن تكون مرهقة عقليًا؛ لأنه يقوم بإعداد بدائل أو حلول أخرى في رأسه.
الشخصية المترددة في علم النفس
لا يعتبر علم النفس أن التردد اضطراباً نفسياً، على الرغم من تأثيره الكبير والمباشر على قدرة الشخص لاتخاذ القرارات في الوقت المناسب، مما يسبب له إضاعة لبعض الفرص القيمة والتي قد لا تعود، كما أن الأخصائيين النفسيين يربطون ما بين التردد والإصابة بما يلي:
-
- الاكتئاب الحاد.
- اضطراب القلق.
- الوسواس القهري.
الأسباب وراء سلوكيات الشخصية المترددة
يوجد الكثير من الأسباب وراء تطور الشخصية المترددة لدى الشخص، ففي الوقت الذي يعتقد البعض أنها من السمات الشخصية، فإن بعض الظروف تساهم في تكونها، ومن ضمن هذه الظروف:
-
- وجود العديد من الخيارات التي يختار الشخص بينها.
- الخوف من الفشل في اختيار الأنسب، حيث أن الشخص الذي يحاول الوصول إلى الكمال في جميع أموره يخاف من مواجهة الفشل.
- النشأة وتربية الطفولة، ففي حال تحكم الوالدين بالطفل أثناء طفولته وعدم الإتاحة له لاتخاذ القرارات البسيطة أو قيامهما بحمايته بشكل مفرط.
- الوقوع بين إرضاء النفس وإرضاء الآخرين عند الاهتمام المبالغ بآراء المحيطين وما يسعدهم.
- الاهتمام بالتفاصيل بشكل مفرط، حيث تشكل هذه التفاصيل عائقاً في الكثير من الأحيان أمام القدرة على اتخاذ القرار.
- عدم ثقة الشخص بنفسه، وشكه الدائم حول ما يفكر به أو ما يقوم به.
- اتسام الشخص بالتفكير المفرط، مما يجعله يدور في حلقة مفرغة حول سلبيات الأمر، ويمنعه بالتالي من اتخاذ القرار الصائب.
طرق للتقليل من التردد
في الكثير من المواقف، قد تجد الشخصية المترددة نفسها تهدر المزيد من طاقتها العقلية في التفكير الزائد في أمور تافهة، لذلك قد تساعدها الاستراتيجيات التالية في التقليل من هذا الأمر:
-
- وضع قائمة بالإيجابيات والسلبيات لكل خيار وترجيح الافضل بينها وما يعود على الشخص بالفائدة الأكثر.
- جمع المزيد من المعلومات حول الأمر المتعلق بالقرار، الأمر الذي يساعد في رؤية الصواب بشكل أوضح.
- عدم الاهتمام بآراء الآخرين، حيث أن التركيز على سخريتهم من القرارات الخاطئة لن يساعد إلا في تنمية سلوكيات التجنب فيما بعد.
- الحد من الخيارات المتاحة للتقليل من التنقل بينها لاختيار الأنسب.
- وضع قائمة بالأمور التلقائية التي يتم اختيارها كالاستعداد المسبق لبعض المواقف.
- اتباع أسلوب عشوائي في الاختيار بين خيارين لا يمكن ترجيح أحدهما على الآخر.
نصيحة من عرب ثيرابي
في بعض الأحيان قد يؤثر التردد بشكل كبير على قدرة الشخص على التقدم والشعور بالإنجاز، دون القدرة على إيقاف ما يتبعه من سلوكيات تردد تضره بشكل واضح، ففي هذه الحالة ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية للوقوف على السبب الحقيقي وراء هذه السلوكيات والتمكن من اتباع أساليب مفيدة في اتخاذ القرارات دون الشعور بالقلق أو لوم الذات المتعلق بها.