لوم النفس

لوم النفس على الأخطاء

قد يمر الشخص بمواقف يشعر بها بالمسؤولية في حدوثها، إلا أن الأمر يبقى طبيعياً ما لم يؤثر سلباً على حياته، حيث أن لوم النفس على الأخطاء قد يحمل الكثير من المضار التي تجعل الشخص في النهاية مضطر للبحث عن طرق فعّالة للتغلب عليها، وفي الأسطر التالية نقدم أفضل هذه الطرق.

ما هو لوم النفس على الأخطاء؟

يعرف لوم النفس (Self-blame) على أنه إرجاع سبب العواقب التي يمر بها الشخص إلى أفعاله وشخصيته بشكل مباشر، وقد يكون هذا الأمر مفيداً إن كان يؤدي إلى تغيير السلوك إلى سلوك إيجابي، وفي بعض الأحيان يعتبر أمراً ضاراً في حال زيادة العاطفة السلبية للشخص أو عدم قيامه بتغيير السلوك أساساً.(المرجع 1)

أسباب لوم النفس

في بعض الأحيان يصبح لوم النفس من الإدمان التي يمكن للشخص أن يدمن عليها، بحيث يصبح هذا السلوك طريقة للتعامل مع المشكلات الداخلية غير المحلولة، وقد يعود الأمر إلى:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة لأمور ما كان الشخص أن يتحملها، مما يثير في النفس إحساس بالمسؤولية اتجاه المواقف الحياتية.
  • الحصول على التقدير أثناء الطفولة مما يشكل دافع للاستمرار بالنجاحات، والتي لا يمكن الوصول إليها دائماً، مما ينتج عنه لوم النفس للشخص.
  • إلقاء الأهل اللوم على الطفل بشكل مستمر.
  • الشعور بالمسؤولية والملكية لعائلة يشكل الشخص جزءاً منها.
  • التعرض لصدمة نفسية أدت إلى تدني شعور الشخص بقيمته.
  • تعرض الشخص للإساءة العاطفية والجسدية والنفسية، وكطريقة للتعامل مع الألم والخجل يبدأ الشخص بالشعور بلوم النفس.
  • في حالة الانفصال عن الشريك، قد يقوم الأخير بتحميل الشخص مسؤولية تصرفاته وانفصاله.
  • محاولة الشخص التحكم في جميع مسارات حياته، وعند التعرض للمواقف الفاشلة فلا بد من لوم النفس على ذلك.

هل يوجد أمور يمكن أن تزيد من لوم النفس على الأخطاء؟

قد يتعرض الشخص لبعض المحفزات التي تدفعه إلى لوم نفسه باستمرار، خاصة بعد التعرض لموقف مؤلم، ومن هذه المحفزات:(المرجع 4)

  • قيام المسيء بالتخفيف من حدة الموقف المؤلم، أو إلقاءه باللوم على الشخص المتضرر، أو اعتراف الآخرين بحسن تصرفات المسئ.
  • قيام المجتمع أو البيئة المحيطة بالشخص بإلقاء اللوم على الشخص في الموقف الذي وقع به، وقد يتهمونه على أنه سيء.
  • جلد الذات الناتج عن لوم الآخرين للشخص، والذي يسبب في النهاية شعور سلبي وتقليل من احترام الذات.
  • قلة رعاية الشخص النفسية لذاته، مما يزيد من الأمر سوءاً ويدفعه في النهاية إلى الشعور باستحقاق العقاب.
  • الشعور بالخجل أو العار من بعض التصرفات، بالإضافة إلى القلق المتزايد قد يحفز الشخص لتوليد مشاعر لوم النفس.

كيف يمكن التخلص من لوم الذات؟

غالباً ما يكون للوم النفس الكثير من النتائج السلبية على الشخص، لذلك لا بد من تقليل هذه الممارسات واتباع أساليب أكثر فائدة للتعامل مع المواقف المؤلمة، ومن الطرق المتبعة في ذلك نذكر:

التحدث مع الآخرين

إن إحاطة الشخص بأشخاص يثق بهم ويمكنهم الإستماع الحقيقي لما يقوله دون الشعور بالانزعاج، حيث أن الأمر له الكثير من الفائدة على الشخص الذي يلوم نفسه باستمرار، مثل:(المرجع 3)

  • التغلب على المخاوف والشعور بالواقعية بشكل أكبر.
  • التمكن من رؤية تفاصيل أخرى للموقف أو الإحاطة به من منظور آخر.
  • التقليل من الشعور بالمسؤولية اتجاه الموقف.
  • الشعور بمزيد من الراحة.

الحصول على الدعم النفسي

يساعد التحدث مع الأخصائي النفسي الكثير من الراحة للشخص في هذه الحالة، حيث أنه يتعلم طرقاً جديدة للتعامل مع المواقف، بالإضافة إلى زيادة احترام الذات.(المرجع 3)

طريقة الحديث مع النفس

يجب على الشخص مراقبة الشخص لنفسه لطريقة حديثه مع نفسه، ومعرفة الأنماط التي تستدعي لوم النفس فيها، والتقليل من بعض الكلمات مثل ينبغي ويجب.(المرجع 3)

التقليل من الانتقاد

غالباً ما يقوم هذا الشخص بانتقاد الآخرين على أفعالهم وأخطائهم كما يفعل مع نفسه، كما أنه يحكم عليهم بطريقة سيئة، لذلك من خلال التقليل من هذه الانتقادات يمكن أن يتحكم أيضاً بطريقة حكمه على نفسه.(المرجع 5)

مسامحة النفس

لا يوجد أحد دون أخطاء، ولكن الأمر المهم هنا هو كيفية مسامحة النفس على هذه الأخطاء وعدم تذكرها بشكل مستمر.(المرجع 5)

ترك تجارب الماضي

إن تذكر التجارب الماضية بشكل مستمر لن يفيد الشخص بشيء، لذك يمكن له أن يسعى لتغيير السمات التي أدت إلى هذه النتائج من خلال تجاهل تجارب الماضي.(المرجع 6)

الأمور الخارجة عن الإرادة

لا بد من الاعتراف بأن هناك بعض الأمور التي لا يمكن للشخص التحكم بها، حيث أن قيام الشخص بما يتوجب عليه لينتج بعد ذلك مواقف سلبية، غالباً ما يعود ذلك لأمور خارجة عن إرادته.(المرجع 6)