Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
فوبيا القيء

فوبيا القيء وسلوكيات التجنب

إن التقيؤ ليس من التجارب المحببة إلى النفس لدى الجميع، إلا أن البعض يطور فوبيا خاصة به تتعلق بالقيء بشكل عام، سواء تقيؤ الشخص بذاته أو مشاهدة قيء الآخرين، الأمر الذي يؤثر سلباً على أسلوب حياة الشخص ويجعله يقوم بالكثير من سلوكيات التجنب لضمان عدم التعرض للمواقف المحفزة.

ما هي فوبيا القئ؟

فوبيا القيء (Emetophobia) هي خوف الشخص من التقيؤ أو مشاهدة القيء أو مشاهدة الآخرين أثناء تقيؤهم أو الشعور بالمرض، فعلى الرغم من أن الجميع لا يشعر بالراحة في هذه الأثناء، إلا أن الأمر يثير القلق المفرط والشعور بالضيق غير المحتمل لدى الشخص المصاب بهذا النوع من الفوبيا، وتعتبر فوبيا القيء فوبيا نادرة نوعاً ما بين الأشخاص، حيث أنها تصيب ما نسبته 0.1% من الأشخاص.(المرجع 1) (المرجع 2)

سلوكيات الشخص عند الإصابة بفوبيا القيء

غالباً ما يقوم المصاب بفوبيا التقئ بعدة سلوكيات في محاولة منه لتجنب التعرض للمواقف المحفزة للتقيؤ لديه، حيث أنّ سلوكيات التجنب غالباً ما تزيد من الأمر سوءاً وتعزز المخاوف لدى الشخص، ومن ضمن هذه السلوكيات:(المرجع 1) (المرجع 3)

  • الابتعاد عن تناول الأطعمة في الأماكن العامة أو المطاعم.
  • تجنب الشخص للأماكن المزدحمة أو السفر بحد ذاته.
  • عدم الرغبة في تجربة الأطعمة الجديدة على الشخص.
  • الابتعاد عن الأشخاص في حالة معرفة احتمالية مرضهم، وتجنب الذهاب إلى المستشفى أو المراكز الصحية لاحتمالية رؤية أشخاص يتقيؤون.
  • تناول الطعام ببطء وبكميات قليلة.
  • الامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي رافقت مواقف التقيؤ.
  • القيام بشم الطعام قبل تناوله للتأكد من عدم فساده، والتخلص من الأطعمة التي تقترب مدة صلاحيتها من الانتهاء.
  • الإفراط بطهي الطعام وغسل مكوناته عدة مرات.
  • استخدام الأدوية المضادة للحموضة، وذلك لتجنب الشعور باضطرابات المعدة أو الغثيان بشكل مسبق.
  • الابتعاد عن تناول الأدوية ذات الآثار الجانبية المتضمنة للتقيؤ.
  • تجنب استخدام بعض الكلمات، مثل الغثيان أو القيء.
  • تجنب التعرض للروائح الكريهة مثل روائح القمامة أو الأشياء المتسخة.
  • عند الدخول إلى أي مبنى أو مكان عام لا بد من البحث على الحمام أو أقرب طريق يؤدي إليه تحسباً للمواقف المحرجة.
  • تجنب الذهاب إلى الأماكن التي شعر الشخص بها بالمرض فيما سبق.(المرجع 4)

الحالة النفسية للشخص المصاب بهذه الفوبيا

تترافق مع السلوكيات المميزة للشخص المصاب بفوبيا القيء بعض المخاوف والمشاعر السلبية والتي تتمثل بما يلي:(المرجع 1) (المرجع 5)

  • الخوف الشديد من رؤية شخص آخر يتقيأ.
  • القلق من شعور الشخص بالحاجة إلى التقيؤ دون القدرة على إيجاد حمام في الأماكن العامة.
  • القلق من البدء في التقيؤ وعدم القدرة على التوقف أو الاختناق أثناء القيء.
  • الشعور بالإحراج من الآخرين أثناء التقيؤ.
  • الخوف الشديد من الذهاب إلى المراكز الصحية.
  • ربط الشخص بعض الأمور بشكل غير منطقي بالمواقف المتعلقة بالتقيؤ.

في كثير من الأحيان يصف الأشخاص أن القلق من التقيؤ يُعد أسوء من عملية التقيؤ بحد ذاتها.

أعراض الإصابة بفوبيا القيء

عند إصابة الشخص بفوبيا التقيؤ فهو غالباً ما يعاني من الأعراض التالية:(المرجع 2) (المرجع 4)

  • القلق الشديد.
  • تجنب الكثير من المواقف التي قد تسبب التقيؤ.
  • التأثير بشكل مباشر على الأنماط الحياتية للشخص، حيث قد تسبب غيابه المتكرر عن المدرسة أو العمل.
  • الشعور بالضيق الجسدي والعاطفي غير المحتمل.
  • الشعور باضطراب المعدة والغثيان باستمرار.
  • الإصابة بنوبة الهلع.
  • الابتعاد عن الآخرين قدر الإمكان والانعزال.
  • تجنب مشاهدة المواقف المحتوية على قيء في البرامج التلفازية.
  • تأكد الشخص من صحته بشكل دائم.
  • عدم لمس الأسطح التي يحتمل أنها تحتوي على جراثيم في الأماكن العامة، أو تجنب مصافحة الآخرين.

أسباب الإصابة بفوبيا التقيؤ

على الرغم من عدم وجود سبب محدد لذلك في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن إرجاع الأمر إلى التجارب السلبية التي مر بها الشخص خلال حياته غالباً، حيث أن التعرض للمواقف المحرجة أو الشعور بعدم القدرة على السيطرة أو إيقاف هذه العملية البيولوجية قد تكون سبباً كافياً لذلك.(المرجع 2) (المرجع 3)

مضاعفات فوبيا القيء

في حال إصابة الشخص بهذه الفوبيا وعدم لجوئه إلى العلاج النفسي المناسب، فإن الحالة غالباً ما تتطور وقد يعاني الشخص من مشكلات نفسية أخرى مثل فوبيا الطعام أو  القلق الاجتماعي أو رهاب الخلاء.(المرجع 2)

اضطرابات نفسية مرتبطة بهذه الفوبيا

أظهرت الدراسات أن الشخص المصاب بفوبيا التقيء هو أكثر عرضة من الأشخاص الآخرين للإصابة بأنواع أخرى من الاضطرابات النفسية، ومن هذه الاضطرابات النفسية:(المرجع 2)

ارتباط القلق بفوبيا القيء

يرتبط القلق والتوتر الذي يعاني منه الشخص بفوبيا القيء بشكل متبادل، حيث أنه كلما زادت مخاوف الشخص من التقيؤ زاد قلقه وتوتره، الأمر الذي يزيد من شعوره بالغثيان وبالتالي زيادة مخاوفه من التقيؤ من جديد. (المرجع 3) (المرجع 4)

العلاقة بين الوسواس القهري وهذه الفوبيا

بسبب الخوف الشديد من تناول طعام فاسد أو عدم طهيه بشكل جيد أو ملامسة الأسطح غير النظيفة أو الملوثة بالجراثيم، غالباً ما يطور الشخص المصاب بفوبيا القيء سلوكيات قهرية لديه تجعله دائم البحث والتأكد من عدم إصابته بالأمراض أو عدم وجود سبباً يجعله يتقيأ.(المرجع 5)

علاج فوبيا التقيؤ

لا تنحصر هذه الفوبيا على الأطفال، حيث يمكن للأشخاص الكبار أيضاً أن يعانوا منها، لذلك يساعد اللجوء إلى العلاج الصحيح في التقليل من هذه المخاوف قدر الإمكان والاستمتاع بالحياة العامة بشكل أكبر، وغالباً ما تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

العلاج النفسي

من خلال اتباع أسلوب العلاج النفسي الصحيح يمكن للشخص الاستفادة وتعلم المزيد من الأساليب للتعامل مع مخاوفه، ومن هذه الأساليب العلاجية: (المرجع 3) (المرجع 4)

  • العلاج السلوكي المعرفي: ويساعد الشخص في التعرف على أنماط تفكيره السلبية والمتعلقة بمخاوفه والتمكن من إدارة المخاوف والمواقف المحفزة وتعلم مهارات تأقلم جديدة أفضل من التجنب.
  • العلاج بالتعرض: من خلال تعريض الشخص للمواقف المقلقة بشكل تدريجي مع اتباع بعض أساليب التأقلم والاسترخاء في الوقت ذاته، مما يطور لديه طرق أفضل للتعامل مع المواقف.

العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد للفوبيا، إلا أن بعض الأدوية تساعد في التحكم بالأعراض التي يعاني منها الشخص في المواقف المختلفة، ومن هذه الأدوية:(المرجع 1)

  • حاصرات بيتا: والتي تعمل على التقليل من ضغط الدم لديه وإعادة التوازن إلى ضربات قلبه، وبالتالي التقليل من أعراض نوبات الهلع التي يعاني منها.
  • المهدئات: مثل البنزوديازيبينات على الرغم من احتمالية حدوث تعود عليها، إلا أن يتم وصفها للتعامل مع المواقف الصعبة فقط.