Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مازوخي

مراهق مازوخي | كيف تعرف إذا كان ابنك مازوخي؟

عند الحديث عن المازوخية فإننا نعني شعور الشخص بالاستمتاع عند معاناته أو تعرضه للألم سواء كان ذلك جسدياً أو عاطفياً. وعلى الرغم من التصور الخاطئ أن المازوخي هو شخص بالغ أو كبير بالسن، إلا أن المازوخية قد تظهر أيضاً لدى المراهقين. 

وهنا يأتي دور الوالدين في التعرف على العلامات التحذيرية الدالة على ذلك.

 

هل تظهر المازوخية لدى المراهقين؟

من الشائع أن تظهر المازوخية خلال فترة المراهقة، حيث يمكن أن يستدل عليها من خلال بعض السلوكيات المقلقة مثل:

وما أن يبدأ المراهق المازوخي بالنضج حتى تأخذ السلوكيات المازوخية النموذجية بالظهور بشكل واضح. وعندها يبدأ هذا الشخص بتجربة أمور ومشاعر جديدة عليه.

اعرف المزيد: اضطراب الشخصية المازوخية | ما هو؟ وما هي أعراضه؟

 

العلامات التحذيرية الدالة على كون المراهق مازوخي

يقع على عاتق الوالدين دور بالغ الأهمية في التعرف على العلامات التحذيرية للتمكن من التدخل في الوقت المناسب ومنع حدوث المزيد من الضرر للمراهق.

ففي حال شك أحد الوالدين من السلوكيات التي يبديها ابنهما، فقد يكون من المناسب استشارة أحد الأخصائيين النفسيين المختصين بعلاج المراهقين. حيث يساعد ذلك في توضيح الأمور وتعلم المزيد من الاستراتيجيات لتجاوز الأمر.

ومن ضمن هذه العلامات التحذيرية:

  • التغيرات المفاجئة في المزاج أو السلوك.
  • العزلة الاجتماعية.
  • تدني احترام الذات.
  • إيذاء النفس.

على الرغم من أن هذه العلامات قد تحمل دلالات كثيرة غير المازوخية، إلا أنه لا يمكن إهمالها أو تجاهلها. بل يجب العمل على معرفة أسبابها.

 

أسباب تطور السلوك المازوخي لدى المراهق

هناك الكثير من العوامل التي قد تساهم في تطور المازوخية لدى المراهق، ومن خلال التعرف على هذه العوامل وتحديد ما يشكل خطراً لدى ابنك تستطيع فهم ومعالجة سلوك التدمير الذاتي لديه. فمثلاً يمكن أن تكون هذه العوامل:

  • المشكلات النفسية.
  • التجارب المؤلمة المرتبطة بمرحلة الطفولة أو الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها المراهق.
  • فقدان الدعم الاجتماعي أو العائلي.
  • تدني المستوى المعيشي، أو عدم توفر الموارد المالية.
  • عدم امتلاك هدف واضح أو محدد في الحياة.

المازوخية هي  الاستمتاع بالشعور بالأذى أو الإذلال، أما السادية المازوخية فهي تتضمن شخصين يتسببان في الألم لبعضهما البعض. 

من المؤكد لن تقف تشاهد ذلك، بل كونك أحد والدي المراهق يقع على عاتقك الكثير من الأمور لتزيد من ارتباطه بك مما يساعدك في التعرف على مكنوناته بشكل أفضل. ما عليك إلا التخلي عن الأساليب القديمة في التربية وتجربة الاستراتيجيات التالية.

 

استراتيجيات فعالة لمساعدة المراهق المازوخي

من الطبيعي أن تكون مرحلة المراهقة من المراحل الصعبة على كل من المراهق ذاته ووالديه. لكن كون المراهق مازوخي فهذا يعني وجود المزيد من الضغوط والاختبارات الخطيرة التي تحدد الكثير من الأمور. 

ما يساعد في التقليل من حدة الأمر اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعد في التغلب على ذلك وتوجيه المراهق نحو الطريق الصحيح وشعوره بالمزيد من العافية النفسية.

ومن أفضل ما يمكن للوالدين القيام به في هذه الحالة:

التواصل الفعال

غالباً ما يشعر المراهق بسوء الفهم والوحدة عندما يواجه مشكلة معينة. لذلك يعد وجود فتح قنوات للحوار الصادق والمتعاطف أمراً في غاية الأهمية. وهذا يعني:

  • التحدث مع المراهق وتوجيهه بالكلمات الصحيحة في الوقت المناسب.
  • الاستماع الجيد لما يقوله المراهق وإظهار مدى التفهم وأهمية ذلك.
  • إظهار اهتماماً حقيقياً وكبيراً بتجارب المراهق.
  • محاولة التحقق باستمرار من صحة مشاعره.

خلق بيئة آمنة وداعمة

لن يستطيع المراهق المازوخي التعبير عن مشاعره وأفكاره في بيئة لا يشعر فيها بالأمان. لذلك يجب أن يشكل المنزل ملاذاً داعماً يشعر فيه المراهق بالمزيد من القبول والتفهم والحب.

يجب أن تكون البيئة الداعمة منطقة خالية من الأحكام، حيث يشعر المراهق بالحرية في التعبير عن مشاعره وأفكاره دون خوف من العواقب.

تحديد أسباب التوتر

تعتبر فترة المراهقة فترة التغيرات الكبيرة والسريعة في حياة المراهق سواء كان ذلك على الصعيد النفسي أو الجسدي، مما يسبب الكثير من التوتر والقلق. 

لذلك يقع على عاتق الوالدين في هذه الحالة التعرف على مصادر هذا التوتر ومساعدة ابنهما على حلها مع تعليمه أفضل الطرق لإدارة توتره والمواقف التي يتعرض لها. 

ومن ضمن مصادر التوتر في هذه المرحلة العمرية:

  • الضغط الأكاديمي وزيادة صعوبة المناهج الدراسية.
  • مشاكل الصداقة وضغوط الأقران.
  • عدم الشعور بالأمان الشخصي.

الاعتناء بالحالة النفسية 

لم ينتهي دور الوالدين إلى هذا الحد، بل لا بد من الاعتناء بالشؤون النفسية والصحية بشكل أكبر من خلال التركيز على تشجيعه على ممارسة أنشطة صحية وإيجابية، مثل الرياضة والفن والموسيقى. الأمر الذي يساعد أيضاً في بناء أساس متين لصحته النفسية.

كما يمكن أن يفيد في هذه الحالة:

  • تعزيز احترام الذات أو الثقة بالنفس.
  • تعلم مهارات التأقلم وحل المشكلات.
  • تجنب سوء المعاملة العاطفية أو الجسدية.
  • مراقبة تعاطي المخدرات أو تناول الكحول.

من خلال الدعم المناسب يستطيع المراهق التغلب على المشكلات التي يواجهها وعيش حياة سعيدة ومرضية.

 

سمات تعكس المراهق المازوخي

هناك بعض السمات المميزة للشخص المازوخي بغض النظر عن عمره والتي تساعد الآخرين في التعرف عليه. ومن بينها:

  • الشعور بالإهانة الداخلية: من الطبيعي أن يشعر أي شخص تعرض للإهانة بمشاعر سلبية، لكن الفرق هنا أن المازوخي يبقي هذه المشاعر داخلية ولا يظهرها للآخرين.
  • الشعور بعدم القبول: فغالباً ما يشعر المراهق المازوخي بحاجته إلى لذل المزيد من الجهد حتى يتم تقبله من الآخرين.
  • انتقاد الذات: قد نرى أن هذا المراهق دائماً ما يكون قاسياً مع نفسه وينتقد جميع ما يقوم به، مما يدفعه للمزيد من التطرف لإثبات ذاته.
  • عدم رفض المساعدة: مهما كان وضع المراهق فهو لن يرفض تقديم المساعدة أو قول “لا” لأي طلب يطلبه الآخرون منه.
  • الانجذاب إلى العلاقات المسيئة: مثل العلاقة بشخص نرجسي، حيث أن الشعور بالإذلال أو الألم يثير الفخر الداخلي لقدرته على التحمل.

 

كلمة من عرب ثيرابي

على الرغم من الدور المهم لكلا الوالدين في إيصال ابنهما المراهق المكان الصحيح، إلا أن هناك بعض المواقف التي قد لا يستطيعان التعامل فيها. حيث تشكل الخبرة المتمرسة أو المساعدة المتخصصة أمراً لا بد منه في الكثير من المواقف التي يقف أمامها الوالدين عاجزين.

حيث فضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة الاستعانة بالمساعدة المتخصصة في هذه الأثناء، والتي تساعد المراهق في التعبير بشكل أفضل عما بداخله وتساهم في اكتشاف الأسباب الداخلية لما يمر به.

كما أن هذه المساعدة تمكن الوالدين من تعلم المزيد من الأساليب للتعامل مع ابنهما بالطريقة الصحيحة.