ما هي متلازمة ستوكهولم؟

ما هي متلازمة ستوكهولم؟

متلازمة ستوكهولم؛ هل سمعت يومًا في علاقة إيجابية أو رابطة جيدة تربط بين الضحية والمُعتدي؟ وأن الضحية تدافع عن المُعتدي بعد تعرضها للأسر أو للإعتداء وتشعر تجاهه بالحب؟[مرجع1]

ما هي متلازمة ستوكهولم؟

هي مصطلح يطلق على التعاطف والمشاعر الإيجابية التي يطورها الرهائن وضحايا الإساءة تجاه الشخص المُعتدي، وهي لا تُعتبر تشخيصًا نفسيًا؛ بل طريقة لفهم الاستجابة العاطفية تجاه المُعتدي؛ في بعض الأحيان تشعر الضحية بالتعاطف تجاه المُعتدي، ويُمكن أن تتطور هذه المشاعر على مدار الأيام، أو الأسابيع، أو السنوات من الاتصال والتعامل بين الضحية والمُعتدي، وفي بعض الأحيان تقوم الضحية بحماية المُعتدي من الشرطة أو أي شخص يحاول إنقاذها.[مرجع1]

سبب تسمية متلازمة ستوكهولم بهذا الاسم

في العام 1973 وقعت حادثة سطو بنك في ستوكهولم في السويد، وقام اللصوص في أسر مجموعة من موظفي البنك لمدة 6 أيام حتى انتهت المفاوضات مع الشرطة، وبعد تحرير الأسرى أظهروا تعاطفهم مع الخاطفين، ورفض بعضهم الإدلاء بشهادته في المحكمة ضد اللصوص، وقاموا بجمع المال للدفاع عن الخاطفين، وعندها تم تطوير مصطلح متلازمة ستوكهولم لوصف تعاطف موظفي البنك مع اللصوص.[مرجع5]

أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم 

من الأسباب المُحتملة لمتلازمة ستوكهولم:[مرجع1][مرجع2]

  • آلية للبقاء يستخدمها الشخص للتعامل مع المواقف المتطرفة أو المرعبة.
  • التواجد في موقف عاطفي لفترة طويلة.
  • الوجود في مساحة مشتركة مع المُعتدي في ظروف سيئة مثل قلة الطعام، أو ضيق المساحة.
  • اعتماد الرهائن على المُحتجز في تلبية احتياجاتهم الرئيسية.
  • عدم تنفيذ التهديدات من قبل المُعتدي.
  • عدم تجريد الرهائن أو الضحايا من إنسانيتهم.
  • التعرض للعنف المنزلي الجسدي، أو العاطفي، أو الجنسي.
  • استمرار الوضع لعدة أيام أو أكثر.
  • التفاعلات بين الضحية والمُعتدي التي تزيد من الترابط بينهما.
  • ظهور التعاطُف والتعاون من المُعتدي على الضحية.
  • امتناع المُعتدي من إلحاق الضرر بالضحية.

حالات متلازمة ستوكهولم 

لا تقتصر المتلازمة على الرهائن فقط على الرغم من أن ذلك الشائع عنها، ولكن يُمكن أن تصف حالات متعددة، ومنها:

الإساءة للأطفال

قد تكون الإساءة محيرة جدًا للأطفال، وغالبًا ما يتعرض الأطفال للإساءة الجسدية، ولكن يتم إظهار الحب والعاطفة لهم، وهو ما يخلق رابطة عاطفية بين الطفل والمُعتدي عليه، وغالبًا ما يقوم الطفل بحماية المعتدي.[مرجع1]

الأنشطة الرياضية

الشباب والأطفال المشاركين في الأنشطة الرياضية ولديهم مدرب يُسيء لهم تزيد احتمالية إصابتهم في متلازمة ستوكهولم؛ حيث يميل الأشخاص الرياضيين لتبرير سلوك المدرب المُسيء، والدفاع عنه، والتعاطف معه.[مرجع1]

الاتجار بالجنس

الأشخاص الذين يقعون ضحية الاتجار بالجنس، ويتم إجبارهم على العمل في تجارة الجنس، يطورون اعتماد على الخاطفين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، والذي مع مرور الوقت قد يخلق رابطة عاطفية مع الخاطف كوسيلة للنجاة والبقاء على قيد الحياة.[مرجع1]

العلاقات المؤذية

الشخص الذي يكون في علاقة مؤذية مع الوالدين أو الشريك في علاقة عاطفية تزيد احتمالية إصابته بالمتلازمة، ويُعتقد أن ذلك مرتبطًا بمشاعر الصدمة التي يشعر بها الشخص بسبب تعرضه للإساءة.[مرجع2]

أعراض متلازمة ستوكهولم على الصحة النفسية

على الرغم من أنه لم يتم إدراج المتلازمة ضمن الاضطرابات النفسية بشكل رسمي، إلا أن من يُعاني من هذه المتلازمة يُعاني من بعض الأعراض، ومنها:[مرجع2]

  • تكون المشاعر الإيجابية تجاه المُعتدي.
  • دعم سلوك المُعتدي، وأسباب اعتدائه.
  • إدراك الضحية إنسانية المُعتدي، والاعتقاد أنهما يتشاركان نفس الأهداف والقيم.
  • بذل جهد قليل للهرب، وعدم الإنخراط في أي سلوكيات تُساعد في إطلاق سراحه.
  • اليقين التام بخير المُعتدي.
  • تطوير مشاعر شفقة تجاه المعتدي، والاعتقاد بأن المُعتدي نفسه هو الضحية.
  • الرغبة في إنقاذ المُعتدي.
  • ظهور مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو من يحاول مساعدة الضحية في الابتعاد عن المُعتدي.
  • رفض التعاون مع أي أحد ضد المُعتدي.
  • عدم ترك المُعتدي حتى عند امتلاك الضحية فرصة للهروب.

تأثير متلازمة ستوكهولم 

بعد أن يتم إطلاق الضحية من الأسر أو إنقاذها من الاعتداء تظهر عليها بعض الأعراض التالية:[مرجع2]

  • الشعور بالذنب والارتباك.
  • الدخول في حالة إنكار.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • مشاعر التوتر المزمنة، والقلق، والاكتئاب.
  • الإحساس بالفراغ واليأس.
  • الاعتماد المُفرط على الآخرين.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة السابقة التي طالما اهتمت بها الضحية.
  • الإحراج من مشاعرهم تجاه المُعتدي.
  • عدم الرغبة في الابتعاد عن المُعتدي.
  • الولاء للمُعتدي أكثر من الولاء للنفس.
  • الفزع والخوف بسهولة.
  • امتلاك مشاعر عدم الثقة، والانفصال عن الواقع.
  • الكثير من ذكريات الماضي.
  • الانفعال.
  • الكوابيس والأرق.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.

مساعدة الشخص الذي لديه متلازمة ستوكهولم 

يُمكن مساعدة أي شخص يُعاني من متلازمة ستوكهولم بأحد الطرق التالية:[مرجع3]

  • التثقيف النفسي: يتضمن تعليم الضحية كل ما يتعلق بالمتلازمة؛ لمعرفة ما الأمر الذي يواجهه.
  • تجنب الإساءة: تجنب ذكر مساوئ المُعتدي أو الإساءة إليه؛ حتى لا تقوم الضحية بالدفاع عنه.
  • النقاش: نقاش الضحية حول وجهة نظره للمُعتدي، وأفكاره عنه، وكيف يشعر تجاهه.
  • الاستماع: الاستماع للضحية دون إطلاق الأحكام عليها.
  • تجنب النصائح: عدم توجيه أي نصائح أو أوامر للضحية حول ما يجب عليها فعله.
  • الدعم: تقديم الدعم الكامل للضحية حتى تزيد من ثقتها بنفسها، وتتمكن من تجاوز الموقف.

تشخيص متلازمة ستوكهولم

لا تُعتبر المتلازمة من الاضطرابات النفسية، ولذلك لا يُمكن تشخيصها كما يتم تشخيص الاضطرابات النفسية، على الرغم من أنه غالبًا ما يواجه الأشخاص نفس أعراض اضطراب الإجهاد الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة، ويتم علاجها بالعلاجات النفسية، وتعلم الطرق الصحية للتعامل مع التجربة التي مرت بها الضحية.[مرجع4]

أمثلة على متلازمة ستوكهولم 

من الأمثلة الشهيرة على متلازمة ستوكهولم:

ماري ماكلروي

في عام 1993 تم احتجاز الشابة ماري مالكروي التي كانت تبلغ حينها 25 عامًا تحت تهديد السلاح، على يد 4 رجال، وتم تقييدها بالجدران في مزرعة مهجورة وطلب الفدية من عائلتها، وبعد أن أطلق الخاطفين سراحها أعلنت عن تعاطفها معهم، وحاولت تبرئة اسمهم عندما تم تقديمهم للمحاكمة.[مرجع4]

باتي هيرست

وهي حفيدة رجل الأعمال الشهير ويليام راندولف هيرست، والتي تم اختطافها في العام 1974 من قبل جيش التحرير السيمبيوني، وقامت بالإنضمام للخاطفين، وتغيير اسمها، وشاركتهم في سرقة البنوك حتى تم إلقاء القبض عليها، وحاولت استخدام المتلازمة للدفاع عن نفسها في المحكمة، ولكن تمت إدانتها والحكم عليها بالسجن لمدة 35 عامًا.[مرجع4]

ناتاشا كامبوش

تم اختطاف ناتاشا كامبوش في عام 1998 عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات، واحتجزت في غرفة تحت الأرض لأكثر من 8 سنوات، وكان الخاطف يُعاملها بعُنف ويهددها بالقتل، وأحيانًا يكون لطيفًا معها، وفي النهاية تمكنت ناتاشا من الهرب منه، وهو قتل نفسه، وعندما عرفت ناتاشا بموته بكت كثيرًا، مما جعل البعض يعتقد أنها مصابة بالمتلازمة.[مرجع4]

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة