ما ستجده في هذا المقال:
الفصام هو حالة مزمنة في الدماغ، وينتمي لقائمة الأمراض الذهانية، وعند الإصابة بالفصام قد يواجه الشخص صعوبة في التمييز بين الأمور الحقيقية أو المزيفة، ولكن ما احتمالية أن يشفى مريض الفصام، وأن يتخلص من أعراضه الفصامية؟
هل يشفى مريض الفصام؟
لا، لا يمكن أن يشفى مريض الفصام بشكل تام؛ لعدم وجود علاج للفصام حتى الآن، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه أو التقليل منها بأكثر من طريقة علاجية دوائية أو نفسية.
لماذا لا يشفى مريض الفصام؟
لأن مرض الفصام حالة عقلية أو ذهانية تتميز بالانفصال عن الواقع الذي يسبب عددًا من الأعراض، أكثرها شيوعًا الهلاوس والأوهام؛ ولكن هو مرض مزمن أيضًا مما يعني أنه لا يمكن الشفاء منه بشكل كامل، ولكن يمكن التعافي من أعراضه.
ما هي مخاطر الإصابة بالفصام؟
عندما تصاب بالفصام سوف تواجه الأمور التالية:
-
- اضطراب في التفكير.
- سلوكيات غير عادية.
- تأثيرات عاطفية.
- تغيرات في المزاج أو الاكتئاب.
- صعوبة في التواصل مع الآخرين.
- الضغوطات بسبب مهام العمل، أو مهام المنزل، أو المسؤولية الأكاديمية.
- أفكار إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية.
- المشاكل المالية.
- الصعوبات الأكاديمية.
- تعاطي المخدرات.
- العزلة الاجتماعية.
كم مدة علاج الفصام؟
مدة علاج مرض الفصام قد تستمر لسنوات طويلة، وقد يحتاجه الشخص مدى الحياة، يختلف ذلك حسب استجابة وعلاج كل حالة، ولكن الأمر الأكيد أن الحصول على تشخيص مبكر والبدء بالعلاج المبكر يزيد من احتمالية التعافي من الفصام.
طرق علاج الفصام
حتى لو كان لا يشفى مريض الفصام إلا أنه يمكن التقليل من الأعراض الخاصة به بواسطة العلاج، وذلك من خلال:
مضادات الذهان
من السهل أن يكون هناك دواء يساعد في علاج أي مرض، إلا أنه في الفصام تستخدم الأدوية لعلاج الأعراض؛ حيث أن مضادات الذهان من الجيل الأول أو الثاني تساعد في تخفيف الأعراض الذهانية، وأبرزها:
-
- أريبيبرازول (Aripiprazole)
- كلوزابين (Clozapine)
- لوراسيدون (Lurasidone)
- أولانزابين (Olanzapine)
- باليبيريدون (Paliperidone)
- كويتيابين (Quetiapine)
- ريسبيريدون (Risperidone)
الأدوية غير الذهانية
حتَى يتعافى أو يشفى مريض الفصام من أعراض الفصام مثل الاكتئاب أو قلة العاطفة أو الانسحاب الاجتماعي قد يصف له الطبيب مضادات الاكتئاب أو مثبتات الحالة المزاجية.
العلاج النفسي
أهم ما عليك فعله البحث عن علاج نفسي يساعدك على التعافي والتأقلم مع مرض الفصام، وأبرز هذه العلاجات:
-
- المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في تحسين مرض الفصام من خلال مساعدة الشخص على تحديد الهلاوس أو الأفكار الوهمية.
- الأسري: وجود أفراد الأسرة ضروري حتى يتعافى أو يشفى مريض الفصام، وهذا الهدف من العلاج الأسري.
- الداعِم: يعمل على تحسين احترامك لذاتك، ومعالجة التفكير السلبي، ويساعدك على مواجهة ضغوطات وتحديات الحياة.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: يساعدك على بناء مهاراتك الاجتماعية، وزيادة ثقتك بنفسك.
- بالفن: هذا النوم من العلاج يساعد على التعبير عن النفس بشكل إبداعي.
- مجموعات الدعم: التي تضم مجموعة من الأشخاص يواجهون نفس الحالة، ويتبادلون الخبرات والدعم معًا.
أشكال العلاج المختلفة تساعد في تخفيف أعراض الفصام بنسبة تصل إلى 70%.
التعافي من مرض الفصام
الحصول على تشخيص الإصابة بالفصام قد يكون مدمرًا بالنسبة لأي شخص؛ لأنه لا يشفى مريض الفصام، ولكن هناك بعض الأمور التي يمكنك فعلها للتعافي والتأقلم مع الفصام، وذلك مثل:
تحرّك
التمارين الرياضية والنشاط البدني تساهم بشكل كبير في تحسين حالتك النفسية والصحية، وفي تحسين أعراض الفصام ما لم تكن ذهانية؛ فلا حاجة لأن تصبح بطل الملاكمة على المستوى العالمي، ولكن تحرّك وكن نشيطًا، وافعل الآتي:
-
- ابحث عن أي نشاط بدني قادر على الاستمتاع به لمدة 30 دقيقة باليوم، وافعله في معظم الأيام.
- جرب التمارين الإيقاعية التي تساعدك في تحريك أكثر من جزء من جسمك مثل السباحة أو الجري أو الرقص.
- انضم إلى صالة الألعاب الرياضية إذا كان ذلك يجعلك تشعر بشكل أفضل.
احصل على الدعم الاجتماعي
الحصول على الدعم الاجتماعي يساعد في تهدئة جهازك العصبي، وتخفيف التوتر المصاحب للفصام، وأفضل الطرق للحصول على الدعم:
-
- تحدث إلى الأصدقاء أو أفراد الأسرة الموثوقين والداعمين، الذين يفكرون بطريقة إيجابية.
- إذا كنت قادرًا على مواصلة العمل أو التعليم افعل ذلك، أو قم بممارسة الهوايات التي تبدع بها.
- قم بتنمية هوايات جديدة، وتعلم أمور جديدة باستمرار.
- تطوّع لمساعدة أشخاص آخرين، أو الحيوانات الضالة؛ سوف يحسن ذلك من شعورك.
- تعرّف على أشخاص جدد بانتظام، وقد يساعدك الانضمام إلى مجموعات الدعم في لقاء أشخاص يعانون من نفس حالتك.
- ابحث عن بيئة داعمة وتواجد بها، وابتعد عن أي بيئات سلبية أو تجعلك تنتكس.
تحكم في التوتر
لَا يمكن أن يتعافى أو يشفى مريض الفصام وهو يواجه الكثير من الإجهاد والتوتر، لذا عليك التخلص من التوتر بالطرق التالية:
-
- اعرف الحدود التي يمكنك تحملها، ولا تحمل نفسك أكثر من طاقتها أبدًا.
- استخدم تقنيات الاسترخاء المختلفة مثل تأمل اليقظة، أو التنفس العميق، أو استرخاء العضلات التدريجي.
- تحكّم في عواطفك وحاول قبول غير السارة منها.
اعتني بنفسك
الرعاية الذاتية جزء أساسي من التعافي من مرض الفصام، وعليك الاعتناء بنفسك جيدًا من خلال:
-
- احصُل على قسط وافر من النوم، وبشكل خاص عند تناول الأدوية؛ حيث أنها تسبب النعاس.
- قلل من تناول السكريات أو الكافيين.
- ابتعِد عن تناول الكحول أو المخدرات حتى لا تتفاقم الأعراض التي تظهر عليك.
- تناوَل وجبات مغذية بشكل منتظم، وابتعد عن الكربوهيدرات المكررة.
- ركّز بشكل كبير على تناول الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية مثل الأسماك، أو الجوز، أو بذور الكتان.
حقائق حول مرض فصام الشخصية
إليك بعض الحقائق التي ستغير نظرتك حول مرض الفصام:
الإحصائيات
يعتقد البعض أنه من الممكن أن يشفى مريض الفصام نظرًا للطريقة التي تتحسن بها الأعراض، والإحصائيات التي تبشر بالخير، ومنها:
-
- 50 % من الأشخاص بعد 10 سنوات من التشخيص تعافوا تمامًا، أو تحسنوا وعادوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
- 25 % من المشخصين بالفصام تتحسن أعراضهم بشكل ملحوظ، ولكن بمساعدة نظام دعم قوي.
- أظهرت الأبحاث والدراسات أن فرصة تعافي وتحسن النساء أكبر من الرجال فيما يتعلق بالفصام.
يبلغ خطر الانتحار للأشخاص المصابين بالفصام حوالي 5%، ولكن العلاج المناسب يقلل من هذا الخطر.
بإمكانك الاستمتاع بحياتك
عبر اتباع العلاج الصحيح لحالتك سوف تكون قادرًا على الاستمتاع بحياتك، وسوف تحظى في حياة ممتعة ومرضية إلى حد ما.
سوف تتحسن، ولكن استمر في العلاج
يستعيد معظم المصابين بالفصام وظائفهم وحياتهم الطبيعية بعد مرور بعض الوقت، لذا لا تفقد الأمل، لن تقضي حياتك في المستشفى وسوف تتحسن وتصبح أمورك أفضل.
كلمة من عرب ثيرابي
يعتبر العلاج النفسي للفصام أمراً أساسياً للتمكن من التعايش بشكل أفضل مع هذه الحالة، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه من خلال العلاج النفسي يتمكن الشخص من الوصول إلى جودة حياة أفضل لكن لا بد من الثقة بالمعالج المتخصص والبقاء متفائلاً قدر الإمكان بالقدرة على التعافي.
