ما ستجده في هذا المقال:
من الطبيعي أن تشعر بالقلق من وقت لآخر، خاصة عندما تمر بأوقات عصيبة. ومع ذلك، فإن الشعور بالاكتئاب والقلق المستمر يمكن أن يقف حاجزاً أمام استمتاعك بالحياة. لذلك إن كنت تلاحظ توترك وشعورك بالانزعاج وعدم التحفيز باستمرار فقد تكون تعاني من اضطراب القلق الاكتئابي. اكتشف معنا المزيد حول هذا الاضطراب في السطور التالية.
ما هو اضطراب القلق الاكتئابي؟
القلق الاكتئابي أو اضطراب القلق والاكتئاب المختلط هو حالة نفسية خطيرة ومنهكة يعاني فيها الشخص من أعراض كل من الاكتئاب والقلق في الوقت ذاته وبالتالي يصعب عليه التعامل مع جميع هذه الأعراض. ومما يزيد من الأمر سوءاً أن المشاعر المصاحبة لكل من الاكتئاب والقلق يغذي بعضها البعض. فمثلاً من أعراض الاكتئاب أن يقوم الشخص بتجنب بعض المواقف، لكنه في حال عدم قدرته على ذلك يزداد لديه الشعور بالقلق. ومن جانب آخر فإن القلق الذي يعاني منه يجعله يتجنب مواقف عادة ما يستمتع بها مما يزيد من حالة اكتئابه.
يمكن أن يجعلك القلق المفرط تشعر بالاكتئاب والإحباط، كما أن الشعور بالاكتئاب قد يجعلك أكثر عرضة للقلق. وكلاهما يمكن أن ينتجان عن المواقف الحياتية الصعبة. وخلال ذلك قد تعاني من أعراض مختلفة كما هو موضح أدناه.
أعراض اضطراب القلق الاكتئابي
لتشخيص الحالة على أنها اضطراب القلق الاكتئابي لا بد أن يعاني الشخص من الأعراض لمدة أربعة أشهر على الأقل. بحيث تؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية فتتداخل مع العمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية. وعلى الرغم من اختلاف الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب من شخص لآخر، إلا أنها تشتمل على مجموعة من الأعراض التالية:
الأعراض النفسية
إن كنت تعاني من القلق والاكتئاب المختلط فقد تواجه مجموعة من الأعراض النفسية التالية:
-
- الشعور بالقلق المفرط تجاه الكثير من المواقف.
- الشعور بالوحدة أو الرغبة بالعزلة.
- التهيج والانفعال والشعور بالغضب على أبسط الأمور.
- تشنج العضلات نتيجة الانفعال أو الشعور بألم فيها.
- فقدان الطاقة والدافع بالحياة، بالإضافة إلى عدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي اعتدت عليها..
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- الشعور بعدم القيمة، أو تدني امتلاك نظرة ذاتية سلبية.
- الشعور باليأس أو التشاؤم والنظرة السوداوية.
الأعراض الجسدية
غالباً يتم ملاحظة العديد من الأعراض الجسدية المرافقة لهذه الحالة، مثل:
-
- اضطراب نمط النوم.
- الشعور بالتعب باستمرار.
- تغيرات في الشهية، فقد تزداد شهية الشخص أو قد يفقدها وما ينتج عن ذلك من فقدان الوزن أو اكتسابه عن غير قصد.
- البكاء بشكل متكرر.
- امتلاك أفكار انتحارية أو القيام ببعض المحاولات في ذلك.
- الشعور بالغثيان.
- الشعور بالتعب بشكل غير معتاد.
- التعرق المفرط.
- فقدان الاهتمام بالجنس.
عند تشخيص الحالة، قد لا يستوفي الفرد المصاب بالقلق الاكتئابي جميع المعايير التشخيصية لاضطراب المزاج أو اضطراب القلق.
لكن هل هناك أسباب يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب؟ تابع القراءة لاكتشاف العوامل المحتملة في ذلك وحاول تجنبها.
أسباب اضطراب القلق الاكتئابي
على الرغم من عدم وجود سبب محدد يمكن الإشارة إليه بوضوح للإصابة باضطراب القلق الاكتئابي، إلا أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر فيه. ومن هذه العوامل:
الوراثة والجينات
أظهرت الدراسات أن الجينات تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالقلق والاكتئاب. حيث تنتشر هذه الاضطرابات في العائلات، كما أن إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء باضطراب نفسي يزيد من خطر إصابتك بالقلق أو الاكتئاب.
المواقف الحياتية الصعبة
هناك الكثير من المواقف التي قد يكون لها تأثيرها الخاص على الحالة النفسية للشخص. فقد تواجه مشكلات نفسية في حال:
-
- الإصابة بمرض مزمن.
- الولادة أو الطلاق.
- البطالة أو المشكلات المالية أو التقاعد أو البدء بوظيفة جديدة.
- المشكلات المستمرة مع الآخرين أو الشعور بالوحدة.
- التعرض للخسارة أو فقدان شخص ما أو شيء مهم.
السمات الشخصية
في بعض الأحيان تكون السمات الذاتية للشخص ذات تأثير كبير على نفسيته. حيث أن استمرار الشخص بنقد ذاته وسعيه للكمال أو عدم رؤيته للأمور الجيدة في الحياة يؤدي إلى زيادة شعوره بالقلق والاكتئاب.
أكثر من 50% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم أيضاً أعراض القلق.
أسباب أخرى
هناك المزيد من العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية للشخص وتسبب إصابته بالقلق الاكتئابي، ومنها:
-
- الأمراض الجسدية مثل الانفلونزا أو مشكلات الغدة الدرقية أو فقر الدم أو الإصابة بمرض السكري.
- تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل أو أدوية الخاصة بأمراض القلب أو ضغط الدم.
- تناول الكحول أو المخدرات.
- الإصابة بالقلق أو الاكتئاب بشكل منفرد. حيث أن الشعور بالقلق والتوتر يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب والسلبية وعدم التحفيز وبالتالي الإصابة بالاكتئاب.
غالباً لن ترغب بممارسة النشاطات أو الاستمتاع بوقتك إذا كنت تشعر بالقلق المستمر. كما أنك ستفكر بشكل سلبي وتتوقع حدوث الأسوأ إن كنت تعاني من الاكتئاب.
علاج القلق الاكتئابي
يعتبر التشخيص الصحيح هو الخطوة الأساسية تجاه الحصول على العلاج المناسب. حيث أنه عندما يعاني الشخص من أعراض كل من الاكتئاب والقلق بشكل متساوي ولا تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة يمكن تشخيصها على أنها اضطراباً واحداً منهما فإن الأخصائي النفسي يقوم بتشخيص الحالة على أنها اضطراب القلق الاكتئابي. ويمكن علاج هذه الحالة من خلال:
-
- العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي من الأمور المهمة ليتمكن الشخص من تجاوز ما يعانيه في هذه الحالة، ومن ضمن العلاجات الفعّالة هنا العلاج المعرفي السلوكي (CBT) أو العلاج الديناميكي أو العلاج بالقبول والالتزام أو التعرض ومنع الاستجابة. كما يمكن للتنويم المغناطيسي أن يأتي بنتائج إيجابية أيضاً.
- الأدوية: تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب في التخفيف من أعراض القلق أيضاً، خاصة أدوية الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs).
كلمة من عرب ثيرابي
السمة الأساسية للقلق والاكتئاب هو التجنب، ويعود ذلك إلى أن التجنب يقلل من فرصة الاستمتاع والتواصل مع الآخرين وتنفيذ الأشياء والتغلب على المخاوف. لذلك فإن الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي يرون أن اتباع الاستراتيجيات التالية يساعدك في مواجهة هذه السلوكيات بشكل فعال:
-
- تحديد أهداف محددة للقيام بها خلال اليوم: قم بإعداد خطة للنشاطات المتنوعة التي تنوي القيام بها خلال يومك وحاول الالتزام بها قدر الإمكان.
- معرفة النشاطات المفضلة: حاول زيادة مقدار الوقت الذي تقضيه في هذه الأنشطة الممتعة.
- تجربة الأمور الجديدة: عند قيامك بذلك لاحظ كيفية شعورك في هذه الأثناء، وفي حال عدم الراحة توقف عنها.
- الاحتفال بالإنجازات: إن التعافي من الاكتئاب يشبه إلى حد ما تعلم المشي مرة أخرى بعد كسر ساقك، لذلك كافئ نفسك على أي تقدم تحققه في رحلتك العلاجية.