ما ستجده في هذا المقال:
قد يمر الشخص بمواقف يشعر بها بالمسؤولية في حدوثها، إلا أن الأمر يبقى طبيعياً ما لم يؤثر سلباً على حياته، حيث أن لوم النفس على الأخطاء قد يحمل الكثير من المضار التي تجعل الشخص في النهاية مضطر للبحث عن طرق فعّالة للتغلب عليها، وفي الأسطر التالية نقدم أفضل هذه الطرق.
ما هو لوم النفس على الأخطاء؟
يعرف لوم النفس (Self-blame) على أنه إرجاع سبب العواقب التي يمر بها الشخص إلى أفعاله وشخصيته بشكل مباشر، وقد يكون هذا الأمر مفيداً إن كان يؤدي إلى تغيير السلوك إلى سلوك إيجابي، وفي بعض الأحيان يعتبر أمراً ضاراً في حال زيادة العاطفة السلبية للشخص أو عدم قيامه بتغيير السلوك أساساً.
أسباب لوم النفس
في بعض الأحيان يصبح لوم النفس من الإدمان التي يمكن للشخص أن يدمن عليها، بحيث يصبح هذا السلوك طريقة للتعامل مع المشكلات الداخلية غير المحلولة، وقد يعود الأمر إلى:
-
- تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة لأمور ما كان الشخص أن يتحملها، مما يثير في النفس إحساس بالمسؤولية اتجاه المواقف الحياتية.
- الحصول على التقدير أثناء الطفولة مما يشكل دافع للاستمرار بالنجاحات، والتي لا يمكن الوصول إليها دائماً، مما ينتج عنه لوم النفس للشخص.
- إلقاء الأهل اللوم على الطفل بشكل مستمر.
- الشعور بالمسؤولية والملكية لعائلة يشكل الشخص جزءاً منها.
- التعرض لصدمة نفسية أدت إلى تدني شعور الشخص بقيمته.
- تعرض الشخص للإساءة العاطفية والجسدية والنفسية، وكطريقة للتعامل مع الألم والخجل يبدأ الشخص بالشعور بلوم النفس.
- في حالة الانفصال عن الشريك، قد يقوم الأخير بتحميل الشخص مسؤولية تصرفاته وانفصاله.
- محاولة الشخص التحكم في جميع مسارات حياته، وعند التعرض للمواقف الفاشلة فلا بد من لوم النفس على ذلك.
ربما كنت “الطفل المشاغب” في عائلتك وتميل إلى تلقي اللوم بشكل عام.
هل يوجد أمور يمكن أن تزيد من لوم النفس على الأخطاء؟
قد يتعرض الشخص لبعض المحفزات التي تدفعه إلى لوم نفسه باستمرار، خاصة بعد التعرض لموقف مؤلم، ومن هذه المحفزات:
-
- قيام المسيء بالتخفيف من حدة الموقف المؤلم، أو إلقاءه باللوم على الشخص المتضرر، أو اعتراف الآخرين بحسن تصرفات المسيء.
- قيام المجتمع أو البيئة المحيطة بالشخص بإلقاء اللوم على الشخص في الموقف الذي وقع به، وقد يتهمونه على أنه سيء.
- جلد الذات الناتج عن لوم الآخرين للشخص، والذي يسبب في النهاية شعور سلبي وتقليل من احترام الذات.
- قلة رعاية الشخص النفسية لذاته، مما يزيد من الأمر سوءاً ويدفعه في النهاية إلى الشعور باستحقاق العقاب.
- الشعور بالخجل أو العار من بعض التصرفات، بالإضافة إلى القلق المتزايد قد يحفز الشخص لتوليد مشاعر لوم النفس.
أحيانًا نلوم أنفسنا بشكل لاإرادي على الأشياء التي ليست خطأنا.
كيف يمكن التخلص من لوم الذات؟
غالباً ما يكون للوم النفس الكثير من النتائج السلبية على الشخص، لذلك لا بد من تقليل هذه الممارسات واتباع أساليب أكثر فائدة للتعامل مع المواقف المؤلمة، ومن الطرق المتبعة في ذلك نذكر:
التحدث مع الآخرين
إن إحاطة الشخص بأشخاص يثق بهم ويمكنهم الاستماع الحقيقي لما يقوله دون الشعور بالانزعاج، حيث أن الأمر له الكثير من الفائدة على الشخص الذي يلوم نفسه باستمرار، مثل:
-
- التغلب على المخاوف والشعور بالواقعية بشكل أكبر.
- التمكن من رؤية تفاصيل أخرى للموقف أو الإحاطة به من منظور آخر.
- التقليل من الشعور بالمسؤولية اتجاه الموقف.
- الشعور بمزيد من الراحة.
الحصول على الدعم النفسي
يساعد التحدث مع الأخصائي النفسي الكثير من الراحة للشخص في هذه الحالة، حيث أنه يتعلم طرقاً جديدة للتعامل مع المواقف، بالإضافة إلى زيادة احترام الذات.
طريقة الحديث مع النفس
يجب على الشخص مراقبة الشخص لنفسه لطريقة حديثه مع نفسه، ومعرفة الأنماط التي تستدعي لوم النفس فيها، والتقليل من بعض الكلمات مثل ينبغي ويجب.
التقليل من الانتقاد
غالباً ما يقوم هذا الشخص بانتقاد الآخرين على أفعالهم وأخطائهم كما يفعل مع نفسه، كما أنه يحكم عليهم بطريقة سيئة، لذلك من خلال التقليل من هذه الانتقادات يمكن أن يتحكم أيضاً بطريقة حكمه على نفسه.
لا يوجد أحد دون أخطاء، ولكن الأمر المهم هنا هو كيفية مسامحة النفس على هذه الأخطاء وعدم تذكرها بشكل مستمر
ترك تجارب الماضي
إن تذكر التجارب الماضية بشكل مستمر لن يفيد الشخص بشيء، لذك يمكن له أن يسعى لتغيير السمات التي أدت إلى هذه النتائج من خلال تجاهل تجارب الماضي.
الأمور الخارجة عن الإرادة
لا بد من الاعتراف بأن هناك بعض الأمور التي لا يمكن للشخص التحكم بها، حيث أن قيام الشخص بما يتوجب عليه لينتج بعد ذلك مواقف سلبية، غالباً ما يعود ذلك لأمور خارجة عن إرادته.
نصيحة عرب ثيرابي
ينتج عن لوم النفس على الأخطاء بشكل متكرر الكثير من المشكلات النفسية، لذلك ننصح في عرب ثيرابي بضرورة الحصول على الاستشارة النفسية اللازمة عند الشعور بالحاجة لها، بالإضافة إلى ممارسة التعاطف مع النفس من خلال:
- تغيير طريقة الحديث الذاتي من النقد الدائم إلى التشجيع والإيجابية.
- كتابة رسائل تعاطف للنفس دون إصدار أي أحكام فيها.
- لمس الجسد ذاتياً بشكل مهدئ من خلال تدليك الرقبة بلطف أو عناق الذات، مما يغير كيميائية الدماغ.