Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الوهم العاطفي | Erotomania: ما هو، ما أسبابه، وكيف يمكن علاجه

الوهم العاطفي | Erotomania: ما هو، ما أسبابه، وكيف يمكن علاجه

الوهم العاطفي له تاريخ طويل ومفعم بالحيوية في الطب النفسي، والذي يخلق وهمًا عند الشخص بأن هناك شخصاً آخر يحبه دون أن يخبره بذلك، ويعتبر من الاضطرابات الشائعة عند النساء أكثر من الرجال.

 

ما هو الوهم العاطفي؟

الوهم العاطفي أو ما يعرف في الطب النفسي بـ “هوس الشبقية – Erotomania”، وهو حالة نفسية نادرة يطور بها الشخص الاعتقاد بأنه محبوب من بعيد من قبل شخص آخر، والذي غالبًا ما يكون أحد المشاهير؛ وفي أغلب الأحيان يكون مرتبطًا في الشهوة الجنسية للطرف الآخر، والممزوجة مع الشوق والمشاعر المثارة.

تُعرف أيضًا باسم متلازمة دي كليرامبولت وهي نادرة الحدوث.

 

ما أسباب الوهم العاطفي؟ 

بشكل أساسي يحدث الهوس الشبقي بسبب عدم قدرتك على فهم الإشارات الاجتماعية أو التعامل معها بشكل صحيح، ولذلك قد تخطئ في قراءة لغة الجسد أو ما يقصده الشخص الآخر عند التحدث إليك وتعتقد أنه يحبك، ومن الأسباب المحتملة لحصول ذلك:

الإجهاد أو الصدمات

قد تُصاب بالوهم العَاطفي أو الهوس الشبقي كآلية للتكيف مع الإجهاد الشديد أو الصدمة النفسية مثل التعرض لسوء المعاملة في علاقة سابقة، أو الإهمال في الطفولة.

تشوهات الدماغ 

التغيرات في بنية ووظيفة مناطق معينة من الدماغ قد تسبب تشوهات تؤثر على النواقل العصبية، والتي بدورها تسبب الهوس الشبقي؛ وفي دراسة أظهرت أن المرضى الذين يعانون من الهوس الشبقي قد يعانون من قصور في المرونة الإدراكي.

العوامل الوراثية

قد ترتبط الاختلافات في بعض الجينات بتطور الهوس الشبقي، إلا أنه حتى الآن لا يوجد جين محدد يحمل هذا الاضطراب أو يسببه.

الهجر العاطفي

يؤدي الهجر العاطفي لظهور علامات الصدمة مثل سلوكيات التخريب الذاتي، والتعلق غير الآمن، والذي يحدث التعرض لأي شكل من أشكال سوء المعاملة، وبشكل خاص الإهمال العاطفي أو الهجر.

قلة الخبرة الجنسية

نظرًا لأن جزءاً من الوهم العاطفي هو التخيلات أو الميول الجنسية فإنه قد ينتج عن قلة الخبرة الجنسية؛ حيث إن الشخص لا يكون لديه أي معرفة سابقة حول الأمر.

 

كيف يمكن معرفة الوهم العاطفي؟ 

يمكن تمييز ومعرفة الهوس الشبقي من الأعراض التالية:

    • التركيز المهووس على الاهتمام بالحب أو بالشخص الذي تشعر بالحب تجاهه.
    • التفكير المهووس في أن هناك من يحبك من المشاهير، أو أشخاص غرباء، أو أشخاص أقوياء ومعروفين.
    • السعي مع قلق شديد للحصول على معلومات أو محتوى إعلامي فيما يحقق مصلحتك مع الشخص الذي تحبه.
    • محاولة التواصل مع الشخص الذي تحبه، أو إرسال الهدايا له.
    • متابعة كل ما يتعلق في الشخص الذي تحبه، ومطاردته، ومضايقته، أو ملاحقته بأي طريقة أخرى.
    • الاعتقاد بأن الشخص الآخر يرسل لك الرسائل، والتي قد تكون سرية أو مشفرة للتعبير عن عاطفته لك، حتى في حالة عدم وجود اتصال مباشر بينك وبينه.
    • فقدان الدافع للأنشطة الأخرى غير السعي وراء الحب.
    • الدخول في حالة ذهانية تتضمن طاقة عالية، وأرق، وتسابق الأفكار، والتفكير الوهمي في والهوس الجنسي في الشخص الآخر.

     

    هل الوهم العاطفي خطير؟

    هوس الشبقية أو الوَهم العاطفي قد يكون خطيرًا؛ لأنه قد يسبب سلوكيات قهرية مثل رغبتك في التحدث إلى الشخص الذي تعتقد أنه يحبك حتى لو أنه لا يريد ذلك، وقد تبدأ في مطاردة الشخص أو التربّص به بشكل مخيف بالنسبة له، وارتكاب جناية قانونية دون أن ترغب بذلك.

    الاضطراب الوهمي من الهوس الشبقي نادر جدًا ويحدث في حوالي 0.2٪ فقط من الأشخاص.

     

    كيف يمكن علاج الوهم العاطفي؟ 

    عادةً ما تحتاج إلى مزيج من أكثر من نوع من أنواع العلاج التالية لعلاج الوَهم العاطِفي بطريقة جيدة، ومن أبرزها:

    العلاج النفسي

    العلاج المعرفي السلوكي (CBT) فعال بشكل معتدل في علاج الهوس الشبقي، وبشكل خاص عند استخدامه مع الأدوية والحصول على الدعم؛ وذلك من خلال العمل على تحديد الأفكار والسلوكيات التي تعزز الهوس لديك، ومن ثم العمل على تغييرها، وقد يتضمن العلاج علاج النفور أو الصور الموجهة لتقليل الاهتمام بالطرف الآخر.

    لضمان نجاح العلاج السلوكي المعرفي يجب أن يتضمن الآتي:

      • بناء دعم علاجي قوي، وتعزيز نظام الدعم الاجتماعي.
      • تنفيذ استراتيجيات إدارة المخاطر.
      • فهم العوامل الكامنة التي ساهمت في حدوث الوهم.
      • تعزيز أو استعادة احترام الذات.

      الأدوية

      مضادات الذهان هي فئة الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج الهوس الشبقي أو أنماط التفكير الوهمي بشكل عام؛ حيث يمكن أن تساعد في تقليل التفكير الوهمي خلال ساعات أو أيام، ولكن لا يبدأ مفعولها قبل 4-6 أسابيع من تناولها.

      تعمل مضادات الذهان على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، والذي بدوره يقلل من شدة التفكير الوهمي، وتساعد في تقليل الأعراض بشكل عام. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة لمضادات الذهان:

        • الشعور بالتعب العام أو بالتخدير.
        • الأرق.
        • الدوخة.
        • جفاف الفم.
        • تشوش الرؤية.
        • زيادة الوزن.
        • انخفاض الرغبة الجنسية.
        • الإمساك.
        • التقيؤ أو الغثيان.
        • انخفَاض ضغط الدم.

         

        هل الاضطرابات النفسية تسبب الوهم العاطفي؟

        نعم، الاضطرابات النفسية أو الاضطرابات العصبية يمكن أن يكون لها دور في الإصابة بالهوس الشبقي، وذلك مثل:

        الفصام

        من الاضطرابات الذهانية، والذي يتميز بإدراك غير طبيعي للواقع.، مع ظهور الهلاوس والأوهام، وتشمل أعراضه:

          • زيادة خطر البدانة أو السمنة في منطقة البطن.
          • الإصابة في أمراض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
          • حركة مفرطة وغير مجدية.
          • نَقص كبير في الاستجابة أو التفاعل.
          • العزلة الاجتماعية، أو مواجهة صعوبة في المحافظة على العلاقات الاجتماعية.
          • الغضب الشديد أو العدوانية.
          • مشكلات في العمل أو المدرسة.
          • إهمال النظافة الشخصية والأنشطة اليومية.

          الاضطراب ثنائي القطب

          الاضطِراب ثنائي القطب هو من الاضطرابات العاطفية التي تسبب تغيرات شديدة في الحالة المزاجية ما بين هوس واكتئاب، وفي كلاهما قد تظهر الأوهام أو الهلاس، وتتضمن أعراضه:

            • التعرق وسرعة التنفس.
            • تغيرات الوزن وضعف الجهاز المناعي.
            • فرط النشاط أو السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
            • التهيج الشديد أو العصبية.
            • الأفكار أو الميول الانتحارية.
            • فقَدان الشغف والانسحاب الاجتماعي.

            أورام المخ

            وهي نمو خلايا غير طبيعية في أنسجة المخ، وقد تكون حميدة أو خبيثة، وقد تسبب ظهور الأعراض التالية:

              • الصداع والغثيان أو القيء.
              • صعُوبة في التوازن، ومشاكل الرؤية.
              • صعوبات التواصل.
              • تغيرَات في الشخصية مثل زيادة القلق أو سرعة الانفعال.
              • صعوبَة في اتخاذ القرارات.
              • الانفجارات العاطفية الشديدة.

              إدمان المخدرات أو الكحول

              الإدمان على المخدرات أو الكحول هو اضطراب نفسي عند حيث وجود حاجة قهرية لاستخدامها، وعدم قدرة الشخص على التوقف عن تناولها حتى عندما يحاول ذلك. ومن الآثار والأعراض التي تترتب على تعاطي المخدرات أو الكحول:

                • إهمال المظهر.
                • اضطرَابات أو مشاكل في الجهاز الهضمي، والجهاز المناعي.
                • المَيل للقيام بالسلوكيات الخطيرة أو غير الأخلاقية للحصول على المخدرات.
                • الكذب لإخفاء الإدمان.
                • السرقة للتمكن من الحصول على المخدرات أو الكحول.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                يعتبر الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن اللجوء إلى العلاج النفسي أمر مهم للغاية في هذه الحالة، حيث إن عدم الخضوع لخطة علاجية يعمل على:

                • إهمال الشخص لمسؤولياته اليومية.
                • القيام بمطاردة وتتبع الطرف المقابل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحمل مسؤولية قانونية.
                • التأثير على علاقات الشخص الشخصية والأسرية.