Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
كيفية علاج الشك والوسواس

كيفية علاج الشك والوسواس

يعد الشك والوسواس أو ما يعرف باضطراب الوسواس القهري نوعاً من الاضطرابات النفسية التي ترتبط بالقلق، وتتميز بأحاسيس غير منطقية تدفع المريض إلى أفعال قهرية (سلوكيات قهرية متكررة). وهذه السلوكيات يمكن أن تتداخل مع أداء المهمات اليومية أو التفاعلات الاجتماعية. وتتوفر علاجات مختلفة يمكنها المساعدة في السيطرة على أعراض الوسواس القهري، ولكن من الممكن أن لا يتخلص المريض من المرض تماماً. فما هو علاج الشك والوسواس؟

 

علاج الشك والوسواس

يعد العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية العلاجين الرئيسيين لعلاج الشك والوسواس، ويمكن أن يكون العلاج فعالاً أكثر  عند استخدام النوعين بالتزامن. وهذه العلاجات هي:

العلاج النفسي

من أبرز العلاجات النفسية للشك والوسواس ما يأتي:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يعد من الخيارات الفعالة لعلاج اضطراب الوسواس والشك، ويتمحور حول تغيير الأنماط السلبية للتفكير ومن ثم استبدالها بأنماط التفكير الإيجابي. إضافة إلى تغيير السلوكيات والأفعال القهرية.
  • العلاج بالتعرض (ERP): يعد العلاج بالتعرض أحد تمارين العلاج المعرفي السلوكي، ويعمل العلاج بالتعرض مع منع الاستجابة أي ما يسمى بالتعود. والخطوة الأولى في هذا العلاج هي تحديد المحفزات ومن ثم يتم تعريض المريض لهذه المحفزات تدريجياً حتى يتاح له تجربة الضيق والقلق دون أن يلجأ إلى السلوكيات القهرية. ومن خلال مواجهة هذه المحفزات وبمرور الوقت تقل نسبة القلق والاضطراب عند مواجهتها.
  • العلاج بالقبول والالتزام (ACT): يساعد العلاج بالقبول والالتزام المريض على تعلم أن الأفكار الوسواسية هي مجرد أفكار، كما يساعده على العيش دون قلق على الرغم من الأعراض الظاهرة.

تبدأ ظهور أعراض الوسواس القهري عند حوالي 50% من المصابين في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

العلاج بالأدوية

تساعد بعض أدوية الاكتئاب ومنها مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) في علاج الوسواس القهري. ويبدأ ظهور التحسن بعد استخدام هذه الأدوية بحوالي (8-12) أسبوعاً. وتعمل هذه الأدوية عن طريق زيادة كمية السيروتونين في الدماغ التي يعتقد أنها سبب مهم في الإصابة بالوسواس القهري. ومن أبرز هذه الأدوية نذكر:

  • كلوميبرامين (Clomipramine).
  • باروكسيتين (Paroxetine).
  • فلوكسيتين (Fluoxetine).
  • فلوفوكسامين (Fluvoxamine). 
  • باروكستين (Paroxetine).
  • سيرترالين (Sertraline).

ومما يجب مراعاته عند استخدام الأدوية الخاصة بعلاج الشك والوسواس وهي:

  • آثار الدواء الجانبية المحتملة: إذ يجب التحدث مع الطبيب بشأنها إن ظهرت ومتابعة الحالة. 
  • قد تزيد من خطر الانتحار: على الرغم من أن هذه الأدوية آمنة بشكل عام إلا أنها قد تزيد من الأفكار الانتحارية عند الأطفال أو المراهقين أو الشباب تحت 25 عاماً. خاصة عند تغيير الجرعة أو في الأسابيع الأولى بعد البدء في تناولها.
  • التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب: يمكن أن يسبب التوقف المفاجئ أو تفويت الجرعة أعراضاً مثل أعراض الإدمان الذي يسمى في بعض الأحيان بمتلازمة الانقطاع. وهذا يظهر على الرغم من أن هذه الأدوية لا تسبب الإدمان وإنما تؤدي إلى الاعتماد الجسدي.
  • تفاعلات أدوية الاكتئاب مع أدوية أخرى: يمكن أن تقلل بعض هذه المضادات من فعالية أدوية أخرى. وقد تسبب ردود فعل خطيرة عند تناولها مع بعض المكملات أو الأدوية الأخرى.

يمكن أن يساعد الحفاظ على نمط حياة صحي في التغلب على الوسواس القهري.

العلاج بالجراحة العصبية

قد يساهم العلاج بخزع المحفظة البطنية بسكين جاما في علاج اضطراب الوسواس القهري عند المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى أو الذين يعانون من ضعف شديد. ولكن هذا العلاج لا يقدم إلا في أماكن مخصصة ومحددة ومدربة وقادرة على تقديم الدعم طويل المدى الذي يحتاجه المريض.

العلاج بطرق أخرى

من أبرز هذه العلاجات نذكر:

  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): يستخدم هذا العلاج للمرضى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين (22-68) عاماً عندما لا يستجيب المريض للعلاجات الأخرى. وهذه الطريقة تستخدم فيها المجالات المغناطيسية لتحفيز خلايا الدماغ العصبية لتحسين أعراض الوسواس القهري. 
  • التنبيه العميق للدماغ (DBS): يستخدم هذا العلاج للبالغين فوق 18 عاماً الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى. وفي هذا العلاج تزرع مسارات كهربائية داخل الدماغ لإصدار نبضات كهربائية يمكنها أن تساعد في تنظيم النبضات غير الطبيعية.

 

تشخيص الشك والوسواس

قد يصعب في بعض الأحيان تشخيص اضطراب الوسواس القهري. لأن الأعراض قد تكون متشابهة مع أعراض اضطراب القلق، أو الفصام، أو الاكتئاب. ولكن من الخطوات التي يمكنها أن تساعد على تشخيص اضطراب الوسواس القهري ما يأتي:

  • التقييم النفسي: وذلك بعد أن يناقش الأخصائي النفسي أو الطبيب أفكار المريض، ومشاعره، وأنماط سلوكه، لتحديد الهواجس أو السلوكيات القهرية التي يمكن أن تتعارض مع حياته اليومية. وقد يشمل التقييم حديث الطبيب مع عائلة المريض، أو أصدقائه بعد أخذ موافقته.
  • الفحص البدني: يُجرى هذا الفحص عادة لاستبعاد المشكلات الأخرى التي يمكنها أن تكون سبباً في ظهور الأعراض. إضافة إلى التحقق من عدم وجود أي مضاعفات لها علاقة بالمرض.
  • معايير تشخيص الشك والوسواس: يمكن أن يستخدم المعالج المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية.

إن استخدام تقنيات الاسترخاء الأساسية مثل التأمل أو اليوغا يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق الناشئ عن الوسواس القهري.

 

العلاج المنزلي للشك والوسواس

يعد اضطراب الوسوسة في معظم الأحيان جزءاً من حياة المريض، وعلى الرغم من ضرورة التوجه إلى أخصائي للعلاج، إلا أنه يمكن للمريض أن يضع خطة تحتوي على خطوات مهمة يمكنه القيام بها بنفسه. منها:

  • تناول الأدوية حسب الإرشادات، وعدم التوقف عنها حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى.
  • ممارسة ما تعلمه المريض من الاختصاصي؛ إذ يجب أن يتعاون المريض مع الطبيب لتحديد التقنيات والمهارات التي يمكن أن تساعد على إدارة الأعراض.
  • إخبار الطبيب بالأدوية الأخرى، أو الفيتامينات، أو المكملات الغذائية، أو العلاجات العشبية التي يتناولها المريض حتى لا تتعارض مع أدوية اضطراب الوسواس القهري.
  • الانتباه إلى المحفزات التي يمكن أن تثير أعراض الوسواس. مع ضرورة وضع خطة تجعل المريض مستعداً لما يجب أن يفعله إذا ظهرت الأعراض مرة أخرى.

إن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية بشكل عام

 

نصيحة عرب ثيرابي

قد تجد التعايش مع اضطراب الوسواس القهري أمراً صعباً. إضافة إلى الآثار الجانبية المزعجة للأدوية. ولكن توجد عدة طرق يمكنها أن تساعدك على التعايش معه:

  • استمر في التركيز على أهدافك وتذكر أن التعافي عملية مستمرة.
  • تعرف على اضطراب الوسواس حتى يحفزك على الالتزام بخطتك العلاجية.
  • انضم إلى مجموعات الدعم لتتواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.

ولا تنسَ نحن في عرب ثيرابي مع أطبائنا مستعدون لمساعدتك على مدار الساعة لإيجاد طرق فعالة لإيجاد أسباب هذا الاضطراب ومن ثم علاجه حتى لا يكون سبباً في نشوء أمراض أخرى.