الفصام والذهان حالتان ترتبطان معًا على الرغم من كل الاختلافات بينهما؛ حيث أن الفصام يُسبب الذهان، ويُمكن الإصابة في الذهان بسبب اضطرابات نفسية أخرى،[مرجع1] ومع ذلك الأعراض، والأسباب، وبعض الطرق العلاج تختلف بين الفصام والذهان.
ما العلاقة بين الفصام والذهان؟
يُمكن للشخص المُصاب في الفصام أن يمر في نوبات ذهان بين الحين والآخر، ويرى الأوهام والهلاوس، وفي بعض الحالات تستخدم الأدوية المضادة للذهان في علاج نوبات الذهان عند مصابي الفصام، وللوقاية من عودة الأعراض مرة أخرى.[مرجع3]
ما الفرق بين الفصام والذهان؟
يوجد فرق كبير بين الفصام والذهان؛ حيث أن أحدهما اضطراب نفسي، والآخر متلازمة، ويكمن الفرق بين الفصام والذهان في:
تعريف الفصام
يعرف الفصام بأنه حالة نفسية تسبب تشوّه طريقة تفكير الشخص، وتصرفاته، ومشاعره، ويكون الذهان من أعراضه وآثاره الرئيسية، حيث يميل الشخص المفصوم للعزلة، وتضاؤل تعبيرات الوجه، وقلة التحدث،[مرجع2] ويرتبط الفصام في حالات صحية أخرى مثل:[مرجع3]
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- تعاطي المخدرات أو الإدمان.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- داء السكري.
تعريف الذهان
الذهان عبارة عن متلازمة أو مجموعة من الأعراض تجعل الشخص ينفصل عن الواقع، ويصاب في الهلاوس والأوهام التي تجعل الشخص يرى ويسمع أشياء غير حقيقية، وتُخلق في عقله أفكار ومعتقدات قوية ولكن غير منطقية،[مرجع1] ويرتبط الذهان بالعديد من الاضطرابات النفسية، وذلك مثل:[مرجع4]
- الاضطرابات الذهانية مثل الفصام، والاضطراب الفصامي العاطفي، والاضطراب الوهمي.
- اضطرابات المزاج مثل الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الشديد، ودوروية المزاج، واضطراب ما قبل الحيض.
- استخدام المواد المخدرة والاضطرابات التي تنتج عنها.
أسباب الفصام
ما زال العلماء يبحثون عن السبب الدقيق للإصابة في الفصام، ولكن تم تحديد بعض العوامل التي تسبب الفصام، ومنها:
الوراثة
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالفصام؛ حيث أن امتلاك تاريخ عائلي منه تزيد من مخاطر تطور مرض انفصام الشخصية عند الأفراد.[مرجع2]
بُنية الدماغ
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين في الفصام لديهم بعض الاختلافات في بُنية الدماغ، وغالبًا ما يكون الاختلاف خفيف للغاية، إلا أنه لا يشترط وجود أي اختلاف أو خلل في بنية الدماغ عند الإصابة في الفصام.[مرجع2]
التوتر الشديد
الإجهاد والتوتر الشديد لأي سببٍ كان يزيد من ظهور وتفاقم أعراض مرض فصام الشخصية عند بعض الأشخاص، وعلى الرغم من أن الإجهاد لوحدة لا يُمكنه أن يسبب الفصام إلا أنه يُحفز الإصابة به في حال كان الشخص معرّضًا للإصابة به.[مرجع2]
تناول المخدرات
تعاطي المخدرات يُمكن أن يؤدي لإصابة الشخص في الفصام والذهان أيضًا، وذلك في الحالات التي يكون بها الشخص معرضًا لتطور حالته الصحية والنفسية إلى الفصام.[مرجع2]
أسباب الذهان
لا تزال الأسباب الحتمية خلف الإصابة في الذهان غير معروفة، ولكن يُعتقد أنها واحدة من الآتية:
الأمراض النفسية
امتلاك اضطرابات نفسية أو خلل في الصحة النفسية من أكثر أسباب الإصابة في الذهان شيوعًا، وغالبًا ما تكون بسبب الفصام، والخَرَف، واضطراب ثنائي القطب، والاضطراب الفصامي العاطفي.[مرجع2]
تعاطي المخدرات
إساءة استخدام المواد المخدرة والعقاقير غير المشروعة مثل عقار LSD أو الأمفيتامينات تزيد من مخاطر الإصابة في الذهان.[مرجع2]
إصابات الدماغ
التعرض للإصابات الرضحية في الدماغ تحفز الإصابة في الذهان ومواجهة أعراض الذهان القاسية عند الأشخاص المعرضين للإصابة في الذهان من الأساس.[مرجع2]
الفرق بين أعراض الفصام والذهان
تختلف الأعراض بين الفصام والذهان على النحو الآتي:
أعراض الفصام
تصنف عادةً أعراض الفصام إلى أعراض إيجابية تشمل تغير الأفكار والسلوك، وأعراض وسلبية تمثّل تغيرات الشخصية، وأبرزها:[مرجع2]
- سماع ورؤية أشياء غير موجودة.
- المعاناة من جنون العظمة.
- التفكير بطريقة غير عادية أو غير منطقية.
- التعبير عن المشاعر الصامتة.
- الصعوبة في معالجة المعلومات الجديدة.
- مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات.
- الانسحاب الاجتماعي.
- صعوبة في الانتباه أو التركيز.
أعراض الذهان
معظم الحالات يكون الذهان بها دلالة على حالة صحية أخرى كامنة، ومن أبرز أعراض الذهان:[مرجع2][مرجع4]
- سماع أصوات غير موجودة.
- رؤية أشياء غير موجودة.
- الإيمان في معتقدات خاطئة، والثبات عليها.
- الاعتقاد بأن هناك شيء أو شخص آخر يتحكم في أفكار وسلوكيات الشخص.
- الارتباك.
- عدم القدرة على التفكير بوضوح أو تجميع الأفكار معًا.
- تسارع الأفكار وتسابقها في العقل.
- الكلام المشوش.
- السلوك غير المنتظم والذي لا يمكن التنبؤ به.
- لغة الجسد والسلوكيات الجامدة مثل بقاء الجسم في نفس الوضعية لوقت طويل.
تشخيص الفصام والذهان
تختلف طريقة تشخيص الفصام عن الذهان على النحو الآتي:
طريقة تشخيص الفصام
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الفصام؛ بل يتم تشخيص الحالة بعد تقييم أخصائي الصحة النفسية، ويتم التشخيص بناءً على:[مرجع5]
- المعاناة من واحد أو أكثر من الأعراض التالية معظم الأوقات لمدة شهر.
- الأوهام، والهلوسة، وسماع الأصوات، والكلام غير المترابط، وتسطيح العواطف، جميعها من الأعراض التي ذكرت في النقطة السابقة.
- تأثير الأعراض على حياة المريض اليومية، والعمل، والدراسة.
- استبعاد الإصابة في الأمراض والاضطرابات النفسية الأخرى مثل تعاطي المخدرات أو الاضطراب ثنائي القطب.
طريقة تشخيص الذهان
بمجرد ملاحظة أي من أعراض الذهان يجب مراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص المناسب، ويهتم الطبيب في الأمور التالية للتشخيص:[مرجع6]
- تناول أي أدوية، أو مواد مخدرة أو غير مشروعة.
- الحالة المزاجية التي تسيطر على الشخص؛ مثل إذا ما كان مكتئبًا.
- كيف أثرت الأعراض على مهام حياته اليومية مثل العمل.
- مراجعة التاريخ العائلي حول الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل الفصام.
- الاستفسار حول الأعراض والهلوسات التي يواجهها الشخص.
علاج الفصام والذهان
على الرغم من الاختلاف الكبير بينهما إلا أنه يوجد بعض العلاجات التي تُساعد في علاج الحالتين، ومنها:
الأدوية
تساعد الأدوية المضادة للذهان في علاج الفصام والذهان عن طريق تقليل أعراض الذهان، وتكون على هيئة أقراص أو حقنة، كما أنها تقلل من مخاطر عودة ظهور الأعراض مرة أخرى بعد تلقي العلاج.[مرجع3]
العلاج النفسي
غالبًا ما يتم وصف العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من بين أنواع العلاج النفسي لعلاج الفصام والذهان؛ حيث يساعد المريض على تطوير استراتيجيات التأقلم والتعامل مع الذهان والفصام، ويتم تخصيص برنامج خاص لعلاج أعراض الذهان والفصام.[مرجع3]
الدعم الأسري
عند علاج الفصام أو الذهان يجب مشاركة أفراد الأسرة في مرحلة العلاج؛ لتقديم الكثير من الدعم النفسي والعاطفي، وذلك من خلال التعرف جيدًا على الفصام أو الذهان، وتعلم طرق التعامل معه.[مرجع3]
الدعم الاجتماعي
لا بد وأنه من الجيد العيش في بيئة مجتمعية داعمة، والتي تساعد مريض الذهان أو الفصام في التدرب على المهارات الاجتماعية، والاستعداد للمدرسة أو العمل، والتعامل مع التحديات والمسؤوليات اليومية.[مرجع3]