Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هي أسباب هلوسة الأطفال أثناء النوم؟

ما هي أسباب هلوسة الأطفال أثناء النوم؟

غالباً ما تكون هلوسة الأطفال أثناء النوم من الأمور الطبيعية التي تختفي من تلقاء ذاتها مع مرور الوقت، ولكن هذه الهلوسة لها مجموعة من الأسباب المتنوعة، ويمكن من خلال معرفة السبب الحقيقي لها أن تساعد في التخلص منها بسرعة أكبر.

 

أسباب هلوسة الأطفال أثناء النوم

قد تدل هلوسة الأطفال أثناء النوم إلى تطورهم النمائي الطبيعي والتي لا تلبث أن تزول مع مرور الوقت، ولكن هذه الهلوسة قد تعكس في بعض الأحيان أمور أكثر خطورة، حيث أن الأسباب الكامنة وراء الهلوسة هي:

الآثار الجانبية لبعض الأدوية والمواد

تسبب بعض الأدوية حدوث بعض الهلاوس للأطفال عند النوم، ومن ضمن هذه الأدوية والمواد:

    • العقاقير الممنوعة أو المخدرات. مثل الحشيش أو الكوكايين.
    • الأمفيتامين أو المواد الأفيونية.
    • تناول الكحول.
    • أدوية الستيرويدات.
    • مضادات الكولين.
    • الميتيلفينيديت.
    • مسكنات الألم.

    الأمراض الجسدية

    تعمل بعض الأمراض الجسدية في ظهور الهلاوس لدى الأطفال عند نومهم، ومن ضمن هذه الأمراض:

      • الالتهابات الخطيرة مثل التهاب السحايا.
      • مشاكل الغدة الكظرية أو مشاكل الغدة الدرقية.
      • النوبات.
      • الحمى الشديدة أو ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.
      • اضطرابات التمثيل الغذائي.
      • المشكلات البصرية، مثل متلازمة تشارلز بونيه، والتي تسبب بشكل عام فقدان البصر، مما يجعل الدماغ يتكيف مع فقدان البصر هذا.
      • مشكلات الجهاز الحسي بالدماغ، مثل الصرع أو ورم الدماغ أو الإصابة بالفيروسات، أو الصدمات المتعلقة بالدماغ.
      • الصداع النصفي.

      الاضطرابات النفسية

      قد يكون السبب الحقيقي وراء حدوث الهلوسة للأطفال بعض المشكلات النفسية، والتي تعتبر الهلاوس من الأعراض الأساسية فيها، ومن هذه الاضطرابات أو الحالات:

        • الفصام الطفولي.
        • اضطراب ثنائي القطب.
        • الصدمة النفسية، والتعرض للإساءة الجسدية أو الجنسية أو النفسية مثل التنمر أو الإهمال.
        • الاكتئاب.
        • تكوين تصور ذاتي مع الشعور بالذنب.
        • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
        • اضطرابات السلوك التخريبية.
        • الاضطرابات النمائية العصبية.
        • اضطرابات النوم.
        • الذكريات المصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة.

        المشكلات العاطفية

        حيث أن الطفل عندما يواجه بعض المشكلات العائلية أو المدرسية أو يشعر بالانزعاج والضيق. أو عندما يتعرض لموقف مؤلم مثل وفاة أحد والديه، قد يرى أو يسمع بعض الهلاوس أثناء نومه.

        النمو التطوري

        تعتبر هذه الهلاوس طبيعية إن لم تكون مصاحبة لمرض جسدي أو نفسي، حيث أن الطفل غالباً ما يتخيل وجود أصدقاء متخيلون يأتون ويذهبون، ويستمتع ويمرح بقضاء الوقت معهم.

        الثقافات المختلفة

        قد ترتبط هذه الهلاوس مع وجود الطفل ضمن بيئة ثقافية معين، مثل التواجد في الأجواء التي تغلب عليها السحر، أو التحدث باستمرار عن الأشباح والأمور الروحانية.

        أسباب متفرقة

        تعمل بعض الظروف إلى حدوث هلوسة الأطفال خاصة عند النوم، ومن هذه الظروف:

          • النعاس الشديد.
          • التعب أو الإرهاق.
          • التوتر العاطفي الشديد.
          • المشاعر الداخلية التي لا يمكن للطفل ترجمتها، فغالباً عندما يقوم بضرب أخيه بسبب سماع لصوت يحثه على ذلك، ولكن في حقيقة الأمر ما هي إلا انعكاسات داخلية.

           

          عوامل الخطر في هلوسة الأطفال أثناء النوم

          تعتبر بعض العلامات على أن الطفل قد يكون بحاجة إلى مراجعة أحد المختصين النفسيين، حيث يمكن أن يكون الطفل يعاني من إحدى الاضطرابات النفسية، ومن هذه العلامات:

            • استمرار الهلاوس.
            • زيادة حدة الهلاوس أو تكرارها أو تعقد ظواهرها الحسية.
            • وجود أعراض سلوكية أو عاطفية.
            • عوامل خطر مثل اضطرابات النمو أو تراجع التحصيل الدراسي.
             

            ارتباط هلوسة الأطفال أثناء النوم بحالات أخرى

            غالباً ما يربط الوالدين بين الهلاوس التي تحدث للأطفال أثناء النوم وبين مجموعة أخرى من السلوكيات أو الحالات، حيث يتم ملاحظة حدوث هذه الهلاوس مع:

              • نوبات الصراخ المرافقة لمواقف الذعر الليلي.
              • التحديق في سقف الغرفة بالليل أو أثناء النوم.
              • شكوى الأطفال من فهم الستائر والظلال في الغرفة المعتمة على أنها أشياء مخيفة.

               

              إحصائيات خاصة بهلوسة الأطفال

              وجد أن ما نسبته 17% من الأطفال ضمن الفئة العمرية ما بين (9 – 12) لديهم تجارب مع الهلاوس، ولكن هذه النسبة تنخفض إلى النصف مع مرورهم في مرحلة المراهقة، وما أن يبلغوا حتى تبدأ بالاختفاء نهائياً، في الحالات التي لا ترتبط بالمشكلات النفسية.

              تظهر البيانات الحديثة زيادة في معدل انتشار الهلاوس عند الأطفال بحوالي 13-17% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا.

               

              أنواع هلاوس الأطفال

              تتنوع الهلاوس التي تحدث مع الأطفال، حيث أنها تشتمل على جميع أنواع الحواس لديهم، ولكن أكثرها شيوعاً هي الهلاوس السمعية والبصرية، ومن هذه الهلاوس:

                • البصرية: حيث يمكن للطفل أن يرى أضواء ساطعة غير مرئية أو أشخاص غير متواجدين في الغرفة.
                • السمعية: وغالباً ما تكون هذه الأصوات موجهة للطفل للقيام ببعض الأعمال الخطيرة أو المؤذية، كما يمكن أن تكون على شكل همس انتقادي أو تعليقاً على أفعال الآخرين.
                • الشمية: والتي ترتبط في معظم الأحيان بالروائح الكريهة، مثل روائح البراز أو الدخان، وقد يشمها الطفل من إحدى فتحات أنفه أو كليهما.
                • اللمسية: وتحدث بشكل خاص بالتزامن مع استخدام بعض المواد المحظورة، حيث يشعر الطفل كما لو أن بعض الحشرات تزحف على جسده.
                • الذوقية: مثل الإحساس بطعم معدني في الفم على الرغم من عدم تناول أي طعام له صلة بالأمر.

                 

                كيف يتم علاج هلوسة الأطفال؟

                بعد أن يستبعد أي من الأسباب الصحة الجسدية عن الحالة، يتم البحث عن الأسباب النفسية لوضع الخطة العلاجية المتلائمة مع الحالة أو الاضطراب، حيث يمكن أن تشتمل على:

                العلاج النفسي

                حيث أنه من خلال العلاج المعرفي السلوكي يمكن للمعالج أن يصل بالطفل إلى النتائج المرجوة والتقليل من حدة الهلاوس التي يعاني منها، فهو يساعد في:

                  • تثقيف كل من الطفل والوالدين بشأن الهلاوس، وتعليمهم كيفية تتبع المحفزات.
                  • معرفة محفزات الهلاوس لدى الطفل.
                  • تعليم الطفل والوالدين الطرق الصحيحة للتعامل أو التقليل من المحفزات. حيث يمكن أن يساعد قراءة قصة قبل النوم أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

                  العلاج الدوائي

                  تساعد بعض الأدوية المخصصة للحالات الذهانية على التقليل من الأعراض الناتجة عن هذه الاضطرابات، وبالتالي ملاحظة التحسن على مستوى الهلاوس الليلية التي يعاني منها الطفل، ومن هذه الأدوية:

                    • ريسبيريدون Risperidone.
                    • أريبيبرازول Aripiprazole.
                    • الأدوية المضادة للاكتئاب.

                    علاج الحالات غير النفسية

                    للحالات غير المتعلقة بالحالة النفسية، يمكن أن تتنوع العلاجات بالاعتماد على الحالة، حيث قد تكون:

                      • تصحيح مشاكل البصر.
                      • الأدوية المضادة للصرع.
                      • إزالة الأورام الدماغية جراحياً في حال تواجدها.

                      الغالبية العظمى من الهلوسة لدى عامة الأطفال تكون عابرة وتختفي تلقائيًا. في حوالي 50% إلى 95% من الحالات، تتوقف الهلوسة بعد بضعة أسابيع أو أشهر.

                       

                      كلمة من عرب ثيرابي

                      عندما يعاني  الطفل من الهلاوس فإن الوالدان يرتبكان حول كيفية التعامل معه بالطريقة الصحيحة، لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي التحدث مع الطفل عما يحدث له لفهم الأسباب وراء هذه الهلاوس، بالإضافة إلى:

                      • الاهتمام بشكل أكبر بشؤون الطفل المدرسية والاجتماعية.
                      • عدم التردد في طلب المساعدة من المعالج النفسي الخاص بالأطفال.