Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تخيل أشياء

ما هو وسواس تخيل أشياء لم تحدث؟

في الوقت الذي نثق به بذكرياتنا عن الأمور، إلا أن بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لا يمكنهم ذلك، حيث يقوم الدماغ بتخيل أشياء لم تحدث في الحقيقة ويصبح عالقاً في حلقة إثبات صحتها أو خطئها، فما هو هذا الوسواس وكيف للشخص التخلص منه؟

 

وسواس تخيل أشياء لم تحدث

يعاني بعض الأشخاص من تخيل مواقف وأحداث لم تحدث على أرض الواقع (أو ما يسمى الذاكرة الكاذبة)، أو قد تكون قد حدثت بطريقة مختلفة، بحيث تكون أجزاء من هذا التخيل حقيقياً وأجزاء أخرى مزيفة ووهمية، مما يترك الشخص حائراً في مدى تصديقه لهذه الأفكار والتخيلات، فيقوم بعدة أمور في محاولة لتأكيد أو نفي ما يتخيله.

 

علاقة تخيل أشياء لم تحدث بالوسواس القهري

على الرغم من أن الأمر قد يحدث لدى أي شخص، إلا أن الكثير ممن يعاني من اضطراب الوسواس القهري يعانون من هذه التخيلات، مما يترتب عليه:

    • عدم ثقة الشخص بذاكرته.
    • عدم الثقة هذه قد تزيد من حدة التعرض للتخيلات في المرات القادمة.
    • قد يعاني الشخص من الأفكار المتهورة والمتداخلة، بحيث لا يمكنه الفصل بينها.
    • بسبب شكوكه في صحة ذاكرته، يحاول الشخص الابتعاد أو تجنب بعض الأماكن والأشخاص.
    • للتخلص من الأفكار المتخيلة، يتبع الشخص إجراءات حازمة عند قيامه بأعماله.
    • عدم القدرة على تذكر أجزاء متفرقة من الأفكار التخيلية يؤدي بالشخص إلى إكمالها بأحدث غالباً ما يخشاها.
    • غالباً ما يتعلق موضوع التخيل بأمور الوسواس القهري المحورية لدى الشخص.
    • في محاولة الشخص محاربة أفكاره التطفلية، تصبح هذه الأفكار تخيلات واقعية بشكل كبير.
    • غالباً ما يلجأ الشخص إلى الآخرين لسؤالهم عن تفاصيل الأشياء التي يتخيلها، للتأكد من مدى صحتها.
    • بسبب الأفكار المترتبة على تخيل الشخص للأشياء، قد يلوم نفسه ويقوم بسلوكيات متهورة أو خطيرة.
    • الشعور بالإحراج بسبب بعض الأشياء التي يتخيلها الشخص.
    • الاعتراف بالقيام بأشياء لم يقم بها الشخص.
    • قد يحاول الشخص التهرب من الأمر وتشتيت تفكيره أو قد يكوّن تخيلات أخرى للقضاء على الأولى.

    معظم الأشخاص يتخيلون أشياء لم تحدث وهو أمر طبيعي. لكن تأثيره على الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يكون أكبر. ويزيد من تحدياتهم اليومية.

     

    أسباب وسواس تخيل أشياء لم تحدث

    غالباً ما يكون السبب الرئيسي في حدوث هذه التخيلات موضوع الوسواس القهري الذي يعاني منه الشخص ومحاولته الابتعاد عنه، إلا أن هناك بعض الأسباب الأخرى المؤدية إلى هذه التخيلات، منها:

      • طول الفترة الزمنية بين الحدث الأصلي وتكون هذه التخيلات أو الذكريات.
      • إصابة الشخص بأحد الاضطرابات النفسية التي تساهم في حدوث مشكلات في الذاكرة، منها اضطراب ما بعد الصدمة.
      • حدوث الهلاوس أو نوبات الذهان بشكل متكرر.

      وسواس تخيل أشياء لم تحدث

      • عدم وعي الشخص خلال حدوث الموقف، كأن يكون تحت تأثير المخدر أو الكحول.
      • التقدم بالعمر وما يرافقه من مشكلات في الذاكرة.
      • الاستماع إلى بعض التفاصيل من الأشخاص الآخرين أو المعلومات الخاطئة، مما يساعد على تكوين الذاكرة.
      • الفهم الخاطئ لبعض المواقف، أو تجميع دماغ الشخص لبعض الذكريات المتفرقة لتكوين ذكرى جديدة غير موجودة.
      • بعض الأحداث المؤلمة أو المشاعر السلبية يمكنها أن تكون ذكريات زائفة متعلقة بها.

       

      كيف يمكن التعامل مع تخيل أشياء لم تحدث؟

      على الرغم من صعوبة الموقف بين الشخص ونفسه، إلا أن تعلم الطرق الصحيحة في إدارة هذه التخيلات يساعد على التقليل منها مع مرور الوقت، ويمكن ذلك من خلال:

      العلاج النفسي

      والذي يساعد الشخص في مقاومة الأفكار الوسواسية والانخراط بالسلوكيات التأكيدية، حيث يتم من خلال العلاج السلوكي المعرفي توفير مواقف محفزة ويمنع فيها الشخص من إظهار الاستجابة لها.

      ويمكن من خلال زيارة موقع عرب ثيرابي الحصول على اشتراكات علاجية تضمن للشخص التخلص من السلوكيات القهرية المصاحبة لاضطراب الوسواس القهري والذاكرة الكاذبة في آن واحد.

      العلاج الدوائي

      على الرغم من عدم توفر دواء محدد لهذه الحالة، إلا أن بعض الأدوية الخاصة بمثبطات السيروتونين تعمل على التقليل من أعراض القلق والاكتئاب التي يمكن أن يشعر بها الشخص في هذه الأثناء، بالإضافة إلى الأدوية النفسية الأخرى، مثل:

        • كلوميبرامين (clomipramine).
        • سيرترالين (sertraline).
        • فلوكستين (fluoxetine).

        مجموعات الدعم

        يساعد تبادل التجارب ومعرفة كيفية تعامل الأشخاص الآخرين ممن يعاني من الأمر ذاته في حصول الشخص على الأفكار المفيدة، كما أن التواجد بين المجموعة يساهم في التزام الشخص بقرارات التغيير بشكل أكبر.

        التحفيز العميق للدماغ

        من خلال إيصال نبضات كهربائية معينة إلى الدماغ، يمكن لبعض الحالات التي لا يتم معالجتها من خلال العلاج النفسي والدوائي، أن تلاحظ التحسن على أعراضها.

        الرعاية الذاتية

        تساعد استراتيجيات الرعاية الذاتية الشخص في التغلب على أعراض الوسواس القهري التي يعاني منها، حيث إنها تساهم في زيادة الوعي الذاتي لديه، ومن هذه الاستراتيجيات:

          • النوم بشكل كاف يومياً.
          • تناول الأطعمة الصحية.
          • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي وإن كانت لفترة قصيرة.
          • ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل.
          • كتابة اليومية، والتي من شأنها زيادة معرفة الشخص بسلوكياته.
          • ممارسة الهوايات المفضلة، وضمان عدم وجود أوقات فراغ يمكن للشخص إشغال تفكيره بها.

           

          هل يُعتبر تخيل أشياء لم تحدث اضطراباً منفصلاً؟

          لن تجعل هذه التخيلات التي يعاني منها الشخص من الوسواس القهري لديه اضطراباً آخر، بل هو الاضطراب ذاته، إلا أن الشخص تأتيه الوساوس والسلوكيات القهرية المتعلقة بموضوع الوسواس لديه على هيئة تخيلات متكررة تستدعي منه التحقق من مدى صحتها.

           

          ما هي محفزات هذه التخيلات؟

          غالباً ما تكون هناك بعض المحفزات التي تزيد من تخيل الشخص لبعض الأشياء غير الحقيقية، ومن هذه المحفزات:

            • الخوف من إيذاء الغير: بسبب التعرض للكثير من المواقف الصادمة والمؤلمة، فإن الشخص يخشى من تعريض غيره لمثل هذه المواقف.
            • الأفكار الجنسية: قد تشكل بعض الأمور المتعلقة بالجانب الجنس قلقاً للشخص، مثل التحرش أو المثلية، مما يؤدي إلى تكون مثل هذه الهواجس.
            • الشك الدائم: حيث إن الشخص أثناء إصابته بالوسواس القهرية يشك في جميع الأمور.
            • القلق: يعاني الشخص في هذا الاضطراب من مستويات مرتفعة من القلق، والذي بدوره يساهم في تكوين مثل هذه التخيلات.
            • عدم الثقة بالذاكرة: يحاول هذا الشخص التأكد من الأمور بشكل متكرر، لذلك فهو متعود على عدم الثقة بذاكرته.