Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل القلق يسبب حرقان في الجسم

هل القلق يسبب حرقان في الجسم؟ تعرف على الرابط بينهما

من المعروف أن القلق والتوتر يؤثران بطرق متنوعة على الجسم، حيث يظهر الشخص أعراض نفسية وعاطفية وجسدية عند شعوره في المواقف المزعجة أو تفكيره المفرط. لكن هل يمكن أن يسبب القلق الشعور بحرقان في الجسم؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.

 

هل يسبب القلق الشعور حرقان في الجسم؟

لا تقتصر الأعراض التي يعاني منها الشخص عند شعوره بالقلق بالأعراض النفسية. حيث أن موقف مزعج واحد كافياً ليسبب أعراض جسدية كثيرة، مثل:

  • الشعور بالغثيان والدوار.
  • التعرق المفرط.
  • جفاف الفم والشعور بالعطش.
  • التنفس السريع.
  • تسارع نبضات القلب.
  • تشنج العضلات.
  • اضطراب في الأمعاء أو التسبب بأعراض القولون العصبي.

لكن الأمر لا يتوقف هنا، فمن الممكن أن يمتد الأمر إلى التأثير على الجلد وفروة الرأس. فمثلاً الشعور بالخدر أو الوخز أو الحكة أو الحرقان أو الزحف على الجلد أو الجسم من الأمور الشائعة جداً في لحظات التوتر والتي يمكن للقلق أن يسبب الكثير منها.

أعراض الخوف والقلق الجسدية .. ماذا يفعل القلق بجسمك؟

 

كيف يسبب القلق الشعور بالحرقان في الجسم؟

ما أن يبدأ الشخص بالشعور بالقلق والتوتر حتى ينشط الجهاز العصبي المركزي لديه، مما يحفز آليته الدفاعية (استجابة الهروب أو القتال). حيث أن الكميات الكبيرة المتدفقة من الأدرينالين تعمل على تضيق الأوعية الدموية وتساعد في تدفق المزيد من الدم على الجسم والجلد. وهذا الأمر كفيل بإحداث مجموعة من التغيرات الجسدية المتعلقة بالجسم بشكل عام والجلد بشكل خاص. فمن ضمن هذه التغيرات:

  • الهبات الساخنة واحمرار الوجه.
  • التعرق المفرط.
  • زيادة حساسية الخلايا العصبية في الجلد للمس والألم وتغير الحرارة.
  • الرغبة الشديدة بحك الجلد.
  • الشعور بالحرقان والحرارة دون التعرض لمصدر حراري.

على الرغم من أن تأثير القلق على الجلد قليل، إلا أن التأثير بالحرقان يكون ظاهراً بسبب كمية الجلد الكبيرة التي تغطي الجسم بأكمله.

 

التأكد من ارتباط الأحاسيس الجسدية بالقلق

إن لم تكن تعاني من مشكلة عضوية تسبب لك جميع الأعراض الجسدية، فأنت غالباً تعاني من إحدى اضطراب القلق وهو بدوره يسبب لك الحرقان في الجسم والأعراض الأخرى. ويمكنك معرفة حقيقة الأمر من خلال أخذ نفس عميق أو الابتعاد قليلاً عن مصدر القلق وملاحظة كيف تتغير حالتك المزاجية والجسدية بعد بضع دقائق فقط.

إن كنت تحتاج إلى طرق تساعدك في إدارة أعراضك الجسدية والنفسية عند التعرض للمواقف المقلقة فتابع القراءة للتعرف على ما قد يفيدك.

 

كيف يتمثل الحرقان الناتج عن القلق؟

قد يظن البعض أن الحرقان في الجسم الناتج عن القلق غير شائع، إلا أنه يسبب للبعض أعراضاً تتمثل بما يلي:

  • الشعور كأن الجلد يحترق نتيجة التعرض لأشعة الشمس على الرغم من عدم وجود علامات أو أسباب لتلك الحروق.
  • الشعور بالتعرض للهب ساخن على الرغم من عدم وجود مصدر حراري لذلك.
  • الحاجة للحكة الشديدة والمستمرة أو الشعور بالزحف أو الدغدغة مع عدم وجود ما يثير هذه الأحاسيس الغريبة.
  • حساسية البشرة المفرطة على غير طبيعتها. حيث تصبح أكثر حساسية لما يلامسها من ملابس أو بطانيات.
  • الشعور بأن البشرة أو جزء منها مخدر أو عدم القدرة على الشعور به.
  • الشعور بالبرد أو القشعريرة أو الارتعاش في منطقة معينة من الجلد.

يمكن أن تظهر أعراض الحرقان في أي مكان من الجسم سواء كان الذراعين أو الأصابع أو القدمين أو الرأس أو البطن.

 

استراتيجيات إدارة القلق والحد من أعراضه

هناك الكثير من الأمور التي من خلالها يمكن للشخص أن يحسن طريقة تفاعله مع المواقف المقلقة أو تجعله أكثر إدراكاً لكيفية استجابة جسمه معها. مما يساعده بشكل كبير في إدارة المواقف في المرات القادمة. ومن هذه الاستراتيجيات:

تعلم تقنيات الاسترخاء المتنوعة

يوجد العديد من الأساليب التي من شأنها الحد من مستويات التوتر أو تشتت الانتباه عن المحفز. ما عليك إلا اختيار ما يناسبك والقيام بتطبيقه بشكل دوري وعند التعرض للمواقف المزعجة. 

فمثلاً يعتبر التنفس العميق من أبسط الأمور التي تساعد بها نفسك، فما عليك سوى:

  • أخذ نفساً عميقاً وبطيئاً من البطن أثناء العد حتى خمسة.
  • حبس الأنفاس لبضع ثوان.
  • من ثم إخراج الهواء بزفير بطيء لمدة خمسة.
  • يفضل تكرار التمرين لمدة 5 دقائق عدة مرات يومياً.

زيادة النشاط البدني

لا تحتاج إلى تمارين شاقة، يكفي المشي في الخارج لمدة 20 دقيقة كل يوم للشعور بالتحسن. حيث يمكنك ملاحظة النتائج الإيجابية خلال 10 أيام فقط من البدء في المشي.

النوم بشكل كاف

يعد النوم الوقت المناسب لإعادة ضبط الجسم من جديد، حيث أن تراكمات القلق وما يسبب من أعراض مثل الحرقان وتسارع ضربات القلب يمكن إعادة التوازن لها خلال النوم. ولتحسين نمط النوم لا بد من:

  • المحافظة على روتين محدد ومنتظم بحيث تذهب إلى النوم وتستيقظ في الوقت ذاته يومياً.
  • الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين.
  • ممارسة نشاطات تساعد على الشعور بالراحة أو الاسترخاء.
  • التقليل من الإضاءات بشكل تدريجي قبل النوم.

يمكنك ملاحظة التحسن في نمط نومك في حال ابتعدت عن تناول الكحول أو الكافيين في الفترة المسائية.

الاعتماد على الأعشاب

توفر الأعشاب الطبيعية مصدراً رائعاً للراحة والاسترخاء. سواء تم استخدامها على هيئة زيوت عطرية يتم نشرها في الهواء أو وضعها في مياه الاستحمام أو استخدامها للتدليك.

أو يمكنك شرب منقوع بعض الأعشاب أو صنع شاي منها. ومن أفضل هذه الأعشاب:

  • زهرة الآلام.
  • بلسم الليمون.
  • البابونج.

بالإضافة إلى احتواء الأعشاب على عناصر ومغذيات طبيعية، فهي تحتوي على معادن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من تحفيزه المفرط.

 

هل القلق يسبب مشكلات أخرى غير الحرقان في الجسم؟

من المعروف أن القلق قادر على إضعاف الجهاز المناعي لدى الشخص، بالإضافة إلى أن كمية الكورتيزول المنبعثة في الجسم خلال التوتر، فإن الأمر ينعكس سلباً على حساسية الجلد.

حيث تصبح الأحاسيس الطبيعية مثل الاحتكاك أو ملامسة الأسطح للجلد أمراً أكثر تفاعلاً. كما تزيد حساسية الجلد للمواد الكيميائية أو العرق وينتج عن ذلك حرقان وألم في الجلد، بالإضافة إلى تفاقم بعض مشكلات جلدية مثل:

  • الأكزيما.
  • الهربس.
  • الصدفية.

الأمر ذاته قد يحدث في العين، فقد يكون الحرقان خلف العينين بسبب الطريقة التي يوسع بها الأدرينالين حدقة العين ويضخ الدم منها وإليها، مما يؤدي إلى إجهاد العين. بالنسبة للبعض، يظهر هذا الألم على شكل شعور حارق. 

بالرغم من الشعور الحقيقي بالحرقان الناتج عن القلق، فإن القلق بحد ذاته يعمل على زيادة الحساسية لديه ليشعر بأشياء لم يكن يشعر بها من قبل.

 

نصيحة عرب ثيرابي

تؤثر مستويات القلق والتوتر المرتفعة على جميع نواحي الحياة اليومية للشخص، فهي تقلل من ثقته بنفسه وتحد من علاقاته الاجتماعية وتشعره في بعض الأحيان أن على وشك الهلاك.

بغض النظر عن الأعراض التي تعاني منها، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بالحصول على المساعدة المتخصصة في حال بدأت ملاحظة أن قلقك يؤثر بشكل مباشر على حياتك الشخصية.